03.05.2016 Views

في كل مكان

1TsOjdS

1TsOjdS

SHOW MORE
SHOW LESS

Create successful ePaper yourself

Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.

<strong>في</strong> دائرة الضوء<br />

أخبار<br />

LNGS-INFN<br />

وتعود قصة اكتشاف المادة المظلمة إلى<br />

تجربة ‏»داما«‏ DAMA البحثية،‏ التي يقبع<br />

كاشفها <strong>في</strong> المختبر الواقع <strong>في</strong> أعماق منطقة<br />

جران ساسو ماسيف،‏ شرقي روما.‏ وال أ كثر<br />

من عقد من الزمان،‏ نُشرت أدلة 1 دامغة عن<br />

وجود المادة المظلمة،‏ وهي مادة غير مرئية،‏<br />

يُعتقد أنها تربط المجرّات معً‏ ا من خالل تأثير<br />

جاذبيتها.‏ وحاليًّا،‏ سيبدأ أول كاشف جديد <strong>في</strong><br />

العمل وتسجيل القياسات <strong>في</strong> غضون بضعة<br />

أسابيع من كوريا الجنوبية،‏ وسيتبعه باقي<br />

الكواشف على مدى السنوات القليلة المقبلة<br />

<strong>في</strong> إسبانيا،‏ وأستراليا،‏ ومرة أخرى <strong>في</strong> جران<br />

ساسو.‏ وستَستخدِ‏ م جميع الكواشف بلورات<br />

يوديد الصوديوم؛ الكتشاف المادة المظلمة،‏<br />

الذي لم تتميز به سابقًا أي تجربة واسعة<br />

النطاق،‏ سوى تجربة ‏»داما«.‏<br />

ويمتلك العلماء أدلة قوية على وجود<br />

المادة المظلمة،‏ ويتكهَّنون بأنها تتوافر على<br />

اال أ قل بمعدل خمسة أضعاف المادة العادية،‏<br />

لكن طبيعتها ال تزال لغزًا.‏ وتقول الفرضية<br />

السائدة إن جزءًا منها يتكون من جسيمات<br />

ضخمة ضعيفة التفاعل،‏ تُعرف اختصارًا<br />

ب»ويمبس«‏ ،WIMPs وتصطدم عرضيًّا مع<br />

أنوية الذرات <strong>في</strong> محيط كرتنا اال أ رضية.‏<br />

وقد كان متوقَّعً‏ ا لدى وقوع هذا<br />

االصطدام أن تُصْ‏ دِ‏ ر بلورات يوديد<br />

الصوديوم لتجربة ‏»داما«‏ ومضة ضوئية.‏<br />

وعلى الرغم من أن النشاط االإشعاعي<br />

الطبيعي يتسبب أيضً‏ ا <strong>في</strong> إصدار الومضات نفسها،‏ إال أن<br />

تجربة ‏»داما«‏ كشفت عن تلك الجسيمات الضخمة ضعيفة<br />

التفاعل ال أ ول مرة <strong>في</strong> عام 1998، مستندةً‏ إلى حقيقة أنّ‏ عددًا<br />

من الومضات الناتجة يوميًّا قد اختلف مع الفصول.‏<br />

وهذا هو المتوقع تكرار حدوثه مع جسيمات ‏»ويمبس«،‏<br />

التي تمطر اال أ رض،‏ بينما نتحرك <strong>في</strong> نظامنا الشمسي خالل<br />

هالة المادة المظلمة <strong>في</strong> مجرّة درب التبانة . 2 وبناء على هذا<br />

السيناريو،‏ فإن عدد الجسيمات التي تعبر اال أ رض يجب أن<br />

يصل إلى ذروته عندما تصطف خطوط حركة مدارات كوكبنا<br />

مع الشمس <strong>في</strong> أوائل شهر يونيو المقبل،‏ وبالتالي يجب أن<br />

يسجل أدنى مستوى له عندما تعمل حركتها ضد الشمس<br />

<strong>في</strong> أوائل ديسمبر المقبل،‏ ولكن هناك مش<strong>كل</strong>ة واحدة كبيرة،‏<br />

