21.11.2017 Views

_ابداعية._مجموعة_قصصية_ابداع_للجميع-مجموعة ادباء

مجموعة قصص

مجموعة قصص

SHOW MORE
SHOW LESS
  • No tags were found...

Create successful ePaper yourself

Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.

رتوش <strong><strong>ابداع</strong>ية</strong><br />

<strong>مجموعة</strong> أدباء<br />

الصباح،‏ وهي من فتحت جروح التئمت دونما عناية وبال رعاية،‏ فكانت الندبات<br />

أكثر قبحا،‏ ندبات على جدران الوجدان،‏ وأصابت أسس مبادئها،‏ خيانات زوجها<br />

المتكررة،‏ والتي يتشدق بها أمامها متفاخرا متباهيا،‏ مستهزئا بها،‏ مستفزا لها،‏ وما<br />

كانت تملك إال ابتسامتها أمامه،‏ وادعائها بأنها ال تهتم،‏ فهو بالنسبة لها منتج تم<br />

استهالكه من قبلها،‏ ورمت ما زاد عن حاجتها،‏ نافضة يديها من بقايا قد علقت بها.‏<br />

في نهاية ساعتها الصباحية،‏ قررت مواجهة ساهر بأمر فرح،‏ وعزمت على<br />

مجاراة صديقتها الجديدة،‏ نهضت متوجهة إلى المطبخ،‏ أعدت طعام الغداء،‏ في<br />

موعده تماما،‏ في نفس اللحظة التي دخل زوجها البيت،‏ ينادي عليها:‏ أين أنت؟<br />

نظرت نحو الباب دون أن تجيب،‏ كان الخوف والترقب يظهران في مالمح وجهه ،<br />

وإن حاول إخفاؤهما بنظرة عينيه الزرقاوين الحادتين.‏<br />

‏-هل الغداء جاهز؟ ‏-نعم<br />

.<br />

‏-ما بك؟.‏ ‏-لماذا تسأل؟ هل يبدو لك أني أعاني مرضا؟<br />

أم تراني أشد شعري وأهيم في الشوارع؟ لماذا تسأل ما بي؟ وهل يهمك<br />

أمري؟ اطمئن الزلت بخير.‏ ‏-أوو ووف،‏ هو مجرد سؤال،‏ هل كفرت بسؤالي؟...‏<br />

قاطعته رؤى بصوت منخفض أكثر قبل أن يكمل نشرة أسئلته،‏ وملحقها الطويل<br />

من الشتائم وتوابعها.‏ ‏-ال،‏ حسنا،‏ سنتغدى ثم نكمل بعد الغداء.-الحول و ال قوة<br />

إال بالله،‏ لسان والعياذ بالله!‏ األفضل أن ال يتكلم المرء........‏ ثم تابع همهماته<br />

خارجا من المطبخ،‏ متجها نحو غرفة جميل،‏ ورؤى تتابعه بنظرات من شرر.‏<br />

جلس االثنان إلى طاولة الطعام،‏ وكل منهما يتفادى نظرات اآلخر،‏ ولكن<br />

تجمعهما ابتسامة واحدة،‏ بوقت واحد،‏ لحركات طفلهما جميل،‏ ولكلماته التي<br />

تخرج ناقصة لبعض الحروف،‏ أو الستبداله حروفا بأخرى أسهل لفظا،‏ وأيسر<br />

مخرجا،‏ ألنه لم يتجاوز عامه الثالث بعد.‏ أنهيا الغداء،‏ وبدأت رؤى بسؤاله مباشرة:‏<br />

‏-من هي فرح؟ ‏=من هي؟!‏ ‏-فرح،‏ أال تتذكر هذا االسم؟ أم أنها اعطتني اسما<br />

مزيفا؟ ‏=ال أعرف أي أحد بهذا االسم،‏ ثم تابع بصوت أعلى:‏ تكلمي بسرعة،‏<br />

وبدون لف ودوران،‏ من هي فرح؟ ولماذا تسألين؟.‏ بدأت تقص عليه ما حدث<br />

الليلة السابقة،‏ وروت له الحديث الذي دار بينها وبين فرح،‏ وبنفس الوقت،‏ تحاول<br />

58<br />

ا ب د ا ع ف و ر ا و ل ل ل ن ش ر ا إل ل ك ت ر و ن ي

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!