Sverige - en pocketguide - arabiska
Sverige - en pocketguide - arabiska
Sverige - en pocketguide - arabiska
Create successful ePaper yourself
Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.
240 السويد كتاب الجيب<br />
السويد كتاب الجيب<br />
241<br />
التجارية. كنت أشعر بالقرف من الترف<br />
ومن الفخامة ولكني لم أتوقف عن تناول<br />
الطعام.<br />
طعام بسيط، كتل لهم السمك مع الخبز<br />
والسجق مع الخبز والبطاطس المسلوقة. ماء.<br />
لم يكن يلزم أي شيء آخر. إن الترف شيء<br />
نسبي. كنت أتناول الطعام طوال الوقت حتى<br />
أكون على بر الأمان. وفيما كنت أتناول<br />
الطعام، كنت كذلك أشتري بعض المعلبات،<br />
باعتبارها احتياط جيد، ولأنها تعيش لمدة<br />
طويلة إذا تطلّب الأمر.<br />
كانت المشكلة هي السيارات. سيارات جميلة.<br />
فولفو وأودي ومرسيدس، ومن أحدش<br />
الموديلات.<br />
كان صوت محركاتها يشبه صفير القذاءف<br />
الهاوية التي توشك أن تسقط على مقربة من<br />
إنسان، ولكن ليس علي مباشرة. القذيفة<br />
التي تسير باتجاه إصابة مباشرة لا يصدر<br />
عنها صوت. هذا هو خطر القذاءف. إنك لا<br />
تسمع الشيء الذي يكون على وشك أن يقتلك<br />
. ولكن الآن وفي كل مرة تمر سيارة في<br />
الشارع وأسمع صفيرها كنت أتقلب في<br />
فراشي، غير منتبه ومتكاسل، وأسقط تحت<br />
السرير لأحمي نفسي. وأبقى ناءما هناك<br />
حتى أصهو وأعود إلى الفراش من جديد.<br />
وعندما تمرّ السيارة التالية في الشارع<br />
يتكرر الأمر.<br />
كنت مشتاقا للنور. أضواء الشوارع واللمبات<br />
التي تنير الليل الهالك.<br />
بعد سنة أمضيتها في الظلام الدامس، شعرت<br />
بأن أضواء الشوارع تشعّ بالضوء مبشرة<br />
بالأمان. يعني هذا بالنسبة لي عدم وجود<br />
القذاءف، لأن القذاءف تكسر أضواء الشوارع.<br />
أبشع صور الهرب في مخيلتي ساراييفو في<br />
ظلام دامس. كنت أطلب من أمي في كل ليلة<br />
أن تمشي معي على امتداد شارع دروتتنج<br />
جاتان، ففيه كشير من الأضواء وكشير من<br />
الناس، وأشعر بالأمان. كانت واجهات<br />
المحلات التجارية مضاءة. لم أرَ مصادر<br />
النور ولكن روءيتي للنور كانت تعني أن تلك<br />
المحلات تحتوي على شيء ما. كنت أحب أن<br />
أتمشى هناك، لأنه شارع آمن.<br />
كنا نمشي مساء في الشارع بين الغرباء<br />
الآخرين التاءهين. كنا غريبين تمّ العفو<br />
عنهما يمشيان بدرب يعرفانه وبهدف<br />
وبمغزى للهياة. شعرنا بعلاقة وثيقة تربطنا<br />
بهذا الشارع وبالمشوار البسيط وببعضنا<br />
بعضا. كان لدى كل منا سبب يدعوه إلى<br />
التواجد هناك بالذات. هي المريضة المحكوم<br />
عليها بالموت وأنا اللاجئ الهارب إلى<br />
الهياة. ولم نجعل ذلك أمرا عاطفيا. كانت<br />
تبهش عن أشياء ستخلفها وراءها،<br />
كالفساتين والأحذية والأشياء اليومية<br />
الموجودة في واجهات المحلات التجارية<br />
بينما كنت أمعن النظر في المارة. وصف<br />
