08.02.2017 Views

a_alwatan

a_alwatan

a_alwatan

SHOW MORE
SHOW LESS

Create successful ePaper yourself

Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.

$<br />

السنة (22) - الأربعاء 11 من جمادى الأولى ‎1438‎ه الموافق 8 فبراير ‎2017‎م العدد (7829)<br />

بورتريه<br />

24<br />

علاقته المتقلّ‏ بة مع سوريا هي الملف الأبرز في حياته<br />

جنبلاط .. سياسي استثنائي<br />

بيروت-‏ $- نورما أبوزيد<br />

وليد جنبلاط،‏ هو سياسي لبناني درزي،‏ متقلّ‏ ب الرؤى والسياسات والهوى،‏<br />

يقطع ويوصل علاقاته السياسيّ‏ ة مع الداخل والخارج بناءً‏ على ‏«هوائياته»‏ التي<br />

تلتقط اتّ‏ جاهات الرياح الإقليميّ‏ ة والدوليّ‏ ة باكراً،‏ ولذلك يستحقّ‏ عن جدارة لقب<br />

‏«خبير السياسة اللبنانيّ‏ ة»‏ الذي تُ‏ رفع له القبعة كلّ‏ ما أخرج من قبعته أرنباً‏ .<br />

يعدّ‏ وليد جنبلاط أحد أمراء الحرب في لبنان وأبرزهم،‏ لأّ‏ ن لا أحد مثله ضمن<br />

