You also want an ePaper? Increase the reach of your titles
YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.
السنة (22) - الأ ربعاء 11 من جمادى الأولى 1438ه الموافق 8 فبراير 2017م العدد (7829)<br />
ملف<br />
$<br />
12<br />
لماذا<br />
السماء زرقاء اللون ؟<br />
سميرة عوض<br />
تلعشمت الأم الشابة، وهي تحاول الرد على سوءال طفلها البريء<br />
والعادي: لماذا السماء لونها أزرق؟<br />
بماذا ترد عليه؟!، وهي لا تعرف لماذا السماء زرقاء اللون!!<br />
ما أصعب السوءال، وهي التي تعشق لون السماء بتدرجات<br />
الأزرق الفاتنة، وتملأ خزانة ثيابها بكل ما هو «أزرق».. دونما أن<br />
تفكر ولو للهظة في السبب..<br />
كيف تتخلص من الموقف «الورطة»، وبطريقة لاءقة، تحترم<br />
فيها سوءال المعرفة لدى طفلها، وفي الوقت نفسه تحفزه على<br />
طره المزيد من الأسئلة، وأن يهتفظ بالشقة بأجوبة والدته؟!<br />
والمهافظة على العلاقة السوية التي تحترم تعطش الطفل<br />
للمعرفة..<br />
تتصارع الأفكار في عقلها، حبها للكتب سهل عليها المهمة، فتهتف:<br />
ما رأيك أن نذهب للمكتبة، ونبهش عن كتاب يخبرنا لماذا<br />
السماء زرقاء اللون؟!، ولكنها تضع خطة بديلة، تحسبا من<br />
عدم وجود مشل هذا الكتاب، فأردفت: وإذا لم نجده، سأسأل<br />
صديقتي معلمة الفيزياء والعلوم الطبيعية..<br />
تنفست الصعداء، وهي تقتره الهلول الممكنة، ذلك أنها لم تشأ<br />
أن تعطيه معلومة خاطئة، أو ترد بلا رد.. كأن تقول له: «هذا هو<br />
لونها»، «هكذا خلقها االله»..<br />
في عطلة نهاية الأسبوع، اصطهبت الأم طفلها لمكتبة تعتني<br />
بكتب الأطفال المبسطة، وعادت وطفلها بكتاب (لكل سوءال<br />
جواب)، وموسوعة (قل لي لماذا؟) في جزءين، ولهسن الهظ<br />
وجدت الإجابة في الكتاب والموسوعة أيضا.. وكلها «مترجمة<br />
وبمفردات بسيطة».. أنقذت الأم الشابة من الإجابة الخاطئة،<br />
والتي يمكن أن تخدش مصداقية ثقة الطفل بوالدته، فيما<br />
يتوقع أنها تعرف!!..<br />
وختاما أقول: لا أعرف من هو الهكيم الذي ذهبت مقولته، مشلا<br />
يروى، مذ كنا أطفالا: «من لا يعرف ولا يعرف أنه لا يعرف فهذا<br />
الأحمق فاجتنبه؛ ومن لا يعرف ويعرف أنه لا يعرف فهذا الجاهل<br />
فعلمه؛ ومن يعرف ولا يعرف أنه يعرف فهذا الناءم فأيقظه؛ ومن<br />
يعرف ويعرف أنه يعرف فهذا الهكيم فاتبعه».<br />
بين المعرفة وادعاء المعرفة خطوات بسيطة.. يمكن تجاوزها<br />
بالبهش والسوءال.. وملف الوطن يناقش هذه الظاهرة العربية<br />
بامتياز..<br />
ويظل السوءال يتردد: لماذا السماء زرقاء اللون؟!<br />
ملف<br />
السنة (22) - الأ ربعاء 11 من جمادى الأولى 1438ه الموافق 8 فبراير 2017م العدد (7829) 13<br />
$<br />
ترتدي أقنعة زائفة وتربي النشء على الجهل والتواكل<br />
في مجتمعاتنا وغل<br />
المعرفة آفة تت ادعاء<br />
عبدالرحمن السويدان : التجاهل لهؤلاء هو الحل الأمثل<br />
بعضهم أصبح لديه جماهيرية<br />
ومتابعات على «التواصل الاجتماعي»...!!<br />
الداعية محمد إسماعيل:<br />
الكلام دون معرفة خطر<br />
يشير الداعية محمد إسماعيل- عالم لدينا جيل كامل يعيش على قشور<br />
دين- إلى أن الإنسان عليه أن لا يتكلم المعلومات، ولا يجب على الفرد أن يعلم<br />
سوى في ما يعلمه فقط، وإلا فليصمت، كل شيء عن كل أمر وأن يكون له رأي<br />
فيه، فهذه مسألة<br />
حيش إن الهديش<br />
خطيرة قد تفسد<br />
بغير علم قد يوءدي<br />
أكثر مما تصله، وما<br />
إلى عواقب وخيمة،<br />
فلا يمكن لأحد أن على الإنسان ألا أوقعنا في ما نهن فيه<br />
من تخبط وتراجع<br />
يتهدش عن الطب<br />
سوى هذه الأمور،<br />
والهندسة إلا إذا كان<br />
دارسا لهما، وإلا أدى يتكلم سوى في وخير مشال على ذلك<br />
هم الجهلة المنهرفون<br />
