التاريخ الإسلامى: مقدمة قصيرة جدا- آدم جيه سلفرستاين
التاريخ الإسلامى: مقدمة قصيرة جدا- آدم جيه سلفرستاين
التاريخ الإسلامى: مقدمة قصيرة جدا- آدم جيه سلفرستاين
Create successful ePaper yourself
Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.
الأهمية السياسية للتاريخ الإسلامي<br />
أثارت هذه الرواية بشأن العصر الذهبي الإسباني رد فعل على نفس الدرجة من<br />
السطحية من قِ بل أولئك الذين أوجدوا أسطورة مضادة (وهم في الأغلب يهود طُردوا من<br />
الأراضي الإسلامية في املاضي)؛ وتقول تلك الأسطورة املضادة إن اليهود واملسيحيني كانوا<br />
دائمًا يتعرضون لسوء املعاملة من قبل الإسلام واملسلمني على مدار <strong>التاريخ</strong> في إسبانيا<br />
وغريها من الأماكن أيضً ا. في ظل الإسلام، كان غري املسلمني مواطنني من الدرجة الثانية<br />
معرضني لنزوات حكام متعصبني نشروا الإسلام بالسيف ونهبوا ممتلكات رعاياهم<br />
الكفار كيفما اتفق. تفتقر أسطورة العصر الذهبي الإسباني والأسطورة املضادة لها إلى<br />
أدنى درجات املنطقية من عدة نواحٍ . من ناحية، من الصعب القول إنه كانت توجد<br />
بالفعل مدينة فاضلة تجمع بني الأديان املختلفة في الأندلس؛ فحتى موسى بن ميمون<br />
(١١٣٥–١٢٠٤) — خريُ من يمثل الوحدة الإبراهيمية والالتقاء بني الأديان — أُجبر على<br />
الفرار من موح ِّدي إسبانيا مثلما التمس الكثريون من اليهود ملجأً من عنف املرابطني<br />
في املدن التي أعاد املسيحيون فتحها في أواخر القرن الحادي عشر. وعلى الرغم من<br />
أن الثقافة التي أوجدها غري املسلمني في الأندلس مبهرة كمٍّا وكيفًا، فإن الغرض الذي<br />
وُضعت من أجله فكرة العصر الذهبي لإسبانيا يتعلق بتسامح سياسي مبالغ فيه، وقلما<br />
وُجدت هذه الظروف في الأندلس (ربما باستثناء قرطبة في الفترة من منتصف وحتى<br />
أواخر القرن العاشر). ومن ناحية أخرى، من الخطأ أيضً ا الحديث عن غري املسلمني<br />
بوصفهم مواطنني من الدرجة الثانية. فحتى مع تجاهل املفارقة <strong>التاريخ</strong>ية، من الواضح<br />
أن بعض املسيحيني واليهود تمكنوا في معظم املجتمعات الإسلامية على مدار <strong>التاريخ</strong> من<br />
الوصول إلى مناصب إدارية عليا، بينما كان بعض جريانهم املسلمني يكافحون من أجل<br />
امتلاك قوت يومهم.<br />
ما يهمنا هنا ليس الدقة <strong>التاريخ</strong>ية لهذه النظريات، وإنما حقيقة توظيفها من<br />
الأساس من جانب أهل الغرب ومن أجلهم. ومع أنه واضح أن للتاريخ الإسلامي أهمية<br />
دينية ضئيلة لدى غري املسلمني (على الأقل في ظل غياب خلافة عاملية)، فهناك إدراك قد<br />
بدأ لتوه لأهميته السياسية، وهي نقطة سنعود إليها في خاتمة الكتاب.<br />
ملخص<br />
ربما وجد املتحولون إلى الإسلام من غري العرب في القرن الأول من ظهور الإسلام أن<br />
الطابع العربي للدين غريب إلى حد ما، لكن من اعتنقوا الإسلام منذ العصور العباسية<br />
127