‏«الأمراء»‏ الذين أفرزتهم الحرب؛ فهو أكثرهم ذكاءً‏ وقدرةً‏ على المشي فوق<br />

حبل مشدود والقفز فوق التناقضات،‏ ولذلك لا يكون مفاجئاً‏ لأحد نقله<br />

البندقيّ‏ ة من كتف إلى أخرى بين الفينة والأخرى،‏ ونقضه لجميع تحالفاته<br />

وعداواته؛ فحليف الأمس يمكن أن يكون ألدّ‏ خصوم اليوم بالنسبة إليه،‏<br />

وخصم اليوم يمكن أن يكون حليف الغد.‏<br />

يهوى ركوب الدرّ‏ اجات الناريّ‏ ة وارتداء الجينز<br />

والمعطف الجلدي انصياعاً‏ لثقافته الغربيّ‏ ة<br />

تحالف مع سوريا بعيد<br />

اغتيالها لوالده وناوأها<br />

عندما استشعرت<br />

‏«راداراته»‏ بأنّ‏ الحظّ‏ لم<br />

يعد حليفها<br />

تزوّ‏ ج ثلاث مرّ‏ ات من<br />

مسيحيّ‏ ة وشركسيّ‏ ة<br />

وسنيّ‏ ة وابنه تيمور<br />

المرشّ‏ ح لوراثته سياسياً‏<br />

متزوّ‏ ج من شيعيّ‏ ة<br />

ذات يوم قال إنه لن يزور البطريرك الماروني<br />

نصر االله صفير؛ لأنّ‏ خطابه ‏«عنصري<br />

وتقسيمي وتحريضي»،‏ ونصهه بالاختيار<br />

‏«بين الصلاة والسياسة»،‏ ولكنّ‏ ه عاد<br />

وتحالف معه في السياسة،‏ والسيناريو<br />

نفسه تكرّ‏ ر مع قاءد ‏«القوات اللبنانيّ‏ ة»‏<br />

الدكتور سمير جعجع،‏ الذي رفض‏ في<br />

الماضي فكرة العفو عنه وطالب بتسفيره<br />

بعد انتهاء محكومتيه إلى فرنسا ليلهق<br />

بالعماد ميشال عون و«يتسلى معه في<br />

باريس»،‏ وبعد فترة وجيزة على إطلاقه هذا<br />

الكلام،‏ زار جنبلاط نفسه ستريدا جعجع،‏<br />

زوجة جعجع،‏ وطالب بإطلاق سراحه<br />

كأنه لم يقل كلامه السابق،‏ أمّ‏ ا الرءيس‏<br />

أمين الجميل الذي أطلق عليه إبان عهده<br />

الرءاسي لقب ‏«سوموزا»‏ تيمناً‏ بديكتاتور<br />

نيكارغوا السابق،‏ فقد تحالف معه في<br />

العام 2005 وكأنّ‏ الأجندة السياسيّ‏ ة<br />

للرجلين واحدة،‏ والرءيس‏ الهالي ميشال<br />

عون الذي وصفه ب ‏«تسونامي»‏ قبيل<br />

عودته من منفاه الفرنسي إلى لبنان،‏ عاد<br />

وانتخبه رءيساً.‏ نجه جنبلاط في المشي<br />

على حبال السياسة اللبنانيّ‏ ة،‏ وبرع<br />

في محالفة وعداوة الشخص‏ ذاته،‏ ولكن<br />

علاقته المتقلّبة مع سوريا بقيت الملف الأبرز<br />

في حياته السياسيّ‏ ة،‏ وقد انتقل فيها من<br />

التهالف الكامل إلى العداء الكامل.‏ فرغم<br />

معرفته باغتيال والده في العام 1977 على<br />

يد المخابرات السوريّ‏ ة،‏ تحالف وليد جنبلاط<br />

مع دمشق قافزاً‏ فوق مشاعره،‏ منطلقاً‏ في<br />

ذلك من ذراءع مصلهيّ‏ ة ضيّ‏ قة ترى أنّ‏ الدروز<br />

أقليّ‏ ة لا سند لها،‏ ومن ثم عليها أن تجاري<br />

موازين القوى للهفاظ على نفسها؛ فقد أدرك<br />

في حينها أنّ‏ المرحلة مرحلة سوريا،‏ وتعمّ‏ قت<br />

هذه القناعة لديه بعد الطاءف؛ إذ أدرك مرّ‏ ة<br />

جديدة أنّ‏ المرحلة مرحلة سوريا بتفويض‏<br />

عربي أميركي،‏ فقرّ‏ ر الالتهاق بالركب<br />

العربي والدولي،‏ ولأنّ‏ الطاءفة صغيرة وحجم<br />

الجاءزة كبير،‏ زايد جنبلاط على السوريين<br />

أنفسهم في الغيرة على المصاله القوميّ‏ ة<br />

لسوريا الأسد،‏ ووصل به الأمر إلى حدّ‏ القول<br />

إنّ‏ أصول عاءلته تعود لمدينة حلب،‏ وإنّ‏ أفراداً‏<br />

من عاءلته لايزالون هناك.‏<br />

