في كل مكان
1TsOjdS
1TsOjdS
Create successful ePaper yourself
Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.
أخبار<br />
تحقيقات<br />
من خالل تلك الحسابات، وجد شيبارد وتروجيللو أن أقرب مسافة لهذا الجسم من<br />
الشمس )وهو مقياس يُسمى »الحضيض«( هي 80 وحدة فلكية؛ أي أنه يقع <strong>في</strong>ما وراء كتلة<br />
حزام كايبر. وبذلك.. فهو الجسم ذو الحضيض أ االبعد المكتشَ ف حتى آ االن، ويتجاوز<br />
حضيض الكوكب القزم »سِ دنا« ،Sedna الذي يبلغ 76 وحدة فلكية.<br />
أُعلن عن اكتشاف هذا الجسم الذي سُ مي VP113 2012 <strong>في</strong> ورقة 1 بحثية نُشرت <strong>في</strong><br />
دورية ،Nature كما تبعته إطالة <strong>في</strong> المدد التي يقضيها العلماء <strong>في</strong> عملية الرصد باستخدام<br />
تليسكوبات كبيرة. و<strong>في</strong> عام 2014، أمضى شيبارد وتروجيللو الليالي أ االولى لهما <strong>في</strong> مرصد<br />
سوبارو، الذي يديره المرصد القومي الفلكي الياباني، ومثبَّت <strong>في</strong>ه كاميرا ضخمة من نوع<br />
»هايبر سوبريم كام« .Hyper Suprime-Cam إن هذا الجمع بين تليسكوب كبير وكاميرا<br />
ذات مجال واسع، يجعل من مرصد سوبارو ال<strong>مكان</strong> أ االفضل <strong>في</strong> العالم لمسح نطاقات<br />
ضخمة من السماء، بحثًا عن أجسام خافتة.<br />
يعمل علماء كثيرون مع مرصد سوبارو عن بُعْ د، إذ يظلون عند مستوى سطح البحر<br />
<strong>في</strong> هيلو، ويتواصلون مع مشغِّ لي التليسكوب من خالل مؤتمرات ال<strong>في</strong>ديو عبر االإ نترنت.<br />
تع<strong>في</strong>هم هذه الطريقة من االنتقال عبر رحلة مدّ تها ساعتان إلى قمة مونا كيا، على ارتفاع<br />
4,200 متر، حيث يقل أ االكسجين <strong>في</strong> الجو بنسبة 40%؛ ما يجعل الكثيرين يُصابون بالدُّ وار<br />
والصداع، أو مشكالت صحية أكثر خطورة <strong>في</strong> بعض أ االحيان.<br />
أما شيبارد، <strong>في</strong>ميل إلى المشاركة الفعالة <strong>في</strong> توجيه عمليات الرصد؛ ولذا.. فهو يذهب<br />
دائمً ا بنفسه. يبقى يقظًا طوال الليل، وال يَستخدِ م مجسّ أ االكسجين أبدً ا لمعرفة مدى<br />
تعايشه مع ظروف االرتفاع. يمتلئ دفتره بالمالحظات، التي منها: رقم الحقل، ورقم<br />
الشريحة، ومدة التعريض. ويقوم بإعادة تنظيم أ االهداف فورًا، مُ عِ يدً ا ترتيب ما ينظر<br />
إليه؛ بغية تحسين الفواصل الزمنية بين الحقول.<br />
تحدِّ ق مرآة التليسكوب الضخمة <strong>في</strong> السماء، جامعةً الفوتونات، ويظهر العدّ التنازلي<br />
لمدد التعريض بأرقام خضراء كبيرة على شاشة حاسوب. ومع انتهاء <strong>كل</strong> عرض، ينطلق<br />
صوت إنذار يشبه صوت ساعة الوقواق، ومن ثم يملي<br />
شيبارد على مشغِّ ل التليسكوب ال<strong>مكان</strong> التالي الذي يريده<br />
