التاريخ الإسلامى: مقدمة قصيرة جدا- آدم جيه سلفرستاين
التاريخ الإسلامى: مقدمة قصيرة جدا- آدم جيه سلفرستاين
التاريخ الإسلامى: مقدمة قصيرة جدا- آدم جيه سلفرستاين
Create successful ePaper yourself
Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.
خاتمة<br />
أدين للقارئ ببعض الإجابات عن سؤال طرحتُه في بداية الكتاب: ملاذا تبدو املجتمعات<br />
الإسلامية والغربية متجهة نحو الصدام رغم جذورها املشتركة في عقيدة التوحيد السامية<br />
لدول الشرق الأدنى؟ يطرح هذا السؤال افتراضات سوف يعترض عليها بعض القراء.<br />
قد يقولون إنه لا يوجد مثل هذا التوتر بني املسلمني وأهل الغرب؛ أو أنه ليس هناك<br />
«مسلمون» و«غرب» على الإطلاق، بل هم مجرد أفراد أو مجتمعات فردية لا ينبغي<br />
تجميعها تحت مسميات عامة؛ أو أن السؤال نفسه يكشف عن تحيز ثقافي، لصالح أو<br />
ضد الغرب، أو لصالح أو ضد املسلمني، أو عن سذاجة. (هؤلاء القراء قطعًا سينفرون<br />
مما سيلي ذكره.) ومع أنها اعتراضات منطقية، ومع أن تنوع املجتمعات الإسلامية كان<br />
موضوعًا غالبًا في هذا الكتاب، علينا أن نعي أنه للإجابة عن أسئلة عامة لا بد أن نلجأ<br />
أحيانًا إلى تعميمات (معترَف بنقصانها). علاوةً على ذلك، ثمة أشخاص في مواقع بارزة<br />
في كل من املجتمعات الإسلامية والغربية يعتقدون أن صدامًا قد وقع بالفعل، أو يقع<br />
الآن، أو سيقع حتمًا بني «الإسلام» و«الغرب». ومما لا شك فيه أن التصريحات العلنية<br />
لبعض الزعماء في كلا الجانبني، وفي بعض الحالات أفعالهم على أرض الواقع لا تدع<br />
مجالاً للشك بشأن مشروعية السؤال املهم الذي يطرحه هذا الكتاب. فكيف يمكن للتاريخ<br />
الإسلامي أن يساعد في الإجابة عن هذا السؤال؟<br />
تقدم الفصول املختلفة من هذا الكتاب إجابات خاصة بموضوع كل منها. فالفصول<br />
الثلاثة الأولى تقدم أربع إجابات مقبولة، مركزةً على العامل الجغرافي، واملؤثرات الثقافية<br />
«الخارجية»، والسجل السابق للعلاقات الغربية الإسلامية، والظروف السياسية املحيطة<br />
بتشك ُّل الإسلام. لقد شك َّلت البيئة الجغرافية التي ظهر فيها <strong>التاريخ</strong> الإسلامي املجتمعات<br />
الإسلامية بطرق مهمة للغاية. فاملنطقة القاحلة الكبرى عر َّفت املسلمني على حقائق