08.02.2016 Views

AlHadaf Magazine - February 2016

You also want an ePaper? Increase the reach of your titles

YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.

تغلب على عثراته ولم يعرف اليأس<br />

<strong>2016</strong><br />

فبراير<br />

2110<br />

العدد<br />

129<br />

بطبيعته له رائحة كريهة تتطلب تكاليف إضافية<br />

للتخلص منها.‏<br />

حاول تشارلز حل مشاكل املطاط ليبيعها إىل<br />

املصانع،‏ لكنه مل ميتلك الوقت الكايف لذلك،‏ كونه<br />

مطالباً‏ بالعودة إىل السجن مرة أخرى لسداد<br />

متأخرات ديونه،‏ ما اضطره ألخذ املطاط معه<br />

إىل السجن،‏ وقىض فرتة حبسه يف التفكري إليجاد<br />

الحلول.‏<br />

إرادة<br />

بعد خمس سنوات قضاها تشارلز،‏ يف السجن،‏<br />

خرج فقرياً‏ معدماً‏ ال ميلك شيئاً‏ سوى إرادته<br />

العالية،‏ وقد عرث عىل صديق ثري سمح له<br />

ولعائلته بالسكن يف بيته،‏ ليعود ويجمع شمله<br />

من جديد،‏ وبدأ تجاربه يف مطبخ صديقه بإضافة<br />

املواد ومراقبة النتائج،‏ وأصدقائه يساندونه ببعض<br />

املكونات الكيميائية التي كان يستخدمها يف<br />

تجاربه،‏ حتى بدأت الدنيا تبتسم له.‏<br />

توصل إىل أن سائل ‏"تربنتني"‏ يجعل املطاط نصف<br />

سائل،‏ ثم إذا عالجه مبركبات كياموية أخرى ميكن<br />

استخدامه يف مجاالت أخرى،‏ ومن هنا بدأ بصناعة<br />

األحذية وبيعها ليكسب قوت يومه،‏ ثم تطور<br />

تدريجياً‏ وبدأ بتوظيف بعض النساء للعمل معه<br />

وصناعة املزيد من األحذية املطاطية،‏ لكن النتائج<br />

مل تكن كام أراد،‏ إذ مع دخول الصيف وارتفاع<br />

الحرارة،‏ بدأت األحذية تذوب وتفقد قوامها،‏ ما<br />

جعل الناس تشكو منها.‏<br />

هذه العرثة كانت مؤملة يف حياته،‏ فجهده الطويل<br />

ضاع سدىً‏ ، واألصدقاء الذين كانوا سيدعمونه<br />

مالياً‏ تخلوا عنه،‏ ومل يساعدوه يف اكتشاف معالج<br />

كيميايئ يزيل عيب التصنيع،‏ واستمرت الظروف<br />

السيئة حتى باع أثاث بيته ليشرتي احتياجات<br />

املعيشة...‏ وفجأة مات ابنه الوحيد،‏ فقرر الرحيل<br />

إىل نيويورك واإلقامة مع أحد أصدقائه الذي سمح<br />

له باستخدام معمله،‏ بينام سمح له صديق آخر<br />

باستخدام املكونات الكيميائية التي تساعده يف<br />

تجاربه،‏ وكانت أوىل خطواته لصعود سلم التخلص<br />

من لزوجة املطاط،‏ يف تصنيع ألواح ال تتأثر بحرارة<br />

الجو أو برودته،‏ وميكن تطويعها يف استخدامات<br />

عديدة،‏ لكن تعامله القريب من املركبات<br />

الكيميائية واألحامض أثر عىل صحته.‏<br />

ويف إحدى املرات كاد ميوت خنقاً‏ بسبب الغاز<br />

املنبعث من أحد التفاعالت الكيميائية التي<br />

بدأها،‏ وكان مزيجاً‏ ذا طبقة صلبة تقي املطاط<br />

من العوامل الخارجية وتساعده يف الحفاظ عىل<br />

قوامه وتتحمل الحر والربد،‏ فاملزيج الذي أوجده<br />

كان كافياً‏ لبدء تصنيع املالبس واألحذية ومنتجات<br />

أخرى من املطاط،‏ واستمر نجاحه فرتة طويلة<br />

حتى استطاع بناء مصنع كبري ونقل عائلته لإلقامة<br />

معه،‏ وكأن الحياة بدأت تبتسم له من جديد.‏<br />

‏"لقد فعلتها أخيراً"‏<br />

مرت شهور عىل النجاح حتى حلت األزمة<br />

االقتصادية األمريكية،‏ التي أطلقوا عليها ‏"هلع<br />

1837" بعد أن انفجرت فقاعة عقارية وانهارت<br />

أسعار تصدير القطن مع تشديد رشوط االقرتاض<br />

يف انكلرتا،‏ ما أدى إىل انكامش مايل ضاعفه شعور<br />

الناس بالهلع،‏ وبدأ االقتصاد األمرييك يدخل مرحلة<br />

االنكامش الشديد الذي استمر نحو 3 سنوات...‏<br />

املحالت خرست ورسحت الرشكات عاملها وهوت<br />

أسعار األصول،‏ وكانت أزمة اقتصادية كبرية خرس<br />

فيها تشارلز كل يشء ميلكه،‏ سواء املصنع أو البيت<br />

أو املال،‏ وعاد معدماً.‏<br />

عاد العبقري للصفر ومل ييأس،‏ وقرر الذهاب<br />

إىل الرشكة التي سبق أن عرض عليها نسخة<br />

أفضل من منتجها املطاطي،‏ فطلبت منه حل<br />

املشكلة وأقرضته املال،‏ ويف العام 1838 التقى<br />

تشارلز بصاحب مصنع كان يستخدم طريقة<br />

جديدة لتجفيف املطاط،‏ وأخذ يفكر بتفاصيل<br />

الطريقة التي كانت بدائية بعض اليشء،‏ واستمر<br />

يف تطويرها حتى وصل إىل مرحلة جعل املطاط<br />

يقاوم الحرارة والربودة واألحامض ليطلق رصخته<br />

املدوية:‏ ‏"لقد فعلتها أخرياً".‏<br />

من جديد عاد جوديري لصناعة األحذية مع الرتكيبة<br />

الجديدة،‏ حيث تحسنت أوضاعه كثرياً‏ وبدأت<br />

األرباح تعرف طريقها إليه،‏ واستطاع تسديد ديونه<br />

وتحسني منتجه وتطويعه ملختلف االستخدامات<br />

التجارية والصناعية،‏ فزادت عوائده ومتكن من<br />

تأليف كتاب وضع فيه خالصة تجاربه وخرباته<br />

الطويلة مع املطاط.‏<br />

تويف تشارلز عام 1860 وبعد وفاته بأربعة عقود<br />

تأسست ‏"رشكة جوديري تريي وروبر"‏ تخليداً‏ لذكراه<br />

وعرفاناً‏ بإسهامه الكبري يف تطويع املطاط،‏ والتزال<br />

تعمل حتى اليوم الرشكة<br />

قصة نجاح وتسجل<br />

أفنى عبقري<br />

لتطويع عمره<br />

• املطاط

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!