14.02.2018 Views

Experience is a solid walking stick...

I don’t know where to start. I wish I had taken my wife. Who am I without my school certificates? These three remarks by refugees, scribbled into notebooks by The Niles correspondents, support the Sudanese proverb that ‘experience is a solid walking stick’. War, hunger and poverty have repeatedly forced both Sudanese and South Sudanese to flee their homes. Right now more than 4.5 million people are on the road in the two countries, like these passengers on a bus from Khartoum to Shendi. The fifth edition of The Niles documents their journeys, following their routes to neighbouring villages, fast-expanding cities or the other side of the globe, revealing diverse experiences with a recurring theme: When you leave home, the familiar is lost but the essential remains.

I don’t know where to start. I wish I had taken my wife. Who am I without my school certificates? These three remarks by refugees, scribbled into notebooks by The Niles correspondents, support the Sudanese proverb that ‘experience is a solid walking stick’. War, hunger and poverty have repeatedly forced both Sudanese and South Sudanese to flee their homes. Right now more than 4.5 million people are on the road in the two countries, like these passengers on a bus from Khartoum to Shendi. The fifth edition of The Niles documents their journeys, following their routes to neighbouring villages, fast-expanding cities or the other side of the globe, revealing diverse experiences with a recurring theme: When you leave home, the familiar is lost but the essential remains.

SHOW MORE
SHOW LESS

Create successful ePaper yourself

Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.

النيالن 17<br />

650km<br />

750<br />

800<br />

850<br />

> نقطة املغادرة:‏ والية واراب،‏ جنوب السودان<br />

> نقطة الوصول:‏ كمباال،‏ أوغندا<br />

> املسافة:‏ 940 كيلومرتاً‏<br />

دروس الحياة<br />

فيكتور نقور ماجوك نقور،‏ الحاصل عىل دبلوم يف إدارة األعمال،‏<br />

هو أحد آالف الشباب من جنوب السودان الذين يدرسون يف أوغندا.‏<br />

ويدرس فيكتور هندسة الربمجيات يف معهد للتدريب عىل الحاسوب<br />

يف كمباال.‏<br />

مرفيس بيرونجي<br />

أخذ<br />

فيكتور نقور ماجوك نقور يؤجل زيارة موطنه السابق يف جنوب السودان منذ اندالع الرصاع<br />

قبل أكرث من عام ليقرر عوضاً‏ عن ذلك الرتكيز عىل دراسته يف هندسة الربمجيات.‏ ولكنه<br />

يأمل بالعودة متى أكمل دراسته.‏ يقول فيكتور:‏ ‏“سيتمثل إنجازي الرئييس يف التخرج،‏<br />

وبعدها سأعود إىل موطني يك أعمل هناك،‏ فأنا أحب جنوب السودان وأشعر بالفخر ألين<br />

جنوب سوداين.‏ وأمتنى أن نتمكن من التغلب عىل الصعاب التي تواجهنا”.‏<br />

يدفع فيكتور،‏ وهو ابن رجل أعاملٍ‏ جنوب سوداين،‏ 1800 دوالر أمرييك سنوياً‏ من أجل<br />

دراسته يف مدرسة أبتيك لتعليم الحاسوب.‏ ‏“ميكن دفع هذه النقود إىل مؤسساتنا يف جنوب<br />

السودان لو كانت ذات جودة عالية،‏ فمن املحزن أن كثريين منا يدرسون خارج جنوب<br />

السودان ألن قادتنا يتصارعون عىل السلطة.‏ وهذا األمر لن يساعدنا البتة”.‏<br />

يرى فيكتور أن الفساد الذي أثر عىل تقديم الخدمات وتوزيع الرثوة واحد من<br />

العقبات الرئيسية التي تواجه أمته.‏ وتشري أرقام البنك الدويل إىل أن جنوب السودان<br />

واحد من أكرث البلدان فساداً‏ يف العامل،‏ ومازال يكافح لتوفري خدمات أساسية كاملياه<br />

والصحة والتعليم.‏<br />

ولدى فيكتور معلومات مبارشة عن االنتقال الصعب لبلده إىل دولة مستقلة.‏ وقد عمل<br />

أثناء فرتة تدريبه يف 2012 مع رشطة بعثة األمم املتحدة يف جنوب السودان كمرتجم حيث<br />

شهد املشاكل املتجذرة التي واجهت البعثة:‏ ‏“ما رأيته كان إرادة عظيمة للدراسة ولكن<br />

عجز كبري يف التعلم.‏ ومل يكن البعض قادراً‏ عىل القراءة أو حتى الكتابة”.‏<br />

وتشري األرقام الصادرة عن األمم املتحدة إىل أن 27 يف املائة فقط من سكان جنوب<br />

السودان متعلمون،‏ ويعود ذلك بصورة كبرية إىل الحرب األهلية التي عانت منها البالد<br />

