30.01.2024 Views

FEBRUARY 2024

Create successful ePaper yourself

Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.

نُخبة من الرواد األوائل الذين خدموا العراق<br />

1. الدكتور متي عقراوي:‏ أول رئيس لجامعة بغداد من مسيحيي املوصل،‏ ورائد<br />

وعراب التعليم اإللزامي يف العراق.‏<br />

2. الدكتور حنا بهنام خياط:‏ أول وزير للصحة يف الدولة العراقية الحديثة عام<br />

1922. وأيضا أول عميد عراقي لكلية الطب امللكية العراقية )1934(<br />

3. الدكتور نوري يوسف مريي:‏ أول عميد عراقي لكلية الصيدلة يف جامعة<br />

بغداد 1959 سافر اىل امريكا عام 1961 وأصبح عميدا لكلية الصيدلة يف جامعة<br />

لونك ايالند – نيويورك.‏ من مواليد بغداد 1928 خريج جامعة بغداد وحاصل<br />

عىل شهادة الدكتوراه يف علم العقاقري من جامعة اوهايو ستيت 1954<br />

4. بولينا حسون:‏ أول امرأة عراقية تصدر صحيفة نسوية ‏)ليىل(‏ يف بغداد.‏‎4‎<br />

5. ميخائيل تييس:‏ مؤلف أول مجلة كوميدية.‏‎5‎<br />

6. املحامي ناظم بطرس:‏ أول مذيع يف العهد املليك.‏‎6‎<br />

7. جوزفني سمعان ابراهيم حداد:‏ أول امرأة عراقية تحصل عىل إجازة طيار<br />

كابنت عام 1949. تعترب أول امرأة عراقية تقود طائرة يف العراق.‏<br />

8. الدكتورة ملك رزوق غنام:‏ مواليد بغداد 1907 أول طبيبة يف العراق.‏<br />

أصبحت أول فتاة عراقية تلتحق بكلية الطب منذ تأسيسها عام 1927،<br />

وتخرجت من كلية الطب عام 1939<br />

9. الدكتور نعيم رصافة:‏ ولد عام 1906 وخريج جامعة وأين ستيت يف الواليات<br />

املتحدة عام 1961 وعمل كوكيل لوزير املعارف ومدير التعليم الثانوي يف الستينات<br />

