You also want an ePaper? Increase the reach of your titles
YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.
لدينا كتاب كويتيون لكن بعضهم<br />
يرفض الخروج من عباءته املحلية<br />
الكويت مجتمع متآلف ال مجال فيه<br />
للصراعات الطائفية أو االجتماعية<br />
سيايس أو اخرتاق الحصانة الديبلوماسية لبعض السفارات ومنها مؤخراً<br />
السفارة السعودية، وهي تعودت عىل ذلك منذ الثورة... ليس يف إيران<br />
قداسة ديبلوماسية ألي سفارة أو بعثة عىل أراضيها، تنتهك كل األعراف<br />
والقوانني ومن ثم تقدم اعتذارات أقل ما يقال عنها إنها سخيفة، وهذه<br />
األفعال تخلف وراءها آثاراً كبرية، ورد السعودية مل يكن عنيفاً، وإمنا هو<br />
محصلة لالعتداءات املتكررة التي سببتها إيران لها وملنطقة الخليج كلها،<br />
إضافة للعراق وسورية ولبنان... اليوم األحزاب اللبنانية تؤيد اململكة<br />
و"اتفاق الطائف"، مع العلم أن الرتكيبة السكانية يف لبنان أو حتى األحزاب<br />
منذ "الثورة اإليرانية" مبا فيها الحزب الشيعي، كان أقلية، لكن الشيعة باتوا<br />
أكرثية يف لبنان عن طريق التجنيس والتزاوج، فاختلفت الرتكيبة السكانية<br />
وأصبح "حزب الله" اليد التي تبطش بها إيران.<br />
• ... وماذا عن "داعش"؟<br />
- عندما هرب عنارص "القاعدة" من أفغانستان فتحت لهم إيران أحضانها<br />
واستوعبتهم، وإن أنا أحسنت النية وقلت إن "داعش" مجموعة "دراويش"<br />
فأنا ال أغفل أن مجموعة الدراويش التي خرجت عىل عيل بن أيب طالب<br />
باسم الدين والله، فقد سببت خراباً للدولة اإلسالمية منذ الخالفة الراشدة<br />
وحتى الدولة العباسية، وقد كتبت عن "الخوارج" يف افتتاحيات "العريب"...<br />
حني نفهم "الخوارج" سنفهم "القاعدة" و"داعش"... وجميعهم إرهابيون<br />
رفعوا الرايات السود، وخلقوا قلقاً اجتامعياً منع العاملني العريب واإلسالمي من<br />
التطور، هم مجموعة من "الدراويش" يستخدمهم بعض السياسيني واأليادي<br />
االستخباراتية يف تفريق األمة، وهذا سهل، إال أننا أيضاً مالمون بسبب ترجيح<br />
"مدرسة النقل" عىل "مدرسة العقل".<br />
• ماذا عن املشهد الثقايف، وهل هناك ندرة يف الكتاب الكويتيني؟<br />
- ال، ليس هناك ندرة، لدينا كتاب... لكن منهم من يتعفف عن الكتابة، ألننا<br />
نريد منه، وفق أسس ثقافة فكرية، أن يخرج من عباءته الكويتية املحلية<br />
إىل العربية، والبعض ال يريد أن يتقيد، والبعض اآلخر يريد أن يكتب بصفة<br />
دورية، وهذا صعب، نحن نرحب بكل األقالم، ولكن إذا أنا منحتك مساحة<br />
كل شهر فبالتأكيد سيغيب كتاب آخرون، وهناك من ينتظرهم يف مجلة<br />
"العريب"... أنا أتصل ببعض القامات يف دول التعاون الخليجي، ويف املغرب<br />
والجزائر وتونس وليبيا، لكن تظل هناك إجراءات، كام أن املكافأة املالية<br />
قليلة، و"العريب" التزال تعتمد عىل التصنيف القديم للمكافآت.<br />
املشهد الثقايف يف الكويت بخري، وهناك أسامء شابة بدأت تلمع عربياً وعاملياً،<br />
