08.02.2016 Views

AlHadaf Magazine - February 2016

Create successful ePaper yourself

Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.

ْ<br />

َ<br />

ْ<br />

ِ<br />

ّ<br />

ِ<br />

‏أنسامٌٌ‏ ‏أنسامٌ‏ ‏أنسام ‏أنسام ‏أنسام ‏أنسام ‏أنسام ‏أنسام ‏أنسام ‏أنسام ‏أنسام ‏أنسام ‏أنسام ‏أنسام ‏أنساممنمنمن<br />

خمائلالأدب<br />

خمائل<br />

‏لأدبلأدب ‏لأدبلأدب ‏لأدب ‏لأدبلأدبلأدبلأدبلأدبلأدبلأدب<br />

خمائل<br />

التحديقَ‏ فيها،‏ فالتّحديقُ‏ قد يكون حلامً‏ عزيزَ‏ املنالِ‏ ، وال نجدُ‏ أمامَنا إالّ‏ أن<br />

نشكوهُ‏ ونذمّهُ‏ ونجعلُهُ‏ مِشجباً‏ نعلّقُ‏ عليه أخطاءَنا:‏<br />

شاكٍ‏ فسادَ‏ العصْ‏ العصِ‏ يظلمُ‏ هُ‏ ورُبَّ‏<br />

العص لكنْ‏ أهلُهُ‏ فسدوا صُ‏<br />

يفسدِ‏ مل<br />

لقد كان ذلك الجوابُ‏ املاءَ‏ الذي أخمدَ‏ نارَ‏ الغضبِ‏ ، والثلجَ‏ الذي خفّفَ‏ من<br />

غلواءِ‏ الرّامي،‏ فثابَ‏ إىل رشدِهِ،‏ واستغفرَ‏ لذنْبِهِ،‏ وعرفَ‏ أنّ‏ يف العجلةِ‏ النّدامةَ،‏<br />

يف ‏ّن التأن السّ‏ المةَ.‏ وليس الجوابُ‏ الحارضُ‏ بتلكَ‏ السّ‏ لعةِ‏ املتوفّرةِ‏ لدى جمعٍ‏<br />

وأنّ‏<br />

غفريٍ‏ من النّاس؛ بل ال نغايل إذا قلْنا إنّها سلعةٌ‏ يندرُ‏ وجودُها إالّ‏ لدى من آتاهُ‏<br />

اللهُ‏ الحكمةَ،‏ واللهُ‏ يرزق مَنْ‏ يشاءُ‏ بغريِ‏ حسابٍ‏ .<br />

اجلوابُ‏ يعكسُ‏ املوقفَ‏<br />

قالَ‏ بعضُ‏ هم:‏ رأيتُ‏ أعرابياً‏ يف طريقِ‏ مكة يسألُ‏ ومل يُعطَ‏ شيئاً،‏ ومعه صبيٌّ‏<br />

فلامّ‏ طالَ‏ عليه األمرُ‏ قالَ‏ : ما أراكَ‏ إالّ‏ محروماً.‏<br />

صغريٌ،‏<br />

دبّتْ‏ عقاربُ‏ اليأسِ‏ إىل نفْسِ‏ ذلك السّ‏ ائل ولدغتْهُ‏ لدْ‏ غاً‏ يكادُ‏ يكونُ‏ قاتالً،‏<br />

يفعلهُ.‏ با<br />

واليأسُ‏ قاتلٌ‏ صامتٌ‏ يصيبُ‏ منّا مقتالً‏ دونَ‏ أن نشعرَ‏ يحفرُ‏ مساربَهُ‏ العميقةَ‏ يف قلوبِنا،‏ ثمّ‏ تكونُ‏ الرضبةُ‏ القاضيةُ‏ التي تسقِطنا إنّهُ‏<br />

دونَ‏ حراكٍ‏ .<br />

لكنّ‏ الصبيَّ‏ الصّ‏ غريَ‏ شعرَ‏ بدبيبِ‏ عقاربِ‏ اليأسِ‏ ودنوِّها من لحظةِ‏ الفتكِ‏ ،<br />