لقتل أرواه البشر،<br />
كالدواعش وغيرهم<br />
كذلك في أمر الدين<br />
ما يعلمه فقط<br />
الذين حللوا وفسروا<br />
والفتوى لا يمكن أن<br />
الدين بدون علم<br />
يتهدش إلا من كان<br />
وإلا فليصمت وقاموا بإقناع العديد<br />
موءهلا لذلك الكلام، وإلا<br />
من الشباب الصغار<br />
لوقع في إثم عظيم،<br />
بتلك الخباءش<br />
فالكلام دون معرفة،<br />
الهدامة فاستباحوا<br />
وادعاء العلم، من<br />
دماء المسلمين وتخطوا<br />
أخطر الأمور على الأفراد<br />
على حدود االله ونصبوا<br />
والمجتمعات، وفي ذلك<br />
أنفسهم على الدنيا<br />
روي أنه في عهد الرسول<br />
يوزعون فيها هذا للجنة<br />
صلى االله عليه وسلم<br />
وهذا للنار والعياذ باالله.<br />
كان هناك عدد من<br />
ولفت إسماعيل إلى<br />
الصهابة على سفر،<br />
أهمية دور الأسرة<br />
وأصيب أحدهم بجره<br />
والموءسسات التعليمية<br />
في رأسه وكان على<br />
في هذه القضية من<br />
جنابة وأراد أن يصلي<br />
خلال تضافر الجهود<br />
وعندما سأل أصهابه<br />
﴿ الداعية محمد اسماعيل<br />
بين الآباء والمعلمين أن<br />
قالوا له إننا لا نرى لك<br />
يوجهوا الناشئة نهو<br />
إلا الغسل، فاغتسل<br />
فمات، وعندما رجعوا أخبر الرسول بذلك أن يتعلموا قبل أن يتكلموا، ولا يتكملوا<br />
فقال: «قتلوه قتلهم االله، ألم يكن شفاء سوى في ما يعلمون بالهق، وإذا ما جهل<br />
العي السوءال»- أي أن شفاء الجاهل أن عليهم شيء فليسألوا من هو أعلم منهم ولا<br />
يسأل من يعلم- «إنما كان يكفيه أن عيب في ذلك بل العيب هو الكلام بجهل،<br />
وأن يتعلموا قدر أنفسهم مع الاستمرار في<br />
يعصب على رأسه ويتيمم».<br />
وأضاف إسماعيل: بالتالي فقضية الكلام البهش والاستزادة، ومعرفة أن العلم بهر<br />
دون معرفة وادعاء العلم هي من أخطر لا ينتهي ولا يمكن أن يكون له حد.<br />
الأمور على الأفراد والمجتمعات، خاصة في وفي دروس الصهابة والسلف الصاله<br />
ظل الانفتاه الذي نعيش فيه وانتشار الكشير من العلماء الذين قالوا لا نعلم، أو<br />
وساءل التواصل الاجتماعي والإنترنت لا ندري حينما سئلوا عن أمور لا يعرفونها،<br />
بهيش أصبه كل من لديه معلومة يقوم ولم يخجلوا من قول ذلك. وهناك الكشير<br />
بنشرها وإرسالها دون التأكد منها، ليتولد مما قيل في هذا.<br />
فتيات :<br />
واجبنا التصدي لهم<br />
التقينا بشلاش طالبات من جامعة<br />
قطر، أجمعن على أهمية تصدي<br />
المجتمع لهذه الظاهرة خصوصا وأنها<br />
تنتشر بين فئة الشباب، ذكورا<br />
وإناثا.<br />
قالت العنود آل ثاني -الطالبة في<br />
جامعة قطر- ان ظاهرة ادعاء المعرفة<br />
باتت واضهة وبينة في الفترة<br />
الأخيرة، وللأسف الشديد تلك<br />
الظاهرة أخطر من الجهل نفسه،<br />
وارجعت انتشار تلك الظاهرة إلى<br />
مواقع التواصل الاجتماعي التي تشكل<br />
احدى المنابر الرءيسية للمعرفة داخل<br />
الاوساط الشبابية، فضلاً عن تراجع<br />
المستوى التعليمي في الآونة الاخيرة،<br />
لذا أصبه الطلاب يبهشون عن المعرفة<br />
من خلال شبكات الانترنت ومواقع<br />
التواصل الاجتماعي؛ التي تعد البيئة<br />
والارضية الممهدة لهوءلاء المدعين لنشر<br />
ادعاءاتهم المعرفية.<br />
وعن كيفية التعامل مع تلك الظاهرة<br />
قالت: ان التوعية المجتمعية تظل<br />
السلاه الانسب لمواجهة تلك الظاهرة،<br />
فضلاً عن زيادة وعي الافراد بأهمية<br />
القراءة التي تشبع حاجة الفرد من<br />
المعرفة.<br />
واكدت على عدم تعاملها على الاطلاق<br />
مع مدعي المعرفة بصورة شخصية<br />
على الرغم من انتشارهم بكثرة على<br />
مواقع التواصل الاجتماعي.<br />
وقالت العنود ان المجتمع حين يستند<br />
إلى المعرفة الوهمية يصبه هشاً<br />
وغير قادر على مواجهة مشكلاته بل<br />
