31.03.2015 Views

مصادر الإسلام - Muhammadanism

مصادر الإسلام - Muhammadanism

مصادر الإسلام - Muhammadanism

SHOW MORE
SHOW LESS

Create successful ePaper yourself

Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.

%+<br />

تأثيرات زارادشتية في<br />

والحديث القُرْ‏ آن<br />

))<br />

قال مؤرخو العرب إن ملوك الفرس كانوا متسلطين على كثير من ممالك العرب،‏ قبل<br />

مولد مُحَ‏ مَّد وفي عصره أيضاً.‏ قال أبو الفداء إن كسرى أنوشروان أرسل جيوشه إلى مملكة<br />

الحيرة وعزل ملكھا الحارث وولى عوضاً‏ عنه أحد رعاياه اسمه منذر ماء السَّ‎ماء.‏ وبعد ذلك<br />

أرسل ھذا الملك المشھور جيشه تحت إمرة وھرز إلى بالد اليمن.‏ وكان أول ما فعله بعد<br />

ذلك أنه طرد الحبَش وولى أبا السيف على مملكة أسالفه.‏ ولكن بعد قليل تولى وھرز نفسه<br />

على مملكة اليمن،‏ وسلَّم لذريته السيادة.‏ وقال أبو الفداء:‏ كانت المناذرة آل نصر بن ربيعة<br />

عماالً‏ لألكاسرة على عرب العراق وقال عن اليمن:‏ ثم ملك اليمن بعدھم ‏(أي أھل<br />

الحِمْيَر)‏ من الحبشة أربعة،‏ ومن الفرس ثمانية،‏ ثم صارت لإلِسْ‏ الم<br />

((<br />

))<br />

.<br />

((<br />

))<br />

))<br />

١<br />

((<br />

٣<br />

.<br />

٢<br />

((<br />

))<br />

))<br />

فيتضح من ھذا أنه كان بين أھل الفرس وبين العرب تواصلٌ‏ واختالط زمن أيام مُحَ‏ مَّ‎د،‏<br />

وقبله.‏ وبما أن الفرس كانوا متقدمين في العلوم والمدنيَّة أكثر من العرب في زمن الجاھلية،‏ كان<br />

البد أن دينھم وعلومھم وعاداتھم وفروضھم أثرت تأثيراً‏ عظيماً‏ في العرب.‏ ويتضح من<br />

التواريخ ومن شھادة مفسري القُ‎رْ‏ آن أن قصص العجم وأشعارھم تواترت في ذلك الوقت بين<br />

قبائل جزيرة العرب،‏ فتداولوھا تداوالً‏ عاماً.‏ وھذا يوافق قول ابن ھشام إن العرب لم يسمعوا في<br />

عصر مُحَ‏ مَّد قصص رُستم وأسفنديار وملوك فارس القدماء فقط،‏ بل إن بعض قريش استحسنوھا<br />

وفضلوھا على قصص القُرْ‏ آن.‏ وھاك نص عبارة ابن ھشام:‏<br />

والنّضر بن الحارث بن عَلْقمة بن كَلدة بن عَبْد مناف بن عَبْد الدّار بن<br />

قصي،‏ كان إذا جلس رسولُ‏ ّ صلى َّ عليه وسلّم مجلساً،‏ فدعا فيه إلى<br />

َّ ِ تعالى وتال فيه القرآن،‏ وحذّر قُريشاً‏ ما أصاب األممَ‏ الخاليةَ،‏ خَ‏ لفه في<br />

مجلسه إذ قام،‏ فحدَّثھم عن رُستم الشّديد وعن أسفنديار وملوك فارس،‏ ثم<br />

يقول:‏ و‏َّ‏ ما محمّد بأحسن حديثاً‏ منّي،‏ وما حديثه إِالَّ‏ أساطير األوّ‏ لين<br />

وقالوا أساطِ‏ يرُ‏ األوَّ‏ لين اكْتَتَبَھا<br />

اكتتبھا كما اكتتبتُھا ‏))؛<br />

فَھِيَ‏ تُمْلى عَليِه بُكْرَةَ‏ وأصِ‏ يالً.‏ قُل أنزَلَهُ‏ الَّذي يَعلمُ‏ السِّرَ‏ في السَّمواتِ‏<br />

واألرْ‏ ض،‏ إِنَّه كان غفوراً‏ رحيماً‏<br />

فأنزل ّ ُ فيه:‏ <br />

٤<br />

.<br />

((<br />

<br />

والشك أن ھذه القصص عن رستم وأسفنديار وملوك فارس ھي القصص التي أخذھا<br />

الفردوسي بعد مُحَ‏ مَّد بأجيال من مجموعة قصص ألحد الفالحين ونظمھا شعراً،‏ ودُوِّ‏ نت في<br />

الشاھنامة . وبما أن العرب طالعوا قصص ملوك الفرس وتواريخھم،‏ فال نتصور أنھم كانوا<br />

يجھلون قصة جمشيد ويجھلون خرافات الفرس عن معراج أرتاويراف وزارادشت،‏ ووصف<br />

))<br />

((<br />

١<br />

انظر تاريخ أبي الفداء والمُسمَّى ‏(المختصر في أخبار البشر<br />

السيرة النبويّة البن ھشام ص و‎٢٥‎‏.‏<br />

باب<br />

سورة الفرقان:‏ و‎٦‎‏.‏<br />

.٢ باب (<br />

٢٤<br />

٥ /٢٥<br />

.٢<br />

٢<br />

٣<br />

٤<br />

- ٥٢ -

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!