20.02.2018 Views

التاريخ الإسلامى: مقدمة قصيرة جدا- آدم جيه سلفرستاين

التاريخ الإسلامى: مقدمة قصيرة جدا- آدم جيه سلفرستاين

التاريخ الإسلامى: مقدمة قصيرة جدا- آدم جيه سلفرستاين

SHOW MORE
SHOW LESS

You also want an ePaper? Increase the reach of your titles

YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.

قصة <strong>التاريخ</strong> الإسلامي<br />

الغوريني — الذي غزا دلهي عام ١٢٠٦ وأسس دولة املماليك في الهند.‏ ومع أنه مات بعد<br />

خمس سنوات في حادث غريب أثناء اشتراكه في أحد سباقات الضرب بالصوالجة،‏ فقد<br />

خلفه أحد غلمانه الذي أسس سلالة حاكمة من الجنود العبيد استمرت حتى عام ١٢٩٠.<br />

وعلى مدار القرنني التاليني تشكلت ثقافة إسلامية هندية في املنطقة،‏ وانتشر الإسلام في<br />

شبه القارة وما وراءها فيما يعرف الآن بماليزيا وإندونيسيا.‏<br />

على الرغم من أن املغول وتيمور نشروا الدمار في جميع أنحاء الأراضي الإسلامية،‏ أدت<br />

غزواتهم أيضً‏ ا إلى انتشار كل شيء بدءًا من الأدب الفارسي حتى أوراق اللعب.‏ والنقطة<br />

املهمة أن ضعف الخلافة العباسية — واملؤسسات والهياكل السياسية بوجه عام —<br />

وسقوطها سارا في توازٍ‏ ‏(وترابط)‏ مع تأسيس هياكل سياسية واجتماعية بديلة داخل<br />

املجتمعات الإسلامية،‏ وأبرزها املؤسسات الصوفية.‏ والصوفية — بوصفها منهجًا روحيٍّا<br />

للوصول إلى الله — قديمة كقدم الإسلام في بعض النواحي،‏ مع أن مذاهبها الرسمية لم<br />

تظهر إلا في القرن التاسع،‏ ولم تكتسب الفروع املحددة للصوفية طابعًا مؤسسيٍّا إلا بدءًا<br />

من القرن الثالث عشر.‏ تلك ‏«املؤسسات»‏ ‏(أو الطرق)،‏ بمقر َّاتها ‏(الخوانق أو الرباطات أو<br />

الزوايا حسب املنطقة املقامة فيها)،‏ ورؤسائها ‏(ممن يحملون لقب شيخ أو بري أو غريها<br />

من الألقاب)،‏ وطقوس الانتماء إليها،‏ وشعائرها الغريبة ربما تحيي في أذهان الغرب<br />

صور املاسونية في اتخاذها من الروحانية أساسً‏ ا لها.‏ لكن على عكس املاسونية،‏ فإن<br />

للصوفية تأثري اجتماعي وسياسي وديني حقيقي،‏ وينسب الكثري من الفضل إلى شيوخ<br />

الصوفية املؤثرين في تعريف أجزاء كبرية من أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى،‏ وجنوب<br />

آسيا وجنوبها الشرقي بالإسلام.‏<br />

نجح الإسلام أولاً‏ في كسب معتنقني بني شعوب الشرق الأدنى الذين كانوا على علاقة<br />

وطيدة بعقيدة التوحيد السامية؛ فلم يكن الانتقال من اللغة الآرامية إلى العربية ومن<br />

‏«أبراهام»‏ إلى ‏«إبراهيم»‏ كبريًا.‏ كانت علاقة اليهودية واملسيحية بالإسلام علاقةً‏ وثيقةً‏<br />

للغاية حتى قيل إن اليهودية واملسيحية كانتا في الأصل الدين الإسلامي نفسه،‏ لكنه حُر ِّف<br />

بمرور الوقت؛ ولهذا السبب أراد الله أن يذك ِّر البشرية بالصراط املستقيم بأن يبعث إليها<br />

محمدًا ويُنزل عليها القرآن.‏ ولا يمكن أن يتسع نطاق هذا القول ليشمل الهندوسية،‏ أو<br />

البوذية،‏ أو الأديان الوثنية في أفريقيا وجنوب شرق آسيا،‏ لكن شيوخ الصوفية أثبتوا عكس<br />

ذلك.‏ باختصار،‏ أقنعت الدعواتُ‏ التبشرييةُ‏ الصوفيةُ‏ الوثنيني واملشركني أنهم مسلمون<br />

‏«بالفعل»‏ في الأساس،‏ لكن آلهتهم وطقوسهم تختلف في مسمياتها في لغة الإسلام.‏ ولكن<br />

41

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!