مستعداً للسقوط اثناء المواجهة، في<br />
حين ان المجتمع المستند على المعرفة<br />
الهقيقية يكون راسخاً وثابتاً في<br />
مواجهة المشكلات والتهديات.<br />
ترى روضة الهمادي - الطالبة في<br />
جامعة قطر- ان ادعاء المعرفة من<br />
الظواهر المنتشرة بالفعل خلال<br />
الفترات الاخيرة في المجتمعات<br />
العربية، والتي تهدد تطوير التعليم<br />
بشكل عام، خاصة وان مدعيها لا<br />
يستندون إلى مرجعية علمية أو ثابتة<br />
ولا يعترفون كذلك بجهلهم لاقتناعهم<br />
بأنهم على صواب.<br />
واستندت الهمادي إلى عبارة بيرنارد<br />
شو والتي قال فيها «ادعاء المعرفة أخطر<br />
من الجهل»، لان الاعتراف بالجهل<br />
هو الخطوة الأولى لبداية المعرفة اما<br />
ادعاءها فسيوءدي إلى تدمير الفرد،<br />
وسيهول بينه وبين اكتساب المعرفة<br />
الهقيقية مما سيوءثر بالسلب على<br />
الفرد نفسه وعلى المجتمع بشكل عام.<br />
ترى الهمادي ان المرء حين يدعي<br />
المعرفة يهرم نفسه من تحصيل<br />
العلم وقد أصبه المجال مفتوحاً امام<br />
الجميع لنشر المعلومات والافكار<br />
والآراء دون قيود ودون استخدام مراجع<br />
ومصادر علمية موثوقة، وللأسف فإن<br />
الكشير من مستخدمي مواقع التواصل<br />
لا يفرقون بين العالم الهقيقي ومدعي<br />
العلم الذي يخدع الناس بمعرفته<br />
الزاءفة؛ ليصل إلى نجاحات مزيفة،<br />
وهي سلوكيات تنم على عدم<br />
مسوءولية الفرد.<br />
وعن تجربتها الشخصية، قالت:<br />
«قابلت الكشير منهم «وللأسف لم<br />
يكونوا مدعين فهسب بل مصرون<br />
على انهم عالمون»، موءكدة انه لا يمكن<br />
التعامل مع تلك الظاهرة سوى برفع<br />
مستوى الوعي المجتمعي ليتصدى<br />
المجتمع ذاتياً إلى تلك الظاهرة.<br />
وتتفق الاء الكهلوت -الطالبة في<br />
جامعة قطر- مع زميلتها في ان<br />
مدعي المعرفة تكاثروا داخل الاوساط<br />
الشبابية العربية، فعلى سبيل المشال<br />
إذا سألت أحدهم عن انجازات أحد<br />
الافراد الوهميين، ستجده يجيب،<br />
ويعدد تلك الانجازات، بخاصة ان<br />
ادعياء المعرفة ينزعجوا كشيراً اذا لم<br />
يجيبوا على الاسئلة حتى وان كانت<br />
الإجابات غير صهيهة، مضيفة ان<br />
بعض البرامج التليفزيونية باتت<br />
تسعى إلى كشف ادعياء المعرفة،<br />
ومن خلال تلك البرامج نرى العديد<br />
من الاجابات الغريبة على اسئلة غير<br />
حقيقية وغير منطقية كذلك.<br />
واشارت إلى الاسباب الرءيسية<br />
التي ادت إلى انتشار الشاءعات في<br />
المجتمعات العربية والتي مصدرها<br />
هم ادعياء المعرفة وقد ترب العديد من<br />
الاجيال العربية مشلاً على ان الجمع<br />
بين البيض والهليب في الأكل يوءدي<br />
للتسمم الغذاءي وهي معلومة غير<br />
صهيهة على الاطلاق.<br />
كتب- محمد عبدالمنصف وشريف ممدوح<br />
ادعاء المعرفة بات ظاهرة في وقتنا الحالي وأصبح يشكل<br />
خطراً على مجتمعاتنا وعلى النشء تحديداً ممن قد يستقون<br />
معلوماتهم من مصادر مضللة، للوقوف على أسباب هذه<br />
الظاهرة، ومحاولة طرق ناقوس الخطر الذي قد يصيب أمتنا<br />
نطرح هذا الملف مع متخصصين وأكاديميين ومواطنين.<br />
وذلك حتى يعي أفراد المجتمع والقاءمين<br />
على العملية التعليمية، و«المدعين» أيضا<br />
أهمية التصدي لهذه الآفة، حيش إنه أصبه<br />
يصعب على الكشيرين التفريق بين من<br />
يدعي المعرفة وصاحب العلم الهقيقي،<br />
نظرا لتطور المنصات التكنولوجية؛ وسهولة<br />
الهصول على المعلومات الصهيهة منها<br />
والمغلوطة، وبالتالي أصبه هناك خيط<br />
رفيع يفصل في ظاهره بين العارف ومدعي<br />
المعرفة على الرغم من الفجوة الهاءلة<br />
بينهما، وهو ما أدى إلى انتشار ظاهرة<br />
ادعاء المعرفة، وظهورها على الساحة<br />
بشكل أصبه يهدد ثقافة المجتمع، خاصة<br />
وأن من يدعون المعرفة أصبهوا يرتدون<br />
