Create successful ePaper yourself
Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.
$<br />
السنة (22) - الأربعاء 11 من جمادى الأولى 1438ه الموافق 8 فبراير 2017م العدد (7829)<br />
بورتريه<br />
24<br />
علاقته المتقلّ بة مع سوريا هي الملف الأبرز في حياته<br />
جنبلاط .. سياسي استثنائي<br />
بيروت- $- نورما أبوزيد<br />
وليد جنبلاط، هو سياسي لبناني درزي، متقلّ ب الرؤى والسياسات والهوى،<br />
يقطع ويوصل علاقاته السياسيّ ة مع الداخل والخارج بناءً على «هوائياته» التي<br />
تلتقط اتّ جاهات الرياح الإقليميّ ة والدوليّ ة باكراً، ولذلك يستحقّ عن جدارة لقب<br />
«خبير السياسة اللبنانيّ ة» الذي تُ رفع له القبعة كلّ ما أخرج من قبعته أرنباً .<br />
يعدّ وليد جنبلاط أحد أمراء الحرب في لبنان وأبرزهم، لأّ ن لا أحد مثله ضمن<br />
«الأمراء» الذين أفرزتهم الحرب؛ فهو أكثرهم ذكاءً وقدرةً على المشي فوق<br />
حبل مشدود والقفز فوق التناقضات، ولذلك لا يكون مفاجئاً لأحد نقله<br />
البندقيّ ة من كتف إلى أخرى بين الفينة والأخرى، ونقضه لجميع تحالفاته<br />
وعداواته؛ فحليف الأمس يمكن أن يكون ألدّ خصوم اليوم بالنسبة إليه،<br />
وخصم اليوم يمكن أن يكون حليف الغد.<br />
يهوى ركوب الدرّ اجات الناريّ ة وارتداء الجينز<br />
والمعطف الجلدي انصياعاً لثقافته الغربيّ ة<br />
تحالف مع سوريا بعيد<br />
اغتيالها لوالده وناوأها<br />
عندما استشعرت<br />
«راداراته» بأنّ الحظّ لم<br />
يعد حليفها<br />
تزوّ ج ثلاث مرّ ات من<br />
مسيحيّ ة وشركسيّ ة<br />
وسنيّ ة وابنه تيمور<br />
المرشّ ح لوراثته سياسياً<br />
متزوّ ج من شيعيّ ة<br />
ذات يوم قال إنه لن يزور البطريرك الماروني<br />
نصر االله صفير؛ لأنّ خطابه «عنصري<br />
وتقسيمي وتحريضي»، ونصهه بالاختيار<br />
«بين الصلاة والسياسة»، ولكنّ ه عاد<br />
وتحالف معه في السياسة، والسيناريو<br />
نفسه تكرّ ر مع قاءد «القوات اللبنانيّ ة»<br />
الدكتور سمير جعجع، الذي رفض في<br />
الماضي فكرة العفو عنه وطالب بتسفيره<br />
بعد انتهاء محكومتيه إلى فرنسا ليلهق<br />
بالعماد ميشال عون و«يتسلى معه في<br />
باريس»، وبعد فترة وجيزة على إطلاقه هذا<br />
الكلام، زار جنبلاط نفسه ستريدا جعجع،<br />
زوجة جعجع، وطالب بإطلاق سراحه<br />
كأنه لم يقل كلامه السابق، أمّ ا الرءيس<br />
أمين الجميل الذي أطلق عليه إبان عهده<br />
الرءاسي لقب «سوموزا» تيمناً بديكتاتور<br />
نيكارغوا السابق، فقد تحالف معه في<br />
العام 2005 وكأنّ الأجندة السياسيّ ة<br />
للرجلين واحدة، والرءيس الهالي ميشال<br />
عون الذي وصفه ب «تسونامي» قبيل<br />
عودته من منفاه الفرنسي إلى لبنان، عاد<br />
وانتخبه رءيساً. نجه جنبلاط في المشي<br />
على حبال السياسة اللبنانيّ ة، وبرع<br />
في محالفة وعداوة الشخص ذاته، ولكن<br />
علاقته المتقلّبة مع سوريا بقيت الملف الأبرز<br />
في حياته السياسيّ ة، وقد انتقل فيها من<br />
التهالف الكامل إلى العداء الكامل. فرغم<br />
معرفته باغتيال والده في العام 1977 على<br />
يد المخابرات السوريّ ة، تحالف وليد جنبلاط<br />
مع دمشق قافزاً فوق مشاعره، منطلقاً في<br />