فعملَ‏ يف اللحظةِ‏ املناسبةِ‏ عىل انتشالِ‏ أبيهِ‏ من سُ‏ مِّها القاتلِ‏ ، وسكبَ‏ جوابَهُ‏<br />

ترياقاً‏ ناجعاً‏ أنقذَ‏ أباهُ‏ من بطشِ‏ ها.‏ فام كانَ‏ منهُ‏ إالّ‏ أن هدهدَ‏ من حزنِ‏ أبيهِ،‏<br />

وتوجّ‏ هَ‏ إليهِ‏ بالقولِ‏ : يا أبتِ‏ ! املحرومُ‏ من سألتَهُ‏ فبخِ‏ لَ‏ ومل يُعطِ‏ .<br />

لعلَّ‏ ذلك الصبيَّ‏ كان من أولئكَ‏ الذين قرؤوا اآليةَ‏ الكرميةَ‏ يف سورة ‏)البقرةِ(‏<br />

واستوعبوها خريَ‏ استيعابٍ‏ :<br />

سَ‏ بُ‏ هُ‏ مُ‏ الْ‏<br />

تَطِ‏ رْ‏ يعُ‏ ونَ‏ ضِ‏ ضَ‏ ي ضْ‏ َ باًيفِ‏ حْ‏ َ<br />

الَّذِينَ‏ أُحْ‏ صِ‏ صُ‏ وايفِ‏ سَ‏ بِيلِ‏ اللَّهِالَ‏ يَسْ‏<br />

للْفُقَرَاءِ‏<br />

يامَهُ‏ مْالَ‏ يَسْ‏ أَلُونَ‏ النَّاسَ‏ إِلْحَ‏ افاً‏<br />

اهِ‏ لُ‏ أَغْنِيَاءَ‏ مِنَ‏ التَّعَفُّفِ‏ تَعْرِفُهُم بِسِ‏ الْجَ‏<br />

ٍ فَإِنَّ‏ اللَّهَ‏ بِهِ‏ عَلِيمٌ‏ )273( الَّذِينَ‏ يُنفِقُونَ‏ أَمْوَالَهُم بِاللَّيْلِ‏ ‏ِل خَريْ‏<br />

تُنفِقُوا مِنْ‏ وَمَا<br />

وَالَ‏ هُ‏ مْ‏<br />

وْفٌ‏ عَلَيْهِمْ‏ خَ‏<br />

وَالَ‏ فَلَهُمْ‏ أَجْ‏ رُهُ‏ مْ‏ عِندَ‏ رَبِّهِمْ‏ نِيَةً‏<br />

وَ‏ وَعَالَ‏ سِ‏ سًّا<br />

وَالنَّهَارِ‏<br />

يَحْ‏ زَنُونَ‏ )274(.<br />

لهُ‏ من جوابٍ‏ تحرّكَ‏ بهِ‏ لسانُ‏ الصبيِّ‏ فقلبَ‏ املوقفَ‏ رأساً‏ عىل عقبٍ‏ ، وجعلَ‏ يا<br />

البخيلَ‏ القتورَ‏ هو الذي يحتاجُ‏ ذلك السّ‏ ائلَ‏ ؛ ليضيفَ‏ إىل رصيدِهِ‏ املقرتبِ‏ من<br />

اإلفالس شيئاً‏ من الحسناتِ‏ ؛ قد ينفعُ‏ هُ‏ يومَ‏ ال ينفعُ‏ مالٌ‏ وال بنونَ‏ إالّ‏ مَنْ‏ أىت<br />

اللهَ‏ بقلبٍ‏ سليمٍ‏ .<br />

اجلوابُ‏ الضالُّ‏ سببُ‏ اخلسارةِ‏<br />

وإذا كانَ‏ الجوابُ‏ الحسنُ‏ يف كسْ‏ بِ‏ قلوبِ‏ اآلخرين؛ فإنّ‏ الجوابَ‏ القبيحَ‏ قد<br />

