01.08.2019 Views

جريدة لوموند ديبلوماتيك جويلية/أوت 2019

العدد الجديد من جريدة لوموند ديبلوماتيك

العدد الجديد من جريدة لوموند ديبلوماتيك

SHOW MORE
SHOW LESS

You also want an ePaper? Increase the reach of your titles

YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.

19 <strong>جويلية</strong>/<strong>أوت</strong> - تموز/آب <strong>2019</strong><br />

المحافظون في وضع هجومي<br />

الفنزويلية<br />

في الوقت الذي ترفض فيه مجموعة ليما تطبيق العقوبات<br />

االقتصادية التي تطالب بها واشنطن على فنزويال بدأت الشقوق<br />

تتعمّق.‏ ذلك أن حتى أكثر المحافظين األمريكيين الالتينيين<br />

أصبحوا منزعجين من سياسة التدخل التي تحرص عليها إدارة<br />

ترامب.‏ لكن جون بولتون مستشار األمن القومي ال يحرص على<br />

تبديد مخاوفهم عندما يروّج لمزايا مذهب مونرو ‏)رؤية للعالم<br />

مرّ‏ عليها قرنان من الزمان تبرّ‏ ر االمبريالية األمريكية في بلدان<br />

أمريكا(،‏ أو عندما يشرح على قناة فوكس بزنس أن احتياطات<br />

النفط الفنزويلية تشكل أحد الدوافع األمريكية الرئيسية ألنّ‏ ‏»ذلك<br />

سيغيّر أمورا كثيرة بالنسبة إلى الواليات المتحدة األمريكية على<br />

المستوى االقتصادي إذا استطاعت الشركات األمريكية استغالل<br />

موارد البالد«‏ )24 جانفي/كانون الثاني <strong>2019</strong>.<br />

هذه االختالفات الجيوسياسية تتمازج أحيانا مع اختالفات<br />

أخرى ذات صبغة اقتصاديّة.‏ عند وصولهم إلى الحكم،‏ عبّر<br />

بعضٌ‏ القادة الجدد من المحافظين في أمريكا الالتينية عن رغبتهم<br />

الشديدة في توقيع اتفاقيات للتبادل الحرّ‏ مع الواليات المتحدة.‏<br />

مثّل وصول جمهوري صاحب ميول مركنتيلية)‏‎5‎‏(‏ إلى البيت<br />

األبيض خيبة أمل بالنسبة إليهم.‏ سرعان ما اختفت مسألة التبادل<br />

الحرّ‏ من جدول أعمال االجتماعات الثنائيّة.‏<br />

بالنهاية ال تهتمّ‏ إدارة ترامب كثيرا بالحلفاء الذين تشعر<br />

بأنها ليست مطالبة باستلطافهم.‏ لقد ألغى الرئيس األمريكي<br />

عدة رحالت إلى المنطقة منها اثنتان إلى كولومبيا،‏ وإلى القمّة<br />

الثامنة لألمريكيتين التي عقدت في البيرو،‏ حتى وإن كان برنامج<br />

اللقاء ‏“كيفية التخلّص من مادورو”‏ يبدو أنه صمّم خصّ‏ يصا<br />

من أجل إغواء وزارة الخارجية.‏ إلى ساعة كتابة هذه السطور،‏<br />

كانت الرحلة الوحيدة للرئيس األمريكي ألمريكا الجنوبية هي<br />

تلك الرحلة التي حملته إلى حضور قمّة العشرين الكبار التي<br />

احتضنتها بيونس ايرس خال شهر ديسمبر/كانون األول 2018.<br />

ثم إن الرئيس عندما يتعامل مع حلفائه ال يخصّ‏ هم بالمالطفة<br />

أكثر ممّا يخص به أعداءه.‏ الرئيس الكولمبي ‏»ايفا ندوك«‏ الذي<br />

يجسّ‏ د اليمين المتصلّب في بالده ‏»لم يفعل شيئا«‏ لتجفيف صناعة<br />

الكوكايين كما جاء على لسان ترامب يوم 29 مارس/آذار،‏ وهو<br />

تصريح أثار الفزع في صفوف أبرز الوجوه الدبلوماسية األمريكية<br />

التي تعتبر كولومبيا حليفا سياسيا وعسكريا من الدرجة األولى)‏‎6‎‏(.‏<br />

سعى المقرّ‏ بون من ترامب إلى التخفيف من هذه التوترات،‏<br />

ولم يتردّدوا في التنقل على عين المكان عند االقتضاء.‏ زار<br />

‏“بنس”‏ المنطقة خمس مرّ‏ ات،‏ ومن جهته حلّ‏ بومبيو بكولومبيا<br />

والمكسيك بوصفة مديرا لوكالة االستخبارات المركزيّة قبل أن<br />

يؤدّي ستّ‏ زيارات أخرى للمنطقة خالل السنة األولى من عمله<br />

كوزير للخارجيّة.‏ طاف بولتون أيضا المنطقة ونزل خاصة<br />

بالبرازيل ليحيّي فيها ‏»شريكا نحن و إياه على نفس الموجة«‏ في<br />

شخص الرئيس اليميني المتطرّ‏ ف جايير بلسونارو)‏‎7‎‏(.‏<br />

لكن هل تكفي معارضة اليسار للسياسات االقتصاديّة<br />

واالجتماعية والجيوسياسية لتكوّن برنامجا؟ األمر المفارق<br />

هو انه يبدو أن األزمة الفنزويلية تتيح التماسك الوحيد لتحالف<br />

المحافظين على ضفّتيْ‏ ‏»ريو برافو«.‏ فما مصير هذا االتحاد<br />

إذا تمّت ذات يوم تسوية المسألة الفنزويليّة؟<br />

5( آالن بيهر ‏»حكاية أخرى للنزعة التجارية«،‏ <strong>لوموند</strong> <strong>ديبلوماتيك</strong>،‏ ماي/أيار <strong>2019</strong>.<br />

