01.08.2019 Views

جريدة لوموند ديبلوماتيك جويلية/أوت 2019

العدد الجديد من جريدة لوموند ديبلوماتيك

العدد الجديد من جريدة لوموند ديبلوماتيك

SHOW MORE
SHOW LESS

You also want an ePaper? Increase the reach of your titles

YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.

21 <strong>جويلية</strong>/<strong>أوت</strong> - تموز/آب <strong>2019</strong><br />

للقومية الهندوسية<br />

باالنتخابات بحصيلة كارثية<br />

لقد صوت عدد كبير من<br />

الناخبين لفائدة مودي،‏ ليس من<br />

منطلق القومية الهندية،‏ وإنما من<br />

أجل التجديد لرجل قوي يمسك<br />

بالسلطة،‏ أو اعتبارا لغياب بدائل.‏<br />

ال توحي المعارضة لهم بالثقة.‏ غير<br />

أن األمر الذي يكتسي داللة بالغة<br />

يتمثل في أن تلك اإليديولوجيا لم<br />

تردعهم أو لم تقنعهم بعدم التصويت<br />

له.‏ منذ خمس سنوات،‏ وجدت هذه<br />

اإليديولوجيا ‏)القومية(‏ ترجمتها<br />

على األرض من خالل اعتداءات<br />

على األقليات المسيحية والمسلمة،‏<br />

بما في ذلك عمليات اإلعدام دون<br />

محاكمة التي طالت زهاء أربعين<br />

شخصا تم اتهامهم باستهالك لحوم<br />

البقر أو بنقل أبقار إلى المذبح.‏ كما<br />

أن هذه األقليات أضحت تواجه<br />

صعوبات كبيرة في إيصال أصواتها<br />

إلى مجلس ‏»لوكسابها«‏ ‏)مجلس<br />

النواب(،‏ الذي يهيمن عليه ‏»حزب<br />

الشعب الهندي«،‏ الذي لم يرشح<br />

سوى عدد قليل من األشخاص<br />

المنتمين ألقليات.‏<br />

هناك 25 منتخبا مسلما فحسب،‏<br />

أي %4،6 من عدد أعضاء المجلس،‏<br />

في حين أن األشخاص الذين يعلنون<br />

انتماءهم لهذا الدين يمثلون %14،6<br />

من السكان.‏ كما تظل النساء مهمشات<br />

رغم كونهن قد حققن تقدما في نسبة<br />

الحضور:‏ 78 منتخبة )%14،3(<br />

مقابل 66 نائبة قبل خمس سنوات.‏<br />

ألول مرة،‏ كانت نسبة مشاركتهن<br />

في االقتراع في نفس مستوى نسبة<br />

مشاركة الرجال.‏<br />

وعلى المستوى السوسيولوجي،‏<br />

أتت انتخابات <strong>2019</strong> لتؤكد عودة<br />

الطبقات العليا إلى البرلمان،‏ وهي<br />

عودة ترجع بداياتها إلى ما قبل عشر<br />

سنوات،‏ وترتبط بالتركيبة النخبوية<br />

لحزب الشعب الهندي.‏ هكذا،‏ فإنه<br />

من مجموع 147 مرشحا لهذا<br />

الحزب في الدوائر المتحدثة باللغة<br />

الهندية)‏‎9‎‏(،‏ التي تضم في المجموع<br />

نصف عدد المنتخبين لعضوية<br />

مجلس النواب،‏ هناك 88 مرشحا<br />

ينتمون إلى الطبقات العليا،‏ التي ال<br />

تمثل سوى %12 من السكان.‏ تم<br />

انتخاب 80 منهم،‏ من بينهم 33 من<br />

معتنقي المذهب البراهماني ‏)الطبقة<br />

األعلى(‏ و‎27‎ من الراجبوت ‏)طبقة<br />

محاربة تأتي مباشرة إثر الطبقة<br />

السابقة ضمن التراتبية االجتماعية(‏<br />

.)10(<br />

كما يتسم البرلمان الجديد<br />

بالحضور المكثف للورثة المنتمين<br />

