العدد الرابع عشر - النسخة الإماراتية
Create successful ePaper yourself
Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.
إسم أسواق وآراء القسم<br />
אאא א אא א <br />
هناك الكثير من أوجه التشابه بين ريادة اعمال وولادة طفل جديد، فكلاهما يبدأ بايجاد.<br />
ورائد اعمال ينطلق من «فكرة» تختمر في ذهنه، وتتغذى على جرعات عالية من امل<br />
والشغف والحماسة والتفاني والالتزام الراسخ والولاء والطاقة ايجابية والرغبة العميقة في<br />
فعل كل ما يتطلبه امر لجعلها ترى النور. وبمجرد ولادته فإن الكائن الجديد يصبح عرضة<br />
لعوامل الطبيعة في عالمنا الذي نعيشه. وكما هي الحال بالنسبة للوالدين الجديدين،<br />
فإنه من دواعي البهجة أن يغدو المرء رائد أعمال، ويبدأ عمله الخاص وينغمس كلي في<br />
«الفكرة» إلى حد الهوس ويعمل دونما كلل؛ لجعلها تحقق نجاح باهر، وتسطع نجمة<br />
على الخريطة العالمية لعمال التجارية.<br />
فرائد اعمال هو من يقدح زناد فكره ليبلور «فكرة» تجارية مبتكرة لم يسبق لها مثيل،<br />
ويقوم بتطبيقها على أرض الواقع؛ وذلك يعني بالضرورة أن «الفكرة» لم يتم إثبات جدواها<br />
من قبل وهو المقصود تمام بريادة اعمال. فالبدء بنشاط قائم أصلاً كإنشاء شركة<br />
للمقاولات تعمل في بناء المباني العادية بنفس الطريقة المعهودة منذ مائة عام خلت<br />
هو ما يعرف بالمسعى التجاري الجيد، لكنه بالتأكيد ليس مشروع في ريادة اعمال. وإذا<br />
أردت أن تكون رائد أعمال فعليك الانطلاق من ايمان بفكرتك قلب وقالب إلى حد افراط<br />
والانغماس فيها كلي، وتنشقها مع أنفاسك في كل لحظة من حياتك والعمل جاهد<br />
لتحقيقها.<br />
وعندما تبدأ مشروع في ريادة اعمال، فإنه من الطبيعي أن تسمع تعليقات محبطة من<br />
المحيطين بك من قبيل: «هذا امر لن ينجح»، و«هذه الفكرة لا يمكن تحقيقها في الواقع»،<br />
و«يبدو أنك تعيش في برج عاجي وتحتاج إلى النزول إلى أرض الواقع»، و«مهما يكن تصورك<br />
وما تتحدث به، فإنه لا سبيل لتحقق هذا المشروع» وما إلى ذلك من التعليقات المثبطة.<br />
وفي الحقيقة فسبب أقوال كهذه هو أن البشر الطبيعيين يحتاجون إلى سجل من<br />
الوقائع يثبت نجاعة «الفكرة» للاقتناع بقابليتها للتنفيذ. وفي حال ساءت امور خلال مسيرة<br />
تطبيق «الفكرة» لسبب أو خر، عندها تزداد اوضاع سخونة وتبدأ الضغوط في التصاعد.<br />
وإذا ما استسلم رائد اعمال لها فإنه يقع فريسة لد أعدائه وأكثرهم شراسة. يتميز رواد<br />
اعمال الحقيقيون كافة بإيمانهم الراسخ بأفكارهم حتى لو عارضهم كل المحيطين<br />
بهم. كما أن لديهم قدرة مميزة على حساب المخاطر توازي شغفهم بالمخاطرة لكن<br />
السؤال المهم هو: إلى أي مدى يمكن لرائد اعمال المضي في طريقه قُ دم قبل إصابته<br />
بالعمى النفسي، وتحوله إلى عدو نفسه اوحد؟ وما الحد الذي يعرف رائد اعمال ببلوغه<br />
أن «الفكرة» باتت غير قابلة للتحقيق؟<br />
نور الدين آغا<br />
العضو المنتدب ل»إي ليبلز» للتجارة الكترونية<br />
<strong>العدد</strong> <strong>الرابع</strong> <strong>عشر</strong> | يناير 2017<br />
82