من القرن املايض وله مؤلفات وكتب تعليمية ملدريس الثانويات يف العراق.‏<br />

10. الدكتور سليامن غزالة ولد عام 1853 أول طبيب عراقي ‏)باملعنى الحديث(‏<br />

من مسيحيي املوصل وتخرج من باريس<br />

11. الدكتورة آنا ستيان:‏ من أوائل الطبيبات العراقيات املعينات من قبل وزارة<br />

الصحة،‏ وهي أرمنية،‏ وكانت أول فتاة عراقية تدخل كلية الطب يف بغداد<br />

وتخرجت عام 1939. الدكتورة ‏)آنا ستيان(‏ هي ابنة املحامي ‏)كريوب ستيان(.‏<br />

ولدت يف بغداد عام 1914 وتخرجت من كلية الطب الجامعة األمريكية<br />

يف بريوت عام 1937 وعادت إىل وطنها.‏ تم تعيينها كأول طبيبة عراقية يف<br />

املستشفى املليك عام 1939<br />

12. الدكتورة سريانوش الريحاين:‏ من مواليد املوصل عام 1921 ومتزوجة<br />

من املهندس زيك الريحاين.‏ أكملت تعليمها االبتدايئ يف املوصل ودخلت كلية<br />

الطب يف جامعة بغداد عام 1945 وتخرجت عام 1950. أول طبيبة عراقية<br />

تتخرج من كلية الطب يف بغداد رغم أن آنا ستيان أرمنية تخرجت قبلها من<br />

بريوت.‏<br />

13. جوزفني غزالة:‏ أول مهندسة عراقية من املوصل.‏‎13‎<br />

14. بياتريس أوهانيسيان )1927 – 2008( عازفة بيانو أرمنية عراقية،‏ اشتهرت<br />

بكونها أول عازفة بيانو يف العراق وأول ملحنة موسيقية.‏<br />

15. الدكتور عبد الله قصري:‏ وأول طبيب عراقي حصل عىل التخصص من لندن<br />

كان من املوصل.‏<br />

16. جرجيس عزيزة:‏ صاحب الرشكة األوىل للطباعة والنرش بغداد 1938<br />

17. عبد املسيح وزير:‏ برع يف األدب والرتجمة ومتيز بأنه رائد يف تطوير<br />

املعجم العسكري العريب الذي ال يزال قامئا حتى يومنا هذا.‏<br />

18. يوسف رزق الله غنيمة:‏ وزير املالية يف 7 حكومات خالل سنوات امللكية<br />

19. روز فرانسيس:‏ كاتبة بارعة،‏ لها أبحاث متنوعة يف االقتصاد املنزيل<br />

والتاريخ وعلم االجتامع.‏ أرسلتها وزارة الرتبية إىل الجامعة األمريكية يف<br />

بريوت إلكامل دراستها حيث درست ملدة سنة ثم سافرت إىل إنجلرتا<br />

لتتخصص يف العلوم الرتبوية والنفسية.‏<br />

20. مريم نرمة رومايا:‏ صحفية معروفة )1890-1972(: هي مريم روفائيل<br />

يوسف رومايا أول صحفية عراقية تدخل مجال الصحافة عام 1921. ويف<br />

عام 1937 أصدرت صحيفة ‏)فتاة العرب(.‏<br />

21. رنا بشري رسسم ‏)مواليد 1923(: هي أول فتاة عراقية تحصل عىل<br />

درجة املاجستري يف الرياضيات من جامعة ميشيغان يف الواليات املتحدة<br />

األمريكية.‏ عملت مدرّسة يف كلية امللكة علياء يف بغداد.‏<br />

22. الدكتورة مارغريت بشري رسسم:‏ رائدة يف أمراض النساء يف العراق من<br />

مواليد 1926. يف كركوك أنشأت قاعة لألمراض النسائية،‏ وصالة للوالدة،‏<br />

عندما كان والدها الدكتور بشري رسسم رئيساً‏ لدائرة الصحة هناك.‏<br />

23. الدكتورة سعاد يوسف مريي:‏ مواليد 1933 خريجة كلية الطب جامعة<br />

بغداد عام 1959 ومن أوائل الطبيبات التي خدمت يف املحافظات أربيل<br />

وكركوك وبغداد.‏<br />

24. أوهانيس مراديان:‏ طبيب أرمني يف مجال الطب.‏ وأول من أدخل<br />

التطعيم ضد الجدري إىل بغداد.‏<br />

25. الدكتور هاكًوب غوبانيان:‏ طبيب أمراض جلدية،‏ ومؤسس مشارك<br />

ملنظمة الهالل األحمر،‏ أحد مؤسيس كلية الطب يف العراق وحاصل عىل<br />

الوسام املليك العراقي ‏)وسام وادي الرافدين من الدرجة الثانية عام 1954(<br />

تقديراً‏ لجهوده خدمات يف مجال الطب.‏<br />

الدكتور بهنام أبو الصوف ولد يف املوصل عام 1931<br />

ونشأ يف كنف أرسة أبو الصوف املوصلية املعروفة،‏ التي<br />

تسكن محلة باب النبي وهي من إحياء املوصل القدمية<br />

