Health & Life Magazine April 2017
Health & Life Magazine April 2017 www.health-n-life.com
Health & Life Magazine April 2017
www.health-n-life.com
Create successful ePaper yourself
Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.
ما هو التوحد؟<br />
إن تعريف التوحد ليس بسيطا، بل إن املجتمع العلمي ال يزال يف طور فهم هذا<br />
االضطراب املعقد. التوحد، أو اضطراب طيف التوحد )ASD( هو املصطلح الذي<br />
يشمل مجموعة من األعراض الخفيفة إىل الشديدة. وتنقسم هذه األعراض إىل<br />
فئتن رئيسيتن:<br />
• العجز املستمر يف التواصل والتفاعل االجتماعي: ويشمل ذلك انخفاض أو<br />
عدم وجود مصالح أو عواطف مشرتكة؛ مشاكل يف التواصل غري اللفظي،<br />
التواصل بالعن ولغة الجسد؛ مشاكل يف فهم العاقات والحفاظ عليها ؛<br />
عدم استخدام تعبريات الوجه.<br />
• أنماط سلوك أو مصالح أو أنشطة مقيدة أو متكررة: ويشمل ذلك حركات<br />
أو عبارات متكررة؛ اإلصرار عى التطابق؛ وااللتزام الشديد بالروتن. أنماط<br />
تفكري صارمة؛ ردود فعل غري عادية للجوانب الحسية للبيئة )الامباالة<br />
باأللم، ردود الفعل املتطرفة لبعض األصوات أو الروائح، االفتتان باألضواء(.<br />
إن التوحد يؤثر عى نوعية حياة األشخاص الذين يعانون من هذه الحالة،<br />
ويؤثر عى أسرهم ومقدمي الرعاية لهم. ولكن، مع الدعم والفرص املناسبة،<br />
يمكن لألفراد الذين يعانون من التوحد أن يعيشوا حياة كاملة واملساهمة يف<br />
املجتمع مثل أي شخص آخر.<br />
مؤتمر القمة العاملي لالبتكار يف الرعاية الصحية : يناقش اضطراب طيف<br />
التوحد يف جميع أنحاء العالم<br />
وفقا ملؤتمر القمة العاملي لابتكار يف الرعاية الصحية ،)WISH( هناك أكر من<br />
52 مليون حالة من اضطراب طيف التوحد يف جميع أنحاء العالم، و قد ارتفع<br />
هذا الرقم بشكل كبري يف العقود القليلة املاضية. والتكلفة أيضا تتزايد مع املرض.<br />
ففي الواليات املتحدة وحدها، من املتوقع أن يصل األثر االقتصادي الضطراب<br />
طيف التوحد إىل 461 مليار دوالر بحلول عام 2025. من الواضح أن هذا<br />
االضطراب يشكل تحديا عامليا: ولكن كيف يمكننا دعم ورعاية األفراد املصابن<br />
بالتوحد؟ ويقرتح مؤتمر القمة العاملي لابتكار يف الرعاية الصحية الرتكيز عى<br />
خمسة مجاالت رئيسية وهي:<br />
• زيادة الوعي باضطراب طيف التوحد وتعزيز أهمية الكشف املبكر، والذي<br />
يسمح لألطفال للحصول عى املساعدة يف أقرب وقت ممكن.<br />
• توفیر العاجات القائمة علی األدلة لألطفال وتدریب اآلباء واملعلمین<br />
واألطباء.<br />
• تزويد األفراد املصابن بإمكانية الوصول إىل التعليم العام والتأكد من<br />
إدراجهم يف نظام التعليم.<br />
• ضمان حصول األفراد واألسر الذين لديهم اضطراب طيف التوحد عى الدعم<br />
واملعلومات املناسبة<br />
• الرتكيز عى البحوث لفهم التحديات التي تواجه عاج اضطراب طيف<br />
التوحد.<br />
ولتحقيق هذه األهداف، يقرتح املؤتمر ثالثة توصيات:<br />
.1 إنشاء لجنة تنسيق مشرتكة بن الوكاالت ملعالجة مشكلة اضطراب طيف<br />
التوحد عى املستوى الوطني. وستوفر هذه اللجنة توجيهات للحكومات<br />
بشأن القضايا املتعلقة باضطراب طيف التوحد والنظم التي سيتم وضعها<br />
ملواجهة التحديات التي تواجهها.<br />
.2 إنشاء مراكز تدريب وطنية أو إقليمية من شأنها توفري وتبادل األبحاث<br />
املتطورة حول اضطراب طيف التوحد. وستقدم هذه املراكز أيضا خدمات<br />
ودعم مباشرين لألشخاص الذين يعانون من اضطرابات التوحد، فضا عن<br />
