مصادر الإسلام - Muhammadanism
مصادر الإسلام - Muhammadanism
مصادر الإسلام - Muhammadanism
Create successful ePaper yourself
Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.
يستوفِ وصف ساقي الملكة، وجب استيفاء تكملتھا من األحاديث. وھذا ما جاء في كتاب<br />
عرائس المجالس (ص ٤٣٨)، فقد ذكر أنه لما أرادت ملكة سبإ الدخول إلى قصر سليمان<br />
وتوھمت أن البلور ماء، كشفت عن ساقيھا لتخوضه إلى سليمان. فنظر سليمان فإذا ھي أحسن<br />
الناس ساقاً وقدماً، إال أنھا كانت شعراء الساقين. فصرف بصره عنھا وناداھا أنه صرح ممرد<br />
من قوارير.<br />
))<br />
))<br />
((<br />
((<br />
١<br />
.<br />
((<br />
ولقصة ملكة سبإ (وفي العبرية شبا) أساس حقيقي، فقد جاءت قصة زيارتھا إلى سليمان<br />
في الكتاب المقدس، فقال: وسمعت ملكة سبإ بخبر سليمان لمجد الرب فأتت لتمتحنه بمسائل.<br />
فأتت إلى أورشليم بموكب عظيم جداً بجمال حاملة أطياباً وذھباً كثيراً جداً وحجارة كريمة، وأتت<br />
إلى سليمان وكلمته بكل ما كان بقلبھا. فأخبرھا سليمان بكل كالمھا. لم يكن أمراً مخفياً عن الملك<br />
لم يخبرھا به. فلما رأت ملكة سبإ كل حكمة سليمان والبيت الذي بناه وطعام مائدته ومجلس<br />
عبيده وموقف خدامه ومالبسھم وسُقاته ومحرقاته التي كان يُصعدھا في بيت الرب لم يبقَ فيھا<br />
روحٌ بعد. فقالت للملك: صحيحاً كان الخبر الذي سمعتُه في أرضي عن أمورك وعن حكمتك،<br />
ولم أصدق األخبار حتى جئت وأبصرت عيناي. فھوذا النصف لم أُخبَر به. زدتَ حكمة وصالحاً<br />
على الخبر الذي سمعته. طوبى لرجالك وطوبى لعبيدك ھؤالء الواقفين أمامك دائماً السامعين<br />
حكمتك. ليكن مباركاً الرب إلھك الذي سُرَّ بك وجعلك على كرسي إسرائيل، ألن الرب أحب<br />
إسرائيل إلى األبد. جعلك ملكاً لتُجري حكماً وبراً. وأعطت الملك مئة وعشرين وزنة ذھب<br />
وأطياباً كثيرة جداً وحجارة كريمة لم يأتِ بعد مثل ذلك الطيب في الكثرة الذي أعطته ملكة سبإ<br />
للملك سليمان<br />
فھذا ھو أصل القصة، وما زاد على ذلك فھو زيادات وھمية خرافية، كما قرر علماء<br />
اليھود أنفسھم. نعم وجد أيضاً في سفري الملوك وأخبار األيام تفصيل عن عرش سليمان الرفيع،<br />
ولكن لم يرد شيء عن حمله ونقله. وما ورد في القُرْ آن بخصوص حكم سليمان على الجن<br />
والعفاريت يطابق ما ورد في كتاب الترجوم المذكور سابقاً. ولكن ھذه الرواية وھمية، فقد قال<br />
علماء اليھود إن ھذا المفسر بنى أوھامه على ما اقترفه من الخطأ في ترجمة كلمتين عبريتين<br />
سيدة وسيدات ألنه لما كان يندر<br />
ھما (( شِدّاه وشِدّوْ تْ من سفر الجامعة<br />
وجود ھاتين الكلمتين في العبرية، خلط ھذا المفسر الجاھل بينھما لعدم معرفته بمعناھما<br />
الصحيح، فاشتبھتا عليه بكلمتين فسَّرھما بالجن. وكان له إلمام بالكلمتين الدالتين على الجن<br />
(وھما شِ دو، وشِ ديم). وكل من تحرى قصة ملكة سبإ التي ترجمناھا من كتاب الترجوم يظھر له<br />
بال شك أن ھذه الخرافة تشبه الحكايات الواردة في كتاب ألف ليلة وليلة شبھاً كثيراً. ولكن لما لم<br />
يكن مُحَ مَّد عارفاً بذلك، وقد سمع ھذه الرواية من اليھود، توھَّم أنھم أخذوھا عن التوراة وتلوھا<br />
عليه، فأوردھا في القُرْ آن.<br />
) ٤ً) قصة ھاروت وماروت:<br />
((<br />
/٢) .(٨ ومعناھما ))<br />
مع أن كثيراً من قصص القُرْ آن مستعارة من الخرافات اليھودية، نكتفي بسرد قصة<br />
ھاروت وماروت قبل أن ننتقل إلى الكالم على ما ھو أھم من ذلك. ونوردھا أوالً من القُرْ آن<br />
واألحاديث، ثم ننقل ما ورد منھا في كتب اليھود، ونقارنھا بعد ذلك بما ورد في القُرْ آن<br />
واألحاديث.<br />
))<br />
((<br />
١<br />
١٠ ١ملوك: ١ /١٠<br />
؛ ٢أخبار األيام:<br />
.٥ /٩<br />
- ٢٤ -