مصادر الإسلام - Muhammadanism
مصادر الإسلام - Muhammadanism
مصادر الإسلام - Muhammadanism
You also want an ePaper? Increase the reach of your titles
YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.
ولَكِنْ أَعْ بُدُ الرَّ حمنَ ربي<br />
فتَقْوَ ى ّ ِ رَ بِّكُمُ احف ُظوھا<br />
ترَى األبْرَار دَارُھُم جِنان<br />
وَ خِزْ يٌ في الحياةِ وإنْ يَمُوتوا<br />
لِيَغْ فِرَ ذَنْبِي الرَّب الغَ ُفور<br />
متى ما تَحْ فَظُوھا ال تَبُورُوا<br />
وللك ّفَا ِر حامِيَ ًة َسعِي ُر<br />
يُالقوا ما تَضِ يقُ بِه الصُّدُور<br />
١<br />
فأفادنا ابن ھشام أن خطاباً (عمّ زيد) طرده من مكة وألزمه أن يقيم على جبل<br />
حراء أمام تلك المدينة، ولم يأذن له بالدخول إلى مكة. وكذلك نستفيد من ھذا الكتاب أن<br />
مُحَمَّداً كان معتاداً أن يقيم في غار جبل حراء في صيف كل سنة للتحنُّث حسب عادة<br />
العرب. فاألرجح أنه كان يجتمع بزيد بن عمرو، ألنه أحد أقربائه. وأقوال ابن إسحق تؤيد<br />
ھذا القول، ألنه قال إنه لما كان مُحَ مَّد في ذات ھذا الغار جاءه جبريل بما جاءه من<br />
كرامة وھو بحراء في شھر رمضان.. كان رسول يجاور في حراء من كل سنة<br />
شھراً، وكان ذلك مما تحنث به قريش في الجاھلية والتحنث التبرر.. قال ابن ھشام تقول<br />
العرب التحنث والتحنف يريدون الحنيفية فيبدلون الفاء من الثاء<br />
٢<br />
.<br />
((<br />
))<br />
((<br />
))<br />
فكل من له إطالع على القُرْ آن واألحاديث يرى مما تقدم أن آراء زيد بن عمرو أثرت<br />
تأثيراً مھماً جداً في تعاليم مُحَ مَّد، ألن كل آراء زيد نجدھا في ديانة مُحَ مَّد أيضاً. وھذه اآلراء<br />
ھي:<br />
(١) منع الوأد (٢) رفض عبادة األصنام (٣) اإلقرار بوحدانية (٤) الوعد بالجنان<br />
(٥) الوعيد بالعقاب في سعير وجھنم. (٦) اختصاص سبحانه بأسماء: الرحمن. الرب.<br />
الغفور. وقد قال مُحَ مَّد ما قال زيد بن عمرو، ألن زيداً وكل واحد من الحنفاء قال إنھم يبحثون<br />
عن دين إبرھيم غير أن زيداً قال إنه أدرك غايته، وھي أنه وجد ھذا الدين، وأن مُحَ مَّداً قال<br />
إن غايته ھي دعوة الناس إلى دين إبراھيم بواسطته. وكثيراً ما أطلق القُرْ آن على إبراھيم أنه<br />
حنيف مثل زيد وأصحابه، وإن كان إطالقه ھذا اللقب في القُرْ آن على إبراھيم يفيد ذلك بطريق<br />
االلتزام. ولتأييد ھذا نورد من القُرْ آن بعض آيات قليلة، فورد في سورة النساء: وَ مَنْ أَحْ سَنُ<br />
ُ إِبْرَ اھِيمَ خَ لِيالً<br />
دِيناً مِّمَّنْ أَسْ لَ َم وَ جْ ھَهُ ِ َّ ِ وَ ھُوَ مُحْ سِ نٌ واتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَ اھِيمَ حَ نِيفاً وَ اتَّخَذَ ّ<br />
ُ فَاتَّبِعُواْ مِلَّةَ إِبْرَ اھِيمَ حَنِيفًا وَ مَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِ كِي َن<br />
وورد في سورة آل عمران: قُلْ صَدَقَ ّ<br />
وورد في سورة األنعام: قُلْ إِنَّنِي ھَدَانِي رَ بِّي إِلَى صِ رَ اطٍ مُسْتَقِيمٍ دِيناً قِيَماً مِّلَّةَ إِبْرَ اھِيمَ<br />
حَ نِيفا◌ً فكل من له إلمام بتراكيب اللغة العربية وقواعدھا يرى أنه مع أن القُرْ آن لم يطلق<br />
على إبراھيم أنه حنيف إال أنه أطلق عليه ضمناً أنه كان حنيفاً، وحض القُرْ آن أصحاب مُحَ مَّد<br />
على قبول ملة إبراھيم، ألن من قبل ملة إبراھيم كان من عداد الحنفاء. وأصل كلمة حنيف<br />
في اللغة العبرية والسريانية تعني نجس أو مرتد ألن عبَدة األصنام من العرب أطلقوا على<br />
زيد وأصحابه لقب الحنفاء ليصفوھم باالرتداد، ألنھم تركوا ديانة أسالفھم عبدَة األصنام.<br />
فاستحسن مُحَ مَّد والعرب الحنفاء أن يختصوا بھذا اللقب، وفسَّروا ھذه اللقب تفسيراً حسناً<br />
وصبغوه بمعنى مناسب. ولعلھم فعلوا ذلك ألنھم لم يروا فرقاً بين التحنُّف والتحنُّث. وال ننسى أن<br />
ھؤالء األشخاص األربعة الذين دُعوا حنفاء كانوا من أقرباء مُحَ مَّد ألنھم تناسلوا جميعھم من<br />
لؤي. كما أن عبيد كان ابن خالة مُحَ مَّد، وتزوج مُحَ مَّد أم حبيبة أرملة عبيد . وذكر ابن<br />
ھشام أن ورقة وعثمان ابني عم خديجة كانا من الحنفاء، فمن المستحيل أن آراء زيد وغيره من<br />
٣<br />
. <br />
<br />
((<br />
))<br />
<br />
((<br />
))<br />
((<br />
<br />
<br />
((<br />
))<br />
))<br />
٥<br />
. <br />
٤<br />
.<br />
١<br />
٢<br />
٣<br />
٤<br />
٥<br />
السيرة النبوية البن ھشام، الجزء األول، ص<br />
جزء و٨١.<br />
سورة النساء:<br />
سورة آل عمران:<br />
سورة األنعام:<br />
٧٦<br />
١ ص ٨٠<br />
.١٢٥ /٤<br />
.٩٥ /٣<br />
.١٦١ /٦<br />
و٧٧.<br />
- ٦٨ -