الفيلسوف اللتواني ليفيناس في كتبه وجه<br />
•••••••••••••••••••••••••••••••<br />
العار والإنسانية<br />
جاسينكو سليموفيش<br />
كانت النهاية بالنسبة لي. سنة كاملة من<br />
الإهانة والتهقير الذي لا يوصف. فالهرب لا<br />
تتعلق بالقنابل والقناصة والألغام<br />
والجيوش فقط، بل تتعلق بالإهانة والتهقير،<br />
وتتعلق بالبهش عن لقمة الطعام ككلاب<br />
الشوارع، وتتعلق بالعيش في الظلام<br />
كالفئران. إنها تتعلق بشرب الماء من جهاز<br />
التدفئة والشعور بالفره جملرد وجود ماء<br />
يشربه المرء. إنها تتعلق بدفعك إلى حافة<br />
الهاوية حتى حدود ما هو متعارف عليه<br />
كأنه شيء مقبول وأخلاقي. إنها تتعلق<br />
بتهقير الإنسان لنفسه ولقيمته الإنسانية.<br />
كيف تمكّن العالم من أن يقف مكتوف<br />
الأيدي؟ كيف استطعت أن تقف مكتوف<br />
اليدين؟<br />
لماذا تركتني أفقد كل شيء؟ بكل ما في<br />
الكلمة من معنى. لماذا لم تذهب إلى أقرب<br />
ميدان وتصرخ أن مشل هذا الشيء لا يجب أن<br />
يهدش؟ هذا كان سيعتبر كافيا.<br />
عندما خرجت من الطاءرة إلى نقطة<br />
الجمارك، كنت أتساءل إن كان بمقدور الناس<br />
أن ينظروا نهوي من دون أن يخفضوا<br />
أبصارهم. لقد شعرت أن كل العالم مدين لي<br />
بشيء، مشلا: مدين لي باعتذار أو بنظرة<br />
خجولة أو بلفتة من الرأس. كنت أحتاج إلى<br />
شعوركم بالذنب لكي أوءكد لنفسي أنكم<br />
تأبهون بمقدار ذرة على الأقل. لو كان<br />
بمقدوركم أن تشعروا بالعار، لأن الشعور<br />
بالعار هو إثبات على وجود الإنسانية في<br />
قلوبكم.<br />
نقطة الجمارك. كان يريدني أن أشعر<br />
بالخوف والقلق. هل هذا هو السبب الكامن<br />
وراء جلوسه خلف زجاج المرآة الداكنة؟ على<br />
أي حال كان يبدو عليه أنه لا يشعر بأنه<br />
مدين لي بشيء على الإطلاق. ساءه أم رجل<br />
أعمال؟ حاولت ألا أكون أقل لطفا من<br />
المعتاد، ولا أكون لطيفا أيضا. لم يكن أهلا<br />
بهذا العناء. وقلت له : يمكن القول إنني<br />
ساءه، وتركني بالرغم من ذلك، وضغط على<br />
الزر وانفته الباب. لم أكن أعرف كيف<br />
يتوجب علي أن أشعر.<br />
كانت عاءلتي في انتظاري هناك. يا إلهي كم<br />
كبروا في العمر، ويمكن القول إن أمي لم يعد<br />
بمقدورها أن تمشي.<br />
أختي تبكي. ولأول مرة في حياتي كان<br />
جميع أفراد عاءلتي متجمعين عند وصولي.<br />
هل يعود سبب ذلك إلى أن الوضع مختلف<br />
هذه المرة؟ هل يعود السبب إلى أننا أصبهنا<br />
لاجئين الآن؟ هل يمكن القول إن الأمور<br />
أصبهت على هذا الشكل؟<br />
أمضيت الأيام في تناول الطعام، وفي نفس<br />
الوقت كنت أشعر بالاشمئزاز تجاه كميات<br />
الطعام الكبيرة التي كنت أراها في المحلات<br />
هي المريضة المحكوم<br />
عليها بالموت،<br />
وأنا الهارب<br />
إلى الهياة<br />
المصور: Ingmar Jernberg<br />
•••∂∏Ñb Éæg øµ°S øe øëf••••<br />
Jas<strong>en</strong>ko Selimovic