ولكن قدمياً عندما كنا ننال تكرمياً أو جائزة وأنا باملناسبة حصلت عىل جائزة<br />
الدولة التشجيعية 2002 كنا نرى أن العبء واملسؤولية تضاعفا، ورأيت أنني<br />
عندما أكتب أكون مسؤوالً، لكن بعض الشباب يعتقد أنه بالجائزة يستطيع<br />
أن يكتب أي يشء بشكل ممتاز، ويستغرب أن يوجه له نقد من أحد، ويرى<br />
أن كل ما يكتبه ال بد أن ينرش؟!! اإلبداع أخذ مسلك الشهرة و"الشو"...<br />
هناك مبدعون، وال يخلو الزمان أو املكان منهم، بعضهم ليس يف املشهد الثقايف،<br />
وهؤالء يحتاجون لتشجيع، ونأمل وأكرر أميل: ال تعتقد أيها املبدع عندما<br />
تحصل عىل جائزة أنك يف القمة، إمنا أنت يف بداية الصعود... وهناك شباب رائع<br />
يف دول الخليج واملغرب العريب ومرص، ونتمنى أن يكتبوا ل "العريب".<br />
منا وفينا<br />
• ملاذا يعول البعض عىل أن الكويت بعيدة عن الرصاعات الطائفية؟<br />
- ألن الكويت مجتمع متآلف من العرب والعجم، من البدو والحرض، من<br />
الشيعة والسنة، من املسلمني وغري املسلمني... مجتمع متآلف من الطبقات<br />
األرستقراطية والربجوازية والطبقة الكادحة... والقيادة ومنذ تأسست الدولة<br />
وقبل االستقالل، يرتاح لها الشعب واليزال، ويف أكرب محنة يف العرص الحديث،<br />
وهي الغزو العراقي الغاشم، وقفنا جميعاً ال نريد تغيري هذا الحكم، ألن<br />
هؤالء "منا وفينا"، لذلك الكويتيون يلفظون أي رصاعات طائفية واجتامعية،<br />
ويجب علينا نبذها يف املستقبل حتى تسري عجلة التقدم.<br />
• كيف ترى التنمية يف الكويت؟<br />
- اقتبس مقولة الرئيس املرصي عبدالفتاح السييس: "التنمية ال تأيت إال<br />
بالعمل، والعمل يقوم عىل الفرد، وإذا مل يعمل الفرد متوت التنمية"، فالعمل<br />
غذاء التنمية.<br />
• كيف رأيت دور اإلعالم العريب يف التعامل مع األزمات السياسية؟<br />
- أتابع اإلعالم املرصي، ليس فقط ألنني أحبه، وامنا ألنني أرى فيه التجربة<br />
الرائدة... فمنذ محمد حسنني هيكل، وحتى وائل األبرايش، يُسجن اإلعالميون<br />
ويفتنون ويواجهون املشكالت... نعم آراؤهم تحتمل الصواب والخطأ، لكنهم<br />
تعبوا حتى تنفسوا هواء الحرية، وال يكون هناك إعالم من دون حرية، ولكن<br />
أمنحك الحرية التي تقف عند عدم التجريح... اشتم الباطل والعن الفساد<br />
لكن بعقالنية، وال بد أن نفصل بني اإلعالم الرسمي والخاص، بني الديني<br />
والليربايل، بني الفاسد والراشد... غالبية اإلعالميني غريوا أفكارهم وتعلموا من<br />
تجاربهم، لكن يزعجني أن تقوم قناة بالكامل عىل فرد واحد يكون اآلمر<br />
الناهي فيها، يزعجني أن تقدم القناة كالماً فارغاً ابتذاالً، ونكتشف أن لها<br />
متابعني كرثاً، يف حني أن بعض القنوات مثل "التنوير" اختفت، وهي قناة<br />
فكرية ثقافية تنويرية محرتمة... اإلعالم العريب بصورة عامة خربي وليس<br />
تحليلياً، انفعايل وليس اسرتاتيجياً، لذلك مازلنا نبحث عن الخرب الصحيح يف<br />
القنوات األجنبية •<br />
حوار الهدف<br />
134