Create successful ePaper yourself
Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.
َ<br />
ّ<br />
ّ<br />
ْ<br />
أنسامٌٌ أنسامٌ أنسام أنسام أنسام أنسام أنسام أنسام أنسام أنسام أنسام أنسام أنسام أنسام أنساممنمنمن<br />
خمائلالأدب<br />
خمائل<br />
لأدبلأدب لأدبلأدب لأدب لأدبلأدبلأدبلأدبلأدبلأدبلأدب<br />
خمائل<br />
شَ هْدٌ لذيذٌ طعْمُ هُ للجاين<br />
قشْ قشٌ من الذّهبِ املصفّى حشْ وُ وُهُ ُه خمراً تشعشَ عُ كالعقيقِ القاين<br />
لْنا لديهِ نديرُ يف كاساتِنا ظِ<br />
نرثتْ كواكبَها عىل األغصانِ<br />
األفالكُ من طربٍ بنا ا وكأ منّ<br />
ًال<br />
وإذا كان املشمشُ يحظى بتلك املكانةِ الرّاقيةِ يف فؤادِ ابنِ الروميِّ ؛ فإنّ املوزَ<br />
ينافسهُ أهميّةً ومكانةً، لذلك مل ينسَ الشّ اعرُ تخصيصَ املوزِ بتلك الومضاتِ<br />
الشِّ عريّةِ الرّائعةِ:<br />
والتحيّاتِ ، جلَّ ذاكَ عطاءَ<br />
أهدى لنا الفواكهَ شتّى ثمّ<br />
فاذكرِ املوزَ واتركِ األشياءَ<br />
مَتْ تلكمُ األيادي وجلّتْ ْت عظُ<br />
كاسْ مِهِ مبدِالً من امليمِ فاءَ<br />
املوزُ حنيَ متكنُ منهُ ُه ا إ منّ<br />
كاسْ مِهِ مبدِالً من الزايِ تاءَ<br />
فقْدُ هُ العزيزُ علينا وكذا<br />
لقد بانَ فضلُهُ، ال خَ فاءَ<br />
الفوزُ مثلام فقْدُ هُ املوتُ ُت فهوَ<br />
مَن أفادَ املعاينَ األسامءَ<br />
مَ وزاً سامّهُ<br />
التأويل ولهذا<br />
وغبوقاً وما أسأتُ الغِذاءَ<br />
! فاجعلْهُ يل صَ بوحا وقيالً ربِّ<br />
ال تُغالطْ فقد سألتُ البقاءَ<br />
بل أبتُّ أنَّ جوايب وأُرى<br />
وينتهي طوافُ شاعرِنا يف دنيا الفواكِهِ فيجدُ أنّ الفائدةَ ال تتحقّقُ إالّ إذا<br />
تبعَ ذلك الطّ وافَ طوافٌ آخرُ يف دنيا الحلويّات، وكانت الرّحلةُ األوىل<br />
مع )الزالبية( التي تسيلُ لعابَ ابنِ الرّوميّ ، فيتخيّل صانعَها ملِكاً يجلسُ<br />
عىل عرْشِ ه ليحكمَ بنيَ النّاسِ ، ويجدُ أنّ خريَ كلامتٍ يف وصفِ هذا الحاكمِ<br />
ميكن أن تكونَ :<br />
روحي الفداءُ له من مُنصَ بٍ تعبِ<br />
عىل كرسيِّهِ تعِبٍ ٍب ومستقرٍّ<br />
رقّةِ القش، والتجويفُ كالقصَ بِ يف<br />
سحَ راً يقْيل زالبيةً ًة رأيتُهُ<br />
كالكيمياءِ التي قالوا ومل تُصَ بِ<br />
زيتُهُ املقيلُّ حنيَ بدا كأمنا<br />
فيستحيلُ شبابيكاً من الذَّ هَ بِ<br />
العجنيَ لُجيناً من أناملهِ ِه يلقي<br />
ولنئ كانَ هذا الوصفُ يشكّلُ إعالناً شعريّاً<br />
فريداً من نوعه، ال يقلُّ عن أهميّةِ<br />
إعالنِ مسكني الدّارميّ ؛ فإنّ<br />
الشعراءَ الذين فتِنوا بهذا<br />
النّوعِ من اإلعالنات مل<br />