أن يوجه الكاميرا نحوه.<br />
<strong>كل</strong> ليلة رصد جيدة أ تمال حاسوب شيبارد النقال<br />
بالبيانات. ولتحديد العوالم المحتملة البعيدة،<br />
يَستخدِ م الباحثون برنامجً ا صنعه تروجيللو اللتقاط<br />
االجسام المتنقلة بين أ االطر المختلفة للمجال النجمي<br />
أ<br />
نفسه، لكن نظرًا إلى أن البرنامج يعطي عددًا من النتائج<br />
االإ يجابية الكاذبة، فتجب مراجعة <strong>كل</strong> حقل يدويًّا أيضً ا.<br />
يدقق شيبارد <strong>في</strong> <strong>كل</strong> عرض يظهر، محدِّ قًا <strong>في</strong> النقاط<br />
الخافتة التي أحاطها البرنامج بدوائر برتقالية، كي يقرر<br />
إذا كانت تمثل جسمً ا بعيدً ا ضمن المنظومة الشمسية،<br />
أم شيئًا آخر كويكبًا أم عالمة أ الشعة كونية.<br />
يمضي عبر آالف العروض، إطار تلو آخر، كما لو كان<br />
يلعب لعبة <strong>في</strong>ديو. يقول: »مشاهدة الصور أمرٌ ممتع.<br />
إنك ال تعرف ما الذي ستراه مع <strong>كل</strong> صورة.. فقد تحوي<br />
الصورة التالية الكوكب المنتظَر«.<br />
إنّ بطء حركة أ االجسام يمثل العامل أ االهم هنا.<br />
فنسبيًّا، تقع الكويكبات بالقرب من أ اال رض، ويمكن<br />
لموقعها <strong>في</strong> السماء أن ينزاح بمقدار 30 ثانية قوسية، أو 0.008 درجة <strong>كل</strong> ساعة. أما<br />
أجسام حزام كايبر وهي أبعد بكثير فتقطع حوالي 3 ثوان قوسية من السماء <strong>كل</strong> ساعة.<br />
وأي شيء أبطأ من ذلك ال بد أن يكون أبعد من كتلة حزام كايبر؛ وهذا هو ما يثير اهتمام<br />
فريق البحث.<br />
لذا.. لتحديد مدار أي جسم ومسافة حضيضه، يجب على العلماء تكرار عملية رصده<br />
على مدار عام كامل. فمجرد كونه بعيدً ا <strong>في</strong> لحظة اكتشافه ال يعني أنه ذو أهمية علمية.<br />
على سبيل المثال.. الجسم الذي رآه شيبارد على بعد 90 وحدة فلكية <strong>في</strong> شهر نوفمبر<br />
الماضي، ربما كان وقتها <strong>في</strong> نقطته أ االقرب من الشمس. <strong>في</strong> هذه الحالة، قد يش<strong>كل</strong> اكتشاف<br />
فاصل، من حيث كونه يقع <strong>في</strong> منطقة أبعد من »سِ دْ نا«، ومن ،VP113 2012 لكن إذا كان<br />
يقرِّبه مساره من الشمس بدرجة كبيرة، ربما حتى 40 وحدة فلكية؛ يجعله ذلك أقل إثارة؛<br />
إذ إن مسافة حضيضه ستضعه فعليًّا داخل حدود حزام كايبر، ما يعني أنه مجرد جسم<br />
آخر عادي من أجسام الحزام، وليس أحد العوالم المتطرفة المنشودة.<br />
ينطبق الشيء نفسه على جسم عَثر عليه العلماء على مسافة 103 وحدات فلكية <strong>في</strong><br />
شهر نوفمبر الماضي، وهو أبعد جسم جرى رصده على االإطالق. وسوف تمر عدة أشهر،<br />
قبل أن يعرفوا إذا كان ذلك الجسم سوف يظل موجودًا <strong>في</strong> المنظومة الشمسية الخارجية،<br />