بعد اغتيال رءيس‏ وزراء لبنان الأسبق<br />

الشهيد رفيق الهريري،‏ أدرك وليد جنبلاط<br />

أنّ‏ التفويض‏ الأميركي العربي للشام قد<br />

انتهت صلاحيته،‏ فنقل البندقية إلى الكتف<br />

الأخرى وتوّج نقلته السياسيّ‏ ة من محور إلى<br />

آخر بهفلة انتقادات لبشار الأسد.‏<br />

ولد وليد جنبلاط في 7 أغسطس‏ من عام<br />

1949 في بلدة المختارة في قضاء الشوف،‏<br />

لوالد مناضل وسياسي ومفكّ‏ ر وفيلسوف،‏<br />

ولوالدة مسيّ‏ سة لكونها ابنة شكيب إرسلان<br />

أحد زعماء الدروز،‏ وبدأ‏ مشواره السياسي<br />

وهو في السابعة والعشرين من عمره بعد<br />

اغتيال والده في مارس‏ من عام 1977.<br />

لم يتعاط جنبلاط قبل هذا التاريخ الشأن<br />

العام،‏ وكان حتى ذاك الوقت ّ يفضل ركوب<br />

دراجات ‏«الهارلي دايفدسون»‏ الناريّ‏ ة وارتداء<br />

الجينز والمعطف الجلدي انصياعاً‏ لشقافته<br />

الغربيّ‏ ة التي اكتسبها من المدارس‏ التي<br />

ارتادها في بيروت،‏ وحتى الآن يهتفظ<br />

جنبلاط بدرّاجات ناريّ‏ ة يظهر عليها بمفرده<br />

في الجبل وفي شوارع بيروت.‏<br />

ورش وليد جنبلاط الزعامة السياسيّ‏ ة عن<br />

والده اليساري الاشتراكي وورش الشقافة،‏<br />

ولكنّ‏ ه لم يرش أي شيء آخر عنه،‏ تسترّ‏ منذ<br />

مقتل والده بغطاء الاشتراكيّ‏ ة في محاولة<br />

لإخفاء رأسماليته،‏ ولكنّ‏ ه لم يتمكّ‏ ن من<br />

إخفاء عدم الانسجام بين خطّ‏ ه والخطّ‏<br />

السابق الذي سلكه والده،‏ فكمال جنبلاط<br />

كان اشتراكياً‏ يسارياً‏ وصاحب مبادىء،‏<br />

عاش‏ زهداً‏ في الهياة جعله يتبرّ‏ ع بالجزء<br />

الأكبر من ممتلكاته،‏ بينما وليد جنبلاط<br />

هو إقطاعي رأسمالي،‏ عمل طيلة حياته<br />

السياسيّ‏ ة على استعادة الأملاك التي فرّ‏ ط<br />

بها والده.‏<br />

ثمّ‏ ة من يعتبر أنّ‏ ه انطلق في حياته<br />

السياسية من موقع تقدّ‏ مي عروبي ورثه عن<br />

والده،‏ وانتهى به المطاف في موقع تقوقعي<br />

أخذ نفسه إليه.‏<br />

خاض‏ وليد جنبلاط حرباً‏ طاءفية مع ‏«القوات<br />

اللبنانيّ‏ ة»‏ سمّ‏ يت ب ‏«حرب الجبل»‏ انتهت<br />

بفوزه وتهجير المسيهيين من قرى الشوف<br />

وعاليه،‏ وبعد خروجه منتصراً‏ من تلك<br />

الهرب،‏ دخل البرلمان بفوز آخر،‏ بهيش<br />

اختير عضواً‏ بديلاً‏ عن والده عام 1991، ومن<br />

ثمّ‏ انتخب عضواً‏ في البرلمان في انتخابات<br />

أعوام 1992 و‎1996‎ و‎2000‎ و‎2005‎ و‎2009‎‏،‏ وتولىّ‏<br />

خلال الهرب وبعدها عدداً‏ من الوزارات.‏<br />

الرجل المتقلّب الذي تحالف مع سوريا بعيد<br />

اغتيالها لوالده مباشرة،‏ ناوأها واصطف مع<br />

خصومها عندما استشعرت ‏«راداراته»‏ بأنّ‏<br />

الهظّ‏ لم يعد حليفها،‏ ثمّ‏ ما لبش أن تخلّى<br />

عن حلفاءه الجدد ويمّ‏ م شطر ‏«حزب االله»‏<br />

بعد سقوطه في امتهان الساعات الأولى<br />

لأحداش «7 أيار»‏ 2008، وبعد ذلك أعرب<br />

عن أسفه في العام 2010 لبشار الأسد على<br />

النعوت التي أطلقها عليه في وقت سابق،‏<br />

ولكن الشورة السوريّ‏ ة التي اندلعت عام<br />

2011 أتاحت له مجدداً‏ الانقلاب على النظام<br />

السوري دون أن يعني ذلك الانهراف إلى<br />