العمل مع املدارس وأماكن العمل لتوفري الرامج والتدريب.<br />
.3 إقامة شراکة عاملیة تشمل الحکومات األعضاء وکذلك القطاعین العام<br />
والخاص. ومن شأن هذه الشراكة أن تساعد يف تنسيق االستجابة العاملية<br />
الضطراب طيف التوحد، بما يف ذلك وضع معيار الحد األدىن العاملي للخدمة<br />
لضمان التعامل مع الجميع املصابن باالضطراب عى نحو عادل والئق.<br />
نسأل الخبراء:<br />
معهد قطر<br />
لبحوث الطب<br />
الحيوي<br />
تحدثنا مع الدكتور فؤاد الشعبان، دكتوراه يف الطب، كبري الباحثني يف معهد<br />
قطر لبحوث الطب الحيوي ،)QBRI( ملعرفة املزيد عن أسباب اضطراب طيف<br />
التوحد، وطرق التشخيص الجديدة، وطرق التعامل مع التمييز ضد األفراد<br />
املصابني بالتوحد.<br />
ما هي بعض عوامل الخطر التي ينطوي عليها اضطراب طيف التوحد؟<br />
أظهرت الدراسات الحديثة أن هناك بعض االرتباطات بن التعرض املتكرر للرنن<br />
املغنطييس خال األشهر الثاثة األوىل من الحمل وزيادة خطر اصابة الطفل<br />
بالتوحد. وتشمل عوامل الخطر األخرى تلوث الهواء، والتعرض لبعض املواد<br />
الكيميائية مثل املبيدات الحشرية، وأخذ بعض األدوية مثل ديباكن )Depakin(<br />
، والذي يستخدم لعاج الصرع، أثناء الحمل.<br />
الجينات تلعب دورا هاما أيضاً يف هذا االضطراب، ولكن التوحد نادرا جدا ما<br />
يورث.<br />
ما هو نوع البحث الذي يقوم به معهد قطر لبحوث الطب الحيوي حاليا؟<br />
يعمل املعهد حاليا بالتعاون مع جامعة حمد بن خليفة يف مشروع بحثي لتحديد<br />
انتشار التوحد وعوامل الخطر املساهمة. ويتم تمويل هذا من قبل صندوق قطر<br />
الوطني للبحوث .)QNRF( وتبني نتائجنا األولية أن هناك حوايل 7 من بني 1000<br />
طفل يف قطر متأثرين بمرض التوحد، وهو معدل انتشار يبلغ 0.6%<br />
وهناك مشروع آخر مثري لاهتمام نشارك فيه، بالتعاون مع عيادة كليفاند.<br />
باستخدام تكنولوجيا جديدة وهي التنويم املغناطييس الحيوي، سوف نكون<br />
قادرين عىل تشخيص التوحد يف وقت مبكر من 6 أشهر من العمر - وهذا مفيد<br />
جداً ألن التوحد حاليا من الصعب تشخيصه يف األطفال الصغار. يحلل الجهاز<br />
استجابة الطفل لبعض املحفزات ويمكن تشخيصه، بمعدل دقة 80٪، ما إذا<br />
كان الطفل متوحد، أو ما إذا كان هناك خطر كبري من اإلصابة بالتوحد. ونحن<br />
نأمل أن نجعل هذه الخدمة متاحة للجميع خال السنوات القليلة القادمة.<br />
ما الذي يمكن القيام به ملنع التمييز ضد األشخاص الذين يعانون من<br />
اضطرابات التوحد؟<br />
هذا يعتمد كثريا عى الوعي العام والفهم بأن األشخاص املصابن بالتوحد<br />
يستطيعون العيش واملساهمة يف املجتمع تماما مثل أي شخص آخر، طاملا أنهم<br />
يحصلون عى الدعم املناسب. هناك العديد من األمثلة من الناس الذين يعانون<br />
من التوحد ويكونوا عاليي األداء، عى سبيل املثال بيل غيتس، أينشتاين، ونيوتن.<br />
ويمكن للحكومات أيضا أن تتخذ تدابري ملنع التمييز من خال مبادرات تحسن<br />
فرص التعليم والسامة وفرص العمل لألفراد املصابن بالتوحد.<br />
مع العوامل البيئية مثل تلوث الهواء واالعتماد المتزايد على المواد الكيميائية، فإنه ليس من المستغرب أن حاالت اضطراب طيف التوحد تزداد.<br />
من المهم أن نواجه هذه األزمة العالمية من خالل ضمان الدعم الكافي لألفراد المصابين بالتوحد وأسرهم، فضال عن توفير فرص مناسبة للتعليم<br />
والعمل. وستساعد زيادة الوعي العام على مكافحة التحيز، وضمان أن يكون لألشخاص المصابين بالتوحد الحق في حياة كريمة وسعيدة.<br />
17<br />
أبريل <strong>2017</strong>