أم أنه سوف ينحرف إلى الداخل مع الوصول إلى حضيضه.<br />
»إنكَ ال تعرف ما الذي<br />
ستراه مع <strong>كل</strong> صورة..<br />
فقد تحوي الصورة<br />
التالية الكوكبَ<br />
األرضيَّ المنتظَ ر«.<br />
هذا.. وتظل أكثر االكتشافات إغراءً حتى اال آ ن هي اكتشاف الكوكب التاسع المفترَض.<br />
فبناءً على مدارات ،VP113 2012 و»سِ دْ نا«، اقترح تروجيللو وشيبارد <strong>في</strong> ورقة بحثية قاما<br />
بنشرها <strong>في</strong> دورية Nature <strong>في</strong> عام 2014 أن يكون هناك كوكب أرضي فائق الحجم غير<br />
مرئي، متوارٍ على بعد 250 وحدة فلكية تقريبًا. و<strong>في</strong> شهر يناير الماضي، قام كونستانتين<br />
باتيجين، ومايك براون من معهد كالتك بمقارنة مداري الجسمين، وأربعة أجسام بعيدة<br />
أخرى من أجسام حزام كايبر؛ بغرض تضييق نطاق حسابات الموضع الذي يمكن أن يكون<br />
<strong>في</strong>ه مثل هذا الكوكب.<br />
تشترك اال أ جسام الستة <strong>في</strong> الخاصية المدارية نفسها، وهي أنها مع مرورها بأقرب<br />
نقطة للشمس، تتحرك من الشمال إلى الجنوب، نسبةً إلى مسطح المنظومة الشمسية.<br />
فإذا لم تكن ثمة عالقة <strong>في</strong>ما بين تلك اال أ جسام، لم تكن لتشترك <strong>في</strong> االتجاه نفسه. وتدور<br />
نقطة النقاش اال أ خرى حول كون اال أ جسام الستة تتجمع <strong>في</strong> الفضاء أيضً ا )انظر: »هناك<br />
<strong>في</strong> الفضاء«(. يقول باتيجين: »جميعها تتجه نحو االتجاه نفسه، وتميل بالزاوية نفسها.<br />
إنه أمر غريب«.<br />
يجادل باتيجين وبراون حول وجوب أن يكون الكوكب التاسع غير المرئي هو الذي يوجه<br />
تلك اال أ جسام نحو تلك التجمعات، إذ إنّ كتلته قد تبلغ ما بين 5 و10 أضعاف كتلة اال أ رض،<br />
وربما يتحرك <strong>في</strong> مدار يقربه من الشمس لمسافة قد تصل إلى 200 وحدة فلكية، ويبعده<br />
عنها بمسافة قد تصل إلى 1,200 وحدة فلكية.<br />
البحث عن الكوكب التاسع<br />
يقول النقاد إنّ الجدل القائم مبني على حفنة فقط من أجسام حزام كايبر. »إنه عدد<br />
إحصائي صغير جدًّ ا«، كما يقول دي<strong>في</strong>د نيسفورني، وهو عالِم متخصص <strong>في</strong> الكواكب <strong>في</strong><br />
معهد ساوث ويست البحثي <strong>في</strong> بولدر بكولورادو؛ إال أنه يرى الفكرة مثيرة. ويضيف: »يقع<br />
االمر عند حافة قابلية التصديق؛ تمامً ا كما يجب على العلم أن يكون«.<br />
أ<br />
يُجْ رِي علماء فلك كثيرون حاليًّا حساباتهم الخاصة؛<br />
لتقدير احتماالت وجود الكوكب التاسع <strong>في</strong> ذلك المدار<br />
المحدد، والكتشاف أين يمكن أن يكون، إنْ لم يكن<br />
هناك. تعمل سامانثا لولر من المجلس القومي<br />
للبحوث-هرتزبرج <strong>في</strong> <strong>في</strong>كتوريا بكندا مع ناثان كَ يْب <br />