أقنعة زاءفة، ويجزمون بأنهم يعرفون<br />
الصواب عن كل شي وأنهم هم مركز<br />
الأرض ومحورها، وأن جميع الأشياء هي من<br />
تتهرك بالنسبة لهم أو تقف لهم وحدهم،<br />
وهم كباءعين الأوهام يستخدمون حلو<br />
الكلام، لا يعطونك شيئا ملموسا، ولا<br />
يقنعوك بفكرة ما بالمنطق.<br />
ولهذا التقينا عددا من الخبراء<br />
والأكاديميين في مجالات الطب النفسي<br />
والتعليم الجامعي والتنمية البشرية،<br />
إلى جانب رأي علماء الدين، ومجموعة من<br />
شباب وشابات قطر للوقوف على الأسباب<br />
الهقيقية وراء انتشار هذه الظاهرة وكيف<br />
ينظر إليها الشباب وكيفية التصدي لها.<br />
المنظومة التعليمية<br />
في البداية يرى الشاب مشعل عبداالله<br />
أن ظاهرة أدعياء المعرفة انتشرت في<br />
﴿ مشعل عبداالله<br />
مشعل عبدالله: الظاهرة انتشرت مع توسع مستخدمي «التواصل الاجتماعي»<br />
خالد المطيري: لابد من مواجهتهم ومطالبتهم بمصادر معلوماتهم<br />
كثروا في وقتنا الحالي ولو سألتهم عن إنجازات وهمية سيجيبون!!<br />
المجتمعات العربية مع توسع قاعدة<br />
مستخدمي وساءل التواصل الاجتماعي<br />
وأجهزة الهاتف الجوال الذكية، التي أصبه<br />
من خلالها يتم تداول الكشير من المعلومات<br />
الوعي<br />
المجتمعي السلاح<br />
الأنسب للمواجهة<br />
التي غالبا ما تتسم بعدم المصداقية<br />
والتوثيق، وبالرغم من أن الغرب لديه تلك<br />
التكنولوجيات أيضا؛ إلا أنهم لم ينجرفوا<br />
وراء هذه الآفة، وهو ما يعود في الأساس<br />
أكاديميون :<br />
خطرهم يهدد الأجيال الجديدة<br />
أكد الدكتور محمد خليفة الكبيسي، مدرب<br />
التنمية البشرية، أن مواقع التواصل الاجتماعي<br />
أنجبت أعداداً لا بأس بها من مدعي المعرفة<br />
الذين يغذون أفكارهم بمعلومات مشوهة أو<br />
مغلوطة، والكشير منها مجرد مبالغات ممشلة<br />
في مجموعة من المتفرقات المعرفية، للأسف،<br />
معظمها تفتقد للأصول وتخالف الهقيقة،<br />
والسبب في انتشار تلك المعلومات هم مدعو<br />
المعرفة الذين يساهمون في إعادة نشر وتداول<br />
تلك المعلومات بين الأفراد سواء في المجالس، أو<br />
عبر منصات مواقع التواصل الاجتماعي.<br />
وأكد الكبيسي رءيس قسم التدريب والتطوير<br />
بوزارة الأوقاف أن مدعي المعرفة ليسوا بالضرورة<br />
قراءً أو من أصهاب الدراسات العلمية، لذلك<br />
فهم ليسوا أصهاب معرفة سليمة، بل تستند<br />
معرفتهم إلى ما ينشر على مواقع التواصل حول<br />
مختلف الأمور، وهناك بالفعل عدم احترام<br />
للتخصص؛ بالرغم من أن الفلاسفة انفسهم لا<br />
يهيطون علما بكل الأمور، لذا لابد من احترام<br />
التخصصات ومواجهة تلك الظاهرة من خلال<br />
عدم السماع سوى لأصهاب التخصص، لكن<br />
الهاصل أن تلك المواقع أصبهت «بيئة حاضنة»<br />
لمدعي المعرفة مع ضهالة معلوماتهم ووفرة أوقات<br />
فراغهم!<br />
وأكد الكبيسي الذي يعد أول قطري يبتكر<br />
خريطة خاصة بتنمية الذات، أن الملاحظ في<br />
الفترة الاخيرة أن مدعي المعرفة صار لديهم<br />
قاعدة جماهيرية عريضة لاستخدامهم نفس<br />
الاسلوب بشكل مستمر، لذا على مرتادي<br />
شبكات التواصل التأكد من تخصص<br />
الصفهات والقاءمين عليها قبل المتابعة.<br />
علما أن الجهل وادعاء المعرفة وجهان لعملة<br />
واحدة، إلا أن الجهل هو الأخطر لأنه السبب<br />
الرءيسي في انتشار تلك الظاهرة وفي بلاء<br />
الأمة بشكل عام، لأن الإنسان اذا تعلم سيلفظ<br />
تلك المعلومات المغلوطة وسيكون موءهلا لكشف<br />
ادعاءاتهم ما يوءدي تلقاءيا إلى اختفاءهم لأنهم لن<br />
يجدوا البيئة والأرضية الممهدة لنشر المعلومات<br />
المزيفة وهم لا يخدعون سوى الجهلاء، لذا<br />
محاربة الجهل والتسله بالعلم هما الوسيلتان<br />
الافضل لمواجهة تلك الظاهرة.<br />
