01.08.2019 Views

جريدة لوموند ديبلوماتيك جويلية/أوت 2019

العدد الجديد من جريدة لوموند ديبلوماتيك

العدد الجديد من جريدة لوموند ديبلوماتيك

SHOW MORE
SHOW LESS

You also want an ePaper? Increase the reach of your titles

YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.

<strong>جويلية</strong>/<strong>أوت</strong> - تموز/آب 12 <strong>2019</strong><br />

نساء كمونة<br />

مناضالت<br />

مبيضات،‏ رابطات،‏ طباخات،‏ صحفيات...‏ أولئك الالتي يسمينهن منافسهن ب ‏»المشعالت للنار«‏ يشاركن<br />

بقوة في معارك الكومونة:‏ أولئك الذين يتحركون حاملين أسلحتهم ويناضلون من أجل بناء عالم أكثر مساواة<br />

وأكثر سعادة.‏ ممنوعات من حق التصويت لكن صوتهنّ‏ يعلو في نوادي األحياء للمطالبة بالمساواة في األجر<br />

وتأسيس المحاضن ملتزمات باإلعتراف باإلرتباط الحر.‏ انتهت الكومونة لكن األفكار والمثل مازالت قائمة.‏<br />

ميشال،‏ ‏»الثورة اندلعت.‏ اعتقل<br />

لوكونت في اللحظة التي كان يأمر<br />

فيها للمرة الثالثة بإطالق النار ليتم<br />

اقتياده لشارع لي روزيي حيث<br />

التحق به كليمون توماس،‏ الذي<br />

تم التعرف عليه حينما كان يدرس<br />

حواجز مونمارتر وهو يرتدي<br />

لباسا مدنيا.‏ وفقا لقوانين الحرب،‏<br />

من الواجب قتلهما )...( في مساء<br />

18 مارس/آذار،‏ تم اإلفراج عن<br />

الضباط الذين تم أسرهم مع<br />

لوكونت وكليمون توماس)‏‎3‎‏(«.‏<br />

ليس هناك نساء ضمن تركيبة<br />

المجلس البلدي.‏ إنهن تتظاهرن<br />

وتنظمن لجانهن الخاصة ‏)لجان<br />

الدوائر ولجان اليقظة(،‏ وتحررن<br />

الكلمات والبيانات،‏ كما تعملن في<br />

خدمات اإلسعاف..‏ لقد انخرطت<br />

هؤالء النسوة المكافحات من أجل<br />

العيش،‏ في كتائب المتطوعين<br />

للدفاع عن حصني إيسي وفانف،‏<br />

والتحقن في وقت الحق قريب،‏<br />

بالمشاركين في حراسة الحواجز<br />

خالل ‏»األسبوع الدامي«.‏<br />

إيلوا فاالت * valat Éloi<br />

يوم 26 مارس/آذار 1871،<br />

توجه 229167 ناخبا باريسيا إلى<br />

صناديق االقتراع من أجل اختيار<br />

المجلس البلدي ‏»لباريس المدينة<br />

الحرة«.‏ فازت أغلبية ثورية<br />

باالنتخابات.‏ ضم هذا المجلس<br />

اشتراكيين وبالنكيين وجمهوريين<br />

راديكاليين أو معتدلين،‏ أكثريتهم<br />

من العمال بالساعد،‏ إلى جانب عدد<br />

من األجراء والحرفيين األعراف<br />

والصحفيين وأصحاب المهن<br />

الحرة،‏ وغالبيتهم من الرجال<br />

الشباب.‏ أما النساء،‏ المحرومات<br />

من حق التصويت،‏ فقد كن غائبات.‏<br />

ليس هناك مواطنات كي يسهمن<br />

في التشريع ‏»للشأن االجتماعي«.‏<br />

رغم كونهن ناشطات وملتزمات.‏<br />

يقول جول فاالس:‏ ‏»إنه لمؤشر<br />

الفت بارز عندما تهتم النساء<br />

لألمر،‏ وعندما تدفع ربة المنزل<br />

زوجها،‏ وعندما تنتزع العلم<br />

األسود الذي يرفرف على القدر من<br />

أجل تركيزه بين حجرتي ترصيف،‏<br />

فذاك يعني أن الشمس ستبزغ على<br />

* فنان تشكيلي ورسام،‏ كتب عديد المؤلفات حول<br />

الكومونة من بينها:‏ ‏»دفن جول فاليس،‏ نشر ‏»بلو<br />

<strong>أوت</strong>ور«‏ ( autour (، Bleu سان بورسان سور سيول،‏<br />

. 2010<br />

مدينة ثائرة)‏‎1‎‏(«.‏<br />

قبل ذاك التاريخ بعشرة<br />

أيام،‏ وفي الليلة الفاصلة بين<br />

17 و‎18‎ مارس/آذار 1871،<br />

