08.02.2017 Views

a_alwatan

a_alwatan

a_alwatan

SHOW MORE
SHOW LESS

You also want an ePaper? Increase the reach of your titles

YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.

السنة (22) - الأ‏ ربعاء 11 من جمادى الأولى ‎1438‎ه الموافق 8 فبراير ‎2017‎م العدد (7829)<br />

ملف<br />

$<br />

12<br />

لماذا<br />

السماء زرقاء اللون ؟<br />

سميرة عوض<br />

تلعشمت الأم الشابة،‏ وهي تحاول الرد على سوءال طفلها البريء<br />

والعادي:‏ لماذا السماء لونها أزرق؟<br />

بماذا ترد عليه؟!،‏ وهي لا تعرف لماذا السماء زرقاء اللون!!‏<br />

ما أصعب السوءال،‏ وهي التي تعشق لون السماء بتدرجات<br />

الأزرق الفاتنة،‏ وتملأ‏ خزانة ثيابها بكل ما هو ‏«أزرق»..‏ دونما أن<br />

تفكر ولو للهظة في السبب..‏<br />

كيف تتخلص‏ من الموقف ‏«الورطة»،‏ وبطريقة لاءقة،‏ تحترم<br />

فيها سوءال المعرفة لدى طفلها،‏ وفي الوقت نفسه تحفزه على<br />

طره المزيد من الأسئلة،‏ وأن يهتفظ بالشقة بأجوبة والدته؟!‏<br />

والمهافظة على العلاقة السوية التي تحترم تعطش‏ الطفل<br />

للمعرفة..‏<br />

تتصارع الأفكار في عقلها،‏ حبها للكتب سهل عليها المهمة،‏ فتهتف:‏<br />

ما رأيك أن نذهب للمكتبة،‏ ونبهش عن كتاب يخبرنا لماذا<br />

السماء زرقاء اللون؟!،‏ ولكنها تضع خطة بديلة،‏ تحسبا من<br />

عدم وجود مشل هذا الكتاب،‏ فأردفت:‏ وإذا لم نجده،‏ سأسأل<br />

صديقتي معلمة الفيزياء والعلوم الطبيعية..‏<br />

تنفست الصعداء،‏ وهي تقتره الهلول الممكنة،‏ ذلك أنها لم تشأ‏<br />

أن تعطيه معلومة خاطئة،‏ أو ترد بلا رد..‏ كأن تقول له:‏ ‏«هذا هو<br />

لونها»،‏ ‏«هكذا خلقها االله»..‏<br />

في عطلة نهاية الأسبوع،‏ اصطهبت الأم طفلها لمكتبة تعتني<br />

بكتب الأطفال المبسطة،‏ وعادت وطفلها بكتاب ‏(لكل سوءال<br />

جواب)،‏ وموسوعة ‏(قل لي لماذا؟)‏ في جزءين،‏ ولهسن الهظ<br />

وجدت الإجابة في الكتاب والموسوعة أيضا..‏ وكلها ‏«مترجمة<br />

وبمفردات بسيطة»..‏ أنقذت الأم الشابة من الإجابة الخاطئة،‏<br />

والتي يمكن أن تخدش‏ مصداقية ثقة الطفل بوالدته،‏ فيما<br />

يتوقع أنها تعرف!!..‏<br />

وختاما أقول:‏ لا أعرف من هو الهكيم الذي ذهبت مقولته،‏ مشلا<br />

يروى،‏ مذ كنا أطفالا:‏ ‏«من لا يعرف ولا يعرف أنه لا يعرف فهذا<br />

الأحمق فاجتنبه؛ ومن لا يعرف ويعرف أنه لا يعرف فهذا الجاهل<br />

فعلمه؛ ومن يعرف ولا يعرف أنه يعرف فهذا الناءم فأيقظه؛ ومن<br />

يعرف ويعرف أنه يعرف فهذا الهكيم فاتبعه».‏<br />

بين المعرفة وادعاء المعرفة خطوات بسيطة..‏ يمكن تجاوزها<br />

بالبهش والسوءال..‏ وملف الوطن يناقش‏ هذه الظاهرة العربية<br />

بامتياز..‏<br />

ويظل السوءال يتردد:‏ لماذا السماء زرقاء اللون؟!‏<br />

ملف<br />

السنة (22) - الأ‏ ربعاء 11 من جمادى الأولى ‎1438‎ه الموافق 8 فبراير ‎2017‎م العدد (7829) 13<br />

$<br />

ترتدي أقنعة زائفة وتربي النشء على الجهل والتواكل<br />

في مجتمعاتنا وغل<br />

المعرفة آفة تت ادعاء<br />

عبدالرحمن السويدان : التجاهل لهؤلاء هو الحل الأمثل<br />

بعضهم أصبح لديه جماهيرية<br />

ومتابعات على ‏«التواصل الاجتماعي»...!!‏<br />

الداعية محمد إسماعيل:‏<br />

الكلام دون معرفة خطر<br />

يشير الداعية محمد إسماعيل-‏ عالم لدينا جيل كامل يعيش‏ على قشور<br />

دين-‏ إلى أن الإنسان عليه أن لا يتكلم المعلومات،‏ ولا يجب على الفرد أن يعلم<br />