وتقع بالقرب من مناطق تاريخية وأثرية.‏ وكانت نشأته<br />

يف بيئة غنية بآثار املايض،‏ وقصص األبطال،‏ كان لها األثر<br />

الكبري يف توجهه إىل عامل اآلثار،‏ وكان يف مرحلتي الطفولة<br />

واملراهقة مهتام بقراءة االساطري وكتب التاريخ،‏ كام<br />

كان ميارس رياضة كامل األجسام،‏ والسباحة،‏ وكان يحلم<br />

بوظيفة مليئة باملخاطر واألرسار والبطوالت،‏ ويتطلّع اىل<br />

ان يصبح طياراً‏ أو بحاراً،‏ وهذا ما رفضته ارسته بشدة.‏<br />

بعد إنهاء دراسته اإلعدادية يف املوصل عام 1951<br />

التحق بقسم االثار والحضارة يف جامعة بغداد وتخرج<br />

منها عام 1955. وبعد خمسة اعوام أي يف عام 1960<br />

سافر اىل بريطانيا مبنحة دراسية يف جامعة كمربيدج التي<br />

حصل منها عىل درجة الدكتوراه بامتياز يف موضوع جذور<br />

الحضارة وعلم األجناس البرشية عام 1966.<br />

يف اواسط ستينيات القرن املايض عاد إىل العراق ليعمل<br />

يف التنقيب عن اآلثار يف عدد من املواقع وسط العراق<br />

وشامله،‏ كام دَرّس لسنوات مادة ‏“جذور الحضارة واآلثار<br />

والتاريخ”‏ يف جامعتي بغداد واملوصل وغريهام من الجامعات<br />

العراقية،‏ ويف معهد التاريخ العريب للدراسات العليا التابع<br />

التحاد املؤرخني العرب ومقره بغداد،‏ كام أرشف عىل عدد<br />

من الرسائل الجامعية لطلبة عراقيني وعرب.‏<br />

ويف السبعينيات،‏ تم تعيينه مديراً‏ عاماً‏ آلثار الشامل،‏<br />

وهو املنصب الذي منحه املسؤولية الكاملة عن شامل<br />

العراق بأكمله،‏ مبا يف ذلك آشور القدمية.‏ عمل أبو الصوف<br />

يف أعامل التنقيب اإلنقاذية يف حوض واسع يف سد حمرين<br />

‏)محافظة دياىل(‏ وسد املوصل عىل نهر دجلة يف أواخر<br />

السبعينيات وحتى منتصف الثامنينيات وكشف عن عدة<br />

مواقع أثرية منها تل الصوان يف سامراء ‏)محافظة صالح<br />

الدين(،‏ والذي يعود إىل العرص الحجري.‏ كام قاد عمله<br />

يف موقع قينج آغا بالقرب من قلعة أربيل للكشف عن<br />

مجموعة واسعة من األدلة األثرية من فرتة أوروك.‏<br />

تبوأ الدكتور ابو الصوف عددا من املناصب العلمية<br />

واإلدارية يف هيئة اآلثار والرتاث،‏ وشارك يف العديد<br />

من مؤمترات اآلثار،‏ ويف حلقات دراسية داخل العراق<br />

وخارجه،‏ كام دعي إللقاء محارضات يف جامعات أمريكية<br />

وأوربية يف موضوع آثار العراق وحضارته وعن نتائج<br />

تنقيباته،‏ ونرش بحوثا ودراسات،‏ وتقارير علمية عن<br />

نتائج أعامله امليدانية ودراساته املقارنة يف مجالت علمية<br />

عراقية وأجنبية،‏ وله مؤلفات عديدة منها فخار عرص<br />

أوروك:‏ النشأة واالنتشار ‏)لغة إنجليزية(،‏ وظل الوادي<br />

القديم ‏)لغة عربية(،‏ والعراق:‏ وحدة األرض والحضارة<br />

واإلنسان ‏)لغة عربية(.‏<br />

متي عقراوي – )-1901 1981( أكادميي<br />

عراقي وأول رئيس لجامعة بغداد<br />

ولد متي يوسف حنا عقراوي يف املوصل سنة 1901،<br />

وفيها أكمل دراسته االبتدائية واملتوسطة ومنذ صباه<br />

تعلم الفرنسية يف إحدى املدارس الدينية الكنسية.‏ سافر<br />

إىل بريوت ودخل إعدادية الجامعة األمريكية سنة 1920<br />

وتخرج وعهد إليه بإلقاء الخطاب الوداعي يف حفل<br />

التخرج.‏ تخرج يف كلية اآلداب والعلوم من الجامعة ذاتها<br />

حاصال عىل بكالوريوس يف الرتبية سنة 1925. التحق بكلية<br />

املعلمني يف الواليات املتحدة األمريكية بني سنتي -1925<br />

1926 ودرس الرتبية،‏ ويف سنة 1934 حصل عىل الدكتوراه<br />

من جامعة كولومبيا يف الواليات املتحدة األمريكية.‏<br />

من الرتبويني العراقيني الرواد الذين كان لهم دور فاعل<br />

يف تأسيس الكيان الرتبوي والجامعي يف العراق.‏ كام كان له<br />