وأكد أن هناك مسوءوليات عدة تقع على الاسرة<br />
والمجتمع بشكل عام، فضلا عن الاعلام وغيرها<br />
من الجهات المسوءولة في انتشار تلك الظاهرة<br />
مما يتطلب التركيز والدعوة إلى القراءة، وعودة<br />
الأمة إلى أمة اقرأ لأنها باتت أمة وساءل التواصل<br />
الاجتماعي، بخاصة أن الابهاش العلمية<br />
الهديشة أكدت أن مركز القراءة في الدماغ هو<br />
المركز الذي يوءثر على كافة المراكز الأخرى.<br />
وتمنى الكبيسي على الشباب ضرورة القراءة،<br />
وتحصين أنفسهم بالعلم.<br />
يرى محمد الجفيري، الموءلف والمدرب في إعداد<br />
القادة، أن مدعي المعرفة الشاملة يبرزون داخل<br />
المجتمعات التي تعاني من الجهل، فهو الأرضية<br />
المناسبة للانتشار والتوغل داخل العقول، اما<br />
المجتمعات السوية فإن مدعي المعرفة يقومون<br />
بذلك من باب الغرور، وهم في الأساس لا يملكون<br />
من العلم شيئاً، وبالتأكيد تلك من ضمن<br />
الظواهر والإشكاليات الآنية التي تعيشها الكشير<br />
من المجتمعات العربية، بخاصة أن مدعي<br />
المعرفة لا يعترفون بعلم الاخرين ويدعون دوماً<br />
بأنهم على صواب وعلى علم مسبق بالمعلومات،<br />
لذا هناك ضرورة لتعلم أدب الهوار والانصات<br />
الجيد للمعلومات وعدم الهديش عن الأمور<br />
التي قد يجهلها الفرد أو يعرف جزءاً منها حتى لا<br />
ينقلب حديشه إلى فتن داخل المجتمعات.<br />
وعن الأسباب الرءيسية التي أدت إلى انتشار<br />
الظاهرة يرى الجفيري، الهاصل على<br />
ماجستير تخطيط استراتيجي من جامعة<br />
HEC الفرنسية، أن من ضمن الأسباب على<br />
سبيل المشال سهولة الهصول على شهادات<br />
علمية خاصة ببعض التخصصات دون وجه<br />
د.بتول خليفة :<br />
الحل في تأسيس<br />
جيل قائم على<br />
المعرفة<br />
حق عبر شراءها من بعض الجهات، فضلاً عن<br />
اعتماد البعض على الغش كوسيلة لتجاوز<br />
الامتهانات الدراسية، لذا بات هناك دكتور<br />
مزيف والأمر ينطبق على مهن المهاماة والهندسة<br />
وغيرها من الأمور التي تلهق الأضرار بالمجتمع،<br />
ايضاً بات هناك من هم غير موءهلين لتقلد<br />
المناصب الوظيفية نتيجة عدم تأهيلهم علمياً<br />
بما يتناسب مع تلك المناصب، والملاحظ أن<br />
تلك الفئة سرقت جهد الآخرين نتيجة جهلهم<br />
المسبق وعدم جدارتهم بالمناصب التي أوكلت<br />
اليهم، لذا فادعاء المعرفة من الظواهر التي<br />
تساهم في تدمير المجتمعات وتخريبها كذلك.<br />
وينصه الجفيري الشباب بضرورة مراعاة<br />
ضماءرهم اثناء تأدية الامتهانات، وعدم اللجوء<br />
إلى الغش خاصة أن الشهادة الدراسية من<br />
المفترض أن تعكس ما يتمتع به الفرد من مهارات<br />
وعلم، وتفته كذلك الابواب الوظيفية بهدف<br />
نشر ذلك العلم داخل المجتمعات وليست مجرد<br />
وسيلة احتيال للوصول إلى مراتب وظيفية لا<br />
يستهقها الفرد ولا تعكس القدرات العلمية<br />
والمهارات، بخاصة أن تلك الشهادات تساعد<br />
على تولي المناصب الوظيفية التنفيذية مما قد<br />
يوءدي إلى القضاء على موءسسات الدول وعلى<br />
الخدمات المجتمعية وعلى الميزانيات وغيرها من<br />
الأمور، لذا على الشباب الاخلاص في دراستهم<br />
وتطوير ذاتهم بصورة سليمة وشريفة حتى<br />
يصبهوا أداة من أدوات ارتقاء المجتمعات في<br />
المستقبل، وليسوا وسيلة من وساءل التدمير<br />
عبر ادعاء المعرفة فيما لا يفقهون.<br />
﴿ عبد الرحمن السويدان<br />
إلى أسلوب وطريقة التعليم التي اعتادوا<br />
عليها منذ الصغر، وهي البهش والتقصي<br />
والإثبات من خلال المعطيات والبراهين،<br />
حتى في الاختبارات المدرسية؛ الطالب<br />
توضه د.بتول خليفة، أستاذ الصهة النفسية<br />
المشارك بكلية التربية جامعة قطر، أن ادعاء<br />
المعرفة مرتبط بشقافة المجتمع؛ بهيش أن الأفراد<br />
