في كل مكان
1TsOjdS
1TsOjdS
You also want an ePaper? Increase the reach of your titles
YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.
<strong>في</strong> دائرة الضوء<br />
أخبار<br />
الجليدية، وتتسبب <strong>في</strong> انهيار المنحدرات الجليدية التي<br />
تَعَ رَّت مؤخرًا تحت وطأة أوزانها.<br />
وقد وجد الباحثون أنه من خالل تضمين كافة العمليات<br />
المذكورة، يمكنهم إجراء عمليات محاكاة أفضل للفترات<br />
الجيولوجية المهمة التي كانت قد حَ يَّرت العلماء لفترة<br />
طويلة. فعلى سبيل المثال.. قبل بداية العصر الجليدي<br />
اال أ خير منذ 130,000 إلى 115,000 سنة، كانت مستويات<br />
سطح البحر أعلى من المستويات الحالية بحوالي 6 إلى<br />
9 أمتار؛ بينما كانت مستويات ثاني أكسيد الكربون <strong>في</strong><br />
الغالف الجوي أقل من المستويات الحالية بحوالي %30.<br />
ومنذ 3 ماليين سنة، عندما كانت مستويات ثاني أكسيد<br />
الكربون مساوية تقريبًا للمستويات الحالية، كانت أسطح<br />
المحيطات ربما أعلى بحوالي 10 إلى 30 مترًا.<br />
وقد ساعد إدماج العمليات ال<strong>في</strong>زيائية التي تقف وراء<br />
ذوبان الجليد الناتج عن تسخين الغالف الجوي إلى<br />
جانب انهيار المنحدر ديكونتو وبوالرد على إعادة دراسة<br />
تلك الفترات المهمة، من خالل النموذج الخاص بهما.<br />
»كان اال أ مر أقرب إلى لحظة وعي استثنائية.. الحتمال كوننا<br />
على وشك الوصول إلى شيء ما«، كما يقول ديكونتو.<br />
و<strong>في</strong> نهاية المطاف، قام الباحثان باختبار مدى نجاح<br />
االإصدارات المختلفة من نموذجهما <strong>في</strong> محاكاة الماضي؛<br />
ثم استخدما االإصدارات اال أ فضل أداءً <strong>في</strong> توقُّع ارتفاع<br />
مستوى سطح البحر <strong>في</strong> المستقبل. وقد وجدا أنه مع<br />
مرور الوقت، سيصبح تسخين الغالف الجوي هو المحرك<br />
الرئيس لفقدان الجليد.<br />
ومن جانبه، يعلق نِك جوليدج الذي يعمل على<br />
نمذجة الطبقة الجليدية <strong>في</strong> جامعة <strong>في</strong>كتوريا <strong>في</strong><br />
ويلينجتون بنيوزيلندا على هذه الجهود قائالً : »أعتقد<br />
أن أساليبهما ال تزال خيالية بعض الشيء؛ لكنهما يقومان<br />
بعمل جيد«. ويشير بحث جوليدج الذي نُشر <strong>في</strong> دورية<br />
Nature <strong>في</strong> شهر أكتوبر الماضي 3 إلى أن ذوبان الجليد<br />
<strong>في</strong> القارة القطبية الجنوبية الناتج عن زيادة انبعاثات<br />
غازات الد<strong>في</strong>ئة يمكن أن يتسبب <strong>في</strong> ارتفاع مستويات<br />
سطح البحر عالميًّا بمقدار قد يصل إلى 39 سنتيمترًا<br />
بحلول عام 2100، و3 أمتار بحلول عام 2300.<br />
ومع ذلك.. يحذِّ ر جوليدج من كون العلماء ال يعرفون<br />
سوى القليل عن كي<strong>في</strong>ة تأثير الغالف الجوي والمحيط على<br />
الكتل الجليدية القديمة. ويضيف: »<strong>في</strong> الواقع، نحن ال<br />
نمتلك تصورًا كا<strong>في</strong>ًا لما كان عليه المناخ <strong>في</strong> الماضي«.<br />
وتقترح دراسة ثالثة كانت قد نُشرت كذلك <strong>في</strong> دورية<br />
Nature <strong>في</strong> شهر ديسمبر الماضي ، 4 أنه من غير المرجح<br />
أن يؤدي ذوبان الجليد <strong>في</strong> القارة القطبية الجنوبية إلى<br />
ارتفاع <strong>في</strong> مستوى سطح البحر بما يزيد على 30 سنتيمترًا<br />
بحلول عام 2100، إال أن مؤل<strong>في</strong> البحث أشاروا إلى أن<br />
اال أ ساليب المعرَّفة حديثًا، مثل ذوبان السطح، وانهيار<br />
المنحدرات الجليدية، يمكن أن تزيد من فقدان الجليد.<br />