إلى األسر السياسية العريقة.‏ هذه<br />

‏»السالالت الحاكمة«،‏ باقتباس<br />

العبارة المستخدمة في الهند،‏ ارتفع<br />

نصيبها من %25 من المنتخبين سنة<br />

2014 إلى %30، وبلغت النسبة<br />

في بعض الواليات درجة أعلى من<br />

هذا المعدل،‏ على غرار كارناتاكا<br />

)%39( وماهاراشترا )%42(<br />

وبيهار )%43( والبنجاب )%62(.<br />

ينطبق هذا األمر بشكل جلي على<br />

األحزاب اإلقليمية،‏ التي هي عادة<br />

مملوكة لعائالت أبا عن جد.‏ غير أن<br />

األحزاب الوطنية ليست بمنأى عن<br />

هذه الوضعية،‏ ذلك أن %31 من<br />

مرشحي حزب ‏»المؤتمر«‏ ينتمون<br />

إلى السالالت الحاكمة،‏ مقابل %22<br />

بالنسبة لمرشحي ‏»حزب الشعب<br />

الهندي«،‏ على الرغم من أن هذا<br />

األخير قد خاض حملته االنتخابية<br />

تحت شعار ‏»ضد السالالت التي<br />

تحكم الهند«،‏ وبالخصوص،‏ أولى<br />

وأكبر هذه السالالت،‏ وهي ساللة<br />

نهرو غاندي.‏ تعتبر هذه النسبة<br />

مثيرة لإلستغراب ال سيما وأن<br />

‏»حزب الشعب الهندي«‏ قد حرص<br />

على تجديد مرشحيه من أجل ضخ<br />

دماء جديدة.‏ هكذا،‏ تم تعويض مائة<br />

من النواب المتخلين بآخرين،‏ يمثلون<br />

دماء جديدة،‏ لكنهم يفتقدون ألية خبرة.‏<br />

ذلك أن ترشيح أبناء عائالت سياسية<br />

يمثل ضمانة للنجاح.‏ إذا كان تأنيث<br />

قائمة المرشحين أمرا ضروريا،‏ من<br />

األولى ترشيح زوجات أو أرامل أو<br />

بنات قادة سياسيين من أجل تقوية<br />

حظوظهن في النجاح.‏ إنها حالة<br />

%54 من النساء المرشحات من<br />

قبل حزب ‏»المؤتمر«‏ و‎%53‎ من<br />

مرشحات ‏»حزب الشعب الهندي«.‏<br />

أقليات في وضع<br />

حرج<br />

لن تكون الصورة مكتملة إذا<br />

ما لم نؤكد على النسبة المتنامية<br />

للمنتخبين المتهمين بارتكاب جرائم<br />

أو ممن لهم سجل حافل من السوابق<br />

العدلية.‏ يفسر هذا التوجه بالدور<br />

المتنامي للمال والبحث عن أوجه<br />

الحماية السياسية التي تحفز الكثير<br />

من المجرمين.‏ من بين النواب ال<br />

539 الذي دققت في وضعياتهم<br />

‏»الجمعية من أجل اإلصالح<br />

الديمقراطي«،‏ وهي منظمة غير<br />

حكومية معروفة بجديتها،‏ هناك<br />

%43 منهم محل تتبعات قضائية<br />

‏)مقابل %34 سنة .)2014 11<br />

منهم ‏)من بينهم 5 منتخبين على<br />

قائمات حزب الشعب(‏ متهمون<br />

بجرائم قتل،‏ و‎30‎ منهم متهمون<br />

بمحاولة القتل و‎19‎ بممارسة العنف<br />

على النساء.‏ ينتمي 116 منهم إلى<br />

‏»حزب الشعب الهندي«‏ و‎29‎ لحزب<br />

‏»المؤتمر«)‏‎11‎‏(.‏<br />

وفي ظل هذه الظروف،‏ لن<br />

يكون العهد الذي سيتم افتتاحه مع<br />

التجديد لمودي على رأس الحكومة<br />

نسخة مطابقة للعهد السابق.‏ من<br />

األكيد أن التواصل سيكون الجانب<br />

الراجح بشأن بضعة نقاط رئيسية،‏<br />

مثل تركيز السلطة بين أيدي<br />