ذلك من ذراءع مصلهيّ ة ضيّ قة ترى أنّ الدروز<br />
أقليّ ة لا سند لها، ومن ثم عليها أن تجاري<br />
موازين القوى للهفاظ على نفسها؛ فقد أدرك<br />
في حينها أنّ المرحلة مرحلة سوريا، وتعمّ قت<br />
هذه القناعة لديه بعد الطاءف؛ إذ أدرك مرّ ة<br />
جديدة أنّ المرحلة مرحلة سوريا بتفويض<br />
عربي أميركي، فقرّ ر الالتهاق بالركب<br />
العربي والدولي، ولأنّ الطاءفة صغيرة وحجم<br />
الجاءزة كبير، زايد جنبلاط على السوريين<br />
أنفسهم في الغيرة على المصاله القوميّ ة<br />
لسوريا الأسد، ووصل به الأمر إلى حدّ القول<br />
إنّ أصول عاءلته تعود لمدينة حلب، وإنّ أفراداً<br />
من عاءلته لايزالون هناك.<br />
بعد اغتيال رءيس وزراء لبنان الأسبق<br />
الشهيد رفيق الهريري، أدرك وليد جنبلاط<br />
أنّ التفويض الأميركي العربي للشام قد<br />
انتهت صلاحيته، فنقل البندقية إلى الكتف<br />
الأخرى وتوّج نقلته السياسيّ ة من محور إلى<br />
آخر بهفلة انتقادات لبشار الأسد.<br />
ولد وليد جنبلاط في 7 أغسطس من عام<br />
1949 في بلدة المختارة في قضاء الشوف،<br />
لوالد مناضل وسياسي ومفكّ ر وفيلسوف،<br />
ولوالدة مسيّ سة لكونها ابنة شكيب إرسلان<br />
أحد زعماء الدروز، وبدأ مشواره السياسي<br />
وهو في السابعة والعشرين من عمره بعد<br />
اغتيال والده في مارس من عام 1977.<br />
لم يتعاط جنبلاط قبل هذا التاريخ الشأن<br />
العام، وكان حتى ذاك الوقت ّ يفضل ركوب<br />
دراجات «الهارلي دايفدسون» الناريّ ة وارتداء<br />
الجينز والمعطف الجلدي انصياعاً لشقافته<br />
الغربيّ ة التي اكتسبها من المدارس التي<br />
ارتادها في بيروت، وحتى الآن يهتفظ<br />
جنبلاط بدرّاجات ناريّ ة يظهر عليها بمفرده<br />
في الجبل وفي شوارع بيروت.<br />
ورش وليد جنبلاط الزعامة السياسيّ ة عن<br />
والده اليساري الاشتراكي وورش الشقافة،<br />
ولكنّ ه لم يرش أي شيء آخر عنه، تسترّ منذ<br />
مقتل والده بغطاء الاشتراكيّ ة في محاولة<br />
لإخفاء رأسماليته، ولكنّ ه لم يتمكّ ن من<br />
إخفاء عدم الانسجام بين خطّ ه والخطّ<br />
السابق الذي سلكه والده، فكمال جنبلاط<br />
كان اشتراكياً يسارياً وصاحب مبادىء،<br />
عاش زهداً في الهياة جعله يتبرّ ع بالجزء<br />
الأكبر من ممتلكاته، بينما وليد جنبلاط<br />
هو إقطاعي رأسمالي، عمل طيلة حياته<br />
السياسيّ ة على استعادة الأملاك التي فرّ ط<br />
بها والده.<br />
ثمّ ة من يعتبر أنّ ه انطلق في حياته<br />
السياسية من موقع تقدّ مي عروبي ورثه عن<br />
والده، وانتهى به المطاف في موقع تقوقعي<br />
أخذ نفسه إليه.<br />
خاض وليد جنبلاط حرباً طاءفية مع «القوات<br />
اللبنانيّ ة» سمّ يت ب «حرب الجبل» انتهت<br />
بفوزه وتهجير المسيهيين من قرى الشوف<br />
وعاليه، وبعد خروجه منتصراً من تلك<br />
الهرب، دخل البرلمان بفوز آخر، بهيش<br />
اختير عضواً بديلاً عن والده عام 1991، ومن<br />
ثمّ انتخب عضواً في البرلمان في انتخابات<br />
أعوام 1992 و1996 و2000 و2005 و2009، وتولىّ<br />
خلال الهرب وبعدها عدداً من الوزارات.<br />
الرجل المتقلّب الذي تحالف مع سوريا بعيد<br />
اغتيالها لوالده مباشرة، ناوأها واصطف مع<br />
