التاريخ الإسلامى: مقدمة قصيرة جدا- آدم جيه سلفرستاين
التاريخ الإسلامى: مقدمة قصيرة جدا- آدم جيه سلفرستاين
التاريخ الإسلامى: مقدمة قصيرة جدا- آدم جيه سلفرستاين
Create successful ePaper yourself
Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.
<strong>التاريخ</strong> الإسلامي<br />
قد أعيدت صياغتها في منتصف القرن السابع عندما استقر أفراد من كلتا املجموعتني<br />
القبليتني في ثكنات في الشرق الأدنى، وأعادوا تتبع نسبهم لينعكس ذلك في التحالفات<br />
وأنماط الاستقرار الجديدة التي نتجت عن اضطراب املجتمع العربي بسبب الفتوحات.<br />
وبدءًا من عام ٧٠٠ تقريبًا — عندما وضعت الحرب الأهلية الثانية (٦٨٠–٦٩٢) أوزارها<br />
— ظهر فصيلان «قيسي» و«يمني» هيمن النزاع بينهما على عالم السياسة في عهد الخلافة<br />
الأموية. لا يوجد اتفاق بني املؤرخني على جذور النزاع أو طبيعته أو ثقله؛ وعلى النقيض<br />
من ذلك كان الإسناد <strong>التاريخ</strong>ي لدى سكان فلسطني ولبنان في املاضي القريب إسنادًا<br />
عفويٍّا.<br />
لا شك أن مدلول الاعتماد على مفردات <strong>التاريخ</strong> في السياقات السياسية قد يكون<br />
محدودًا؛ فعندما يشري متحدثو الإنجليزية إلى الولادة بعبارة «عملية قيصرية»، فإنهم<br />
لا يشريون إلى <strong>التاريخ</strong> الروماني والأساطري املتعلقة بيوليوس قيصر. من املهم إذن أن<br />
نلاحظ أن ثمة قضايا سياسية معاصرة يلعب <strong>التاريخ</strong> الإسلامي فيها أدوارًا مقصودة<br />
ومتعمدة من نوعني. في بعض الحالات، يكون ذلك وسيلة لحشد الأمة ككل وراء إحدى<br />
القضايا السياسية؛ وفي حالات أخرى يكون لتوضيح وجهة نظر أحد الحكام بشأن<br />
قضية سياسية والتنويه إلى الكيفية التي يتوقع أن تُحل َّ بها، وذلك بالإشارة إلى أحداث في<br />
<strong>التاريخ</strong> الإسلامي عاقبتها معروفة بالطبع. تكفي دراستا حالة اثنتان ذواتا صلة بالقراء<br />
املعاصرين لتوضيح ذلك، وهما: الصراع الفلسطيني الإسرائيلي الحالي، والحرب العراقية<br />
الإيرانية (١٩٨٠–١٩٨٨).<br />
الصراع الفلسطيني الإسرائيلي<br />
يمارس <strong>التاريخ</strong> الإسلامي نفوذًا سياسيٍّا إزاء هذه القضية أكثر من غريها لسببني يتفقان<br />
مع القواعد العامة املوضحة أعلاه. أولاً ، من السهل ربط الصراع املعاصر بوقائع ذُكرت<br />
تفصيلاً في السرية، وفيها توصف علاقات محم َّد باليهود بأنها محورية فيما يتعلق<br />
بسريته في املدينة (وفي املرتبة الثانية في الأهمية فحسب في علاقاته بأهل مكة). وفقًا<br />
لذلك، يمكن الاستشهاد بالسرية الذاتية ملحمد (املتأثرة بعدة مئات من الأحاديث ذات<br />
الصلة) لتوضيح أن «اليهود» غري جديرين بالثقة، ومخادعون، ومتعجرفون، ومتآمرون،<br />
ويستحقون قصاص املسلمني منهم. «اليهود» هو املسمى الأكثر شيوعًا عند الحديث عن<br />
«الإسرائيليني» في معظم وسائل الإعلام الإسلامية. ومن هنا سُ مع أعضاء حزب الله وهم<br />
120