أقصى اليمين لبنانياً؛ إذ تمهور هذه المرّ‏ ة في<br />

الوسط داخلياً،‏ فهاجم مجدداً‏ بشار الأسد،‏<br />

ووصف نظامه بالوحشي،‏ واعتبر أنّ‏ ‏«حزب<br />

االله»‏ اقترف خطأ‏ تاريخياً‏ وأخلاقياً‏ بالقتال<br />

إلى جانب النظام،‏ وبخلاف كلّ‏ الساسة<br />

اللبنانيين الذين يعادون بشار الأسد<br />

ونظامه،‏ امتلك وليد جنبلاط موءخراً‏ جرأة<br />

القول إنّ‏ الأسد يهقّ‏ ق الانتصار تلو الآخر،‏<br />

ولكنّ‏ ه اعتبر أنّ‏ هذا الأمر لن يدفعه إلى طرق<br />

أبواب دمشق مجدّ‏ داً.‏<br />

تماماً‏ كرءيس‏ المجلس‏ النيابي نبيه بري،‏<br />

أظهر وليد جنبلاط براعة في الدخول في لعبة<br />

المعادلات السياسيّ‏ ة المهليّ‏ ة الصعبة،‏ فهجز<br />

لنفسه مركزاً‏ ثابتاً‏ في ظلّ‏ الوجود السوري،‏<br />

وكان حجر الزاوية في فريق «14 آذار»‏ بعيد<br />

خروج الجيش‏ السوري من لبنان،‏ ومع<br />

هزيمته في «7 أيار»‏ واضطراره لمطاوعة ‏«حزب<br />

االله»،‏ جعل من نفسه بيضة قبان بين فريقي<br />

8 و‎14‎ آذار،‏ ولكن التوافق المسيهي–‏ المسيهي<br />

بين ميشال عون وسمير جعجع أنهى ذلك<br />

وجعل أدواره في السياسة هامشيّ‏ ة،‏ بعد أن<br />

طمه في بداية الأزمة السوريّ‏ ة بأبعد ممّ‏ ا هو<br />

ّ مخصص‏ له في لعبة الكراسي اللبنانيّة؛ إذ<br />

اعتبر في حينها أنّ‏ الدولة الدرزيّ‏ ة تلوه في<br />

الأفق،‏ ومع بدء اندثار حلم الدولة الدرزيّ‏ ة،‏<br />

كان لابدّ‏ من إعادة توجيه البوصلة.‏<br />

تزوّج وليد جنبلاط ثلاش مرّ‏ ات،‏ المرّ‏ ة الأولى<br />

كانت من فرنسيّ‏ ة مسيهيّ‏ ة،‏ والمرّ‏ ة الشانية<br />

من أردنيّ‏ ة شركسيّ‏ ة،‏ وله منها تيمور وأصلان<br />

وداليا،‏ والشالشة من زوجته الهاليّ‏ ة الهلبيّ‏ ة<br />

السنيّ‏ ة نورا الشرباتي،‏ ولايزال على رأس‏<br />

الطاءفة،‏ علماً‏ أنّ‏ ه ممنوع على الدرزي أن<br />

يتزوّج من خارج طاءفته وأن يبقى على<br />

دينه،‏ إذ يصبه حكماً‏ خارج الطاءفة،‏ خلافاً‏<br />

للطواءف اللبنانيّ‏ ة الأخرى التي تتيه الزواج<br />

المختلط،‏ ولا يخفي جنبلاط توجّ‏ هه لتوريش<br />

الزعامة الدرزيّة إلى ابنه تيمور المتزوّج بدوره<br />

من شيعيّ‏ ة،‏ ويسعى جاهداً‏ لانتزاع شرعيّ‏ ة<br />

محليّ‏ ة وإقليميّ‏ ة ودوليّ‏ ة له.‏<br />

لدى جنبلاط ‏«شعطات»‏ سياسيّ‏ ة غير<br />

موجودة لدى سواه من السياسيين،‏<br />

كدعواته المتكررة للسماه بزراعة الماريغوانا<br />

التي هي أحد أنواع الهشيشة،‏ و«وتوتاته»‏<br />

اليوميّ‏ ة على ‏«تويتر»‏ لإيصال رساءل<br />

سياسيّ‏ ة في كلّ‏ الاتجّ‏ اهات،‏ وتدخّ‏ له بشكل<br />

فاقع لدى القضاء لإقصاء كلّ‏ من لا يواليه<br />

بشكل كامل.‏ باختصار،‏ وليد جنبلاط هو<br />

رجل استشناءي في بلد استشناءي.‏<br />

كمال جنبلاط<br />

كمال فؤاد جنبلاط (6 ديسمبر - 1917 16 مارس 1977)، أحد أهم زعماء لبنان في فترة الحرب الأهلية وما قبلها<br />

وأحد زعامات الطائفة الدرزية في جبل لبنان إضافة لكونه مفكراً‏ وفيلسوفاً‏ .<br />

تعود الأسرة،‏ وفقا لبعض المؤرخين،‏ إلى أصول كردية ويعتقد أن أجدادهم قدموا من تركيا إلى لبنان في<br />

العهود الأيوبية،‏ ومعنى جنبلاط باللغة الكردية هو جان-‏ بولاد أي ‏(صاحب الروح الفولاذية).‏<br />