سوى في ما يعلمه فقط،‏ وإلا فليصمت،‏ كل شيء عن كل أمر وأن يكون له رأي<br />

فيه،‏ فهذه مسألة<br />

حيش إن الهديش<br />

خطيرة قد تفسد<br />

بغير علم قد يوءدي<br />

أكثر مما تصله،‏ وما<br />

إلى عواقب وخيمة،‏<br />

فلا يمكن لأحد أن على الإنسان ألا أوقعنا في ما نهن فيه<br />

من تخبط وتراجع<br />

يتهدش عن الطب<br />

سوى هذه الأمور،‏<br />

والهندسة إلا إذا كان<br />

دارسا لهما،‏ وإلا أدى يتكلم سوى في وخير مشال على ذلك<br />

هم الجهلة المنهرفون<br />

لقتل أرواه البشر،‏<br />

كالدواعش‏ وغيرهم<br />

كذلك في أمر الدين<br />

ما يعلمه فقط<br />

الذين حللوا وفسروا<br />

والفتوى لا يمكن أن<br />

الدين بدون علم<br />

يتهدش إلا من كان<br />

وإلا فليصمت وقاموا بإقناع العديد<br />

موءهلا لذلك الكلام،‏ وإلا<br />

من الشباب الصغار<br />

لوقع في إثم عظيم،‏<br />

بتلك الخباءش<br />

فالكلام دون معرفة،‏<br />

الهدامة فاستباحوا<br />

وادعاء العلم،‏ من<br />

دماء المسلمين وتخطوا<br />

أخطر الأمور على الأفراد<br />

على حدود االله ونصبوا<br />

والمجتمعات،‏ وفي ذلك<br />

أنفسهم على الدنيا<br />

روي أنه في عهد الرسول<br />

يوزعون فيها هذا للجنة<br />

صلى االله عليه وسلم<br />

وهذا للنار والعياذ باالله.‏<br />

كان هناك عدد من<br />

ولفت إسماعيل إلى<br />

الصهابة على سفر،‏<br />

أهمية دور الأسرة<br />

وأصيب أحدهم بجره<br />

والموءسسات التعليمية<br />

في رأسه وكان على<br />

في هذه القضية من<br />

جنابة وأراد أن يصلي<br />

خلال تضافر الجهود<br />

وعندما سأل أصهابه<br />

﴿ الداعية محمد اسماعيل<br />

بين الآباء والمعلمين أن<br />

قالوا له إننا لا نرى لك<br />

يوجهوا الناشئة نهو<br />

إلا الغسل،‏ فاغتسل<br />

فمات،‏ وعندما رجعوا أخبر الرسول بذلك أن يتعلموا قبل أن يتكلموا،‏ ولا يتكملوا<br />

فقال:‏ ‏«قتلوه قتلهم االله،‏ ألم يكن شفاء سوى في ما يعلمون بالهق،‏ وإذا ما جهل<br />

العي السوءال»-‏ أي أن شفاء الجاهل أن عليهم شيء فليسألوا من هو أعلم منهم ولا<br />

يسأل من يعلم-‏ ‏«إنما كان يكفيه أن عيب في ذلك بل العيب هو الكلام بجهل،‏<br />

وأن يتعلموا قدر أنفسهم مع الاستمرار في<br />

يعصب على رأسه ويتيمم».‏<br />

وأضاف إسماعيل:‏ بالتالي فقضية الكلام البهش والاستزادة،‏ ومعرفة أن العلم بهر<br />

دون معرفة وادعاء العلم هي من أخطر لا ينتهي ولا يمكن أن يكون له حد.‏<br />

الأمور على الأفراد والمجتمعات،‏ خاصة في وفي دروس‏ الصهابة والسلف الصاله<br />

ظل الانفتاه الذي نعيش‏ فيه وانتشار الكشير من العلماء الذين قالوا لا نعلم،‏ أو<br />

وساءل التواصل الاجتماعي والإنترنت لا ندري حينما سئلوا عن أمور لا يعرفونها،‏<br />

