ملة إبراهيم ودعوة الأنبياء والمرسلين
Mektebe -> Arapça Kitablar -> Akide
Mektebe -> Arapça Kitablar -> Akide
Create successful ePaper yourself
Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.
<strong>ملة</strong> إبراھیم<br />
-<br />
-<br />
الكافرین} [النحل: 107]، فأخبر أنھ لم یحملھم على الكفر الجھل أو بغضھ،<br />
ولا محبة الباطل، وإنما ھو أن لھم حظاً من حظوظ الدنیا آثروه على الدین..<br />
قال: وھذا معنى كلام شیخ الإسلام محمد بن عبد الوھاب رحمھ الله تعالى).<br />
* قلت: معنى كلام الشیخ محمد بن عبد الوھاب الذي أشار إلیھ ابن<br />
عتیق موجود في مواضع كثیرة من كتبھ ورسائلھ، من ذلك على سبیل<br />
المثال قولھ ص42 في مجموعة الرسائل النجدیة: (اعلم أن الأدلة على<br />
تكفیر المسلم الصالح إذا أشرك با أو صار مع المشركین على الموحدین<br />
ولم یشرك، أكثر من أن تحصى من كلام الله وكلام رسولھ وكلام العلماء.<br />
وأنا أذكر لك آیة من كلام الله أجمع أھل العلم على تفسیرھا وأنھا في<br />
المسلمین وأن الرجل إذا قال ذلك فھو كافر في أي زمان كان، قال الله<br />
تعالى: {من كفر با من بعد إیمانھ إلا من أكره وقلبھ مطمئن بالإیمان}<br />
[النحل: 106] الآیة، وفیھا ذكر أنھم استحبوا الحیاة الدنیا على الآخرة، فإذا<br />
كان العلماء ذكروا أنھا نزلت في الصحابة لما فتنھم أھل مكة وذكروا أن<br />
الصحابي إذا تكلم بكلام الشرك بلسانھ مع بغضھ لذلك وعداوة أھلھ لكن<br />
خوفاً منھم فھو كافر بعد إیمانھ).<br />
وھو مطابق لكلام الشیخ ابن عتیق السابق وكلام الشیخ سلیمان الآتي<br />
بعده.. وھو كلام خطیر، أعلم علم الیقین بأنھ لو كان من كلامنا ولیس من<br />
كلام ھؤلاء الأئمة الأعلام لقیل: خوارج وتكفیر.. مع أن الآیة نص واضح<br />
علیھ.. وھذه القضیة تختلف عن قضیة الإكراه على كلمة الكفر التي یُعذر<br />
صاحبھا، فنحن ھاھنا مع أناس لم یُكرھوا ولم یُضربوا ولم یُعذبوا وإنما<br />
حملھم على إظھار الموافقة والولاء للمشركین، حب الدنیا والخوف علیھا<br />
والطمع بالمال والمشحة بالمسكن (والأرض والقرض كما یقولون) فھو<br />
استحباب للحیاة الدنیا على الآخرة واشتراء لمتاعھا الزائل ببذل الدین<br />
والتوحید والعقیدة.. ربما تستروا مع ذلك بالإكراه وادعوا الضرورات<br />
ولیسوا في الحقیقة من أھلھا، لذا قال تعالى في سورة آل عمران بعدما نھى<br />
عن موالاة أعدائھ وأباح التقیة للمكره الحقیقي، قال محذّراً: {ویُحذّركم الله<br />
نفسھ وإلى الله المصیر * قل إن تخفوا ما صدوركم أو تبدوه یعلمھ الله...}<br />
[آل عمران: 29-28]، وقال في الآیة التي تلتھا مباشرة: {یوم تجد كل<br />
نفس ما عملت من خیر محضراً وما عملت من سوء تود لو أن بینھا<br />
وبینھ أمداً بعیداً ویُحذركم الله نفسھ..} [آل عمران: 30]، وھذا من أعظم<br />
الوعید والتھدید لمن تدبّر كتاب الله وعقلھ.. ولكن من یُرد الله فتنتھ فلن تملك<br />
لھ من الله شیئاً.. ذلك أن كثیراً ممن لاخلاق لھم یتعذّرون بالإكراه ولیسوا<br />
من أھلھ.. وقد ذكر العلماء شروطاً لصحة الإكراه منھا:<br />
أن یكون المكره (بكسر الراء) قادراً على إیقاع ما یُھدد بھ،<br />
والمأمور المكرهَ عاجزاً عن الدفع ولو بالفرار..<br />
أن یغلب على ظنّھ أنھ إذا امتنع أوقع بھ ذلك.<br />
(54)<br />
منبر التوحید والجھاد