رئيس الوزراء.‏ لكن حجم األزمة<br />

االقتصادية يقتضي قرارات قوية<br />

وحاسمة.‏ ومن أكثر هذه القرارات<br />

إلحاحية تلك المتصلة بالقطاع<br />

الزراعي،‏ الذي يعتبر قطاعا منكوبا<br />

والذي يستعد لمواجهة تبعات موسم<br />

أمطار سيء.‏ دون شك،‏ يتعين على<br />

الحكومة أن تذعن إلجراء الترفيع<br />

في أسعار المنتجات الفالحية،‏ حتى<br />

وإن تسبب ذلك في إعادة صعود<br />

نسبة التضخم وفي إثارة غضب<br />

قاعدتها االنتخابية الحضرية.‏ يحد<br />

هذان العنصران من هامش التحرك<br />

المتاح أمام الحكومة.‏<br />

على الصعيد السياسي،‏<br />

هناك صنفان من التوترات التي<br />

ستشهد قطعا مزيد التصاعد خالل<br />

السنوات الخمس المقبلة.‏ أوال،‏ على<br />

صعيد العالقات بين حكومة مودي<br />

وحكومات واليات االتحاد الهندي<br />

التي تسيرها أحزاب معارضة،‏ والتي<br />

تتجه نحو مزيد من التوتر.‏ المثال<br />

األكثر داللة على هذا المستوى،‏<br />

يتعلق بمامات ابانرجي،‏ رئيسة<br />

حكومة والية البنغال الغربي،‏ التي<br />

استهدفها حزب الشعب الهندي الذي<br />

يريد االستحواذ على هذه الوالية التي<br />

تعتبر معقل الشيوعية منذ سنوات.‏<br />

ثانيا،‏ تجد األقليات نفسها مجبرة في<br />

وضع أكثر صعوبة:‏ اعتبارا لدخول<br />

الجناح اليميني لحزب الشعب الهندي<br />

إلى البرلمان،‏ يرتقب أن تشهد الفترة<br />

التشريعية وضع حد لمسلسل قديم<br />

يعود لحوالي ثالثين عاما،‏ ويتعلق<br />

بملف ‏»بابري مسجد«،‏ المسجد<br />

الذي تم هدمه سنة 1992 من قبل<br />

نشطاء قوميين هندوس.‏ خالل<br />

األشهر القليلة القادمة،‏ ينتظر أن<br />

تتخذ المحكمة العليا قرارا مهما.‏ إذا<br />

لم ترخص للقوميين الهندوس ببناء<br />

معبد في هذا الموقع الذي يعتبرونه<br />

موقع اإلاله ‏»رام«،‏ سينظم هؤالء<br />

الناشطين دون شك مظاهرات حاشدة<br />

قد تتحول إلى مظاهرات خطيرة<br />

على سالمة األقليات.‏ إذا رخصت<br />

لهم،‏ يمكن للشبان المسلمين،‏ الذين<br />

يعانون راهنا من كل أشكال التمييز،‏<br />

أن يرفعوا رؤوسهم.‏<br />

9( تضم هذه المنطقة الشاسعة كال من <strong>أوت</strong>ار<br />

براداش وبيهار وجارخاند وشهاتيسغار وماضيا<br />

براداش وراجستان ودلهي وهاريانا وهيماشال<br />

براداش وشانديغار.‏<br />

10( هذه المعطيات،‏ تماما مثل المعطيات الواردة<br />

في الفقرة الالحقة،‏ مقتبسة من بحوث حول<br />

‏»مالمح الشخصية االجتماعية للهنود المنتخبين<br />

قوميا وإقليميا للهيئات التمثيلية«‏ ،)Spinpar(<br />

وهو مخبر دولي بتعاون مع المركز الوطني<br />

للبحث العلمي وتم تركيزه من قبل جامعة أشوكا<br />

في الهند وكلية العلوم السياسية في فرنسا.‏<br />

11( »%43 من المنتخبين حديثا لهم سوابق<br />

عدلية:‏ تقرير الجمعية من أجل اإلصالح<br />

الديمقراطي ،»ADR ‏»ذي واير«،‏ 27 ماي/أيار<br />

