_ابداعية._مجموعة_قصصية_ابداع_للجميع-مجموعة ادباء
مجموعة قصص
مجموعة قصص
- No tags were found...
Create successful ePaper yourself
Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.
رتوش <strong><strong>ابداع</strong>ية</strong><br />
<strong>مجموعة</strong> أدباء<br />
مر اليوم وأنا غائب عن الوعي، وحين استعدت وعي، وجدتني وحيدا تحاملت<br />
وتحركت ألفتح الباب لكنه ال يفتح والنافذة أيضا مغلقة، هل سجنت هنا، أعلم أن<br />
هذا صنع "رفيف<br />
"<br />
لكن أين هي؟ ركلت الباب بقدمي، ثم ذهبت ألفتح المذياع<br />
وأتابع األخبار أما هي فكانت هناك على الجبهة، خط النار وعبور القناة تدمير<br />
خط بارليف, المدافع, الدبابات وسالح لم تحمله يداها من قبل تقاتل بكل عزم<br />
ال تكل تخطط وتنفذ بالبارود والنار، هي تدافع عن شرف األمة وقداسة األرض<br />
هي امرأة تعرف قدر وطنها، وقيمة ثراه. كان الضابط يراقبها بعناية وهي تتقدم<br />
ببسالة، أخذت العلم ووضعته عاليًا مرفرفًا على أرض الوطن، يعلن صوت<br />
المذياع االنتصار :<br />
هللا أكبر ..هللا أكبر النصر لنا هدأت الحرب وعاد األبطال تكلل رؤوسهم بالورود<br />
وبتاج النصر، أنتظرها بتلهف داخل غرفتي التي شهدت أيام قلقي وخوفي عليها،<br />
الجميع عاد إلي دياره، األخبار ال تكف عن ذلك، أين هي وسط ذلك الجمع، أين<br />
هي؟<br />
طرق الباب فزعت حين سمعته أدير مقبضه ببطء، هرولت نحوه طلت بوجهها<br />
وهي تفتحه، كانت شجت الجبين تحمل يدها مكسورة، جسدها الضعيف<br />
يخبرني مدي ألمها وما تعرضت له، تبسمت وهي تحاول أن تخفي آالمها,<br />
لحظات صمت وتأمل، عانقتها ضممتها إلي صدري، أشعر بها تتأوه من فرط<br />
األلم، ابتعدت عنها وكفكفت دموعي وقلت لها معاتبا: ما هذا الذي فعلته يا<br />
"رفيف"؟ قالت بهدوء: أنا لم أفعل شيئا قلت بغضب: كيف لم تفعلي شيء، لقد<br />
أخبرني الضابط "أشرف صالح" ما فعلتي؟ قالت: هذا واجبي قلت بضيق: ال،<br />
هذا واجبي أنا، أنا إنسان ضعيف، لم أستطع أن أحارب، وحلت محلي زوجتي<br />
وانتصرت قالت بثقة: الحرب ليست فقط للرجال، ال بد أن نتضافر أوقات المحن،<br />
ال بد أن نعلم أن الوطن يحتاجنا، نساء ورجاال من يستطيع فليتقدم، ذلك اليوم<br />
انتصار شعب كل فردا فيه يحمل في رقبته دينا لذلك الوطن، وأنت يا حبيبي، لم<br />
تتخاذل، أنا أودعتك قلبي منذ زمن، وأخذت معي قلب المحارب وروح البطل،<br />
13<br />
ا ب د ا ع ف و ر ا و ل ل ل ن ش ر ا إل ل ك ت ر و ن ي