التاريخ الإسلامى: مقدمة قصيرة جدا- آدم جيه سلفرستاين
التاريخ الإسلامى: مقدمة قصيرة جدا- آدم جيه سلفرستاين
التاريخ الإسلامى: مقدمة قصيرة جدا- آدم جيه سلفرستاين
You also want an ePaper? Increase the reach of your titles
YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.
قصة <strong>التاريخ</strong> الإسلامي<br />
وعثمان (الذي امتدت خلافته من عام ٦٤٤ وحتى عام ٦٥٦) وعلي ٌّ (الذي امتدت خلافته<br />
من عام ٦٥٦ وحتى عام ٦٦١) يرتبطون بمحمد إما برباط النسب أو الدم (أو كليهما معًا<br />
كما في حالة علي ٍّ)، علاوةً على أن حكم هؤلاء الخلفاء الأربعة الذين عُرفوا (بني أهل السنة<br />
في القرون التالية) بالخلفاء الراشدين كان عصرًا ذهبيٍّا حُكمت فيه الأمة طبقًا للمبادئ<br />
الإسلامية. (الشيعة هم الذين يؤمنون بأن عليٍّا كان الأحق بخلافة محمد.) وعلى النقيض،<br />
لم يكن للأمويني صلة مباشرة بالنبي، بل قيل إنهم جاهروا بمعارضته، ولم يدخلوا في<br />
الإسلام إلا اضطرارًا، وفي وقت متأخر نسبيٍّا من حياة محمد. ومع أن عثمان نفسه كان<br />
ينتمي للأسرة الأموية، فقد اعتنق الإسلام وهو بعد صغري، وكان صهر محمد، ويُحسَ ب له<br />
أنه أمر بجمع نسخة موثوقة من القرآن (مع أن البعض أخذوا عليه ذلك في هذا الوقت) إلى<br />
جانب أفعال أخرى حميدة. ساءت الأوضاع عندما قُتل عثمان، وظهر اثنان يد َّعيان الحق<br />
في تولي الخلافة: علي ٌّ، الذي كان أنصاره يرشحونه للخلافة منذ عام ٦٣٢، ومعاوية، أحد<br />
أقرباء عثمان الأمويني الذي طالب بالثأر ملقتل عثمان. تولى علي ٌّ الخلافة عام ٦٥٦، وحاول<br />
جاهدًا بسط نفوذه على نطاق واسع؛ وبحلول عام ٦٥٧، دخل في مفاوضات مع معاوية.<br />
رأى الكثريون من أنصار علي ٍّ أنه ما كان ينبغي لأمر كهذا أن يحدث — إذ كان شعارهم<br />
«إن الحكم إلا هلل» — وانشقوا عن معسكره؛ ولهذا السبب عُرفوا باسم «الخوارج». دفعتهم<br />
آراؤهم املتعنتة بشأن أحقيتهم في الحكم إلى اعتبار املنشقني كفارًا يستحقون املوت. وكان<br />
أشهر ضحاياهم هو علي ٌّ نفسه عام ٦٦١، على الرغم من أن الخوارج ظلوا يعارضون<br />
الخلفاء طوال القرن التالي وما تلاه.<br />
انتهى عصر «الخلفاء الراشدين» بوفاة علي ٍّ، وعُرف الصراع الدموي الذي أدى إلى<br />
وصول معاوية إلى الحكم بأنه أول حرب أهلية أو «فتنة» في <strong>التاريخ</strong> الإسلامي، وهي التي<br />
حددت نهاية فترة من التآلف امللموس داخل نسيج الأمة. لذا استهل الأمويون خلافتهم<br />
ببداية حافلة بالأخطاء، واستمرت الأوضاع في التدهور وفقًا للمصادر املكتوبة على أيدي<br />
املعادين لهم. نقل معاوية عاصمة الدولة الإسلامية إلى دمشق، واختار ابنه يزيد (الذي<br />
امتدت خلافته من عام ٦٨٠ حتى عام ٦٨٣) خلفًا له؛ مما أرسى مبدأ توريث الخلافة،<br />
وهو ما أُخذ على الأمويني (من قِ بَل أشخاص أنشئُوا هم أنفسهم سلالات حاكمة). وسرعان<br />
ما تورط يزيد في القلاقل عندما قتل الحسني بن علي في كربلاء (العراق) عام ٦٨٠؛ وهو<br />
ما رس َّ خ سَ وءاته في أذهان الشيعة، فضلاً عن أن نفوذه قد لاقى مجابهة من خليفة آخر في<br />
الحجاز. لم يدُم حكم يزيد أو ابنه معاوية الثاني (الذي تولى الخلافة عام ٦٨٣) طويلاً .<br />
25