يكونُ‏ عامالً‏ مبارشاً‏ يف تأليبِهم علينا،‏ ودفعِهم للوقوفِ‏ يف املعسكرِ‏ املعادي لنا.‏<br />

قيلَ‏ : إن املهلّبَ‏ بن أيب صفرة مرَّ‏ بحيٍّ‏ من همدانَ‏ ، فرآهُ‏ شابٌّ‏ من أهلِ‏ الحيِّ‏ ،<br />

فقالَ‏ : أهذا املهلَّبُ‏ ؟ قالوا:‏ نعمْ‏ !<br />

فقالَ‏ : واللهِ‏ إنهُ‏ ما يساوي خمسمئةَ‏ درهمٍ‏ .<br />

فلامّ‏ كان من الغد أخذ املهلَّبُ‏ يف كمِّهِ‏ خمسمئة<br />

املهلَّب أعورَ،‏ فسمعَهُ،‏ وكانَ‏<br />

درهمٍ‏ ، وأىت إىل الحيِّ‏ ، وارتقبَ‏ الغالمَ‏ حتّى رآهُ،‏ فأىت إليه وقالَ‏ لهُ:‏ افتحْ‏<br />

حجْ‏ رَكَ‏ ، ففتحَ‏ حجْ‏ رَهُ‏ فسكبَ‏ فيه خمسمئة الدّرهمِ‏ .<br />

بعش آالفِ‏ لهُ:‏ خذْ‏ قيمةَ‏ عمّ‏ كَ‏ املهلّب،‏ وواللهِ‏ يا ابنَ‏ أخي لو قوَّمتني بعةِ‏ شةِ‏<br />

وقالَ‏<br />

دينارٍ‏ ألتيتُك بها،‏ فسمعَه شيخٌ‏ من أهلِ‏ الحيِّ‏ ، فقالَ‏ : واللهِ‏ ما أخطأ مَنْ‏<br />

جعلَكَ‏ سيّداً.‏<br />

لقد سألَ‏ ذلك الشّ‏ ابُ‏ نفْسَ‏ هُ‏ أيُعقَلُ‏ أن يكونَ‏ هذا الشخصُ‏ ‏)املهلَّبُ‏ ) رفيعَ‏<br />

الشأنِ‏ وذا قيمةٍ‏ كبريةٍ‏ يف بني قومِهِ؟<br />

وأجابَ‏ الشابُ‏ من تلقاءِ‏ نفْسِ‏ هِ:‏ ال؛ متّكالً‏ عىل عيبٍ‏ خلْقيٍّ‏ لحظَ‏ هُ‏ يف املهلَّبِ‏ ،<br />

ما دفعَهُ‏ إىل التلفّظِ‏ بكلامتٍ‏ كان خرياً‏ لهُ‏ أن يبقيها حبيسةَ‏ لسانِهِ،‏ لكنّها<br />

خرجتْ‏ ، ودفعت املهلّبَ‏ إىل تلقينِهِ‏ درساً‏ لن ينساهُ‏ بسهولةٍ...‏ كانَ‏ بوسْ‏ عِ‏<br />

الشّ‏ ابِّ‏ أن يقولَ‏ خرياً،‏ ولو قالَ‏ لكسبَ‏ الكثريَ،‏ لكنّ‏ الجوابَ‏ الضّ‏ الَ‏ جعلَهُ‏ ‏ُه<br />

ذلك<br />

يخس الكثريَ،‏ ويندمُ‏ عىل ذلك أشدَّ‏ النّدمِ.‏ سُ‏<br />

الجواب داءٌ‏ ودواءٌ‏ فلنحرصْ‏<br />

عىل أن يكونَ‏ دواءً‏ فحسْ‏ بُ‏ •<br />

فبراير <strong>2016</strong><br />

2110<br />

العدد<br />

81

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!