الذين اعتادوا من لبناتهم الأولى على القراءة<br />
والبهش المستمر؛ يصبه لديهم حاجة ملهة<br />
للهصول على المزيد، وعدم الوقوف عند حد<br />
معين من الشقافة والعلم، أما من لا يقرأ؛ ولم<br />
يعتد على البهش والمتابعة؛ سيعتقد بمجرد<br />
قراءته لأمر ما أو استماعه له عن طريق إحدى<br />
وساءل التواصل أو الإعلام؛ بأنه امتلك المعرفة<br />
وأصبه على دراية بهذا الأمر، وهنا المشكلة،<br />
حيش أن المعرفة هي عملية ديناميكية متهركة<br />
ولا يمكن الهصول عليها أو الوصول إلى مراحلها<br />
النهاءية.<br />
د. محمد الكبيسي:<br />
مواقع التواصل<br />
أنجبت العديد ممن<br />
يدعون العلم<br />
﴿ خالد المطيري<br />
ليس ملزما أن يكتب ما هو مدون في الكتب<br />
الدراسية حرفيا؛ ويكفي أن يعطي المعنى<br />
والهدف المطلوب، بما يشبت أنه واع لما قام<br />
بدراسته، ولكن على النقيض فإن مدارسنا<br />
نماذج سلبية<br />
وتبين د.خليفة أن الشخص المدعي للمعرفة<br />
يتصف بالتسلط والجمود وعدم المرونة في<br />
النقاش، ويكون معتقدا في أغلب الأحيان<br />
بأنه هو الصواب ولا ينصت لما يقوله الآخرون<br />
وهو نموذج سلبي في المجتمع يجب التخلص<br />
منه، نظرا لأن بعض هوءلاء المدعين لديهم من<br />
يسيرون وراءهم ويستمعون لهم وهو ما قد<br />
يوءدي إلى فساد الكشير من أفكار المجتمع، ولذلك<br />
يجب على الأفراد عدم الهصول على المعلومة<br />
واعتمادها قبل عملية البهش والمتابعة من خلال<br />
المتخصصين والباحشين الذين لهم دراسات<br />
معتمدة ومن مصادر عدة، على أن تكون مصادر<br />
علمية موثوقة، وليس من آراء شخصية أو من<br />
منتديات الإنترنت.<br />
تجربة من الواقع!<br />
وتحكي د.بتول عن أحد مواقف المدعين التي<br />
تعرضت لها، فقد أرسل لها أحد الشباب أنه<br />
قد وصل إلى نظرية ما، وعندما قامت بقراءة<br />
ما أرسله هذا الشاب وجدت أن النظرية ليست<br />
سوى رأيه الشخصي، فخاطبته بأن ذلك غير<br />
صهيه، ولا يمكن وضع نظرية ما إلا بعد البهش<br />
وجمع المعلومات والبيانات والقيام بتجربتها،<br />
ومدى صدقها وثباتها وما تم فيها من أبهاش<br />
سابقة ونتاءجها حتى يمكن الوصول إلى نظرية<br />
ما.<br />
العربية لا تعترف سوى ب«الهفظ»، وما<br />
هو داخل الكتب المدرسية فقط، ولذلك لا<br />
بد من إعادة النظر في المنظومة التعليمية<br />
وتطويرها بما يسهم في الارتقاء بالنشء<br />
والمجتمع.<br />
مصداقية المحتوى<br />
ويشير الشاب خالد المطيري إلى أن ادعاء<br />
المعرفة أحد أخطر الظواهر التي أصابت<br />
المجتمع كونها تهدم المعارف الهقيقية<br />
وتطفو بالأدعياء على الساحة خاصة هوءلاء<br />
الذين لديهم قدرة على الإقناع والتسويق<br />
لأفكارهم أو لمعلوماتهم، ولكن أيضا نهن<br />
نتهمل جزءا من المسوءولية عن ظهور هوءلاء<br />
كوننا نتناقل ما ينشرون ونقوم بإرساله<br />
لأصدقاءنا وعاءلاتنا؛ دون التأكد من<br />
مصداقية المهتوى، وإن كان البعض يقوم<br />
بذلك بهسن نية إلا أن ذلك أمر يهتاج إلى<br />
وقفة وإعادة نظر،<br />
وأوضه المطيري أن انتشار هذه الظاهرة<br />
يعود إلى أسباب تتعلق بالشخص<br />
نفسه وهي حب الظهور والشهرة وأسباب<br />
غير مباشرة كانتشار وساءل التواصل<br />
الاجتماعي وسهولة انتقال المعلومات بينها،<br />
وبالتالي فإن الأسباب مشتركة بين<br />
المجتمع والأفراد وبين المدعين، ولا يمكن<br />
إلقاء اللوم على أحد دون الآخر. ويبين أن<br />
أحد أفضل الطرق للتعامل مع المدعين هو<br />
﴿ الدكتورة بتول خليفة<br />
وأشارت إلى أن هناك أمانة فكرية يجب أن يتهلى<br />
بها أصهاب التخصص في المعارف المختلفة،<br />
وهي أنهم إذا ما قاموا بنشر معلومة ما خلال<br />
محاضرة جامعية أو عامة وغيرها أن يكون نهاية<br />
حديشهم للهضور بأن عليهم البهش والقراءة<br />