وعلى هذا النحو، صرَّح المؤلف المشارك تامسين إدواردز<br />
وهو عالِم <strong>في</strong> ال<strong>في</strong>زياء <strong>في</strong> الجامعة المفتوحة <strong>في</strong> ميلتون<br />
كينز <strong>في</strong> المملكة المتحدة بأنّ توقعات ديكونتو وبوالرد<br />
تتفق مع دراسة فريقه اال أ خيرة تلك.<br />
ويدرك علماء الكتل الجليدية بالفعل حجم القوة<br />
التدميرية ال آ ليات تسخين الغالف الجوي وانهيار المنحدر<br />
الجليدي، التي يحاكيها نموذج ديكونتو وبوالرد. وقد تَسَ بَّب<br />
تَوَاتُر عدة فصول صيف حارة بش<strong>كل</strong> غير عادي <strong>في</strong> انهيار<br />
مفاجئ <strong>في</strong> الرصيف الجليدي المسمى »الرسن بي« Larsen<br />
B <strong>في</strong> القارة القطبية الجنوبية <strong>في</strong> عام 2002. وقد شهد<br />
العلماء مجموع العمليات والظواهر ال<strong>في</strong>زيائية اال أ ساسية<br />
النهيار المنحدر الجليدي المصاحِ ب ال أ حداث انفصال الكتل<br />
الجليدية جاكوبشافن وهلهايم <strong>في</strong> جرينالند.<br />
ومن جانبه، يقول دي<strong>في</strong>د هوالند، عالِم المناخ ال<strong>في</strong>زيائي <strong>في</strong><br />
جامعة نيويورك: »كمراقب، أرى اال أ شياء التي يتحدثون عنها«.<br />
ويضيف: »ال نزال <strong>في</strong> انتظار الكثير من المالحظات والنماذج،<br />
إال أنهم يوجِّ هون الناس نحو التفكير بطرق علمية جدًّ ا«.<br />
أما ديكونتو، فهو يرى أن نتائج النموذج الجديد تؤكد<br />
أن البشرية اال آ ن تقف أمام خيار حاسم. فإذا صح التقييم<br />
ال<strong>في</strong>زيائي الذي قَدَّ مه هو وبوالرد، بمجرد أن تبدأ عملية<br />
تفكك الرصيف الجليدي تلك، التي يتبعها انهيار المنحدر<br />
الجليدي؛ سيكون من المستحيل تقريبًا وَ قْفها.<br />
ويضيف: »بمجرد تسخين المحيط؛ لن يكون باالإ<strong>مكان</strong><br />
استعادة هذا الجليد، حتى تنخفض درجة حرارة<br />
المحيطات«، وهي عملية قد تستغرق آالف السنين.<br />
ويعقِّب بقوله: »إنها بمثابة الْتِ زَام طويل اال أ مد«. ■<br />
1. Pollard, D. & DeConto, R. M. Nature http://dx.doi.<br />
org/10.1038/nature17145 (2016).<br />
2. Church, J. A. et al. in Climate Change 2013: The<br />
Physical Science Basis. Contribution of Working<br />
Group I to the Fifth Assessment Report of the<br />
Intergovernmental Panel on Climate Change (eds<br />
Stocker, T. F. et al.) 1137–1177 (Cambridge Univ.<br />
Press, 2013).<br />
3. Golledge, N. R. et al. Nature 526, 421–425 (2015).<br />
4. Ritz, C. et al. Nature 528, 115–118 (2015).<br />
رياضيات<br />
برهان »<strong>في</strong>رما« يحصل على<br />
جائزة عالِم الرياضيات »آبل«<br />
أندرو وايلز يُكافَأ؛ لِفَكِّه اللغز التاريخي.<br />
دا<strong>في</strong>ديه كاستيل<strong>في</strong>كي<br />
فاز البريطاني أندرو وايلز الباحث <strong>في</strong> نظرية اال أ عداد بجائزة<br />
آبل Abel Prize لعام 2016، وذلك الإثباته نظرية <strong>في</strong>رما اال أ خيرة،<br />
وهي المسألة التي حيّرت نخبة من أعظم علماء العالم لمدة<br />
ثالثة قرون ونصف القرن. فقد أعلنت اال أ كاديمية النرويجية<br />
للعلوم واال آ داب <strong>في</strong> 15 مارس الماضي عن الفائز بالجائزة، التي<br />
يعتبرها البعض بمثابة جائزة »نوبل للرياضيات«.<br />
وسوف يستلم وايلز البالغ من العمر 62 سنة،<br />
والمنتسب حاليًّا إلى جامعة أكسفورد ببريطانيا مبلغ 6<br />
ماليين كرونر )حوالي 700 ألف دوالر أمريكي( مكافأةً له على<br />