بهيش أصبه كل من لديه معلومة يقوم ولم يخجلوا من قول ذلك.‏ وهناك الكشير<br />

بنشرها وإرسالها دون التأكد منها،‏ ليتولد مما قيل في هذا.‏<br />

فتيات :<br />

واجبنا التصدي لهم<br />

التقينا بشلاش طالبات من جامعة<br />

قطر،‏ أجمعن على أهمية تصدي<br />

المجتمع لهذه الظاهرة خصوصا وأنها<br />

تنتشر بين فئة الشباب،‏ ذكورا<br />

وإناثا.‏<br />

قالت العنود آل ثاني ‏-الطالبة في<br />

جامعة قطر-‏ ان ظاهرة ادعاء المعرفة<br />

باتت واضهة وبينة في الفترة<br />

الأخيرة،‏ وللأسف الشديد تلك<br />

الظاهرة أخطر من الجهل نفسه،‏<br />

وارجعت انتشار تلك الظاهرة إلى<br />

مواقع التواصل الاجتماعي التي تشكل<br />

احدى المنابر الرءيسية للمعرفة داخل<br />

الاوساط الشبابية،‏ فضلاً‏ عن تراجع<br />

المستوى التعليمي في الآونة الاخيرة،‏<br />

لذا أصبه الطلاب يبهشون عن المعرفة<br />

من خلال شبكات الانترنت ومواقع<br />

التواصل الاجتماعي؛ التي تعد البيئة<br />

والارضية الممهدة لهوءلاء المدعين لنشر<br />

ادعاءاتهم المعرفية.‏<br />

وعن كيفية التعامل مع تلك الظاهرة<br />

قالت:‏ ان التوعية المجتمعية تظل<br />

السلاه الانسب لمواجهة تلك الظاهرة،‏<br />

فضلاً‏ عن زيادة وعي الافراد بأهمية<br />

القراءة التي تشبع حاجة الفرد من<br />

المعرفة.‏<br />

واكدت على عدم تعاملها على الاطلاق<br />

مع مدعي المعرفة بصورة شخصية<br />

على الرغم من انتشارهم بكثرة على<br />

مواقع التواصل الاجتماعي.‏<br />

وقالت العنود ان المجتمع حين يستند<br />

إلى المعرفة الوهمية يصبه هشاً‏<br />

وغير قادر على مواجهة مشكلاته بل<br />

مستعداً‏ للسقوط اثناء المواجهة،‏ في<br />

حين ان المجتمع المستند على المعرفة<br />

الهقيقية يكون راسخاً‏ وثابتاً‏ في<br />

مواجهة المشكلات والتهديات.‏<br />

ترى روضة الهمادي - الطالبة في<br />

جامعة قطر-‏ ان ادعاء المعرفة من<br />

الظواهر المنتشرة بالفعل خلال<br />

الفترات الاخيرة في المجتمعات<br />

العربية،‏ والتي تهدد تطوير التعليم<br />

بشكل عام،‏ خاصة وان مدعيها لا<br />

يستندون إلى مرجعية علمية أو ثابتة<br />

ولا يعترفون كذلك بجهلهم لاقتناعهم<br />

بأنهم على صواب.‏<br />

واستندت الهمادي إلى عبارة بيرنارد<br />

شو والتي قال فيها ‏«ادعاء المعرفة أخطر<br />

من الجهل»،‏ لان الاعتراف بالجهل<br />

هو الخطوة الأولى لبداية المعرفة اما<br />

ادعاءها فسيوءدي إلى تدمير الفرد،‏<br />

وسيهول بينه وبين اكتساب المعرفة<br />

الهقيقية مما سيوءثر بالسلب على<br />

الفرد نفسه وعلى المجتمع بشكل عام.‏<br />

ترى الهمادي ان المرء حين يدعي<br />

المعرفة يهرم نفسه من تحصيل<br />

العلم وقد أصبه المجال مفتوحاً‏ امام<br />

الجميع لنشر المعلومات والافكار<br />

والآراء دون قيود ودون استخدام مراجع<br />

ومصادر علمية موثوقة،‏ وللأسف فإن<br />

الكشير من مستخدمي مواقع التواصل<br />

لا يفرقون بين العالم الهقيقي ومدعي<br />

العلم الذي يخدع الناس‏ بمعرفته<br />

الزاءفة؛ ليصل إلى نجاحات مزيفة،‏<br />

وهي سلوكيات تنم على عدم<br />

مسوءولية الفرد.‏<br />

وعن تجربتها الشخصية،‏ قالت:‏<br />

‏«قابلت الكشير منهم ‏«وللأسف لم<br />

يكونوا مدعين فهسب بل مصرون<br />

على انهم عالمون»،‏ موءكدة انه لا يمكن<br />

التعامل مع تلك الظاهرة سوى برفع<br />

مستوى الوعي المجتمعي ليتصدى<br />

المجتمع ذاتياً‏ إلى تلك الظاهرة.‏<br />

وتتفق الاء الكهلوت ‏-الطالبة في<br />

جامعة قطر-‏ مع زميلتها في ان<br />

مدعي المعرفة تكاثروا داخل الاوساط<br />

الشبابية العربية،‏ فعلى سبيل المشال<br />

إذا سألت أحدهم عن انجازات أحد<br />

الافراد الوهميين،‏ ستجده يجيب،‏<br />

ويعدد تلك الانجازات،‏ بخاصة ان<br />

ادعياء المعرفة ينزعجوا كشيراً‏ اذا لم<br />

يجيبوا على الاسئلة حتى وان كانت<br />

الإجابات غير صهيهة،‏ مضيفة ان<br />

بعض‏ البرامج التليفزيونية باتت<br />

تسعى إلى كشف ادعياء المعرفة،‏<br />

ومن خلال تلك البرامج نرى العديد<br />

من الاجابات الغريبة على اسئلة غير<br />

حقيقية وغير منطقية كذلك.‏<br />

واشارت إلى الاسباب الرءيسية<br />

التي ادت إلى انتشار الشاءعات في<br />

المجتمعات العربية والتي مصدرها<br />

هم ادعياء المعرفة وقد ترب العديد من<br />

الاجيال العربية مشلاً‏ على ان الجمع<br />

بين البيض‏ والهليب في الأكل يوءدي<br />

للتسمم الغذاءي وهي معلومة غير<br />

صهيهة على الاطلاق.‏<br />

كتب-‏ محمد عبدالمنصف وشريف ممدوح<br />

ادعاء المعرفة بات ظاهرة في وقتنا الحالي وأصبح يشكل<br />

خطراً‏ على مجتمعاتنا وعلى النشء تحديداً‏ ممن قد يستقون<br />

معلوماتهم من مصادر مضللة،‏ للوقوف على أسباب هذه<br />

الظاهرة،‏ ومحاولة طرق ناقوس الخطر الذي قد يصيب أمتنا<br />

نطرح هذا الملف مع متخصصين وأكاديميين ومواطنين.‏<br />

وذلك حتى يعي أفراد المجتمع والقاءمين<br />

على العملية التعليمية،‏ و«المدعين»‏ أيضا<br />

أهمية التصدي لهذه الآفة،‏ حيش إنه أصبه<br />

يصعب على الكشيرين التفريق بين من<br />

يدعي المعرفة وصاحب العلم الهقيقي،‏<br />

نظرا لتطور المنصات التكنولوجية؛ وسهولة<br />

الهصول على المعلومات الصهيهة منها<br />

والمغلوطة،‏ وبالتالي أصبه هناك خيط<br />

رفيع يفصل في ظاهره بين العارف ومدعي<br />

المعرفة على الرغم من الفجوة الهاءلة<br />

بينهما،‏ وهو ما أدى إلى انتشار ظاهرة<br />

ادعاء المعرفة،‏ وظهورها على الساحة<br />

بشكل أصبه يهدد ثقافة المجتمع،‏ خاصة<br />

وأن من يدعون المعرفة أصبهوا يرتدون<br />

أقنعة زاءفة،‏ ويجزمون بأنهم يعرفون<br />

الصواب عن كل شي وأنهم هم مركز<br />

الأرض‏ ومحورها،‏ وأن جميع الأشياء هي من<br />

تتهرك بالنسبة لهم أو تقف لهم وحدهم،‏<br />

وهم كباءعين الأوهام يستخدمون حلو<br />

الكلام،‏ لا يعطونك شيئا ملموسا،‏ ولا<br />

يقنعوك بفكرة ما بالمنطق.‏<br />

ولهذا التقينا عددا من الخبراء<br />

والأكاديميين في مجالات الطب النفسي<br />

والتعليم الجامعي والتنمية البشرية،‏<br />

إلى جانب رأي علماء الدين،‏ ومجموعة من<br />

شباب وشابات قطر للوقوف على الأسباب<br />

الهقيقية وراء انتشار هذه الظاهرة وكيف<br />

ينظر إليها الشباب وكيفية التصدي لها.‏<br />

المنظومة التعليمية<br />

في البداية يرى الشاب مشعل عبداالله<br />

أن ظاهرة أدعياء المعرفة انتشرت في<br />

﴿ مشعل عبداالله<br />

مشعل عبدالله:‏ الظاهرة انتشرت مع توسع مستخدمي ‏«التواصل الاجتماعي»‏<br />

خالد المطيري:‏ لابد من مواجهتهم ومطالبتهم بمصادر معلوماتهم<br />

كثروا في وقتنا الحالي ولو سألتهم عن إنجازات وهمية سيجيبون!!‏<br />

المجتمعات العربية مع توسع قاعدة<br />

مستخدمي وساءل التواصل الاجتماعي<br />

وأجهزة الهاتف الجوال الذكية،‏ التي أصبه<br />

من خلالها يتم تداول الكشير من المعلومات<br />

الوعي<br />

المجتمعي السلاح<br />

الأنسب للمواجهة<br />

التي غالبا ما تتسم بعدم المصداقية<br />

والتوثيق،‏ وبالرغم من أن الغرب لديه تلك<br />

التكنولوجيات أيضا؛ إلا أنهم لم ينجرفوا<br />

وراء هذه الآفة،‏ وهو ما يعود في الأساس‏<br />

أكاديميون :<br />

خطرهم يهدد الأجيال الجديدة<br />

أكد الدكتور محمد خليفة الكبيسي،‏ مدرب<br />

التنمية البشرية،‏ أن مواقع التواصل الاجتماعي<br />

أنجبت أعداداً‏ لا بأس‏ بها من مدعي المعرفة<br />

الذين يغذون أفكارهم بمعلومات مشوهة أو<br />

مغلوطة،‏ والكشير منها مجرد مبالغات ممشلة<br />

في مجموعة من المتفرقات المعرفية،‏ للأسف،‏<br />

معظمها تفتقد للأصول وتخالف الهقيقة،‏<br />

والسبب في انتشار تلك المعلومات هم مدعو<br />

المعرفة الذين يساهمون في إعادة نشر وتداول<br />

تلك المعلومات بين الأفراد سواء في المجالس،‏ أو<br />

عبر منصات مواقع التواصل الاجتماعي.‏<br />

وأكد الكبيسي رءيس‏ قسم التدريب والتطوير<br />

بوزارة الأوقاف أن مدعي المعرفة ليسوا بالضرورة<br />

قراءً‏ أو من أصهاب الدراسات العلمية،‏ لذلك<br />

فهم ليسوا أصهاب معرفة سليمة،‏ بل تستند<br />

معرفتهم إلى ما ينشر على مواقع التواصل حول<br />

مختلف الأمور،‏ وهناك بالفعل عدم احترام<br />

للتخصص؛ بالرغم من أن الفلاسفة انفسهم لا<br />

يهيطون علما بكل الأمور،‏ لذا لابد من احترام<br />

التخصصات ومواجهة تلك الظاهرة من خلال<br />

عدم السماع سوى لأصهاب التخصص،‏ لكن<br />

الهاصل أن تلك المواقع أصبهت ‏«بيئة حاضنة»‏<br />

لمدعي المعرفة مع ضهالة معلوماتهم ووفرة أوقات<br />

فراغهم!‏<br />

وأكد الكبيسي الذي يعد أول قطري يبتكر<br />

خريطة خاصة بتنمية الذات،‏ أن الملاحظ في<br />

الفترة الاخيرة أن مدعي المعرفة صار لديهم<br />

قاعدة جماهيرية عريضة لاستخدامهم نفس‏<br />

الاسلوب بشكل مستمر،‏ لذا على مرتادي<br />

شبكات التواصل التأكد من تخصص‏<br />

الصفهات والقاءمين عليها قبل المتابعة.‏<br />

علما أن الجهل وادعاء المعرفة وجهان لعملة<br />

واحدة،‏ إلا أن الجهل هو الأخطر لأنه السبب<br />

الرءيسي في انتشار تلك الظاهرة وفي بلاء<br />

الأمة بشكل عام،‏ لأن الإنسان اذا تعلم سيلفظ<br />

تلك المعلومات المغلوطة وسيكون موءهلا لكشف<br />

ادعاءاتهم ما يوءدي تلقاءيا إلى اختفاءهم لأنهم لن<br />

يجدوا البيئة والأرضية الممهدة لنشر المعلومات<br />

المزيفة وهم لا يخدعون سوى الجهلاء،‏ لذا<br />

محاربة الجهل والتسله بالعلم هما الوسيلتان<br />

الافضل لمواجهة تلك الظاهرة.‏<br />

وأكد أن هناك مسوءوليات عدة تقع على الاسرة<br />

والمجتمع بشكل عام،‏ فضلا عن الاعلام وغيرها<br />

من الجهات المسوءولة في انتشار تلك الظاهرة<br />

مما يتطلب التركيز والدعوة إلى القراءة،‏ وعودة<br />

الأمة إلى أمة اقرأ‏ لأنها باتت أمة وساءل التواصل<br />

الاجتماعي،‏ بخاصة أن الابهاش العلمية<br />

الهديشة أكدت أن مركز القراءة في الدماغ هو<br />

المركز الذي يوءثر على كافة المراكز الأخرى.‏<br />

وتمنى الكبيسي على الشباب ضرورة القراءة،‏<br />

وتحصين أنفسهم بالعلم.‏<br />

يرى محمد الجفيري،‏ الموءلف والمدرب في إعداد<br />

القادة،‏ أن مدعي المعرفة الشاملة يبرزون داخل<br />

المجتمعات التي تعاني من الجهل،‏ فهو الأرضية<br />

المناسبة للانتشار والتوغل داخل العقول،‏ اما<br />

المجتمعات السوية فإن مدعي المعرفة يقومون<br />

بذلك من باب الغرور،‏ وهم في الأساس‏ لا يملكون<br />

من العلم شيئاً،‏ وبالتأكيد تلك من ضمن<br />

الظواهر والإشكاليات الآنية التي تعيشها الكشير<br />

من المجتمعات العربية،‏ بخاصة أن مدعي<br />

المعرفة لا يعترفون بعلم الاخرين ويدعون دوماً‏<br />

بأنهم على صواب وعلى علم مسبق بالمعلومات،‏<br />

لذا هناك ضرورة لتعلم أدب الهوار والانصات<br />

الجيد للمعلومات وعدم الهديش عن الأمور<br />

التي قد يجهلها الفرد أو يعرف جزءاً‏ منها حتى لا<br />

ينقلب حديشه إلى فتن داخل المجتمعات.‏<br />

وعن الأسباب الرءيسية التي أدت إلى انتشار<br />

الظاهرة يرى الجفيري،‏ الهاصل على<br />

ماجستير تخطيط استراتيجي من جامعة<br />

HEC الفرنسية،‏ أن من ضمن الأسباب على<br />

سبيل المشال سهولة الهصول على شهادات<br />

علمية خاصة ببعض‏ التخصصات دون وجه<br />

د.بتول خليفة :<br />

الحل في تأسيس<br />

جيل قائم على<br />

المعرفة<br />

حق عبر شراءها من بعض‏ الجهات،‏ فضلاً‏ عن<br />

اعتماد البعض‏ على الغش‏ كوسيلة لتجاوز<br />

الامتهانات الدراسية،‏ لذا بات هناك دكتور<br />

مزيف والأمر ينطبق على مهن المهاماة والهندسة<br />

وغيرها من الأمور التي تلهق الأضرار بالمجتمع،‏<br />

ايضاً‏ بات هناك من هم غير موءهلين لتقلد<br />

المناصب الوظيفية نتيجة عدم تأهيلهم علمياً‏<br />

بما يتناسب مع تلك المناصب،‏ والملاحظ أن<br />

تلك الفئة سرقت جهد الآخرين نتيجة جهلهم<br />

المسبق وعدم جدارتهم بالمناصب التي أوكلت<br />

اليهم،‏ لذا فادعاء المعرفة من الظواهر التي<br />

تساهم في تدمير المجتمعات وتخريبها كذلك.‏<br />

وينصه الجفيري الشباب بضرورة مراعاة<br />

ضماءرهم اثناء تأدية الامتهانات،‏ وعدم اللجوء<br />

إلى الغش‏ خاصة أن الشهادة الدراسية من<br />

المفترض‏ أن تعكس‏ ما يتمتع به الفرد من مهارات<br />

وعلم،‏ وتفته كذلك الابواب الوظيفية بهدف<br />

نشر ذلك العلم داخل المجتمعات وليست مجرد<br />

وسيلة احتيال للوصول إلى مراتب وظيفية لا<br />

يستهقها الفرد ولا تعكس‏ القدرات العلمية<br />

والمهارات،‏ بخاصة أن تلك الشهادات تساعد<br />

على تولي المناصب الوظيفية التنفيذية مما قد<br />

يوءدي إلى القضاء على موءسسات الدول وعلى<br />

الخدمات المجتمعية وعلى الميزانيات وغيرها من<br />

الأمور،‏ لذا على الشباب الاخلاص‏ في دراستهم<br />

وتطوير ذاتهم بصورة سليمة وشريفة حتى<br />

يصبهوا أداة من أدوات ارتقاء المجتمعات في<br />

المستقبل،‏ وليسوا وسيلة من وساءل التدمير<br />

عبر ادعاء المعرفة فيما لا يفقهون.‏<br />

﴿ عبد الرحمن السويدان<br />

إلى أسلوب وطريقة التعليم التي اعتادوا<br />

عليها منذ الصغر،‏ وهي البهش والتقصي<br />

والإثبات من خلال المعطيات والبراهين،‏<br />

حتى في الاختبارات المدرسية؛ الطالب<br />

توضه د.بتول خليفة،‏ أستاذ الصهة النفسية<br />

المشارك بكلية التربية جامعة قطر،‏ أن ادعاء<br />

المعرفة مرتبط بشقافة المجتمع؛ بهيش أن الأفراد<br />

الذين اعتادوا من لبناتهم الأولى على القراءة<br />

والبهش المستمر؛ يصبه لديهم حاجة ملهة<br />

للهصول على المزيد،‏ وعدم الوقوف عند حد<br />

معين من الشقافة والعلم،‏ أما من لا يقرأ؛ ولم<br />

يعتد على البهش والمتابعة؛ سيعتقد بمجرد<br />

قراءته لأمر ما أو استماعه له عن طريق إحدى<br />

وساءل التواصل أو الإعلام؛ بأنه امتلك المعرفة<br />

وأصبه على دراية بهذا الأمر،‏ وهنا المشكلة،‏<br />

حيش أن المعرفة هي عملية ديناميكية متهركة<br />

ولا يمكن الهصول عليها أو الوصول إلى مراحلها<br />

النهاءية.‏<br />

د.‏ محمد الكبيسي:‏<br />

مواقع التواصل<br />

أنجبت العديد ممن<br />

يدعون العلم<br />

﴿ خالد المطيري<br />

ليس‏ ملزما أن يكتب ما هو مدون في الكتب<br />

الدراسية حرفيا؛ ويكفي أن يعطي المعنى<br />

والهدف المطلوب،‏ بما يشبت أنه واع لما قام<br />

بدراسته،‏ ولكن على النقيض‏ فإن مدارسنا<br />

نماذج سلبية<br />

وتبين د.خليفة أن الشخص‏ المدعي للمعرفة<br />

يتصف بالتسلط والجمود وعدم المرونة في<br />

النقاش،‏ ويكون معتقدا في أغلب الأحيان<br />

بأنه هو الصواب ولا ينصت لما يقوله الآخرون<br />

وهو نموذج سلبي في المجتمع يجب التخلص‏<br />

منه،‏ نظرا لأن بعض‏ هوءلاء المدعين لديهم من<br />

يسيرون وراءهم ويستمعون لهم وهو ما قد<br />

يوءدي إلى فساد الكشير من أفكار المجتمع،‏ ولذلك<br />

يجب على الأفراد عدم الهصول على المعلومة<br />

واعتمادها قبل عملية البهش والمتابعة من خلال<br />

المتخصصين والباحشين الذين لهم دراسات<br />

معتمدة ومن مصادر عدة،‏ على أن تكون مصادر<br />

علمية موثوقة،‏ وليس‏ من آراء شخصية أو من<br />

منتديات الإنترنت.‏<br />

تجربة من الواقع!‏<br />

وتحكي د.بتول عن أحد مواقف المدعين التي<br />

تعرضت لها،‏ فقد أرسل لها أحد الشباب أنه<br />

قد وصل إلى نظرية ما،‏ وعندما قامت بقراءة<br />

ما أرسله هذا الشاب وجدت أن النظرية ليست<br />

سوى رأيه الشخصي،‏ فخاطبته بأن ذلك غير<br />

صهيه،‏ ولا يمكن وضع نظرية ما إلا بعد البهش<br />

وجمع المعلومات والبيانات والقيام بتجربتها،‏<br />

ومدى صدقها وثباتها وما تم فيها من أبهاش<br />

سابقة ونتاءجها حتى يمكن الوصول إلى نظرية<br />

ما.‏<br />

العربية لا تعترف سوى ب«الهفظ»،‏ وما<br />

هو داخل الكتب المدرسية فقط،‏ ولذلك لا<br />

بد من إعادة النظر في المنظومة التعليمية<br />

وتطويرها بما يسهم في الارتقاء بالنشء<br />

والمجتمع.‏<br />

مصداقية المحتوى<br />

ويشير الشاب خالد المطيري إلى أن ادعاء<br />

المعرفة أحد أخطر الظواهر التي أصابت<br />

المجتمع كونها تهدم المعارف الهقيقية<br />

وتطفو بالأدعياء على الساحة خاصة هوءلاء<br />

الذين لديهم قدرة على الإقناع والتسويق<br />

لأفكارهم أو لمعلوماتهم،‏ ولكن أيضا نهن<br />

نتهمل جزءا من المسوءولية عن ظهور هوءلاء<br />

كوننا نتناقل ما ينشرون ونقوم بإرساله<br />

لأصدقاءنا وعاءلاتنا؛ دون التأكد من<br />

مصداقية المهتوى،‏ وإن كان البعض‏ يقوم<br />

بذلك بهسن نية إلا أن ذلك أمر يهتاج إلى<br />

وقفة وإعادة نظر،‏<br />

وأوضه المطيري أن انتشار هذه الظاهرة<br />

يعود إلى أسباب تتعلق بالشخص‏<br />

نفسه وهي حب الظهور والشهرة وأسباب<br />

غير مباشرة كانتشار وساءل التواصل<br />

الاجتماعي وسهولة انتقال المعلومات بينها،‏<br />

وبالتالي فإن الأسباب مشتركة بين<br />

المجتمع والأفراد وبين المدعين،‏ ولا يمكن<br />

إلقاء اللوم على أحد دون الآخر.‏ ويبين أن<br />

أحد أفضل الطرق للتعامل مع المدعين هو<br />

﴿ الدكتورة بتول خليفة<br />

وأشارت إلى أن هناك أمانة فكرية يجب أن يتهلى<br />

بها أصهاب التخصص‏ في المعارف المختلفة،‏<br />

وهي أنهم إذا ما قاموا بنشر معلومة ما خلال<br />

محاضرة جامعية أو عامة وغيرها أن يكون نهاية<br />

حديشهم للهضور بأن عليهم البهش والقراءة<br />

فيما قام هذا المهاضر بعرضه،‏ وأن لا يعتمدوه<br />

كمصدر نهاءي لمعرفتهم،‏ مما سيجعلهم<br />

يتعرفون على أبعاد أخرى لموضوع النقاش‏ وهو<br />

ما سيفته لهم آفاقا أوسع وأعمق بما يعود عليهم<br />

وعلى المجتمع بالنفع.‏<br />

وتحدثت عن الفرق بين المجتمع العربي<br />

والغربي في مسألة المعرفة وادعاء المعرفة حيش<br />

قالت إن مشكلة وطننا العربي في الفترة الأخيرة<br />

هي ظهور عدد كبير من المدعين على الساحة<br />

حيش تجد المهاضر يخاطب الناس‏ بأنه<br />

متخصص‏ في العديد من المجالات المختلفة<br />

ويقوم بالتسويق لنفسه بأنه خبير في كذا<br />

وكذا وذلك للقيام بإعطاء ندوات أو ورش‏ في<br />

موضوع أو أمر ما سواء بشكل شخصي أو عن<br />

طريق المراكز والشركات وذلك بهدف الربه<br />

المادي،‏ وبالتالي يكون المهتوى هشا وغير<br />

موثوق وسطهيا؛ فتنتشر تلك المعلومات بعد<br />

مواجهتهم بذلك ومطالبتهم بمصادر هذه<br />

المعلومات ومدى مصداقيتها؛ حتى وإن كان<br />

هذا محرجا؛ إلا أنه أقل ضررا من تركهم<br />

ينشرون جهلهم بهذا الكم الهاءل.‏<br />

وسائل التواصل<br />

ويرى الشاب عبدالرحمن السويدان أن<br />

حجم مدعي المعرفة في المجتمع الخليجي<br />

ليسوا كثر،‏ وذلك نتيجة لتوجهات الكشير<br />

من الموءسسات التعليمية والقاءمين عليها،‏<br />

للهش على مواجهة هذه الظاهرة،‏ بالإضافة<br />

إلى الدور الذي يلعبه الإعلام في محاربة<br />

هوءلاء،‏ وما يكتب من توعية وتحذير،‏<br />

وبالتالي قد لا تجد هوءلاء سوى في وساءل<br />

التواصل الاجتماعي؛ والتي يصعب<br />

السيطرة عليها كونها فضاء مفتوحا يكتب<br />

وينشر فيه من يشاء،‏ وبالتالي لا يمكن<br />

القضاء على المدعين الإلكترونيين،‏ ولكن<br />

يكفي تجاهلهم أو عدم الانصياع لما يقولون،‏<br />

وليس‏ معنى ذلك هو عدم الهصول على<br />

معلومات من خلال هذه الوساءل،‏ ولكن<br />

يجب التأكد من كل معلومة،‏ والبهش<br />

وراءها،‏ قبل أن يضعها الفرد في خزينة<br />

عقله،‏ وقبل أن يعيد نشرها على الآخرين،‏<br />

لأن المعرفة أمانة،‏ ومن لا يضع اعتبارا<br />

لذلك؛ ويقوم بنشر ما يجهله دون التأكد<br />

منه فهو مذنب في حق المجتمع وفي حق<br />

نفسه.‏<br />

﴿ الدكتور محمد خليفة الكبيسي<br />

هذه الندوات والورش‏ إلى الهاضرين،‏ ومنها<br />

إلى محيطهم وهكذا،‏ بالإضافة إلى أن وساءل<br />

التواصل الاجتماعي والإنترنت لها دور في نشر<br />

ثقافة الادعاء،‏ ولكن على الجانب الآخر نرى أن<br />

الغرب حريصون في تلك المسألة.‏<br />

وتختتم د.بتول حديشها بأهمية دور الأسرة<br />

والمدرسة في علاج هذه الآفة،‏ فإذا ما أردت أن<br />

محمد الجفيري:‏<br />

يتوهمون دوما<br />

أنهم على صواب<br />

الدراسات والتحليلات النفسيّ‏ ة :<br />

صفة لا تختلف عن النرجسية<br />

كتبت-‏ رانية حامد<br />

يعرّ‏ ف الطب النفسيّ‏ الهديش وأخصاءي<br />

علم النفس‏ والاجتماع ادعاء المعرفة بهالة<br />

نفسيّ‏ ة مرضيّ‏ ة تنتاب الشخص،‏ وهي<br />

صفة لا تكاد تختلف عن النرجسيّ‏ ة وحب<br />

الذات،‏ التي يعتبرها أهل الاختصاص‏<br />

كمظهر من النرجسيّ‏ ة المبهمة.‏ إنّ‏ انتهال<br />

صفة المعرفة أو ادعاءها هي ظاهرة نفسيّ‏ ة<br />

تجتاه المجتمعات المعاصرة وتفته باب<br />

الدراسات والتهليلات النفسيّ‏ ة التي تعود<br />

إلى أطروحات كان قد عرضها مجموعة<br />

من الفلاسفة منذ القدم كأفلاطون.‏ ويأتي<br />

التعريف المعاصر لهذه الظاهرة بكونها<br />

صفة مرضيّ‏ ة نفسيّ‏ ة تنتاب شخصيّ‏ ات<br />

معيّ‏ نة تظافرت فيها عوامل وأسباب مختلفة<br />

لخلقها.‏ وقد أدلت الدراسات بمجموعة<br />

من العوارض،‏ تمشّ‏ لت في ادعاء المعرفة،‏<br />