فيما قام هذا المهاضر بعرضه، وأن لا يعتمدوه<br />
كمصدر نهاءي لمعرفتهم، مما سيجعلهم<br />
يتعرفون على أبعاد أخرى لموضوع النقاش وهو<br />
ما سيفته لهم آفاقا أوسع وأعمق بما يعود عليهم<br />
وعلى المجتمع بالنفع.<br />
وتحدثت عن الفرق بين المجتمع العربي<br />
والغربي في مسألة المعرفة وادعاء المعرفة حيش<br />
قالت إن مشكلة وطننا العربي في الفترة الأخيرة<br />
هي ظهور عدد كبير من المدعين على الساحة<br />
حيش تجد المهاضر يخاطب الناس بأنه<br />
متخصص في العديد من المجالات المختلفة<br />
ويقوم بالتسويق لنفسه بأنه خبير في كذا<br />
وكذا وذلك للقيام بإعطاء ندوات أو ورش في<br />
موضوع أو أمر ما سواء بشكل شخصي أو عن<br />
طريق المراكز والشركات وذلك بهدف الربه<br />
المادي، وبالتالي يكون المهتوى هشا وغير<br />
موثوق وسطهيا؛ فتنتشر تلك المعلومات بعد<br />
مواجهتهم بذلك ومطالبتهم بمصادر هذه<br />
المعلومات ومدى مصداقيتها؛ حتى وإن كان<br />
هذا محرجا؛ إلا أنه أقل ضررا من تركهم<br />
ينشرون جهلهم بهذا الكم الهاءل.<br />
وسائل التواصل<br />
ويرى الشاب عبدالرحمن السويدان أن<br />
حجم مدعي المعرفة في المجتمع الخليجي<br />
ليسوا كثر، وذلك نتيجة لتوجهات الكشير<br />
من الموءسسات التعليمية والقاءمين عليها،<br />
للهش على مواجهة هذه الظاهرة، بالإضافة<br />
إلى الدور الذي يلعبه الإعلام في محاربة<br />
هوءلاء، وما يكتب من توعية وتحذير،<br />
وبالتالي قد لا تجد هوءلاء سوى في وساءل<br />
التواصل الاجتماعي؛ والتي يصعب<br />
السيطرة عليها كونها فضاء مفتوحا يكتب<br />
وينشر فيه من يشاء، وبالتالي لا يمكن<br />
القضاء على المدعين الإلكترونيين، ولكن<br />
يكفي تجاهلهم أو عدم الانصياع لما يقولون،<br />
وليس معنى ذلك هو عدم الهصول على<br />
معلومات من خلال هذه الوساءل، ولكن<br />
يجب التأكد من كل معلومة، والبهش<br />
وراءها، قبل أن يضعها الفرد في خزينة<br />
عقله، وقبل أن يعيد نشرها على الآخرين،<br />
لأن المعرفة أمانة، ومن لا يضع اعتبارا<br />
لذلك؛ ويقوم بنشر ما يجهله دون التأكد<br />
منه فهو مذنب في حق المجتمع وفي حق<br />
نفسه.<br />
﴿ الدكتور محمد خليفة الكبيسي<br />
هذه الندوات والورش إلى الهاضرين، ومنها<br />
إلى محيطهم وهكذا، بالإضافة إلى أن وساءل<br />
التواصل الاجتماعي والإنترنت لها دور في نشر<br />
ثقافة الادعاء، ولكن على الجانب الآخر نرى أن<br />
الغرب حريصون في تلك المسألة.<br />
وتختتم د.بتول حديشها بأهمية دور الأسرة<br />
والمدرسة في علاج هذه الآفة، فإذا ما أردت أن<br />
محمد الجفيري:<br />
يتوهمون دوما<br />
أنهم على صواب<br />
الدراسات والتحليلات النفسيّ ة :<br />
صفة لا تختلف عن النرجسية<br />
كتبت- رانية حامد<br />
يعرّ ف الطب النفسيّ الهديش وأخصاءي<br />
علم النفس والاجتماع ادعاء المعرفة بهالة<br />
نفسيّ ة مرضيّ ة تنتاب الشخص، وهي<br />
صفة لا تكاد تختلف عن النرجسيّ ة وحب<br />
الذات، التي يعتبرها أهل الاختصاص<br />
كمظهر من النرجسيّ ة المبهمة. إنّ انتهال<br />
صفة المعرفة أو ادعاءها هي ظاهرة نفسيّ ة<br />
تجتاه المجتمعات المعاصرة وتفته باب<br />
الدراسات والتهليلات النفسيّ ة التي تعود<br />
إلى أطروحات كان قد عرضها مجموعة<br />
من الفلاسفة منذ القدم كأفلاطون. ويأتي<br />
التعريف المعاصر لهذه الظاهرة بكونها<br />
صفة مرضيّ ة نفسيّ ة تنتاب شخصيّ ات<br />
معيّ نة تظافرت فيها عوامل وأسباب مختلفة<br />
لخلقها. وقد أدلت الدراسات بمجموعة<br />
من العوارض، تمشّ لت في ادعاء المعرفة،<br />
والافتخار بالذات بشكل مبالغ؛ يترجم<br />
مجموعة من التناقضات والصراعات<br />
النفسيّ ة الداخليّ ة ناجمة عن فقدان المرء<br />
لشقته في نفسه وضعف شخصيّ ته، كما<br />
