21.11.2017 Views

_ابداعية._مجموعة_قصصية_ابداع_للجميع-مجموعة ادباء

مجموعة قصص

مجموعة قصص

SHOW MORE
SHOW LESS
  • No tags were found...

Create successful ePaper yourself

Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.

رتوش <strong><strong>ابداع</strong>ية</strong><br />

<strong>مجموعة</strong> أدباء<br />

رؤى وهمية )<br />

بقلم<br />

(<br />

مرام عبد الوهاب الشمالي<br />

أمسكت رؤى هاتفها،‏ وبادرت بتشغيل كاميرته،‏ التقطت أول صورة للسرير الذي<br />

تريد بيعه،‏ ثم عدلت مكانه لتجعله تحت الضوء مباشرة،‏ ووقفت في زاوية تجعله<br />

يبدو واضحا،‏ فكانت الصورة أنجح وأجمل.‏ التقطت عدة صور من زوايا مختلفة،‏<br />

وكل صورة كانت تأخذ من جهدها ووقتها،‏ تعتني بأدق التفاصيل.‏ " الحمد لله،‏<br />

انهيت التصوير،‏ وبقي أن أنشر الصور على صفحات أسواق المدينة االلكترونية"‏<br />

هكذا همست وتنهدت،‏ ثم شرعت تفتح تطبيق الفيس بوك،‏ وتوقفت فجأة!‏<br />

حسابها باسمها،‏ وال تستطيع استخدامه للنشر.‏ الحل أن تنشأ حسابا جديدا،‏<br />

وتسجله باسم زوجها ، االسم االول فقط،‏ ليدل على أن صاحبه ذكر،‏ في مجتمع<br />

تراه ذكوري بكل جوارحها ‏.أغلقت هاتفها،‏ وفصلت االتصال،‏ وعادت لبيتها؛ بعد<br />

السفر في عالم االنترنت.‏<br />

‏-رؤى:‏ اليوم أنشأت حسابا جديدا باسمك،‏ وعرضت السرير للبيع.‏<br />

‏=ساهر:‏ حسنا،‏ لم ال تعرضين عربة األطفال،‏ والكرسي الهزاز،‏ و االرجوحة<br />

الصغيرة؟<br />

‏-رؤى:‏ ال..‏ األرجوحة ال،‏ سأبقيها للذكرى،‏ وإذا ما تم أمر السرير سأقوم بعرض<br />

العربة والكرسي.‏<br />

تمسك كل منهما بصمته الظاهري،‏ وفي داخلهما أحاديث طويلة،‏ و عتاب كثير،‏ لم<br />

تكن رؤى تجرؤ على البكاء،‏ وهو لغتها الوحيدة التي تجيدها،‏ فبكاؤها أمامه<br />

سيعرضها للتوبيخ والتقريع،‏ ثم الغضب الشديد،‏ إذا ما شرحت له السبب؛ وكان حبه<br />

هو السبب،‏ فابتلعت كلماتها مع مر الدموع والتزمت الصمت أمامه.‏ وكذلك ساهر،‏<br />

التزم الصمت،‏ ليس لنضوب بحر كلماته،‏ بل ألنه فن يجيده ببراعة،‏ ويراه أداة<br />

تعذيب شديدة لرؤى محبوبته،‏ وألنه يخاف ظهور سرائره في كالمه.‏<br />

55<br />

ا ب د ا ع ف و ر ا و ل ل ل ن ش ر ا إل ل ك ت ر و ن ي

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!