خصومها عندما استشعرت «راداراته» بأنّ<br />
الهظّ لم يعد حليفها، ثمّ ما لبش أن تخلّى<br />
عن حلفاءه الجدد ويمّ م شطر «حزب االله»<br />
بعد سقوطه في امتهان الساعات الأولى<br />
لأحداش «7 أيار» 2008، وبعد ذلك أعرب<br />
عن أسفه في العام 2010 لبشار الأسد على<br />
النعوت التي أطلقها عليه في وقت سابق،<br />
ولكن الشورة السوريّ ة التي اندلعت عام<br />
2011 أتاحت له مجدداً الانقلاب على النظام<br />
السوري دون أن يعني ذلك الانهراف إلى<br />
أقصى اليمين لبنانياً؛ إذ تمهور هذه المرّ ة في<br />
الوسط داخلياً، فهاجم مجدداً بشار الأسد،<br />
ووصف نظامه بالوحشي، واعتبر أنّ «حزب<br />
االله» اقترف خطأ تاريخياً وأخلاقياً بالقتال<br />
إلى جانب النظام، وبخلاف كلّ الساسة<br />
اللبنانيين الذين يعادون بشار الأسد<br />
ونظامه، امتلك وليد جنبلاط موءخراً جرأة<br />
القول إنّ الأسد يهقّ ق الانتصار تلو الآخر،<br />
ولكنّ ه اعتبر أنّ هذا الأمر لن يدفعه إلى طرق<br />
أبواب دمشق مجدّ داً.<br />
تماماً كرءيس المجلس النيابي نبيه بري،<br />
أظهر وليد جنبلاط براعة في الدخول في لعبة<br />
المعادلات السياسيّ ة المهليّ ة الصعبة، فهجز<br />
لنفسه مركزاً ثابتاً في ظلّ الوجود السوري،<br />
وكان حجر الزاوية في فريق «14 آذار» بعيد<br />
خروج الجيش السوري من لبنان، ومع<br />
هزيمته في «7 أيار» واضطراره لمطاوعة «حزب<br />
االله»، جعل من نفسه بيضة قبان بين فريقي<br />
8 و14 آذار، ولكن التوافق المسيهي– المسيهي<br />
بين ميشال عون وسمير جعجع أنهى ذلك<br />
وجعل أدواره في السياسة هامشيّ ة، بعد أن<br />
طمه في بداية الأزمة السوريّ ة بأبعد ممّ ا هو<br />
ّ مخصص له في لعبة الكراسي اللبنانيّة؛ إذ<br />
اعتبر في حينها أنّ الدولة الدرزيّ ة تلوه في<br />
الأفق، ومع بدء اندثار حلم الدولة الدرزيّ ة،<br />
كان لابدّ من إعادة توجيه البوصلة.<br />
تزوّج وليد جنبلاط ثلاش مرّ ات، المرّ ة الأولى<br />
كانت من فرنسيّ ة مسيهيّ ة، والمرّ ة الشانية<br />
من أردنيّ ة شركسيّ ة، وله منها تيمور وأصلان<br />
وداليا، والشالشة من زوجته الهاليّ ة الهلبيّ ة<br />
السنيّ ة نورا الشرباتي، ولايزال على رأس<br />
الطاءفة، علماً أنّ ه ممنوع على الدرزي أن<br />
يتزوّج من خارج طاءفته وأن يبقى على<br />
دينه، إذ يصبه حكماً خارج الطاءفة، خلافاً<br />
للطواءف اللبنانيّ ة الأخرى التي تتيه الزواج<br />
المختلط، ولا يخفي جنبلاط توجّ هه لتوريش<br />
الزعامة الدرزيّة إلى ابنه تيمور المتزوّج بدوره<br />
من شيعيّ ة، ويسعى جاهداً لانتزاع شرعيّ ة<br />
محليّ ة وإقليميّ ة ودوليّ ة له.<br />
لدى جنبلاط «شعطات» سياسيّ ة غير<br />
موجودة لدى سواه من السياسيين،<br />
كدعواته المتكررة للسماه بزراعة الماريغوانا<br />
التي هي أحد أنواع الهشيشة، و«وتوتاته»<br />
اليوميّ ة على «تويتر» لإيصال رساءل<br />
سياسيّ ة في كلّ الاتجّ اهات، وتدخّ له بشكل<br />
فاقع لدى القضاء لإقصاء كلّ من لا يواليه<br />
بشكل كامل. باختصار، وليد جنبلاط هو<br />
رجل استشناءي في بلد استشناءي.<br />
كمال جنبلاط<br />
كمال فؤاد جنبلاط (6 ديسمبر - 1917 16 مارس 1977)، أحد أهم زعماء لبنان في فترة الحرب الأهلية وما قبلها<br />
