العدد التاسع - النسخة الإماراتية
Create successful ePaper yourself
Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.
رسائل الثقة!!<br />
معظم ما يدور من نقاشات حول القطاع العقاري في دبي بشكل خاص، يربط بين استعادة<br />
النمو مرة أخرى في ظل التداعيات السلبية لهبوط النفط، والمشاريع الضخمة التي تم إطلاقها<br />
من بداية ٢٠١٦، لا سيما أن تطويرها في الغالب يكون على أساس حاجة السوق.<br />
قبل عام من ان جمعني لقاء صحفي مع الرئيس التنفيذي لواحدة من أكبر الشركات العقارية<br />
في دبي، دار الحديث عن السؤال الشائك الذي فرض نفسه وقتها عن مدى إقبال امارة على<br />
أزمة عقارات بعد تهاوي النفط وهي السوق المؤثرة في بقية اسواق المجاورة ولجذبها ثرياء<br />
الخليج بالاستثمار في عقاراتها ومبانيها وأبراجها بشكل مباشر أو غير مباشر.<br />
نصحني وقتها الرئيس التنفيذي بعدم الركون إلى تلك التقارير؛ لعدم منطقية اسس الفنية<br />
التي بنى أحد توقعاته عن حجم المعروض من العقار على معلومات مستقاة من اتصالات<br />
هاتفية مع المطورين العقاريين، وثبت فيما بعد أنها أرقام مبالغ فيه بأربعة أضعاف، هذا<br />
باضافة إلى مصالح البعض اخر من بنوك وشركات استثمار ووساطة عقارية؛ بما يجعلهم<br />
مستفيدين من تلك التقارير، بطريقة غير مباشرة؛ مما يضع علامة استفهام كبيرة على<br />
مصداقيتهم وحياديتهم.<br />
معظم تقارير شركات الاستشارات العقارية ومؤسسات التصنيف الائتماني توقعت وقتها<br />
انخفاض أسعار العقارات بامارة بنسبة بين ١٠ و٢٠٪، وهو ما لم يحدث حتى ان، فيما لا تزال السوق<br />
محافظة على استقرارها في ظل التوازن الحاصل بين العرض والطلب الذي شجع المطورين<br />
العقاريين الحكوميين، أو من القطاع الخاص على اعلان عن مشروعات جديدة.<br />
وشهدت امارة أضخم مشروعات عقارية في الربع اول من العام الحالي بأعلى معدلات منذ<br />
الربع اول من العام ٢٠١٤ في أعقاب فوزها بمعرض إكسبو ٢٠٢٠، الذي عزز من إنفاق الحكومة<br />
لتعطي مزيد من الثقة بالسوق عامة.<br />
وتأتي مواصلة الحكومة لخطواتها المهمة لدعم القطاع العقاري بمثابة رسائل الثقة، آخرها<br />
كان قرار إضافة أراضٍ إلى مناطق تملك اجانب للعقارات في دبي، وهو خطوة جديدة تجذب<br />
مطورين ومستثمرين جدد للقطاع، ويزيد من جاذبية امارة وسوقها العقارية على مستوى<br />
العالم.<br />
ورغم التحديات لا تزال السوق العقارية في دبي، التي لا يزيد عمرها على عقد من الزمان بقليل،<br />
تواصل نضجها واستقرارها، محافظة على موقعها كأكثر اسواق العقارية جذب للاستثمارات<br />
اجنبية بالمنطقة في ظل عوائد بين ٧ و١٠٪، وهو عائد أعلى من هونغ كونغ، وسنغافورة،<br />
ولندن، وباريس، ونيويورك، وهذا كله بدون ضريبة، فيكون العائد صافي للمستثمر، بينما عائدات<br />
التملك وايجار في معظم المدن العالمية تخضع لضريبة الدخل.<br />
عمرو عادل