يعرّ فه الطب الهديش بأنه شخصيّ ة<br />
﴿ الدكتورة امتنان الصمادي<br />
تصل إلى شيء إيجابي، وبشكل صهيه عليك<br />
أن تبهش عن الأسرة ومن ثم المعلم وبعدها<br />
المجتمع، ولهذا يجب أن يكون هناك تعاون بين<br />
تلك العناصر الشلاثة للوصول إلى تأسيس جيل<br />
قاءم على المعرفة، وليس جيلا من المدعين،<br />
ويجب أن يكون هناك تجانس في هذا التعاون<br />
خاصة فيما بتعلق بالاسرة والمعلم، حيش من<br />
المربك لدى الطفل أن يهصل على معلومة ما من<br />
أحد أبويه ليجد المعلم يتهدش بأن تلك المعلومة<br />
غير صهيهة، وبالتالي يجب أيضا على الآباء<br />
أن يكونوا باحشين على المعرفة وأن يتأكدوا مما<br />
يقومون بإيصاله إلى أولادهم.<br />
وقالت د.امتنان الصمادي الأستاذ المشارك<br />
بقسم اللغة العربية كلية الآداب والعلوم –<br />
جامعة قطر، إن ادعاء المعرفة أصبه ظاهرة<br />
وثقافة منتشرة في المجتمعات لعدة أسباب،<br />
منها كثرة الوساءط التكنولوجية وتنوعها، وهي<br />
وإن كانت إيجابية من جهة التيسير واختصار<br />
الزمن إلا أنها تشيع عدم التمهيص والتدقيق<br />
من جهة ثانية، ويستخدمها البعض بهدف نقل<br />
المعلومات وتمريرها لأكبر شريهة ممكنة من<br />
الأصدقاء ليظهر ناقلها بصورة العارف.<br />
اعتماديّ ة تعتمد على الغير في جميع<br />
المجالات. إنّ ارتداء عباءة المعرفة هو نتيجة<br />
لمجموعة من الصراعات النفسيّ ة الداخليّ ة<br />
التي تجتاه نفسيّ ة الإنسان خلال ظروف<br />
معيّ نة كالبيئة التي نشأ فيها، المهيط<br />
الذي تعايش معه، الأشخاص الذين قابلهم<br />
واحتكّ بهم؛ خلال مسيرته بشتّ ى مجالاتها.<br />
إنّ مدعي المعرفة يستقي مبادءه وأفكاره<br />
بطريقة سطهيّ ة دون نقد خلاّق أو تحليل<br />
عقلانيّ ، يستهلك المعلومات دون ّ تبصر،<br />
وينقلها دون تأكدّ من صهّ تها، وهو ما يجعله<br />
ضهيّ ة نفسيّ ة لمجموعة من التجاذبات<br />
النفسيّ ة التي تخرجه من داءرة العقلانيّ ة<br />
والتفكير الإيجابيّ إلى داءرة الأفكار المسلّمة<br />
وافتقار المعرفة الهقيقيّ ة التي تنعكس<br />
إيجابيّ ا على شخصيّ ته وتساهم في تطوير<br />
بنيته الذاتيّ ة والفكريّ ة. ولا يخفى أنّ لهذه<br />
الهالة النفسيّ ة تأثيرا مباشرا على تلك<br />
العقول التي أصبهت تستهلك دون إنتاج<br />
أو تحليل حتى، وتسعى إلى تجميع<br />
المعلومات دون التأكّ د من المصادر الاصليّ ة في<br />
عصر سيطر عليه تقدّ م التقنيّ ات، وسهولة<br />
الوصول إلى المعلومة غير معروفة مصادرها<br />
من خلال وساءل التواصل الاجتماعي التي<br />
تفرض وجودها حاليًّ ا.<br />
﴿ محمد الجفيري<br />
توظيف العقل<br />
وإذا ما أردنا التفريق بين العارف والمدعي، فالأول<br />
من لديه كم من المعرفة والمعلومات الصهيهة<br />
وهو قادر على نقدها وتوظيفها في المكان المناسب،<br />
وهو شخص عقلاني يميل إلى الشوابت، ولا يغير<br />
رأيه بسرعة دون تشبت ودون هدف، فيما أن<br />
الشاني شخص يميل إلى الهصول على المعرفة<br />
بأبسط الطرق والوساءل، ولا يعنيه الدقة ولا<br />
يكترش لشروط الأمانة العلمية، وهنا تكمن<br />
الخطورة؛ حيش أن هذا التناقل سيصبه له<br />
أثر سلبي مع الزمن، كما أن المدعي صاحب رأي<br />
متقلب ولا يوظف العقل بالقدر الكافي بقدر ما هو<br />
وعاء ناقل لسلسلة من المعلومات المتناقلة بين<br />
الناس، والمشكلة أن هذه الشقافة لها أتباع ولها<br />
موءيدون يأخذون الظاهر؛ أو الصورة السطهية<br />
للمادة العلمية ويتركون الباطن متناسين قول<br />
الإمام مالك «من قال لا أدري فقد أفتى»، وفي مقولة<br />
أخرى «نصف العلم لا أدري»، وفي شعر أبو نواس<br />
«قل لمن يدعي في العلم فلسفة. حفظت شيئً ا،<br />
وغابت عنك أشياء»، وأغلب هوءلاء لا يفكرون<br />
بالتهليل؛ وإنما في عملية النقل فقط.