‏»فإذا كانت المادة المظلمة موجودة حقًّا،‏ لكان أولى بتجارب<br />

أخرى عديدة أن ترصدها،‏ وهو ما لم يحدث«،‏ كما يقول<br />

توماس ش<strong>في</strong>تز-‏ مانجولد،‏ وهو باحث <strong>في</strong> ال<strong>في</strong>زياء النظرية <strong>في</strong><br />

معهد كارلسروه للتكنولوجيا <strong>في</strong> ألمانيا.‏ و<strong>في</strong> الوقت نفسه،‏ <strong>كل</strong><br />

محاوالت العثور على نقاط ضعف <strong>في</strong> تجربة ‏»داما«‏ التي ربما<br />

تسببت <strong>في</strong> هذا الرصد،‏ مثل تأثيرات بيئية لم تؤخذ <strong>في</strong> االعتبار<br />

باءت بالفشل.‏ يقول كايكسوان ني من جامعة كاليفورنيا،‏<br />

سان دييجو،‏ الذي يعمل على تجربة للمادة المظلمة تُسمى<br />

‏»زينون‎1‎ تي«‏ :XENON1T ‏»إن إشارة التضمين هناك،‏ ولكن<br />

كيف يمكن تفسير تلك االإشارة،‏ إنْ‏ كانت من المادة المظلمة،‏<br />

أم من أي شيء آخر؟«.‏<br />

ولم تَستخدِ‏ م أي تجربة أخرى واسعة النطاق يوديد<br />

الصوديوم <strong>في</strong> كواشفها،‏ على الرغم من أن تجربة كوريا<br />

الجنوبية للبحث عن الكتلة الخ<strong>في</strong>ة التي تُعرف اختصارًا<br />

باسم ‏»كيمس«‏ KIMS استخدمت يوديد السيزيوم،‏ ولذلك..‏<br />

يبقى احتمال أن المادة المظلمة تتفاعل مع الصوديوم<br />

بطريقة مختلفة عن العناصر اال أ خرى.‏ ‏»وحتى تحين اللحظة<br />

التي يُستخدم <strong>في</strong>ها كاشف مصنوع من المادة نفسها،‏ لن<br />

يَ‏ ستخدِ‏ م فريق ‏»داما«‏ البحثي يوديد الصوديوم الموجود <strong>في</strong> النحاس؛ للبحث عن المادة المظلمة.‏<br />

يفتر اقتناعنا بأنه ال شيء هناك«،‏ كما يقول خوان كوالر من<br />

جامعة شيكاجو،‏ إلينوي،‏ الذي عمل على عديد من تجارب<br />

المادة المظلمة.‏<br />

وقد وجدت مجموعات بحثية عديدة صعوبة <strong>في</strong> الحصول<br />

على بلورات يوديد الصوديوم بدرجة النقاء المطلوبة،‏ حيث<br />

يمثل التلوث بالبوتاسيوم الذي له نظير مشع طبيعيًّا <br />

مش<strong>كل</strong>ة واضحة،‏ ولكن حاليًّا تم التغلب على هذه المش<strong>كل</strong>ة،‏<br />

حيث حصلت ثالث مجموعات بحثية تستهدف اصطياد<br />

المادة المظلمة ،KIMS( وDM-Ice‏،‏ وANAIS‏(‏ تدار اال أ ولى<br />

والثانية ‏»كيمس،‏ ودي إم-آيس«‏ من خالل جامعة ييل <strong>في</strong><br />

نيو هيفن،‏ كونيتيكت،‏ بينما توجد الثالثة ‏»آنيس«‏ <strong>في</strong> جامعة<br />

سرقسطة،‏ إسبانيا على بلورات لها تقريبًا ضعف مستوى<br />

النشاط االإشعاعي الخل<strong>في</strong>،‏ مقارنةً‏ ببلورات تجربة ‏»داما«،‏ مما<br />