البرهان الذي قدمه <strong>في</strong> عام 1994 على نظرية »<strong>في</strong>رما«.<br />
تنصّ هذه اال أ خيرة على أنه ال يمكن أن تكون هناك أي<br />
أعداد صحيحة موجبة ، x ، y ، z بحيث x n + y n = z n إذا<br />
كان n أكبر من 2. وقد صرّح وايلز لدورية Nature بأن هذه<br />
الجائزة كانت »مفاجأة ب<strong>كل</strong> المقاييس«.<br />
وبحلّ مسألة تُعتبَر بالغة الصعوبة من قِ بل الكثيرين<br />
رغم بساطة طرحها نسبيًّا أصبح وايلز يوصف حسب<br />
قول مارتن بريدسن، مدير معهد أكسفورد للرياضيات<br />
)الكائن بمبنى يحمل اسم<br />
وايلز( بأنه »عالم رياضيات<br />
القرن العشرين اال أ كثر شهرة«.<br />
ورغم أن هذا البرهان قد<br />
أُنجز منذ عقدين، فال يزال<br />
وايلز مصدر إلهام للباحثين<br />
الشباب، وهو ما يتجلَّى<br />
عندما يحضر تالميذ المدارس<br />
»نحن كبشر ننجح<br />
عن طريق التجربة<br />
والخطأ، فاألشخاص<br />
الذين يتغلَّبون على<br />
االنتكاسات هم<br />
الذين ينجحون«.<br />
محاضراته العامة. ويضيف بريدسن: »إنهم يعتبرونه مثل<br />
نجوم موسيقى الروك... وهم يصطفون ال أ خْ ذ صورهم<br />
التذكارية معه«.<br />
أصبحت قصة وايلز قصة كالسيكية تدور حول المثابرة<br />
والثبات، فبينما كان أحد أعضاء هيئة التدريس <strong>في</strong> جامعة<br />
برينستون <strong>في</strong> والية نيو جيرسي خالل الثمانينات، انكبّ على<br />
حل المسألة المذكورة لمدة سبع سنوات، وكان يعمل <strong>في</strong> علية<br />
منزله، دون أن يخبر أحدً ا بذلك، عدا زوجته. و<strong>في</strong> يونيو 1993،<br />
أعلن عن اكتشافه التاريخي خالل مؤتمر نُظّم <strong>في</strong> مسقط رأسه<br />
)كمبريدج( <strong>في</strong> بريطانيا، غير أنه سمع بعد شهرين من أحد<br />
زمالئه أن برهانه يتضمن خطأ فادحً ا.<br />
وهكذا، قضى وايلز سنة أخرى من العمل الشاق<br />
بمساعدة أحد طلبته السابقين وهو ريتشارد تايلر،<br />
المنتسِ ب حاليًّا إلى معهد الدراسات المتقدمة <strong>في</strong><br />
برينستون فأتى على الثغرة التي كان يشكو منها البرهان؛<br />
وسَ دَّ ها بإحكام. وعندما نُشر البرهان ضمن ورقتين <strong>في</strong><br />
عام 1995، كانت دورية »حوليّات الرياضيات« Annals<br />
of Mathematics قد خصصت له عددًا كامالً . 1,2<br />
ومن المعلوم أنه بعد أن اعتلى االإ عالن اال أ ول لوايلز<br />
الصفحات اال أ ولى <strong>في</strong> وسائل االإ عالم عبر العالم، كان<br />
الضغط على عالِم الرياضيات الخجول شديدً ا، حتى<br />
صار شبه عاجز عن الدفاع عن عمله وإنقاذه. و<strong>في</strong> هذا<br />
الصدد.. صرَّح وايلز ضمن <strong>في</strong>لم وثائقي لقناة »بي<br />
بي سي« <strong>في</strong> عام 1996، ويبدو أنه كان ال يزال آنذاك<br />
تحت تأثير الصدمة قائالً : »مما ال شك <strong>في</strong>ه أن ممارسة<br />
الرياضيات <strong>في</strong> هذا الجو االإ عالمي المشحون ليس أسلوبي<br />
<strong>في</strong> العمل، وليس لديَّ أي رغبة <strong>في</strong> إعادة هذه التجربة«.<br />
وإثر سماعه بنَيْلِ ه الجائزة؛ صرّح وايلز لدورية Nature<br />
قائالً : »لسوء الحظ، نحن كبشر ننجح عن طريق التجربة<br />
والخطأ، فاال أ شخاص الذين يتغلَّبون على االنتكاسات هم<br />
الذين ينجحون«. ■<br />
1. Wiles, A. Ann. Math. 141, 443–551<br />
(1995).<br />
2. Taylor, R. & Wiles, A. Ann. Math. 141, 553–572<br />
(1995).<br />
الطبعة العربية | مايو | 2016 29<br />
© 2015 Macmillan Publishers Limited. All rights reserved<br />
تُطبع المجلة بدعم من مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية