جريدة لوموند ديبلوماتيك جويلية/أوت 2019
العدد الجديد من جريدة لوموند ديبلوماتيك
العدد الجديد من جريدة لوموند ديبلوماتيك
Create successful ePaper yourself
Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.
<strong>جويلية</strong>/<strong>أوت</strong> - تموز/آب 10 <strong>2019</strong><br />
عندما كان الجنوب يراهن<br />
حصة كل منطقة من الصناعات المعملية<br />
العالمية بحساب النسبة المائوية<br />
هل يكفي أن تساعد الدولة المستثمرين المحليين لكي يتطور القطاع الصناعي؟<br />
خالل الستينات والسبعينات، اختارت عدة دول هذه االستراتيجية لتصطدم في كل<br />
مرة بنفس الصعوبات.<br />
45<br />
(ب %)<br />
فيفاك شيبّار * Chibber Vivek<br />
40<br />
1<br />
آسيا<br />
الإتحاد الأوروبي<br />
35<br />
أمريكا شمالية<br />
افريقيا<br />
جنوب الصحراء<br />
بصفة عامة، يتمّ تحليل استراتيجيات التنمية التي اتُّبعت<br />
بعد الحرب العالمية الثانية في بعض بلدان أمريكا الالتينية وآسيا<br />
والشرق األوسط حول ثالث أفكار. أوال، يُستحضَ رُ التصنيع السريع<br />
الذي تحقّق من خالل بذل جهود جبّارة من أجل اللحاق بركب<br />
الدول المتقدّمة. في قلب هذه اإلستراتيجية، توجد آلية التصنيع عن<br />
طريق تعويض الواردات التي تهدف إلى تعزيز نموّ الصناعات<br />
عبر عملية تتمّ على مرحلتيْن، أوالهما الحدّ من تدفّق الواردات عن<br />
طريق فرض رسوم جمركيّة ومراقبة الجودة قصد فتح السوق أمام<br />
الصناعات المحلّيّة. وثانيتهما دعم النموّ السريع لهذه المؤسسات<br />
عن طريق منح سَ خيّة. على هذا األساس، وُضِ عت على ذمّة رجال<br />
األعمال المحليين آليتان رئيسيتان وهما المنح والرسوم الجمركيّة<br />
لتمكينهم من احتالل فضاء خاص بهم، مالئم لتطوّرهم، يجعلهم في<br />
مأمن من المنافسة التي تشكّلها البلدان األكثر تقدّما.<br />
تشير الفكرة الخاطئة الثانية إلى أن التصنيع قد وُضع<br />
»كمشروع مشترك« بين النُّخب السياسية وكبار الموظّ فين وأرباب<br />
العمل المحلّيين. إذا كان بعضهم يُضيف إليهم )بخجل( األجراء<br />
فإن األطراف الحقيقية هي أساسا الصناعيّون والنّخب السياسيّة<br />
الذين بدأ نجمُهم في الصّ عود آنذاك.<br />
أمّا الفكرة الثالثة والتي لم تَعُد محلّ سؤال فتُفيد أنّ الدولة قد<br />
تكون انتفعت بمكانة متميّزة في إطار تحالفها مع أوساط األعمال.<br />
هذا ما يفسّ ر سبب تقديم التصنيع السريع على أنه مجموعة من<br />
* أستاذ مشارك بقسم علم االجتماع بجامعة نيويورك.مؤلّف كتاب »نظرية ما بعد االستعمار<br />
وشبح رأس المال«، منشورات »السيمتري«، تولوز، 2018. صدرت نسخة من هذا النص في<br />
طبعة سنة 2005 من مجلّة »السجلّ االجتماعي« Register( .)Socialist<br />
المشاريع التنموية التي »قادتها الدولة« والتي انبنت قصّ تُها على<br />
النحو التالي: بالنظر إلى حداثة وصغر حجم القطاع الصناعي<br />
المحلّي في البلدان المعنيّة، ونظرا إلى النموّ غير المتكافئ<br />
والمُشتّت لألسواق، ولوجوه القصور في األسواق المالية وجد<br />
القادة السياسيون أنفسهم مُجَ برين على تولّي أمر التصنيع بأنفسهم.<br />
لكن هذه الصورة ال تنقل الصعوبات التي وجدتها الدول في أداء<br />
دورها األساسي المتمثّل في تحويل تدفّق االستثمارات العمومية<br />
والخاصّ ة من القطاعات التي تدرّ أرباحا كثيرة ولكنها ذات إنتاج<br />
اجتماعي كسيح قصد توجيهها نحو مجاالت نشاط ذات مردود<br />
اجتماعي عالٍ .<br />
في العموم، توصّ لت استراتيجيات التنمية التي انتهجتها الدول<br />
في كل من أمريكا الجنوبية والشرق األوسط وجنوب آسيا إلى<br />
تحويل االقتصاد نحو االتجاه المطلوب. ولكن هذا التحوّل تمّ بطريقة<br />
فوضويّة، وبنفقات عمومية ضخمة، وولّد قطاعات خاصّ ة غير<br />
فعّالة. تظهر كلفة هذه المشاريع بشكل صارخ في الضغط المتزايد<br />
الذي فرضته هذه العملية على ميزانيات الدول. كان على هذه الدول<br />
أن تمتصّ نصيبا وافرا من الخسائر التي سجّ لها القطاع الخاص،<br />
و أن تواصل تزويدها باإلعانات، وأن تتصرّف في الخلل المتزايد<br />
في الميزان التجاري ألن توريد التجهيزات ال يعوّضه تدفّق<br />
االستثمارات نحو قطاعات نشاط مالئمة للتصدير. إذا كانت الدولة<br />