أمر أدولف تير،‏ رئيس السلطة<br />

التنفيذية بالجمهورية الفرنسية،‏<br />

بنزع بنادق الحرس الوطني من<br />

ثكنات المدفعية في كل من بوت<br />

شومون وباتينيول ومونمارتر...‏<br />

إنه الحذر الحكومي.‏ لكن هذه<br />

البنادق دفع ثمنها الباريسيون.‏<br />

رفض الحرس االستجابة لألمر.‏<br />

في الساعة 5 و‎30‎ دقيقة،‏ انتشرت<br />

فرق الحرس الوطني في شوارع<br />

باريس.‏ وتوالت إثر ذلك البرقيات<br />

العسكرية.‏ ‏»وفي حدود الساعة<br />

10 و‎20‎ دقيقة،‏ سجلت حالة<br />

غليان كبيرة بالدائرة 12. لقد قام<br />

أعوان حرس وطني بقطع شارع<br />

الروكات بواسطة حاجزين،‏ في<br />

حين نزل آخرون باتجاه منطقة<br />

الباستيل.‏ في الساعة 10 والنصف،‏<br />

أتى خبر جد سيء من مونمارتر.‏<br />

فرق الحرس رفضت التدخل.‏ كما<br />

سيطر المتمردون على منطقة بوت<br />

ومحالت اعتقال السجناء)‏‎2‎‏(«.‏<br />

زرعت هذه األحداث الرعب في<br />

األحياء الشعبية،‏ من حي بالفيل<br />

جميع الحقوق محفوظة<br />

إلى حي أونفار ‏)ساحة دنفار<br />

روشيرو(.‏ في مونمارتر،‏ واجه<br />

النساء واألطفال أفراد الفرقة 88<br />

مشاة.‏ لقد أمسكت ربات بيوت<br />

بنواصي الخيول وقطعن حبال<br />

األلجمة،‏ لترتفع األصوات مرددة:‏<br />

‏»ال تطلقوا النار على الشعب«‏<br />

و»يحيا سالح المشاة«.‏<br />

هيمنت أجواء من التآخي<br />

والتآلف بين أفراد الفرق 88<br />

والجماهير.‏ سارعت لويز ميشال،‏<br />

وهي تحمل بندقيتها الصغيرة تحت<br />

معطفها لتقول:‏ ‏»لنسارع بالصعود،‏<br />

رغم علمنا بأنه هنالك في األعلى،‏<br />

جيش مستعد للمعركة،‏ إننا ال نخاف<br />

الموت من أجل الحرية.‏ نحن بمثابة<br />

من انتزعوهم من تحت األرض.‏<br />

نحن موتى.‏ باريس ستنهض.‏ كانت<br />

الجموع في بعض األحيان مقدمة<br />

المحيط البشري ومنطقة البوت<br />

يلفها الضوء األبيض،‏ إنه فجر<br />

خالص رائع )...( ليس الموت ما<br />

ينتظرنا في البوت )..( وإنما مفاجأة<br />

انتصار شعبي«.‏ تم قتل الجنرالين<br />

كلود مارتن لوكونت وجاك ليونارد<br />

توماس،‏ األسيرين لدى الجنود<br />

المتمردين،‏ رميا بالرصاص في<br />

شارع لي روزيي.‏ بالنسبة للويز<br />

ينزع غاستون دا كوستل،‏<br />

الذي كان وقتها من مناصري<br />

المتمردين،‏ في مذكراته إلى الفرز<br />

بين ما هو حقيقي وما هو من قبيل<br />

التلفيق،‏ إذ يقول:‏ ‏»إلى حد اللحظة<br />

التي بدأت فيها الفرقة في التراجع،‏<br />

كانت النساء هن المهيمنات.‏ في<br />

شارع لي روزيي،‏ وعند حصول<br />

عملية القتل،‏ اندثرت غالبيتهن«.‏<br />

لكن نصير الكومونة لم يتراجع<br />

إزاء إثارة صور كثيرة التداول<br />

من قبل منافسي الكومونة:‏ ‏»بعد<br />

الزوجات واألمهات،‏ التحق بتلك<br />

الجموع الغفيرة المكونة من كل<br />

األوساط،‏ التي قادت سجناء<br />

القصر األحمر باتجاه حواجز<br />

األكوام الترابية،‏ الكتائب المرعبة<br />

للفتيات الخاضعات والمتمردات<br />

)...( الالئي خرجن من النزل<br />

والمقاهي وبيوت الدعارة )...(<br />

إنهن حثالة الدعارة الالئي اقتحمن<br />

لألسف صفوف االندفاعة الثورية<br />

مرفوقات برهط من سقط متاع<br />

المجتمع وبفيلق القوادين،‏ لتحتسين<br />

الخمر حتى الثمالة في كل الحانات،‏<br />

وتغنين فرحا بهزيمة الجنود )...(<br />

كما التحقت بهن بعض النسوة<br />

