20.02.2018 Views

التاريخ الإسلامى: مقدمة قصيرة جدا- آدم جيه سلفرستاين

التاريخ الإسلامى: مقدمة قصيرة جدا- آدم جيه سلفرستاين

التاريخ الإسلامى: مقدمة قصيرة جدا- آدم جيه سلفرستاين

SHOW MORE
SHOW LESS

Create successful ePaper yourself

Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.

<strong>التاريخ</strong> الإسلامي<br />

احتمال كونه لاحقًا في <strong>التاريخ</strong> لهاتني القاعدتني.‏ وهكذا،‏ فالأمر لا يقتصر على أن الأسانيد<br />

التي تنتهي إلى محم َّد لا تثبت صحة حديث ما،‏ بل إنها تكاد تثبت النقيض ‏(على الأقل<br />

فيما يتعلق بالإسناد نفسه؛ فربما يكون هو بدوره مقترنًا بنص صحيح).‏<br />

أثريَ‏ اعتراضان آخران على علم تحليل الإسناد:‏ أولاً‏ ، يمكن أخذ أي إسناد جرى<br />

التحقق منه بالطرق التقليدية ووضعه على أي حديث أو رواية تاريخية يسعى أحدهم<br />

إلى اعتمادها.‏ ثانيًا،‏ حقيقة أن بعض الأحاديث ‏«الصحيحة»‏ لم يُستشهد بها في خلافات<br />

القرنني الثامن والتاسع مع أنها كانت ستقدم لها حلاٍّ‏ حاسمًا تشري إلى أن هذه الأحاديث<br />

لم تكن موجودة بعد.‏ وعلى النقيض،‏ سل َّم الباحثون املعاصرون أن أي حديث يتعلق<br />

بمسألة كانت قد أصبحت مهجورة بحلول نهاية القرن الثامن أو مسألة تتناقض مع<br />

عادة أصبحت مقبولة لدى كل املسلمني من املرجح أن يكون حديثًا قديمًا على نحو<br />

أصيل،‏ حتى لو كانت أسانيد هذه الأحاديث ضعيفة ‏(ومن ثم ففي مثل هذه الحالات،‏<br />

يكون الباحثون املعاصرون أكثر تقبلاً‏ ملوثوقية إحدى الروايات من الباحثني املسلمني<br />

القدامى).‏<br />

يشترك هؤلاء الباحثون مع املسلمني القدامى في الاقتناع بأن الأحاديث والروايات<br />

الأولى عن ظهور الإسلام تحتوي على بيانات مفيدة يمكن على أساسها إعادة بناء <strong>التاريخ</strong><br />

الإسلامي،‏ لكنهم يختلفون في أساليبهم لتحديد الروايات الجديرة بالثقة.‏ ولأنه لا توجد<br />

قضايا دينية أو لاهوتية تعتمد على مسألة املوثوقية ‏(بصرف النظر عن أي تحيزات<br />

ثقافية أو سياسية قد تنطوي عليها)،‏ يجيز الباحثون املعاصرون لأنفسهم افتراض عدم<br />

<strong>جدا</strong>رة الأحاديث بالثقة ما لم يثبت عكس ذلك،‏ بينما يفترض الباحثون القدامى العكس.‏<br />

مع ذلك،‏ يتفق مؤيدو كلا املنهجني على أن الأحاديث والروايات <strong>التاريخ</strong>ية الأولى قد تكون<br />

مفيدة للمؤرخني غري ضار َّة.‏<br />

يتعلق جزء كبري مما طرحناه آنفًا بجدوى ‏(أو عدم جدوى)‏ تحليل الإسناد.‏<br />

ولأن الأسانيد استُخدمت من قِ‏ بل جامعي الأحاديث ومعظم املؤرخني الأوائل على حد<br />

سواء،‏ فالقضايا املرتبطة بها تتعلق نظريٍّا بكل الروايات املكتوبة عن أول قرنني في<br />

<strong>التاريخ</strong> الإسلامي.‏ لكن عمليٍّا،‏ تعاملت معظم الدراسة الحديثة املرتبطة بهذه املسائل<br />

مع الأحاديث على وجه الخصوص،‏ بينما كانت أكثر تقبلاً‏ تمامًا للروايات ‏«<strong>التاريخ</strong>ية».‏<br />

وكانت مسألة وقت فحسب قبل أن يحاول الباحثون تطبيق معايري التشكك نفسها على<br />

الروايات <strong>التاريخ</strong>ية مثلما كانت تُطبق على الأحاديث،‏ وهو ما يأخذنا إلى كتابي وانسبرو<br />

92

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!