وأحد زعامات الطائفة الدرزية في جبل لبنان إضافة لكونه مفكراً وفيلسوفاً .<br />
تعود الأسرة، وفقا لبعض المؤرخين، إلى أصول كردية ويعتقد أن أجدادهم قدموا من تركيا إلى لبنان في<br />
العهود الأيوبية، ومعنى جنبلاط باللغة الكردية هو جان- بولاد أي (صاحب الروح الفولاذية).<br />
كان زعيماً للهركة الوطنية اللبنانية<br />
في بدايات الهرب الأهلية اللبنانية وأحد<br />
موءسسي الهزب التقدمي الاشتراكي،<br />
ويعتبر من الشخصيات اللبنانية المعروفة<br />
بدعمها للقضية الفلسطينية. اغتيل في<br />
16 مارس 1977، وخلفه في الزعامة ابنه<br />
وليد جنبلاط.<br />
ولد في بلدة المختارة بقضاء الشوف، والده<br />
فوءاد بك جنبلاط اغتيل في 6 أغسطس<br />
1921 في وادي عينبال، وكان قاءم مقام<br />
لقضاء الشوف أيام الانتداب الفرنسي على<br />
لبنان، ووالدته السيدة نظيرة جنبلاط<br />
التي لعبت دوراً سياسياً مهماً بعد وفاة<br />
زوجها وعلى امتداد أكثر من ربع قرن.<br />
كان لديه شقيقتان هما ليلى وقد توفيت<br />
بمرض الهمى وهي في الرابعة من العمر،<br />
وليندا المتزوجة من حكمت جنبلاط والتي<br />
اغتيلت في منزلها في بيروت بتاريخ 27<br />
مايو 1976 خلال الهرب اللبنانية وقبل أقل<br />
من سنة من اغتياله. في طفولته اعتنت<br />
به مربية خاصة تدعى ماري غريب من<br />
الدامور وهي خريجة الفرنسيسكان،<br />
وتلقى على يدها علومه الأولية في<br />
المختارة. ثم التهق بمعهد عينطورة للآباء<br />
العازاريين في كسروان عام 1926 وذلك<br />
بناء لمشورة المطران أوغسطين البستاني<br />
صديق العاءلة الخاص، وظل فيها حتى<br />
العام 1937، وكان معه خادم خاص يهتم<br />
بشوءونه ومرافقته الداءمة. نال الشهادة<br />
الابتداءية عام 1928.<br />
بالرغم من كرهه للسياسة، منذ صغره،<br />
إلا أن ذلك لم يمنعه من المشاركة في<br />
مناسبات وطنية عديدة في عينطورة،<br />
ففي العام 1933 شكل وفداً من ضمنه رفاقه<br />
فوءاد رزق، كميل أبوصوان، وإميل طربيه<br />
قابل الأب سارلوت وطلب منه وضع العلم<br />
اللبناني على برج معهد عينطورة بدلاً<br />
من العادة التي كانت متبعة في الدير<br />
يومذاك أي أن يرفع العلم الفرنسي أيام<br />
الآحاد والأعياد على برج المدرسة، وهكذا<br />
ارتفع العلم اللبناني. وبدأ بكتابه الشعر<br />
باللغتين العربية والفرنسية وهو في<br />
السادسة عشرة.<br />
كان يبدي عطفاً خاصاً وتعلقاً بالقضايا<br />
العربية، فهو شديد الإعجاب والهماس<br />
لسعد زغلول، ومن مواقفه في هذا الصدد<br />
ذهابه في العام 1934 عند استقلال مصر<br />
إلى رءيس الرهبان في مدرسة عينطورة<br />
ليطلب منه أن يعلن ذلك اليوم عطلة<br />
احتفاء باستقلال أول دولة عربية، وقد<br />
استجاب رءيس الرهبان لهذا الطلب،<br />
وكان موقفه هذا أول تعبير سياسي له في<br />
ما يتعلق بالقضايا الوطنية والعربية.<br />
وفي عام 1934 نال الشهادة التكميلية،<br />
كما نال شهادة البكالوريا- القسم الأول<br />
بقسميها اللبناني والفرنسي وبفرعيها<br />
الأدبي والعلمي في يونيو 1936، وقد جاء<br />
الأول بين طلاب لبنان في الفرع العلمي.<br />
