_ابداعية._مجموعة_قصصية_ابداع_للجميع-مجموعة ادباء
مجموعة قصص
مجموعة قصص
- No tags were found...
You also want an ePaper? Increase the reach of your titles
YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.
رتوش <strong><strong>ابداع</strong>ية</strong><br />
<strong>مجموعة</strong> أدباء<br />
صمتت رؤى برهة، ورأسها مازال يزدحم باألسئلة، وإشارات التعجب تظهر على<br />
مالمحها من قبل أن ترسمها على شاشة الموبايل، كيف للقدر أن يجبرها على<br />
مواجهة ما كانت تفر منه؟ كانت تخاف أن تكون إحدى صديقات زوجها، وأن<br />
صورته الموجودة على الحساب، قد جذبتها. قررت رؤى أن تكون نارا تحرق<br />
هذه الفراشة التي حطت على زهرتها، ورسمت لها كلمات وردية، استلطفتها<br />
الصديقة الجديدة، ولكن لم يكن األمر سهال، فهذه الصديقة تمتعت بذكاء عالي،<br />
ولم تكن تعط معلومة عنها إال إذا أخذت نظيرتها. بعد ساعة وربع من األخذ<br />
والرد، بين رؤى وفرح -كما صرحت األخيرة- تبادال تحية المساء وتبادال أمنيات ما<br />
قبل النوم.<br />
في الصباح، استيقظت رؤى على إغالق زوجها لباب الشقة معلنا مغادرته،<br />
نهضت بسرعة من فراشه ، وهي تعلم أنها لن تلحق به، ولكنها أسرعت إلى<br />
النافذة المطلة على باركينغ السيارات، وتابعته بنظراتها وهو يسحب سيارته<br />
ويبتعد مغادرا، ولسانها يدعو هللا ان يحفظه.<br />
أعدت الفطور لها والبنها ”بيض، جبن، بعض الخضار، وإبريقا من الشاي بالهال<br />
كما تحب". أمضت وقتها بتنظيف البيت، وأعدت لها فنجان القهوة الذي تنتظر<br />
لقاءه كل يوم، الفنجان المحرم عليها مشاركته مع جاراتها، أو صديقاتها، أو<br />
قريباتها، أو حتى والدتها، سجن أحكم قفل أبوابه زوجها، وأبدع في تزيين داخله<br />
من اإلكساء الفاخر إلى الفرش الرائع، و التحف الثمينة، واللوحات الجميلة، ووفر<br />
فيه كل ما تحتاجه في أعمالها اليومية، من األدوات الكهربائية المتعددة، التي توفر<br />
عليها بعض الجهد، وتوفر له ما يحب من المأكوالت.<br />
رؤى لم تجرؤ يوما على التمرد، أو محاولة النظر من خلف القضبان، كانت<br />
تخشى الفراق، وفقدان ساهر حبها األوحد، تخشى أن تطلب شيئا يرضيها<br />
ويزعجه، فرضخت لسجانها وساندته في تقوية أقفال سجنها، هكذا كانت تبوح<br />
لفنجان قهوتها، أنها هي من سمحت لساهر بامتالكها فعليا، فنضب فنجان قهوتها<br />
ومازال بوحها ينبع من بين أجفانها، وكانت فرح هي محور حديثها الذهني لهذا<br />
57<br />
ا ب د ا ع ف و ر ا و ل ل ل ن ش ر ا إل ل ك ت ر و ن ي