23.08.2017 Views

ملة إبراهيم ودعوة الأنبياء والمرسلين

Mektebe -> Arapça Kitablar -> Akide

Mektebe -> Arapça Kitablar -> Akide

SHOW MORE
SHOW LESS

Create successful ePaper yourself

Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.

<strong>ملة</strong> إبراھیم<br />

وتوسیعھ في الوقت ذاتھ على كل محارب لدین الله،‏ وتسھیل وسائل الفساد<br />

والإفساد لأعداء الله بل وتسخیر وسائل الإعلام لھم ولفسادھم ولإلحادھم..‏<br />

وإصدار القوانین واللوائح التي تعاقب كل من تھجم على یاسقھ العصري<br />

الوضعي الشركي أو أعلن الكفر والبراءة منھ أو تنقصھ أو بیّن باطلھ<br />

للناس..‏ وإصراره على إبقائھ الحاكم الذي یفصل بین العباد في دمائھم<br />

وأموالھم وفروجھم،‏ رغم ما ھو مشحون بھ من الكفر البواح..‏ وعدم<br />

استسلامھ لشرع الله وتحكیمھ مع علمھ بوجوب ذلك ومطالبة المصلحین<br />

بھ..‏ فمثل ھذا لا تجوز مداھنتھ أو مھادنتھ أو مجاملتھ أو تبجیلھ بألقابھ أو<br />

تھنئتھ بالأعیاد والمناسبات أو إظھار الولاء لھ أو لحكومتھ..‏ بل لا یقال لھ<br />

إلا كما قال إبراھیم والذین معھ لقومھم:‏ إنا برءاء منك ومن دستورك<br />

وقوانینك الشركیة وحكومتك الكفریة..‏ كفرنا بكم..‏ وبدا بیننا وبینكم العداوة<br />

والبغضاء أبداً‏ حتى ترجعوا إلى الله وتستسلموا وتنقادوا لشرعھ وحده..‏<br />

ویدخل في ذلك أیضاً‏ التحذیر من موالاتھم ومن الدخول في طاعتھم<br />

والاطمئنان إلیھم والمشي في ركابھم وتكثیر سوادھم عن طریق الوظائف<br />

التي تعینھم على باطلھم أو تثبت حكوماتھم وتحفظ أو تنفذ قوانینھم الباطلة<br />

كالجیش والشرطة والمباحث وغیر ذلك..‏<br />

-<br />

ولقد كانت مواقف السلف مع أمراء زمانھم الذین لا تصح بحال من<br />

الأحوال مقارنتھم بھذا الطاغوت وأمثالھ مواقف حازمة واضحة نظیفة..‏<br />

وأین مواقف كثیر من أصحاب الدعوات في زماننا ھذا منھا..‏ مع شھرة<br />

ھؤلاء وتصفیق أتباعھم لھم..‏ ومع أن أولئك السلف ما تخرجوا من كلیات<br />

العلوم السیاسیة أو الحقوق،‏ ولا كانوا یقرأون الجرائد أو المجلات النتنة<br />

بحجة التبصر بمكاید الأعداء..‏ مع ذلك كانوا یفرون من السلطان وأبوابھ<br />

والسلطان یطلبھم ویغریھم بالأموال وغیرھا..‏ أما المنتسبون إلیھم الیوم<br />

ممن لعب الشیطان بدینھم فیطلبون صلاح دنیاھم بفساد دینھم؛ فیأتون<br />

ویطلبون أبواب السلطان والسلطان یذلھم ویعرض عنھم..‏ وكان السلف<br />

رضوان الله علیھم ینھون عن الدخول على أمراء الجور،‏ حتى لمن أراد<br />

أمرھم بالمعروف أو نھیھم عن المنكر،‏ مخافة أن یفتتن بھم فیداھنھم أو<br />

یجاملھم لإكرامھم أو یسكت عن بعض باطلھم ویقره،‏ ویرون أن البعد عنھم<br />

واعتزالھم خیر براءة وإنكار لأحوالھم..‏ واستمع إلى سفیان الثوري وھو<br />

یكتب إلى عباد بن عباد فیقول في كتابھ:‏ ‏(إیاك والأمراء أن تدنو منھم أو<br />

تخالطھم في شيء من الأشیاء،‏ وإیاك ویقال لك لتشفع وتدرأ عن مظلوم أو<br />

ترد مظلمة فإن ذلك خدیعة إبلیس..‏ وإنما اتخذھا فجار القراء سلماً..)‏ اھ.‏<br />

من سیر أعلام النبلاء (586/13) وجامع بیان العلم وفضلھ (179/1)<br />

فانظر إلى سفیان رحمھ الله تعالى وھو یسمي ما یصفھ دعاة الیوم بمصلحة<br />

الدعوة:‏ ‏"خدیعة إبلیس"..‏ ولم یقل لصاحبھ كما یفعل كثیر من دعاة ھذا<br />

الزمان الذین یضیعون أعمارھم في طلب مصلحة الدعوة ونصر الدین عند<br />

أعدائھ ومحاربیھ:‏ ‏(لا یا أخي!!‏ اثبت وجودك وتقرب إلیھم لعلك تحصل<br />

على منصب أو كرسي في مجلس الوزراء أو مجلس الأمة،‏ ولعلك تقلل من<br />

الظلم أو تنفع إخوانك.‏ ولا تترك ھذا المنصب للعصاة والفجرة لیستغلوه..‏<br />

و...‏ و..)‏ بل وصف ذلك بأنھ سلم للدنیا عند فجار القراء وإذا كان ھذا في<br />

-<br />

(25)<br />

منبر التوحید والجھاد

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!