لفرتة طويلة.‏<br />

إقامة فيكتور يف العاصمة األوغندية هي األحدث يف سلسلة تحركاته،‏ حيث تعكس<br />

سريته الذاتية التاريخ الحديث املضطرب لبالده،‏ فقد ولد فيكتور عام 1986 يف والية<br />

واراب،‏ وعندما أصبح عمره 15 عاماً‏ انتقل إىل مقاطعة كوبوكو الواقعة شاميل أوغندا<br />

عىل الحدود مع جنوب السودان جراء الحرب األهلية املستعرة.‏ وبعد خمسة أشهر،‏ شعر<br />

فيكتور مجدداً‏ بأن سالمته كانت عىل املحك،‏ لذلك انتقل يف 2001 إىل مخيم رينو لالجئني<br />

يف شامل غرب أوغندا.‏<br />

وبعيداً‏ عن الدراسة،‏ ينظم فيكتور حفالت يف كمباال،‏ حيث يرتب لسفر موسيقيني<br />

جنوب سودانيني من جوبا للعزف.‏ وهو يعيش مع أشقائه الخمسة يف العاصمة حيث<br />

الخدمات متاحة بأسعار معقولة مقارنة بالتكاليف املتزايدة للحياة اليومية يف موطنه.‏<br />

ويشعر فيكتور باالستقرار يف الوقت الراهن عىل أقل تقدير.‏<br />

> نقطة املغادرة:‏ والية الجزيرة،‏ السودان<br />

> نقطة الوصول:‏ أسوان،‏ مرص<br />

> املسافة:‏ 990 كيلومرتاً‏<br />

شارع<br />

السودانيين<br />

محمد حسن حمدان سوداني يعيش يف الشارع األسواني الذي<br />

اشتهر باسم ‏‘شارع السودانيين.’‏ لدى حمدان مشاعر متناقضة<br />

حول الثالثين سنة التي قضاها يف مرص.‏<br />

عصمت توفيق<br />

مرص<br />

هي مبثابة دولة ممر بالنسبة للكثري من الشباب السوداين الراغبني يف السفر لدول<br />

أخرى يف الخليج أو ليبيا بحثاً‏ عن فرص عمل.‏ العديد منهم يجد ضالته يف مرص<br />

ويستقر فيها حتى نهاية عمره.”‏ بهذه الكلامت بدأ محمد حسن حمدان،‏ 64 سنة،‏<br />

أقدم بائع يف شارع السودانيني حديثه.‏<br />

يقول حمدان إنه جاء إىل أسوان منذ ثالثني عاما قادماً‏ من والية الجزيرة يف<br />

السودان،‏ باعتبار مرص املحطة األوىل يف سفره إىل أي دولة خليجية بعد ذلك.‏ اكتشف<br />

حمدان أن مرص يف منتصف الثامنينيات كانت ال تقل اقتصادياً‏ عن دول الخليج.‏<br />

كانت مرص تشهد وقتها حالة من االنفتاح االقتصادي والرواج التجاري واالنتعاش<br />

السياحي،‏ لدرجة أن العرشات من التجار السودانيني كانوا يتواجدون بكثافة ملحوظة<br />

يف مدينة أسوان،‏ خاصة يف شارع هميمي الجبالوي،‏ الذي اشتهر بني املواطنني بعد<br />

ذلك باسم ‏‘شارع السودانيني’.‏<br />

‏“كنا نعمل بنشاط كبري يف بيع الساعات والنظارات الشمسية واألحذية واملنتجات<br />

السودانية الزراعية،‏ وحققنا أرباحاً‏ كثرية خاصة يف ظل اتفاقية التكامل الحر التي تم<br />

توقيعها بني مرص والسودان يف عهد الرئيس املرصي الراحل أنور السادات.‏ هذه<br />

االتفاقية كانت تسمح لنا بدخول مرص بالبطاقة الشخصية فقط دون الحاجة إىل<br />

تأشرية.”‏ هكذا يصف البائع السوداين محمد حسن حمدان املحطة الثانية يف حياته<br />

يف أسوان.‏<br />

حمدان واحد من الخمسة أو الستة آالف سوداين املقيمني يف محافظة أسوان.‏<br />

يعمل أغلب السودانيني يف بيع املنتجات السودانية والعطور والحاجيات املختلفة،‏<br />

كام يعمل البعض منهم يف املهن اليدوية مثل إصالح السيارات والحدادة والنجارة.‏<br />

أعداد السودانيني املتزايدة يف أسوان دفعت الخارجية السودانية إىل إنشاء قنصلية<br />