دور يف الحركة العربية يف بدايات النهضة الفكرية الحديثة<br />

يف العراق مطلع القرن العرشين.‏ عمل أستاذا للرتبية ومديرا<br />

للرتبية،‏ وعميدا لدار املعلمني العالية.‏ وأسهم إسهاما كبريا<br />

يف تأسيس جامعة بغداد،‏ وعني أول رئيس لها للمدة من 5<br />

ترشين األول سنة 1957 ولغاية 1 من آب سنة 1958<br />

انغمس الدكتور متي عقراوي يف نشاطات ثقافية<br />

وتربوية عامة،‏ وأصبح سكرترياً‏ ‏)لجمعية الثقافة العربية(‏<br />

سنة 1931، كام كان عضواً‏ يف نادي القلم العراقي الذي<br />

تأسس سنة 1934، ويف سنة 1946 اختري عضوا عامال يف<br />

املجمع العلمي العراقي وقد كان من الذين عملوا من<br />

اجل تأسيس مطبعة خاصة باملجمع منذ وقت مبكر من<br />

تأسيسه يف نهاية الحرب العاملية األوىل،‏ وكان إىل جانبه<br />

يف اللجنة التي تشكلت للنظر يف تأسيس املطبعة األستاذ<br />

محمد بهجت األثري واألستاذ الدكتور جواد عيل.‏<br />

يف سنة 1955 استدعي األستاذ الدكتور متي عقراوي<br />

مع األستاذ الدكتور إسامعيل القباين لدراسة واقع التعليم<br />

يف الكويت ووضع املقرتحات لتطويره وأنجزا تقريرًا مهًام<br />

نرش بعنوان:‏ “ تقرير عن التعليم يف الكويت “ صدر يف<br />

1955 ويعد من التقارير املتميزة التي ارتكز عليها البنيان<br />

التعليمي يف دولة الكويت فيام بعد.‏ كام أنه يعد من<br />

املصادر املهمة يف كتابة تاريخ التعليم الوطني يف الكويت.‏<br />

عمل يف منظمة اليونسكو مدة تسع سنوات إىل<br />

سنة 1957 حني أصبح رئيسً‏ ا لجامعة بغداد 1957-1958<br />

وبعد إعفائه من منصب رئيس جامعة بغداد بعد وقوع<br />

انقالب 14 متوز 1958، عاد للعمل يف منظمة اليونسكو<br />

فأصبح ممثلها يف األمم املتحدة 1959-1961. عمل يف<br />

الجامعة األمريكية ببريوت خالل السنوات )1963-1971(<br />

وبعدها أحيل عىل التقاعد ليتفرغ للعمل البحثي.‏<br />

نال خالل حياته العديد من األوسمة والتكرميات،‏<br />

منها حصوله عىل وسام الرافدين سنة 1953 ووسام<br />

الخدمة املمتازة من كلية املعلمني يف الواليات املتحدة<br />

األمريكية سنة 1960، ووسام االستحقاق”‏ درجة فارس”‏<br />

من الحكومة اللبنانية 1970.<br />

الرواد األوائل يف القرن العرشين:‏<br />

العراق ليس العراق إذا استثنينا من ذاكرته الجامعية<br />

كبار الشخصيات التنويرية املسيحية مثل املؤرخني<br />

واألكادمييني والعلامء واألطباء والصيادلة واملحامني<br />

والكتاب والصحفيني وعلامء اآلثار والشعراء والفنانني<br />

والرياضيني وغريهم،‏ وال ميكننا أن ننىس عدداً‏ مميزاً‏ من<br />

املثقفني املسيحيني العراقيني قدموا مساهمة حقيقية<br />

يف تقدم وتطور األمة العراقية بعد نشأتها األوىل يف<br />

أوائل القرن العرشين وآخرون قدموا للعراق والعراقيني<br />

خدمات ال تنىس يف القرن املايض سيام يف مجال<br />

العلم والتعليم إذ كان املعلمني املسيحيني مشهورين<br />

مبعرفتهم العميقة للتأريخ واملجتمع وأدائهم الدؤوب<br />

ومصداقيتهم وحبهم ملهنتهم وتربّت أجيال عراقية<br />

بأكملها عىل أيادي مربني ومعاهد تعليمية مسيحية<br />

غرست حب العلم واملعرفة يف أجيال من الطالب<br />

وتكوين مجموعة نرية من العراقيني األكفاء.‏<br />

ومن املؤكد أن هناك اآلالف غريهم من العراقيني<br />

والعراقيات الذين كان لهم دور يف بناء العراق وتطويره<br />

عرب العصور املختلفة مع مواطنيهم من كافة االنتامءات<br />

القومية والدينية واملذهبية،‏ ولكن ضمن مساحة مقالتنا<br />

املحدودة نعتذر لعدم ذكرهم جميعاً،‏ وأن نسجل أسامء<br />

قلة من املسيحيني الذين كانوا األوائل خالل القرن<br />