هي المتحكّمة في العملية فعليّا، كيف نفسّ ر هذا الكمّ الكبير من<br />
المصاعب التي اعترضتها والتي عجّ لت بتهاوي المرحلة التنموية<br />
والمنعرج النيوليبرالي؟<br />
بالنسبة إلى الكثيرين، يتمثل الجواب األكثر إقناعا في<br />
التأكيد على عدم كفاءة القيادات السياسية. بيّن سَ يْلٌ من الدّراسات<br />
التي أنجزت خالل الخمس عشرة سنة األخيرة أن أغلب دول<br />
30<br />
25<br />
20<br />
15<br />
10<br />
5<br />
0<br />
1970 1980 1990 2000 2010 2017<br />
.1<br />
14,8<br />
10,2<br />
9,2<br />
21,2<br />
17,4<br />
17,3<br />
21,2<br />
16,8<br />
15,6<br />
18,8<br />
15,5 14,2<br />
13,9<br />
8,5<br />
8,0<br />
أمريكا اللاتينية والكاراييب<br />
في وضعها الحالي<br />
المصدر: مؤتمر الأمم المتحدة حول التجارة والتنمية <strong>2019</strong><br />
حصة الصناعة المعملية من التشغيل<br />
بحساب النسبة المئوية (%)<br />
أوقيانوسيا<br />
شمال إفريقيا<br />
1995 2010 2018<br />
الإتحاد المملكة إيطاليا ألمانيا فرنسا<br />
الأوروبي المتحدة المصدر: أوروستات، <strong>2019</strong><br />
القيمة المضافة لقطاعات الصناعة المعملية<br />
بحساب النسبة المائوية في 2017<br />
المملكة إيطاليا ألمانيا فرنسا<br />
المتحدة<br />
13,6<br />
27,7<br />
22,0<br />
14,0<br />
تجهيزات<br />
)بقية الصفحة 9-8(<br />
المصالحة بين<br />
المادية والطاقية الجديدة، وكذلك مع<br />
التحوالت التي ستطرأ على اإلنتاج<br />
والتشغيل؟<br />
بث غازات اإلحتباس<br />
الحراري هو امتياز<br />
12,3<br />
19,4<br />
22,6<br />
7,1<br />
8,6<br />
10,9<br />
14,8<br />
15,4<br />
وسائل النقل<br />
الصناعات الغذائية<br />
الصناعات الكميائية<br />
وشبه الصيدلية<br />
صناعة الصلب<br />
والمواد الفولاذية<br />
البلاستيك المطاط والمواد<br />
المعدنية غير الفولاذية<br />
النسيج والملابس<br />
والجلود والأحذية<br />
صناعات أخرى (تصليح<br />
وتركيب ومواد معملية<br />
مختلف، خشب وورق وطباعة<br />
والتحويل الثقيل والتكرير)<br />
ال شيء من كل ذلك يشبه العودة<br />
إلى ماض صناعي أسطوري وملوث.<br />
الصناعة البديلة التي يمكن أن تجنبنا<br />
األسوأ، تتطلب الكثير من التجديد،<br />
ولكنه تجديد متمايز عن ذاك المرتبط<br />
بالتكنولوجيات الرفيعة، رغم أن<br />
بعض التكنولوجيات الموجودة أو التي<br />
يتوجب تطويرها، يمكن أن تسهم في<br />
ذلك، ال سيما في ما يتصل بجانب<br />
النجاعة في استخدام الطاقة والمواد.<br />
مع ذلك، يظل سؤاالن قائمان:<br />
أي وزن اقتصادي ستحوزه الصناعة<br />
وفق هذا التصور؟ وكيف سيتفاعل<br />
المجتمع في مجمله مع هذه البساطة<br />
ليس هناك مجال للشك في أن<br />
وزن القطاع الصناعي في التشغيل<br />
سيشهد تراجعا عاما، رغم أن بعض<br />
مجاالته ستعرف، على العكس من<br />
ذلك، توسعا كبيرا. لكنه سيبين أن هذه<br />
التطورات ستكون أقل دراماتيكية من<br />
تلك التي نعيشها منذ عدة عقود. من<br />
ناحية، سينأى النشاط الصناعي عن<br />
الصيغ اإلنتاجوية، المحطمة لمواطن<br />
الشغل في الصناعة كما في غيرها من<br />
القطاعات. من ناحية أخرى، من شأن<br />
إعادة النظر الضرورية في التبادل<br />
الحر العالمي لفائدة إعادة توطين<br />
جزئية للمؤسسات، وضع حد لتناقص<br />
مواطن الشغل.<br />
لألثرياء<br />
ومن أجل التفكير في المجاالت<br />
الواعدة تشغيليا خالل المرحلة<br />
االنتقالية، يمكننا أن نستند إلى سيناريو<br />
»نيغا واط ،»Néga watt 2017 مع<br />
اعتماد نموذج مرجعي يتمثل في قطاع<br />
الطاقات المتجددة الذي سيوفر في أفق<br />
330 2030 ألف موطن شغل إضافي.<br />
هناك مصدر وهو منصة »مواطن<br />
الشغل المناخية«)12(، وهو ائتالف<br />
16 من كبريات الجمعيات والنقابات<br />
13,7<br />
11,3<br />
11,6 11,9<br />
8,4<br />
16,4<br />
14,3<br />
11,6<br />
8,3 7,3 8,8 8,2<br />
2,1 1,1<br />
19,0<br />
11,0<br />
9,5<br />
4,1<br />
15,4 17,6<br />
.1<br />
منتجات اعلامية وإلكترونية وبصرية ومعدات كهربائية وآلات ومعدات<br />
المصدر: «أهم أرقام الصناعة المعملية» الإدارة العامة للمؤسسات<br />
بوزارة الاقتصاد والمالية <strong>2019</strong>