سودانية يف هذه املحافظة منذ نحو عرش سنوات بهدف حل جميع املشاكل التي<br />

يتعرض لها السودانيون العابرون مليناء السد العايل رشق أو لطريق قسطل – أشكيت<br />

الربي بني مرص والسودان.‏<br />

عدد السودانيني يف أسوان ارتبط بحال املدينة االقتصادي واالجتامعي.‏ وصف<br />

حمدان تغري وضعية السودانيني عقب حرب الخليج يف التسعينيات:‏ ‏“بدأ الحال<br />

يتغري إىل األسوأ:‏ بدأ الشباب املرصي بالعودة من دول الخليج إىل مرص لينضم إىل<br />

طابور البطالة الطويل،‏ كام انحرست معدالت السياحة القادمة إىل أسوان بسبب<br />

التوتر األمني.”‏<br />

بدأت أعداد السودانيني تتناقص بشكل واضح يف تلك الفرتة،‏ وزاد الطني بلة<br />

حينام توترت العالقات بني مرص والسودان عقب حادث محاولة اغتيال الرئيس<br />

املرصي األسبق حسني مبارك يف أديس أبابا،‏ حيث تم توجيه اتهامات بتورط<br />

سودانيني يف هذه الحادثة.‏<br />

تدريجياً‏ ازدادت القيود حينام أصبح دخول السودانيني الجدد ملرص وفقاً‏ لتأشريات<br />

السفر بدالً‏ من البطاقات الشخصية،‏ ومل يتم إعفاء سوى السودانيني املوجودين يف أسوان<br />

منذ سنوات طويلة،‏ كان حمدان أحدهم.‏<br />

تزوج حمدان من سيدة مرصية يف عام 1998، كام هو الحال مع الكثري من<br />

السودانيني الذين يتزوجون من مرصيات عقب استقرارهم يف أسوان نظراً‏ للتوافق<br />

الكبري بني أبناء وادي النيل مبرص والسودان من حيث العادات والتقاليد.‏ ويُعامل<br />

أبناء السودانيني املقيمني يف مرص بنفس معاملة املرصيني،‏ خاصة يف التعليم والخدمات<br />

الصحية،‏ كام يحصلون عىل جنسية أمهم املرصية مبنتهى السهولة.‏<br />

ويرى البائع السوداين أن الطريق الربي الجديد قسطل - أشكيت الذي تم افتتاحه<br />

بني مرص والسودان سوف يؤدي إىل زيادة أعداد السودانيني الراغبني يف املجيء إىل مرص<br />

والعكس صحيح،‏ ألن هذا الطريق يقلل من املعاناة التي كان يتعرض لها املسافرون من<br />

مرص والسودان عرب الباخرة،‏ التي كانت تستغرق حوايل 20 ساعة داخل بحرية نارص.‏<br />

كان السفر بالباخرة يتم مرة واحدة أسبوعياً‏ بني البلدين ويضطر السودانيون إىل البقاء<br />

يف الفنادق حتى موعد الباخرة مام يرهقهم مالياً.‏ الطريق الربي يعمل يومياً‏ وتستغرق<br />

الرحلة بني أسوان ووادي حلفا ست ساعات فقط.‏<br />

‏“لو عاد يب الزمان إىل الوراء لكررت نفس التجربة وتركت بلديت يف السودان ألعيش<br />

يف مرص مجدداً،‏ ولكنني كنت سأستغل جميع الفرص التي أتيحت يل لتأمني مستقبيل<br />

ومستقبل أرسيت وأهدرتها لدرجة أنني أشعر يف قرارة نفيس بالفشل الذريع فيام يخص<br />

تجربتي مع أسوان”.‏ بهذه الكلامت التي متألها الحرسة يقيّم محمد حسن حمدان<br />

تجربته التي استمرت ملدة 30 عاماً‏ يف أسوان.‏<br />

‏“ما زلت حتى اآلن أعيش يف منزل باإليجار،‏ وأقوم بوضع بضاعتي عىل الرصيف يف<br />

شارع السودانيني،‏ رغم أنني أقدم بائع يف هذا الشارع،‏ وكانت أمامي فرص كثرية يف بداية<br />

حيايت لرشاء منزل ومحل تجاري.‏ العجيب أنه كان بحوزيت املال الالزم للرشاء،‏ وكنت<br />

أنفقه يف أشياء عدمية القيمة.‏ كان يدور يف مخيلتي دامئاً‏ أن الطري املهاجر سوف يعود إىل<br />

بلدته يوماً‏ من األيام،‏ ولكن يبدو أن هذا الطري سيظل مهاجراً‏ حتى نهاية العمر.”‏<br />

سمحت اتفاقية التكامل الحر بين السودان ومرص<br />

للسودانيين بدخول مرص دون الحاجة إىل تأشيرة.‏<br />

950<br />

990<br />

كلم<br />

1000<br />

theniles_enar_20150327.indd 32<br />

2015/3/31 1:50 PM

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!