يدّخروا جهداً يف تطويرِهِ،<br />
وإدخالِ روحِ التجديدِ<br />
والحداثةِ عليه.<br />
فهذا هو أبو الحسني<br />
الجزّار الذي كان يبني<br />
حصوناً منيعةً تخفّفُ من غلواءِ شهوتهِ إىل الكنافةِ والقطايفِ ، رسعانَ ما<br />
يرصّح عن الحقيقة التي تقولُ إنّ تلك الحصونَ تهاوتْ أمام هذه الحلويّاتِ<br />
الشهيّةِ يف اللحظاتِ األوىل للمواجهة، ورفعَ الشّ اعرُ الرّايةَ البيضاءَ مستسلامً<br />
لها، ولنعرفَ بعدَ االستسالمِ أنّ مهمّ ةً جديدةً قد أسنِدَتْ إليه؛ تتمثّلُ يف<br />
عقدِ الصّ لحِ بني الكنافةِ والقطايف، فكلتاهام أثريةٌ إىل النّفسِ قريبةٌ من<br />
القلبِ واملعدةِ، لذلكَ نسمعهُ يقول:<br />
وما يل أرى وجْ هَ الكنافةِ مُغضَ باً ولوال رِضاها مل أردْ رمضانَها<br />
تُرى اتّهَمتْني بالقطايفِ فاغتدتْ تصُ دُّ اعتقاداً أنَّ قلبيَ خانَها<br />
ومُذْ قاطعتْني ما سمعْتُ كالمَها ألنَّ لساين مل يُخاطبْ لسانَها<br />
واملهمّ ةُ ذاتُها أسنِدَتْ إىل شاعرٍ آخرَ هو ابنُ عينني الذي رشحَ لنا أسبابَ بني الكنافة والقطايفِ ، وهذا الشّ الشْحُ ساعدَهُ كام يبدو يف عقْدِ ِد الخصومةِ<br />
الصُّ لحِ املأمولِ بينهام:<br />
وتقولُ : إينّ بالفضيلةِ أجْ دَرُ<br />
الكنافة بالقطائف تسخَ رُ ُر غدت<br />
بنيَ ما يُطوى وآخرَ يُنشَ ُش كمْ<br />
وِيَتْ محاسِ نُها لنشْ لنشِ محاسِ ني طُ<br />
وكذا الحالوةُ يف البوادي أشْ هَرُ<br />
تبدو وتلك خفيّةٌ ٌة فحالويت<br />
ومرَّ الزّمن، وظلَّ تأثريُ هذا اإلعالنِ الشِّ عريِّ يفعلُ فعْلَهُ يف النّفوسِ ، منتقالً من األجدادِ إىل الحفَدَةِ، فعندما زار أمريُ الشّ عراءِ أحمد شوقي محلَّ حلويّات<br />
يف لبنان، وذاقَ حَ لواهُ؛ مل يجدْ من وسيلةٍ يعبّ يعبُ بها عن إعجابِهِ مبا "البحصيل"<br />
ذاقَ إالّ الشِّ عرَ، فأرسلَ هذينِ البيتنيِ اللذينِ طارا يف الدُّ نيا كلَّ مطارٍ:<br />
عن حلْوِ بريوتٍ ألفخرِ معْمَلِ<br />
إذا جُ بتَ البالد محدِّثاً قالوا<br />
ثَغرُ الحبيبِ وطعْمُ حُ لْوِ البحصيل حدّثْ بالحالوةِ عنهُام اثنانِ<br />
كلٍّ من ابنِ الرّوميِّ وأيب الحسنِ الجزّار وابن عينني ومن بعدِهم وأبياتُ<br />
أحمد شوقي تشكّلُ إعالناتٍ شِ عريةً غايةً يف الرّوعةِ<br />
والجاملِ .<br />
يحقُّ لنا بعدَ أن عرَضْ ناً نزْراً بسيطاً من أال<br />
الصّ ورِ اإلعالنيّة التشبّث بالرأي تلك<br />
إنّ اإلعالنَ مولودٌ عريبٌّ القائلِ<br />
طبيبتُهُ القصيدةُ؟!.<br />
يحقُّ لنا، وإنّنا يف بىل<br />
ذلك لَصادقون •<br />
<strong>2016</strong><br />
أبريل<br />
العدد العدد 2112<br />
77