العرشين ومنذ تأسيس اململكة العراقية،‏ وجميعهم كانوا<br />

شموس وكواكب أضاءت دروب املعرفة والثقافة وعرفوا<br />

بالنزاهة واإلخالص للعراق.‏<br />

ونحن إذ نقف أمام بوابة الذكريات نأمل أن<br />

يجد القارئ يف هذه املقالة اسرتجاع للتاريخ ولو بقدر<br />

محدود ليكون درسا للمستقبل وشهادة نزيهة عن دور<br />

الرواد املسيحيني الذين جمعوا فيام بينهم ابداعات<br />

العامل القديم والوسيط والحديث وتكتسب هذه<br />

الشهادة أهميتها من كونها تقدم تأريخ تعززه األسانيد<br />

واإلثباتات عن تأريخ وأدوار املكونات يف هندسة وبناء<br />

اركان املجتمع العراقي بغية تطويره ليكون درساً‏<br />

وامتداداً‏ للمدرسة النهضوية العراقية التي مثلت أحد<br />

أبرز وجوه الجانب املرشف لعراق الحضارة والتاريخ يف<br />

مطلع القرن املايض.‏<br />

وكم من املحزن ان يعارص جيلنا غياب وتهجري ما<br />

تبقى من املسيحيني العراقيني يف سنوات القهر والجمر<br />

ونجدهم ينقرضون وهم يدافعون عن وجودهم<br />

التاريخي وسط مجتمع متزمت غداّر وامام مصري مجهول<br />

وما يالقونه من اعتداءات ظاملة مل يألفوا مثلها ابدا مذ<br />

وجدوا يف بالد الرافدين منذ االف السنني.‏ ومن املؤسف<br />

أيضاً‏ أن نرى تغري هوية العراق والرشق األوسط يف القرن<br />

الواحد والعرشين اىل هوية أحادية فاقدة لكافة امتيازات<br />

التنوع والتعدد التي كانت تشكل رأسامل وكنوز خزانه<br />

الوطن ثقافة وفنّا،‏ وفكراً.‏<br />

هذه كانت ذكريات ال تخلوا من الفخر والقهر يف ذكر<br />

تأريخ أبناء العراق سيام وأن ماحل باملكونات بعد 2003 ال<br />

يدعو للحزن والشجن فقط،‏ بل للرثاء والبكاء حيث عملت<br />

أيادي السلب والنهب ما عملت يف الرتهيب والتهجري<br />

ومن املؤسف ان نرى كيف تذبل وتيبس وتهمل فسائل<br />

ومكونات الوطن ومن الغريب ان ال يحتضنهم وينصفهم<br />

وطنهم ويقّدر وُيثمن ويحتضن علامء وأبناء العراق يف<br />

بلدان الغرب وهم ملح العراق ومن طني وادي الرافدين.‏<br />

وهكذا بعدما مييض الوقت تبقى الذكريات<br />

مرآة للاميض وشاهد للمستقبل تحيك قصة األقليات<br />

والنكسات التي تعرضوا لها فبقي منهم من بقي ورحل<br />

من رحل وبغيابهم تراجع دور بقية املكونات وضعفت<br />

قدرات العراق وبات هدفا للطامع والغريب،‏ ومن املهم<br />

واملطلوب هو استيعاب الدرس والبدء مبراجعة وتقويم<br />

األخطاء من اجل خلق أجواء مواطنة رصينة وبناء جسور<br />

مجتمعية ثابتة واسرتجاع قيمة وهيبة وكرامة االنسان.‏<br />

ويكفينا فخراً‏ أن قصص وإنجازات الرواد كانت<br />

وستبقى شموس ساطعة يف سامء الوطن لتذكّرنا بأن<br />

الذكريات لها أهميتها،‏ ولكن الحارض هو املنصة التي<br />

نعيش عليها ويجب أن نستثمرها يف خلق ذكريات<br />

جديدة تضاف إىل رسد حياتنا وتوسيع افاقنا وتأثرينا<br />

حيثام كنا وأينام حللنا يف الواليات املتحدة أو ديار<br />

املهجر.‏ وعلينا أن ندرك بأن الحارض هو املكان الذي<br />

نعيش فيه وهو الذي سيصبح ذاكرة نحتفظ بها عندما<br />

مييض الزمان وتستمر الحياة يف التقدم،‏ وواجبنا أن<br />

نسعى لخلق ذكريات ملهمة تعيش معنا ومع األجيال<br />

القادمة كدليل واضح عىل غنى تراثنا وتاريخنا وتبقى<br />

من بعدنا يف ضامئر وقلوب اآلخرين ومتكن العراقيني<br />

من استعادة سيادة وكرامة وطنهم وأن يكملوا سفرة<br />

الحياة ما بقي بينهم دجلة والفرات.‏<br />

IRAQI INFLUENCE<br />

continued from page 39<br />

42 CHALDEAN NEWS <strong>FEBRUARY</strong> <strong>2024</strong>

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!