تأثر بمدرس الفلسفة في معهد عينطورة<br />
الأب هنري دالمه، هذا المدرس المطلع على<br />
الفلسفة اليونانية، والذي أصبه في ما بعد<br />
أمين سر المجمع المسكوني في معهد البابا<br />
بولس السادس، ونال شهادة الفلسفة<br />
سنة 1937.<br />
كان ميالاً للرياضيات والعلوم<br />
التطبيقية كالجبر والهندسة<br />
والفيزياء، وكان ينوي التخصص في<br />
الهندسة والسفر إلى البلدان المتخلفة<br />
كي يساهم في إعمارها. غير أن والدته<br />
طلبت من المطران بستاني (مطران دير<br />
القمر) المعروف بصداقته لآل جنبلاط<br />
أن يهاول إقناعه بالعدول عن الدراسة<br />
الهندسية والاستعاضة عنها بالمهاماة،<br />
وقد تم لها ما أرادت.<br />
كان حلمه منذ الصغر أن يكون طبيباً وأن<br />
يمارس مهنة الطب في إفريقيا وهذا الهلم<br />
الذي لم يتسن له تحقيقه، جعله فيما<br />
بعد يستكشف طريق الطب بمنهى آخر،<br />
وذلك بالاطلاع على المداواة بالنبات وبعشبة<br />
القمه خصوصاً.<br />
في سبتمبر 1937 سافر إلى فرنسا ودخل<br />
كلية الآداب في السوربون وحصل على<br />
شهادة في علم النفس والتربية المدنية<br />
وأخرى في علم الاجتماع.<br />
في أكتوبر 1937 أصدر مجلة فرنسية<br />
أطلق عليها اسمREVUE LA مقلداً المجلة<br />
الفرنسية الشهيرة La Revue du Monde<br />
بالاشتراك مع رفاق صباه إميل طربيه<br />
وأنطوان بارود وكميل أبوصوان.<br />
خلال إقامته في فرنسا تتلمذ على يد<br />
العالم الاجتماعي غورفيتش ومعه أنجز<br />
شهادته في علم الاجتماع.<br />
في سبتمبر 1939 عاد إلى لبنان بسبب<br />
الهرب العالمية الشانية وتابع دراسته<br />
في جامعة القديس يوسف فنال إجازة<br />
الهقوق عام 1940.<br />
في عامي -1941 1942 مارس المهاماة في<br />
مكتب المهامي كميل إده في بيروت، وعين<br />
محامياً رسمياً للدولة اللبنانية. لم يطل<br />
عمله في المهاماة أكثر من سنه إذ توفي<br />
ابن عمه حكمت جنبلاط ناءب جبل لبنان<br />
عام 1943 واضطر حينها إلى دخول المعترك<br />
السياسي.<br />
وبالرغم من نيله الشهادات الأدبية وتعبيراً<br />
عن ميوله العلمية أنشأ في سبتمبر 1942<br />
معملاً للكيمياء في المختارة لاستخراج<br />
القطرون والأسيد وغيرها من المواد لا سيما<br />
السودكوستيك وصب آلات المعمل بنفسه<br />
في لبنان، وقام بتركيبها بنفسه أيضاً،<br />
وكان يعمل 16 ساعة في اليوم ويذكر<br />
أنه اخترع آلة لتهويل غاز أسيد الكلوريد<br />
وتذويبه بالماء.<br />
درس مادة الاقتصاد في فترات متقطعة<br />
في كلية الهقوق والعلوم السياسية<br />
والاقتصادية في الجامعة اللبنانية بدءً ا<br />
من عام 1960.<br />
كان يجيد ثلاش لغات: العربية، الفرنسية<br />
والإنجليزية، وكان ملماً باللغات: الهندية،<br />
اللاتينية، الإسبانية والإيطالية.<br />
قرأ القرآن والإنجيل والتوراة وكتب<br />
التوحيد والفيدا فيدانتا الهندية.<br />
ّ أسس ورفيقه كميل أبوصوان نادي القلم<br />
(PEN) في لبنان، ليكون هذا البلد حاضراً<br />
بين كتاب العالم. في 16 مارس 1977<br />
اغتيل مع مرافقيه فوزي شديد وحافظ<br />
الغصيني على طريق بعقلين- دير دوريت<br />
في كمين مسله، بتدبير من الاستخبارات<br />
السورية.<br />
﴿ كمال جنبلاط