يعني أنها على درجة كا<strong>في</strong>ة من النقاء الختبار نتائجها.‏<br />

وقد تعاونت الفرق البحثية ل<strong>كل</strong> من ‏»كيمس«،‏ و»دي إم-‏<br />

آيس«‏ <strong>في</strong> تشييد كاشف أيوديد الصوديوم <strong>في</strong> مختبر يانج يانج،‏<br />

الموجود تحت اال أ رض على بعد 160 كيلومترًا شرق سيول.‏<br />

ويَستخدِ‏ م هذا الجهاز مستشعر ‏»<strong>في</strong>تو نشط«،‏ من شأنه فصل<br />

إشارة المادة المظلمة من ضجيج الخل<strong>في</strong>ة بش<strong>كل</strong> أفضل مما<br />

تم <strong>في</strong> تجربة ‏»داما«،‏ كما يقول يونجدوك كيم،‏ مدير مركز<br />

كوريا الجنوبية ل<strong>في</strong>زياء تحت اال أ رض <strong>في</strong> ديجون،‏ الذي يدير<br />

الفريق البحثي ‏»كيمس«.‏<br />

ويقوم الفريق البحثي ‏»آنيس«‏ ببناء كاشف مماثل <strong>في</strong><br />

مختبر كانفرانك تحت اال أ رض <strong>في</strong> جبال البيرينيه االإسبانية.‏<br />

وسيكون لدى الفرق البحثية مجتمعةً‏ حوالي 200 كجم من<br />

يوديد الصوديوم،‏ كما أنها ستشترك <strong>في</strong> البيانات المجمَّ‏ عة.‏<br />

وهذا ال يختلف كثيرًا عمّ‏ ا احتوت عليه تجربة ‏»داما«،‏ وهو<br />

250 كجم،‏ ولذا..‏ يمكنها التقاط عدد مماثل من جسيمات<br />

‏»ويمبس«،‏ حسب توقعاتها.‏ وعلى الرغم من أن الكواشف<br />

الحديثة ستحتوي على مستويات أعلى من ضجيج الخل<strong>في</strong>ة،‏<br />

سيظل ممكنًا تأكيد أو ن<strong>في</strong> إشارة تجربة<br />

‏»داما«‏ الهائلة،‏ كما تقول رينا ماروياما من<br />

جامعة ييل،‏ التي تقود الفريق البحثي ‏»دي<br />

إم-آيس«.‏<br />

ويجادل كاالبريس بأن درجة النقاء<br />

العالية أكثر أهمية من الكتلة،‏ حيث طوَّر<br />

هو ومعاونوه تقنية لخفض التلوث،‏ وأعلنوا<br />

<strong>في</strong> يناير الماضي أنهم كانوا أول مَ‏ ن حصل<br />

على بلورات أنقى من تجربة ‏»داما«.‏ ويتوقع<br />

أن يقلل مستويات ضجيج الخل<strong>في</strong>ة إلى عُشْ‏ ر<br />

ما انطوت عليه تجربة ‏»داما«.‏<br />

هذا..‏ باالإضافة إلى مشروع ‏»يوديد<br />

الصوديوم بفلترة خل<strong>في</strong>ة نشطة«،‏ المعروف<br />

اختصارًا باسم ‏»سابر«‏ ،SABRE الذي<br />

سيضع كاشفًا <strong>في</strong> جران ساسو،‏ وآخر <strong>في</strong><br />

مختبر <strong>في</strong>زياء ستاويل تحت اال أ رض،‏ ويجري<br />

بناؤه <strong>في</strong> منجم للذهب <strong>في</strong> والية <strong>في</strong>كتوريا<br />

بأستراليا.‏ كما سيتم استخدام مكشاف <strong>في</strong><br />

هذا المشروع؛ اللتقاط إشارة المادة المظلمة<br />

من الضجيج،‏ وستكون له كتلة إجمالية،‏<br />

قدرها 50 كجم.‏<br />

ويجب أن يَستكمِ‏ ل مشروع ‏»سابر«‏<br />

أبحاثه ومرحلة تطويره خالل سنة تقريبًا،‏<br />

ثم يبني كواشفه <strong>في</strong> أقرب وقت بعد ذلك،‏<br />

كما تقول كاالبريس،‏ ثم سيجعل تقنياته <strong>في</strong><br />

متناول مختبرات أخرى،‏ وهو اال أ مر الذي لم<br />

تفعله تجربة ‏»داما«.‏ و<strong>في</strong> ظل توافر كاش<strong>في</strong>ن<br />