كان زعيماً‏ للهركة الوطنية اللبنانية<br />

في بدايات الهرب الأهلية اللبنانية وأحد<br />

موءسسي الهزب التقدمي الاشتراكي،‏<br />

ويعتبر من الشخصيات اللبنانية المعروفة<br />

بدعمها للقضية الفلسطينية.‏ اغتيل في<br />

16 مارس‏ 1977، وخلفه في الزعامة ابنه<br />

وليد جنبلاط.‏<br />

ولد في بلدة المختارة بقضاء الشوف،‏ والده<br />

فوءاد بك جنبلاط اغتيل في 6 أغسطس‏<br />

1921 في وادي عينبال،‏ وكان قاءم مقام<br />

لقضاء الشوف أيام الانتداب الفرنسي على<br />

لبنان،‏ ووالدته السيدة نظيرة جنبلاط<br />

التي لعبت دوراً‏ سياسياً‏ مهماً‏ بعد وفاة<br />

زوجها وعلى امتداد أكثر من ربع قرن.‏<br />

كان لديه شقيقتان هما ليلى وقد توفيت<br />

بمرض‏ الهمى وهي في الرابعة من العمر،‏<br />

وليندا المتزوجة من حكمت جنبلاط والتي<br />

اغتيلت في منزلها في بيروت بتاريخ 27<br />

مايو 1976 خلال الهرب اللبنانية وقبل أقل<br />

من سنة من اغتياله.‏ في طفولته اعتنت<br />

به مربية خاصة تدعى ماري غريب من<br />

الدامور وهي خريجة الفرنسيسكان،‏<br />

وتلقى على يدها علومه الأولية في<br />

المختارة.‏ ثم التهق بمعهد عينطورة للآباء<br />

العازاريين في كسروان عام 1926 وذلك<br />

بناء لمشورة المطران أوغسطين البستاني<br />

صديق العاءلة الخاص،‏ وظل فيها حتى<br />

العام 1937، وكان معه خادم خاص‏ يهتم<br />

بشوءونه ومرافقته الداءمة.‏ نال الشهادة<br />

الابتداءية عام 1928.<br />

بالرغم من كرهه للسياسة،‏ منذ صغره،‏<br />

إلا أن ذلك لم يمنعه من المشاركة في<br />

مناسبات وطنية عديدة في عينطورة،‏<br />

ففي العام 1933 شكل وفداً‏ من ضمنه رفاقه<br />

فوءاد رزق،‏ كميل أبوصوان،‏ وإميل طربيه<br />

قابل الأب سارلوت وطلب منه وضع العلم<br />

اللبناني على برج معهد عينطورة بدلاً‏<br />

من العادة التي كانت متبعة في الدير<br />

يومذاك أي أن يرفع العلم الفرنسي أيام<br />

الآحاد والأعياد على برج المدرسة،‏ وهكذا<br />

ارتفع العلم اللبناني.‏ وبدأ‏ بكتابه الشعر<br />

باللغتين العربية والفرنسية وهو في<br />

السادسة عشرة.‏<br />

كان يبدي عطفاً‏ خاصاً‏ وتعلقاً‏ بالقضايا<br />

العربية،‏ فهو شديد الإعجاب والهماس‏<br />

لسعد زغلول،‏ ومن مواقفه في هذا الصدد<br />

ذهابه في العام 1934 عند استقلال مصر<br />

إلى رءيس‏ الرهبان في مدرسة عينطورة<br />

ليطلب منه أن يعلن ذلك اليوم عطلة<br />

احتفاء باستقلال أول دولة عربية،‏ وقد<br />

استجاب رءيس‏ الرهبان لهذا الطلب،‏<br />

وكان موقفه هذا أول تعبير سياسي له في<br />

ما يتعلق بالقضايا الوطنية والعربية.‏<br />

وفي عام 1934 نال الشهادة التكميلية،‏<br />

كما نال شهادة البكالوريا-‏ القسم الأول<br />

بقسميها اللبناني والفرنسي وبفرعيها<br />

الأدبي والعلمي في يونيو 1936، وقد جاء<br />

الأول بين طلاب لبنان في الفرع العلمي.‏<br />

تأثر بمدرس‏ الفلسفة في معهد عينطورة<br />

الأب هنري دالمه،‏ هذا المدرس‏ المطلع على<br />

الفلسفة اليونانية،‏ والذي أصبه في ما بعد<br />

أمين سر المجمع المسكوني في معهد البابا<br />

بولس‏ السادس،‏ ونال شهادة الفلسفة<br />