من جامعة أوكالهوما <strong>في</strong> نورمان على استقصاء كيف<br />
يمكن لوجود كوكب أرضي فائق الحجم أن يؤثر <strong>في</strong><br />
مدارات كثير من أجسام حزام كايبر. وتوحي نتائجهما<br />
االولية بأنه لو كان ثمة كوكب تاسع؛ لكان قد وكز مدارات<br />
أ<br />
أجسام حزام كايبر بش<strong>كل</strong> لم يحدث <strong>في</strong> الواقع.<br />
إن الكوكب التاسع »فكرة جيدة، وقد تكون عظيمة<br />
حقًّا، إذا كانت حقيقية«، كما تقول لولر.. »لكن عليك<br />
أن تكون حذرًا للغاية«.<br />
وقد تأتي إجابات من مشروع قائم، يُعرف باسم<br />
»استقصاء أصل المنظومة الشمسية الخارجية«، و)يُسمى<br />
اختصارًا: ،)OSSOS تُديره مجموعة من المحققين. يعمل<br />
المشروع على إيجاد ودراسة جميع أجسام حزام كايبر<br />
القابلة للرصد ضمن بقعة صغيرة من السماء بتفاصيل<br />
مدهشة، من خالل تعقُّب مداراتها، وتصنيف ألوانها، وما<br />
غير ذلك. وقد يتمكن هذا العمل من استبعاد وجود الكوكب التاسع المفترَض من جانب<br />
باتيجين وبراون، إذا عثر مشروع OSSOS على جسم بعيد <strong>في</strong> منطقةٍ ، كان من المفترَض<br />
أن يكون وجود الكوكب المقترح قد أَفْرَغَها من أي أجسام أخرى.<br />
وقد اقترح علماء آخرون طرقًا بديلة للبحث عن الكوكب التاسع، مثل معاينة بيانات<br />
صادرة من مركبة الفضاء »كاسِّ يني« ،Cassini تدور حول كوكب زحل، بغية رؤية إذا<br />
كان مدار الكوكب قد اضطرب قليالً ، أم ال، أو استخدام تليسكوبات كونية <strong>في</strong> القطب<br />
الجنوبي؛ لرصد أي إشعاع خافت يصدر من الكوكب. ومع استمرار شيبارد وتروجيللو<br />
<strong>في</strong> عملية المسح المنهجي للسماء، فإنهما يوليان اهتمامً ا خاصً ا للمناطق التي ذكر<br />
باتيجين وبراون أن الكوكب يمكن أن يكون <strong>في</strong>ها. كما يتعقبه كذلك ثنائي معهد كالتك<br />
)باتيجين، وبراون( باستخدام مرصد سوبارو. تقول رينو مالهوترا، عالِمة نظرية <strong>في</strong><br />
جامعة أريزونا <strong>في</strong> توسون: »سوف أُذْهَ ل، إذا لم يكن ثمة كوكب هناك«، إذ قدَّ مت<br />
هي وزمالؤها من خالل ورقة بحثية موضوعة على خادم ما قبل الطباعة ،arXiv تحليالً<br />
جديدً ا 4 لل<strong>مكان</strong> الذي يمكن لكوكب أرضي فائق الحجم أن يتوارى <strong>في</strong>ه، ذلك <strong>في</strong> مدار<br />
مختلف عن مدار الكوكب التاسع الذي طرحه باتيجين، وبراون. يستخدم فريق مالهوترا<br />
أربعة أجسام متطرفة من أجسام حزام كايبر؛ القتراح أن كوكبًا غير مرئي يدور حول<br />
الشمس <strong>كل</strong> 17,000 سنة.<br />
تُطبع المجلة بدعم من مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية<br />
© 2015 Macmillan Publishers Limited. All rights reserved<br />
| 40 مايو | 2016 الطبعة العربية