والافتخار بالذات بشكل مبالغ؛ يترجم<br />

مجموعة من التناقضات والصراعات<br />

النفسيّ‏ ة الداخليّ‏ ة ناجمة عن فقدان المرء<br />

لشقته في نفسه وضعف شخصيّ‏ ته،‏ كما<br />

يعرّ‏ فه الطب الهديش بأنه شخصيّ‏ ة<br />

﴿ الدكتورة امتنان الصمادي<br />

تصل إلى شيء إيجابي،‏ وبشكل صهيه عليك<br />

أن تبهش عن الأسرة ومن ثم المعلم وبعدها<br />

المجتمع،‏ ولهذا يجب أن يكون هناك تعاون بين<br />

تلك العناصر الشلاثة للوصول إلى تأسيس‏ جيل<br />

قاءم على المعرفة،‏ وليس‏ جيلا من المدعين،‏<br />

ويجب أن يكون هناك تجانس‏ في هذا التعاون<br />

خاصة فيما بتعلق بالاسرة والمعلم،‏ حيش من<br />

المربك لدى الطفل أن يهصل على معلومة ما من<br />

أحد أبويه ليجد المعلم يتهدش بأن تلك المعلومة<br />

غير صهيهة،‏ وبالتالي يجب أيضا على الآباء<br />

أن يكونوا باحشين على المعرفة وأن يتأكدوا مما<br />

يقومون بإيصاله إلى أولادهم.‏<br />

وقالت د.امتنان الصمادي الأستاذ المشارك<br />

بقسم اللغة العربية كلية الآداب والعلوم –<br />

جامعة قطر،‏ إن ادعاء المعرفة أصبه ظاهرة<br />

وثقافة منتشرة في المجتمعات لعدة أسباب،‏<br />

منها كثرة الوساءط التكنولوجية وتنوعها،‏ وهي<br />

وإن كانت إيجابية من جهة التيسير واختصار<br />

الزمن إلا أنها تشيع عدم التمهيص‏ والتدقيق<br />

من جهة ثانية،‏ ويستخدمها البعض‏ بهدف نقل<br />

المعلومات وتمريرها لأكبر شريهة ممكنة من<br />

الأصدقاء ليظهر ناقلها بصورة العارف.‏<br />

اعتماديّ‏ ة تعتمد على الغير في جميع<br />

المجالات.‏ إنّ‏ ارتداء عباءة المعرفة هو نتيجة<br />

لمجموعة من الصراعات النفسيّ‏ ة الداخليّ‏ ة<br />

التي تجتاه نفسيّ‏ ة الإنسان خلال ظروف<br />

معيّ‏ نة كالبيئة التي نشأ‏ فيها،‏ المهيط<br />

الذي تعايش‏ معه،‏ الأشخاص‏ الذين قابلهم<br />

واحتكّ‏ بهم؛ خلال مسيرته بشتّ‏ ى مجالاتها.‏<br />

إنّ‏ مدعي المعرفة يستقي مبادءه وأفكاره<br />

بطريقة سطهيّ‏ ة دون نقد خلاّق أو تحليل<br />

عقلانيّ‏ ، يستهلك المعلومات دون ّ تبصر،‏<br />

وينقلها دون تأكدّ‏ من صهّ‏ تها،‏ وهو ما يجعله<br />

ضهيّ‏ ة نفسيّ‏ ة لمجموعة من التجاذبات<br />

النفسيّ‏ ة التي تخرجه من داءرة العقلانيّ‏ ة<br />

والتفكير الإيجابيّ‏ إلى داءرة الأفكار المسلّمة<br />

وافتقار المعرفة الهقيقيّ‏ ة التي تنعكس‏<br />

إيجابيّ‏ ا على شخصيّ‏ ته وتساهم في تطوير<br />

بنيته الذاتيّ‏ ة والفكريّ‏ ة.‏ ولا يخفى أنّ‏ لهذه<br />

الهالة النفسيّ‏ ة تأثيرا مباشرا على تلك<br />

العقول التي أصبهت تستهلك دون إنتاج<br />

أو تحليل حتى،‏ وتسعى إلى تجميع<br />

المعلومات دون التأكّ‏ د من المصادر الاصليّ‏ ة في<br />

عصر سيطر عليه تقدّ‏ م التقنيّ‏ ات،‏ وسهولة<br />

الوصول إلى المعلومة غير معروفة مصادرها<br />

من خلال وساءل التواصل الاجتماعي التي<br />

تفرض‏ وجودها حاليًّ‏ ا.‏<br />

﴿ محمد الجفيري<br />

توظيف العقل<br />

وإذا ما أردنا التفريق بين العارف والمدعي،‏ فالأول<br />

من لديه كم من المعرفة والمعلومات الصهيهة<br />

وهو قادر على نقدها وتوظيفها في المكان المناسب،‏<br />

وهو شخص‏ عقلاني يميل إلى الشوابت،‏ ولا يغير<br />

رأيه بسرعة دون تشبت ودون هدف،‏ فيما أن<br />

الشاني شخص‏ يميل إلى الهصول على المعرفة<br />

بأبسط الطرق والوساءل،‏ ولا يعنيه الدقة ولا<br />

يكترش لشروط الأمانة العلمية،‏ وهنا تكمن<br />

الخطورة؛ حيش أن هذا التناقل سيصبه له<br />

أثر سلبي مع الزمن،‏ كما أن المدعي صاحب رأي<br />

متقلب ولا يوظف العقل بالقدر الكافي بقدر ما هو<br />

وعاء ناقل لسلسلة من المعلومات المتناقلة بين<br />

الناس،‏ والمشكلة أن هذه الشقافة لها أتباع ولها<br />

موءيدون يأخذون الظاهر؛ أو الصورة السطهية<br />

للمادة العلمية ويتركون الباطن متناسين قول<br />

الإمام مالك ‏«من قال لا أدري فقد أفتى»،‏ وفي مقولة<br />

أخرى ‏«نصف العلم لا أدري»،‏ وفي شعر أبو نواس‏<br />

‏«قل لمن يدعي في العلم فلسفة.‏ حفظت شيئً‏ ا،‏<br />

وغابت عنك أشياء»،‏ وأغلب هوءلاء لا يفكرون<br />

بالتهليل؛ وإنما في عملية النقل فقط.‏

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!