_ابداعية._مجموعة_قصصية_ابداع_للجميع-مجموعة ادباء
مجموعة قصص
مجموعة قصص
- No tags were found...
You also want an ePaper? Increase the reach of your titles
YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.
م-<br />
رتوش <strong><strong>ابداع</strong>ية</strong><br />
<strong>مجموعة</strong> أدباء<br />
المقلوبه تبرد يا حجه = .بنستناك على الغدا يما، متتأخرش_ .بعرفش ايمتى<br />
بخلص شغلي، كلي عني يما، لقمة إلي ولقمة إلك، مش تنسي توكلي عني<br />
وتصير عصافير بطني تصوصو قدام الشباب، قالها ضاحكا .ابتسم وعزم على<br />
الخروج، كنت أنا ما زلت أقف كشجرة عجوز أمام باب غرفته، قبّل جبيني ويدي<br />
وطلب مني الدعاء وخرج دون أن ينظر خلفه كعادته .نامت الشمس وما زال<br />
مضجع محمد ينتظره، وعيناي تجوبان الشارع باحثة عنه .قبل منتصف الليل<br />
بقليل، علت التكبيرات تصدح في مآذن جوامع البلدة، امتألت السماء بأصوات<br />
الشباب تزأر: هللا اكبر، استيقظت أم محمد تبحث بعينيها عن فلذة كبدها، لم تجد<br />
عندي لسؤالها جواب، فرفعت كفيها لرب السماء . أصوات نعال تتراكض، ضربات<br />
غاضبة تدق حديد الباب، صوت اخترق صلب الحديد ينادي باسمي، جف الدم في<br />
عروقي، تصحرت شفتاي فغاصت الكلمات بين شقوقها العطشى لألمان، لم<br />
أجب الداعي فاستمر بالنداء، عشرون عاما مضت مذ غادرت الكرسي بجانب<br />
الشباك، في طريقي ألفتح الباب، سمعت صوت بكاء محمد من خلف باب بيتنا<br />
سوريا لحظة والدته، وصوت القابلة تبشرني بقدوم الصبي بعد انجابي لست<br />
بنات، سمعته يناديني بحروف مقطعة: ب ا ب ا، وأنا أضحك أغيظ أمه متفاخرا،<br />
رأيت أول خطواته ممسكا بحافة المنضدة، رأيته شابا يضع دبلة الخطوبة في يد<br />
ابنة خالته. وقبل أن أصل الباب رأيته يحرر إصبعه من دبلته ليضعها في فوهة<br />
بندقيته، فيطلق عليها اسم الغالية، فتحت الباب عن وجوه حائرة تبحث عن<br />
الكلمات المناسبة.<br />
ساء الخير يا عمي ............=تقدم أحدهم وقد كان وجهه<br />
مألوفا وقال: السالم عليكم، وين محمد يا حج؟ .......=اغتصب ابتسامة بلهاء<br />
وبكلمات مسروقة من لسان الكذب قال: محتاجين محمد يا حج، هو نايم؟ من<br />
خلفي تسللت كلماتها: محمد بعدو مرجعش يما، هو حكى معي فالتلفون بعد<br />
أذان العصر قال لي: اشتريت لك كيلو عسل جبلي تناميش قبل ما أرجع، بس<br />
هو طوّل وسهت عيني غصب عني، فوتوا يما سى بيجي. كنت ما أزال واقفا<br />
51<br />
ا ب د ا ع ف و ر ا و ل ل ل ن ش ر ا إل ل ك ت ر و ن ي