توأمين <strong>في</strong> نص<strong>في</strong> الكرة الشمالي والجنوبي،‏<br />

سيتضح ما إذا كانت اال آ ثار البيئية هي التي تسببت <strong>في</strong> نتائج<br />

تجربة ‏»داما«،‏ أم ال.‏ أما إذا كانت جسيمات ‏»ويمبس«‏<br />

هي السبب،‏ <strong>في</strong>نبغي أن يرصد الكاشفان االإشارة نفسها<br />

<strong>في</strong> الوقت ذاته.‏<br />

وسيتوجب على تجربة ‏»داما«‏ االنتظار على اال أ قل حتى عام<br />

2017، الإعالن أحدث نتائجها،‏ كما تقول ريتا برنابي المتحدثه<br />

الرسمية للتجربة من جامعة روما تور <strong>في</strong>رجاتا.‏ وقد صرحت أنها<br />

ال تحبس أنفاسها بخصوص نتائج كواشف يوديد الصوديوم<br />

القادمة.‏ وتستطرد قائلة:‏ ‏»تم التحقق بالفعل من النتائج التي<br />

توصلنا إليها <strong>في</strong> عدد ال يُحصى من الفحوص خالل 14 دورة<br />

سنوية،‏ ولذلك..‏ ليس لدينا أي سبب لنتحمَّ‏ س لِمَ‏ ا قد يقوم به<br />

اال آ خرون«.‏ وتضيف قائلة إنه إذا لم ترصد تلك التجارب ما تم<br />

التوصل إليه <strong>في</strong> تجربة ‏»داما«،‏ فهذا يعني أنهم ال يمتلكون<br />

مستوى الحساسية الكا<strong>في</strong> للرصد.‏<br />

هل يمكن لتلك المجموعات البحثية أن تثبت صحة نتائج<br />

تجربة ‏»داما«؟ ‏»لم أكن مستعدًّ‏ ا لتصديق نتائج تجربة ‏»داما«،‏<br />

أو حتى أَخْ‏ ذها على محمل الجد <strong>في</strong> البداية«،‏ كما تقول كاثرين<br />

فريز،‏ وهي باحثة نظرية <strong>في</strong> ال<strong>في</strong>زياء الفلكية <strong>في</strong> جامعة<br />

متشيجان <strong>في</strong> آن أربور،‏ وكانت أول مَ‏ ن اقترح مع زمالئها تقنية<br />

التضمين الموسمية التي تستخدمها تجربة ‏»داما«‏ . 2 ويعود<br />

عدم تصديقها بش<strong>كل</strong> جزئي إلى عدم وجود أي تفسير آخر<br />

لالإشارة المرصودة،‏ لكنها حاليًّا أكثر أمالً‏ . وتشير حقيقة أن<br />

الكثيرين حاولوا وفشلوا <strong>في</strong> تكرار تجربة ‏»داما«‏ إلى أنها ليست<br />

بالعمل اليسير،‏ كما تقول إليزابيتا باربيريو من جامعة ملبورن،‏<br />

التي تقود الذراع اال أ سترالية لمشروع ‏»سابر«.‏ وتعقِّب بقولها:‏<br />

‏»<strong>كل</strong>ما أنظر إلى تجربتهم؛ أدرك أنها تمَّ‏ ت بش<strong>كل</strong> جيد للغاية«.‏ ■<br />

1. Bernabei, R. et al. Eur. Phys. J. C 73, 2648<br />

(2013).<br />

2. Drukier, A. K., Freese, K. & Spergel, D. N. Phys. Rev. D<br />

33, 3495–3508 (1986).<br />

الطبعة العربية | مايو | 2016 21<br />

© 2015 Macmillan Publishers Limited. All rights reserved<br />

تُطبع المجلة بدعم من مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!