6( ‏»كيف يفسد ترامب عالقاته بأفضل أصدقاء واشنطن في أمريكا الالتينية«،‏ 11<br />

افريل/نيسان ،<strong>2019</strong> com www.worldpoliticsreview.<br />

7( ‏»بولتن يشيد ببولصنارو البرازيل كحليف«‏ ‏“التفكير المماثل”،‏ 11 نوفمبر/تشرين<br />

الثاني .2018 www.politico.com<br />

8( علمنا خالل شهر ماي/أيار 2018 أن ممثلين لحكومة مادورو والمعارضة<br />

الفنزويلية موجودون في أوسلو إلجراء مفاوضات تتوسّ‏ ط فيها الحكومة النرويجيّة.‏<br />

وهي أول مفاوضات رفيعة المستوى منذ نهاية سنة 2017.<br />

Edition arabe<br />

الطبعة العربية<br />

جميع الحقوق محفوظة<br />

Société Nouvelles Presses<br />

47, rue Lac Léman Les Berges du Lac 1 - 1053 Tunis.<br />

Tél. : (00216) 71 160 900<br />

Fax : (00216) 71 963 855<br />

Courriel :<br />

Président Fondateur : Alain Bittar<br />

Directeur de la Publication : Riad Ben Fadhel<br />

Directrice exécutive : Lamia Trabelsi<br />

Réalisation : Zouhair Ben Driss<br />

Impression :<br />

Imprimerie Internationale - Tunis<br />

Rue de Sanhaja - Sanhaja - Mannouba - Tunisie<br />

Dépôt légal N° 65298<br />

Il est strictement interdit de reproduire<br />

tout article du journal sauf accord préalable.<br />

abonnement@editionarabediplo.com<br />

إال أن مثل هذه الجهود تبقى في النهاية قليلة:‏ اإلستخفاف<br />

الذي يعبّر عنه ترامب إزاء أمريكا الالتينية يعقّد التموقع<br />

الجيوسياسي لزعماء محافظين غير قادرين على وضع رؤية<br />

للعالم غير قائمة على قيادة أمريكية يسعون إلى اإلسهام فيها...‏<br />

على أمل جنْي بعض الفوائد من وراء ذلك.‏<br />

في هذا الصدد،‏ ال يوجد مثال أفضل من النتائج الهزيلة<br />

التي حصلت عليها المنظمات اإلقليمية التي أنشأها اليمين.‏ خالل<br />

ثمانية أعوام من وجوده،‏ لم يتوصل تحالف المحيط الهادئ إال<br />

إلى دمج األسواق المالية ألعضائه،‏ دون أن تساعد هذه العمليّة<br />

على تحفيز اقتصادياتها.‏ أما أهم كتلة محافظة،‏ وهي مجموعة<br />

ليما،‏ فهي بندقية ذات طلقة واحدة جرى تصميمُها في سياق<br />

األزمة الفنزويلية.‏ كونها عالقة بين دعمها لمنطق تغيير النظام<br />

وبين الحلّ‏ األقصى كما تريده واشنطن،‏ ظل إعالن ليما خارج<br />

الجهود الواعدة من أجل التوصّ‏ ل إلى حلّ‏ عن طريق التفاوض<br />

‏)مثل حلول النرويج()‏‎8‎‏(.‏ أمّا أحدث منظمة فتحمل اسم ‏»منتدى<br />

التقدم والتنمية في أمريكا الجنوبية«)بروسور(،‏ التي تأسست<br />

خالل شهر مارس/آذار <strong>2019</strong> من طرف األرجنتين والبرازيل<br />

واالكوادور وغويانا والباراغواي والبيرو-‏ وهي كلّها بلدان ذات<br />

حكومات يمينيّة - وهو هيكل أنشأ خدمة لهدف رئيسي يتمثّل في<br />

النّيل من مصداقيّة اتّحاد دول أمريكا الجنوبية ‏)اوناسور(.‏<br />

شركة الصحافة الجديدة<br />

47، شارع بحيرة ليمان ضفاف البحيرة 1053 1 تونس.‏<br />

الهاتف:‏ )00216( 71 160 900<br />

الفاكس:‏ )00216( 71 963 855<br />

البريد االلكتروني:‏<br />

الرئيس المؤسس:‏ آالن بيطار<br />

مدير الدورية:‏ رياض بن فضل<br />

المديرة التنفيذية:‏ لمياء الطرابلسي<br />

تصميم و إخراج:‏ زهير بن دريس<br />

طباعة:‏<br />

المطبعة العالمية - تونس نهج صنهاجة<br />

صنهاجة - منوبة تونس<br />

اإليداع القانوني عدد 65298<br />

يمنع نشر أي من مقاالت ال<strong>جريدة</strong> بدون موافقة مسبقة.‏

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!