اليائسات جراء الفقر والخصاصة،‏<br />

والالئي كن يقطعن في زاوية<br />

شارع هودون لحم حصان ضابط<br />

قتل قبل لحظات.‏ لقد انتشرن كلهن<br />

في مونمارتر،‏ وهن يترنحن سكرا<br />

وينشرن جنونهن الحاقد،‏ ليمثلن<br />

دورية مرافقة بغيضة منكرة<br />

للتعيس لوكونت وضباطه لدى<br />

صعودهم تالل منطقة بوت)‏‎4‎‏(«.‏<br />

وبعد عشرة أيام وتحديدا يوم<br />

28 مارس/آذار،‏ وفي ساحة قصر<br />

البلدية،‏ تم إعالن الكومونة ‏»باسم<br />

الشعب«.‏ لقد كان االحتفال كبيرا<br />

ضخما.‏ أطلقت ضربات المدفعية<br />

احتفاء بالحدث،‏ أما زر اإلنذار<br />

فقد لفه الصمت.‏ كتبت فيكتورين<br />

بروشي:‏ ‏»هذه المرة أصبحت<br />

لدينا الكومونة )...( فبعد كثير من<br />

الهزائم والمعاناة والحزن،‏ تحقق<br />

االنفراج والجميع تغمرهم سعادة<br />

)...( وعلى رأس فرق القتال في<br />

حال استراحة،‏ كان هناك جمع من<br />

عامالت التموين تتكئن على أسلحة<br />

رشاشة )...( عندها،‏ أعلن أحد<br />

أعضاء الكومونة أسماء المنتخبين<br />

من الشعب،‏ لتتلو ذلك صرخة<br />

جماعية:‏ تحيا الكومونة«)‏‎5‎‏(.‏<br />

ويوم 11 أفريل/نيسان،‏<br />

نُشِر في ال<strong>جريدة</strong> الرسمية<br />

‏)للكومونة(‏ نداء ‏»مجموعة<br />

مواطنات«:‏ ‏»باريس محاصرة،‏<br />

باريس تتعرض للقصف )...( هل<br />

هو األجنبي الذي عاد لغزو فرنسا<br />

؟ ال،‏ هؤالء األعداء،‏ قتلة الشعب<br />

والحرية هم فرنسيون.‏ لقد شهدوا<br />

انتفاضة الشعب وهو يردد:‏ ‏»ال<br />

واجبات دون حقوق،‏ وال حقوق<br />

دون واجبات نحن نريد العمل،‏<br />

ولكن من أجل أن نحتفظ بثمرته...‏<br />

ال مكان بعد اليوم للمستغلين أو<br />

األسياد.‏ العمل والرفاه للجميع،‏<br />

حكم الشعب بواسطة الشعب...‏<br />

الكومونة..‏ هي أن نعيش أحرارا<br />

ونحن نعمل أو أن نموت ونحن<br />

نكافح«.‏<br />

يوم 12 أفريل/نيسان وجاء<br />

في صيحة الشعب:‏ ‏»لتبادر إذن<br />

الكومونة وفوريا بفتح ثالث<br />

سجالت للنساء تحت عناوين:‏<br />

النشاط المسلح،‏ أعمال نجدة<br />

وإسعاف الجرحى،‏ األفران<br />

المتنقلة.‏ أقبلت النساء بكثافة على<br />

التسجيل،‏ وهن سعيدات باالستفادة<br />

من الحمى المقدسة التي تلهب<br />

القلوب«.‏<br />

ويوم 14 أفريل/نيسان وعلى<br />

صفحات ال<strong>جريدة</strong> الرسمية،‏ أكد<br />

اتحاد النساء من أجل الدفاع عن<br />

باريس وعالج الجرحى على ما<br />

يلي:‏ ‏»من واجب الجميع ومن<br />

حقهم الكفاح من أجل قضية الشعب<br />

الكبرى،‏ من أجل الثورة )...( تمثل<br />

الكومونة المبدأ الكبير الذي يعلن<br />

القضاء التام على كل امتياز وكل<br />

1( جول فاالس،‏ ‏»المتمرد:‏ ضمن سلسلة ‏»أوفر«‏<br />

،)Oeuvres( نشر دار غاليمار،‏ مجموعة ‏»مكتبة<br />

بلياد«‏ ،Pléiade باريس،‏ 1990.<br />

2( برقيات الجنرالين جوزيف فينوا ولوي<br />

ارنست فاالنتين إلى أدولف تيار،‏ في كتاب مارك<br />

أندري فابر،‏ ‏»حياة الكومونة وموتها«،‏ مكتبة<br />

هاشيت،‏ باريس،‏ 1939.<br />

3( هلويز ميشال،‏ ‏»الكومونة«،‏ ستوك،‏ باريس،‏<br />

.1898<br />

4( غاستون دا كوستا،‏ ‏»الكومونة كما عاشت«،‏<br />

دار كانتان القديمة،‏ باريس،‏ 1903.<br />

5( فيكتورين ب.‏ ‏)بروشي(،‏ ‏»مذكرات ميتة<br />

حية«،‏ مكتبة البي ،)Lapie( لورزان،‏ 1909.

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!