You also want an ePaper? Increase the reach of your titles
YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.
نظرة عن قرب<br />
هل مالك السفن جاهزون<br />
الستحقاقات 2020؟<br />
كتبته/عفت مصطفى<br />
يواجه مالكو السفن اليوم موقفاً حرجاً<br />
اآلن. فقد أعطتهم المنظمة البحرية الدولية<br />
أقل من ثالث سنوات فقط لالختيار بين<br />
االرتفاع الحاد يف فواتير الوقود، أو تحمل<br />
تكلفة بتركيب أجهزة تصفية للغاز للعادم<br />
أو شراء سفينة جديدة بالكامل، ويف حال لم<br />
يتم االمتثال ألي من الخيارات السابقة، فإن<br />
المخاطرة بالتعرض للمخالفات القانونية<br />
تعتبر أمراً محتماً.<br />
لقد وضعت المنظمة البحرية الدولية<br />
سقفاً أعلى لنسبة الكبريت تصل إىل ٪0.5<br />
عالمياً بدءاً من 1 يناير 2020، يف حين أن<br />
النسبة المقبولة حالياً هي٪3.5. علماً بأن<br />
ذلك ينطبق على المناطق الخارجة عن<br />
مراقبة االنبعاثات، أما نسبة الكبريت يف<br />
المناطق التي تراقب انبعاثه فهي ٪0.1<br />
فقط. وبذلك سيضطر مالكو السفن إىل<br />
التحول الستخدام وقود أنظف وأعلى<br />
تكلفة، أو التفكير يف أنواع وقود بديلة مثل<br />
الغاز الطبيعي المسال أو استخدام وقود<br />
السفن الحايل مع تركيب أجهزة تصفية الغاز<br />
العادم، والتي يعتقد أن اإلقبال عليها سيكون<br />
محدوداً، إذ بحلول عام 2022 أو 2023، ومن<br />
المتوقع أن يصل عدد السفن التي تحتوي<br />
على أجهزة تصفية الغاز العادم إىل حوايل<br />
3800 سفينة بالحد األقصى.<br />
وهل سيمتثل مالكو السفن؟<br />
تشير الدراسات االستقصائية المختلفة<br />
للسوق إىل أن معظم مالكي السفن<br />
والمشغلين يعتزمون االمتثال ألحكام<br />
الملحق 1-1-4 من اتفاقية MARPOL<br />
والتي تفرض استخدام وقود سفن ال تتعدى<br />
نسبة انبعاث الكبريت عن استعماله أكثر<br />
من ٪0.50، ويعتقد غالبية مالكي السفن<br />
الرئيسين يف دولة اإلمارات أن الموثوقية<br />
حول كفاءة تقنية أجهزة تصفية الغاز العادم<br />
مع االستمرار يف تغيير يف اللوائح يدعو إىل<br />
عدم تفضيلها كخيار دائم. كما أن المعايير<br />
والمواصفات المعتمدة الستخدام بدائل<br />
مثل الغاز الطبيعي المسال أو الميثانول<br />
ليست معتمدة بعد لتشجيع تبنيها على<br />
نطاق واسع كوقود بديل، يف حين يشكل<br />
توافر البنية التحتية لتزويد الغاز الطبيعي<br />
كوقود للسفن مصدر قلق آخر، خاصة يف<br />
الموائن الصغيرة.<br />
ولضمان عدم تجاوز مالكي السفن<br />
لمعايير االمتثال للحد من انبعاث الكبريت،<br />
اعتمدت المنظمة البحرية الدولية يف 26<br />
أكتوبر 2018 تعديالً يحظر حتى نقل زيت<br />
الوقود غير المطابق على متن السفينة - ما<br />
لم يكن لديها نظام تنظيف غاز العادم، ومع<br />
بقاء مدة ال تزيد عن 13 شهراً فقط، فإن<br />
هنالك الكثير من عدم اليقين حول القدرة<br />
على االلتزام بضوابط تلك اللوائح.<br />
القواعد الجديدة سيكون لها تأثير مباشر<br />
على مالكي السفن ومصايف التكرير. أحد<br />
الخيارات المحتملة أمام مالكي السفن هو<br />
"إعادة التهيئة" بتثبيت أجهزة تنقية الغاز يف<br />
سفنهم القائمة. ومع ذلك، فإن هناك بعض<br />
العوامل التي تحد من نجاح تبني هذا الخيار<br />
قبل انتهاء الوقت المتبقي لالمتثال للوائح<br />
الجديدة. وتتراوح تكلفة عملية إعادة تركيب<br />
أجهزة التصفية هذه بين 2 و 5 ماليين دوالر،<br />
تبعاً لحجم السفينة. ما يجعل تركيب هذه<br />
األجهزة على السفن القديمة غير ذا جدوى<br />
على اإلطالق.<br />
وتواجه عملية تمويل البنوك لتركيب<br />
أجهزة التصفية عقبات أيضاً، يف الوقت الذي<br />
ال يتوقع أن يتم توفير بدائل فعّ الة لتزويد<br />
السفن بالغاز المسال بسبب ارتفاع تكاليف<br />
توفير البنية التحتية الالزمة، ويبقى األمل<br />
المتبقي بأن تستطيع مصايف تكرير الوقود<br />
تأمين نوعية جديدة ومطابقة للمعايير من<br />
الوقود، ولكن أيضاً هناك تحديات أمام تأمين<br />
عمليات التوزيع وتوفير مثل هذه البدائل.<br />
استعدادات ميناء الفجيرة ل 2020<br />
يعد ميناء الفجيرة على الساحل<br />
الشريق لإلمارات ثاين أكبر مركز عالمي بعد<br />
سنغافورة لتزويد السفن بالوقود، ويقع يف<br />
موقع استراتيجي بين أكبر منتجي منظمة<br />
أوبك وآسيا وأوروبا. وقد تم تجهيزه بواحدة<br />
من أ كثر عمليات مزج الوقود تقدماً يف<br />
العالم، وهو مهيأ بالفعل لتلبية الطلب<br />
المتزايد المحتمل على منتجات الوقود<br />
منخفضة الكبريت. وإذا تمكنت الفجيرة،<br />
التي تخزن حالياً أكثر من 18 مليون برميل<br />
من المنتجات النفطية، من تبني حلول<br />
تقنية للتوافق مع اللوائح الجديدة وبشكل<br />
سريع، فإنها ستعمل على تعزيز مكانتها<br />
وحصتها السوقية. لذلك، ولتفادي تفويت<br />
هذه الفرصة، طلب ميناء الفجيرة من شركة<br />
سيستيم نافيجيتور إجراء فحص شامل<br />
لتوافق الخدمات اللوجستية للميناء مع<br />
ضوابط المنظمة البحرية الدولية لعام 2020.<br />
وتتطلع صناعة النفط والغاز الدولية إىل<br />
اللوائح الجديدة للمنظمة البحرية الدولية<br />
باعتبارها فرصة كبيرة لتنشيط أسواق النفط<br />
المدفوعة بتحسن أسعار النفط الخام إىل<br />
جانب المشتقات البترولية. وهذا يمكن أن<br />
يؤثر على أسعار مجموعة واسعة من السلع<br />
المرتبطة بارتفاع أسعار البترول.<br />
68 NOVEMBER - DECEMBER 2018