.<strong>2019</strong><br />

HARYANA<br />

DELHI<br />

الجغرافيا الدينية<br />

أندمان<br />

ونكوبا<br />

حصة<br />

من العدد<br />

الجملي<br />

للسكان<br />

800 400 0<br />

L<br />

N<br />

G .<br />

السكان<br />

الأقليون الأغلبيون<br />

80 %<br />

14 %<br />

أفغانستان<br />

جامور سريناغار<br />

كشمير<br />

هماشال<br />

الصين براديش<br />

دهرادون سملا<br />

أروناشال<br />

شانديغار<br />

بنجان<br />

برادش<br />

أوتارافند<br />

هريانا<br />

بهوتان<br />

باكستان<br />

سكيم<br />

أسام<br />

دلهي<br />

ناغالاند<br />

لوكناو<br />

ميغالايا<br />

جايبور<br />

باتنا<br />

مانيبور<br />

أوتار برادش<br />

بيهار<br />

بنغلاديش<br />

رجستان<br />

ميزورام<br />

تريبورا<br />

جرخند<br />

ماديا<br />

بورما كلكوتا<br />

أحمد أباد<br />

برادش<br />

بوبال<br />

البنغال<br />

غوجارات<br />

شهاتيسغاره<br />

الغربي<br />

سورات دامان وديو<br />

بهوبنشوار أوديشا رايبور<br />

2,3 %<br />

1,7 %<br />

0,7 %<br />

1,3 %<br />

فيزاخابتنام<br />

الهندوس<br />

المسلمون<br />

المسيحيون<br />

السيخ<br />

البوذيون<br />

آخرون<br />

تلنغانا<br />

حيدر أباد<br />

ماهارشترا<br />

تريفندروم<br />

دادارا وناغار هافلي<br />

بومباي<br />

أندهرا كارنتاكا<br />

بباناجي<br />

برادش<br />

قوا<br />

بنغلور<br />

مدراس<br />

بوندشري<br />

لكشدويب<br />

تميل<br />

نادر كيرالا<br />

سريلانكا<br />

المصدد:‏ التعداد الهندي 2011<br />

كم<br />

الانتخابات التشريعية ماي <strong>2019</strong><br />

ناغالاند<br />

مانيبور<br />

ميزورام<br />

أروناشال<br />

برادش<br />

أندمان<br />

ونكوبا<br />

عدد المقاعد المتحصل عليها<br />

في الغرفة السفلى للبرلمان<br />

حزب الشعب الهندي<br />

حزب عضو في تحالف مع حزب الشعب الهندي<br />

حزب المؤتمر<br />

حزب عضو في تحالف مع المؤتمر<br />

حزب آخر<br />

أسام<br />

ميغالايا<br />

تريبورا<br />

سكيم<br />

بيهار<br />

جرخند<br />

البنغال الغربي<br />

أوديشا<br />

جبهة اليسار<br />

حزب جهوي<br />

هماشال<br />

براديش<br />

شانديغار<br />

أوتارافند<br />

أوتار برادش<br />

شهاتيسغاره<br />

بوندشري<br />

تلنغانا<br />

أندهرا برادش<br />

ماديا<br />

برادش<br />

تميل نادر<br />

ماهارشترا<br />

كارنتاكا<br />

كيرالا<br />

جامور<br />

كشمير<br />

رجستان<br />

قوا<br />

غوجارات<br />

دامان وديو<br />

دادارا<br />

وناغار<br />

هافلي<br />

لكشدويب<br />

‎800‎كم 400 0<br />

المصدد:‏ مفوضية الانتخابات الهندية<br />

ndtv.com/elections<br />

www.censusindia.gov.in/2011census

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!