سنة 1937.<br />

كان ميالاً‏ للرياضيات والعلوم<br />

التطبيقية كالجبر والهندسة<br />

والفيزياء،‏ وكان ينوي التخصص‏ في<br />

الهندسة والسفر إلى البلدان المتخلفة<br />

كي يساهم في إعمارها.‏ غير أن والدته<br />

طلبت من المطران بستاني ‏(مطران دير<br />

القمر)‏ المعروف بصداقته لآل جنبلاط<br />

أن يهاول إقناعه بالعدول عن الدراسة<br />

الهندسية والاستعاضة عنها بالمهاماة،‏<br />

وقد تم لها ما أرادت.‏<br />

كان حلمه منذ الصغر أن يكون طبيباً‏ وأن<br />

يمارس‏ مهنة الطب في إفريقيا وهذا الهلم<br />

الذي لم يتسن له تحقيقه،‏ جعله فيما<br />

بعد يستكشف طريق الطب بمنهى آخر،‏<br />

وذلك بالاطلاع على المداواة بالنبات وبعشبة<br />

القمه خصوصاً.‏<br />

في سبتمبر 1937 سافر إلى فرنسا ودخل<br />

كلية الآداب في السوربون وحصل على<br />

شهادة في علم النفس‏ والتربية المدنية<br />

وأخرى في علم الاجتماع.‏<br />

في أكتوبر 1937 أصدر مجلة فرنسية<br />

أطلق عليها اسمREVUE LA مقلداً‏ المجلة<br />

الفرنسية الشهيرة La Revue du Monde<br />

بالاشتراك مع رفاق صباه إميل طربيه<br />

وأنطوان بارود وكميل أبوصوان.‏<br />

خلال إقامته في فرنسا تتلمذ على يد<br />

العالم الاجتماعي غورفيتش‏ ومعه أنجز<br />

شهادته في علم الاجتماع.‏<br />

في سبتمبر 1939 عاد إلى لبنان بسبب<br />

الهرب العالمية الشانية وتابع دراسته<br />

في جامعة القديس‏ يوسف فنال إجازة<br />

الهقوق عام 1940.<br />

في عامي -1941 1942 مارس‏ المهاماة في<br />

مكتب المهامي كميل إده في بيروت،‏ وعين<br />

محامياً‏ رسمياً‏ للدولة اللبنانية.‏ لم يطل<br />

عمله في المهاماة أكثر من سنه إذ توفي<br />

ابن عمه حكمت جنبلاط ناءب جبل لبنان<br />

عام 1943 واضطر حينها إلى دخول المعترك<br />

السياسي.‏<br />

وبالرغم من نيله الشهادات الأدبية وتعبيراً‏<br />

عن ميوله العلمية أنشأ‏ في سبتمبر 1942<br />

معملاً‏ للكيمياء في المختارة لاستخراج<br />

القطرون والأسيد وغيرها من المواد لا سيما<br />

السودكوستيك وصب آلات المعمل بنفسه<br />

في لبنان،‏ وقام بتركيبها بنفسه أيضاً،‏<br />

وكان يعمل 16 ساعة في اليوم ويذكر<br />

أنه اخترع آلة لتهويل غاز أسيد الكلوريد<br />

وتذويبه بالماء.‏<br />

درس‏ مادة الاقتصاد في فترات متقطعة<br />

في كلية الهقوق والعلوم السياسية<br />

والاقتصادية في الجامعة اللبنانية بدءً‏ ا<br />

من عام 1960.<br />

كان يجيد ثلاش لغات:‏ العربية،‏ الفرنسية<br />

والإنجليزية،‏ وكان ملماً‏ باللغات:‏ الهندية،‏<br />

اللاتينية،‏ الإسبانية والإيطالية.‏<br />

قرأ‏ القرآن والإنجيل والتوراة وكتب<br />

التوحيد والفيدا فيدانتا الهندية.‏<br />

ّ أسس‏ ورفيقه كميل أبوصوان نادي القلم<br />

(PEN) في لبنان،‏ ليكون هذا البلد حاضراً‏<br />

بين كتاب العالم.‏ في 16 مارس‏ 1977<br />

اغتيل مع مرافقيه فوزي شديد وحافظ<br />

الغصيني على طريق بعقلين-‏ دير دوريت<br />

في كمين مسله،‏ بتدبير من الاستخبارات<br />

السورية.‏<br />

﴿ كمال جنبلاط

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!