23.08.2017 Views

ملة إبراهيم ودعوة الأنبياء والمرسلين

Mektebe -> Arapça Kitablar -> Akide

Mektebe -> Arapça Kitablar -> Akide

SHOW MORE
SHOW LESS

You also want an ePaper? Increase the reach of your titles

YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.

<strong>ملة</strong> إبراھیم<br />

.<br />

للمجرمین}‏ ‏[القصص:‏ 17]، فقد نقل القرطبي في ھذه الآیة عن بعض<br />

الروایات ‏"أن الإسرائیلي الذي استنصر موسى كان كافراً‏ وإنما قیل لھ من<br />

شیعتھ لأنھ كان إسرائیلیاً‏ ولم یُرد الموافقة في الدین..‏ فعلى ھذا ندم لأنھ<br />

أعان كافراً‏ على كافر،‏ فقال:‏ ‏"لا أكون بعدھا ظھیراً‏ للكافرین"‏ وظھیراً:‏ أي<br />

معیناً.‏ ولیتھم عقلوا قولھ تعالى:‏ ‏{یا أیّھا الذین آمنوا قاتلوا الذین یلونكم من<br />

الكفار ولیجدوا فیكم غلظة..}‏ ‏[التوبة:‏ 123]. إذاً‏ لما وقعوا فیما وقعوا فیھ..‏<br />

فإن أولئك الشیوعیین أو غیرھم وإن كانوا أعداء للإسلام وأھلھ..‏ وعداوتھم<br />

والبراءة منھم والكفر بباطلھم مطلوبة أیضاً..‏ إلا أن البدء بالأھم فالأھم<br />

والأقرب فالأقرب أمر مقرر ومعروف في سیرة نبینا محمد صلى الله علیھ<br />

وسلم،‏ بل وتأبى العقول السلیمة خلافھ،‏ ذلك لأن خطر الأقرب المباشر<br />

وتأثیره وفساده وفتنتھ أعظم وأشد من البعید،‏ أو القریب غیر المباشر،‏ ولذا<br />

كانت مجاھدة النفس والشیطان قبل مجاھدة الأعداء عموماً..‏ وما كان<br />

رسول الله صلى الله علیھ وسلم لیبدأ أول ما بدأ بفارس والروم أو بالیھود،‏<br />

ویتغافل عمن ھو بین ظھرانیھم<br />

* بل ربما استغل كثیر من الطواغیت ھذا المزلق الخطیر..‏ وسخروا<br />

كثیراً‏ من ھؤلاء العلماء الجھلاء..‏ في الصد عن كثیر من الدعاة والتنفیر<br />

من جماعاتھم الإسلامیة ممن ھم خصوم لأولئك العلماء في الدعوة إلى الله<br />

أو في المذھب أو المنھج..‏ أو غیر ذلك...‏ بل ربما استخلصوا منھم الفتاوى<br />

لقمعھم والقضاء علیھم وعلى دعواتھم بحجة أنھم من الخوارج أو البغاة<br />

المارقین المفسدین في الأرض..‏ ‏{ألا إنھم ھم المفسدون}‏ وھم یعلمون<br />

ویشعرون..‏ ولقد شاھدنا ھذه المزلة كثیراً‏ في أھل زماننا وإلى الله<br />

المشتكى..‏ وما درى أولئك العلماء المساكین أو إخوانھم الدعاة مھما بلغوا<br />

من الانحراف..‏ فإنھ انحراف عن جھل أو تأویل..‏ بل حتى لو كان عن علم<br />

وإصرار،‏ فلن یبلغ مبلغ انحراف الطواغیت ومحادتھم ولدینھ..‏<br />

* ومن ذلك أیضاً‏ إغراء المؤمنین والدعاة بالمناصب والمراكز<br />

والوظائف والألقاب..‏ ومنحھم الامتیازات والأموال والمساكن،‏ والإغداق<br />

علیھم بالخیرات وغیر ذلك.‏ حتى یقیدوھم ویثقلوھم ویقفلوا أفواھھم بھا..‏<br />

ویحققوا معھم قول قائلھم:‏ ‏(الثدي الذي یرضعك لا تعضھ)‏ وھكذا إلى أن<br />

یفتتن بھم ھؤلاء الدعاة أو أولئك العلماء ویفتنون بحكوماتھم،‏ حتى یصل<br />

بھم الحال إلى أن یرقعوا باطل أولئك الطغاة بفتاویھم المختلفة..‏ وبتردیدھم<br />

لأفضالھم وتسبیحھم بحمدھم لیل نھار...‏<br />

یقول ابن الجوزي في تلبیس إبلیس ص‎121‎‏:‏ ‏(ومن تلبیس إبلیس على<br />

الفقھاء،‏ مخالطتھم الأمراء والسلاطین ومداھنتھم وترك الإنكار علیھم مع<br />

القدرة على ذلك).‏ وقال ص‎122‎‏:‏ ‏(وفي الج<strong>ملة</strong>،‏ فالدخول على السلاطین<br />

خطر عظیم لأن النیة قد تحسن في أول الدخول ثم تتغیر بإكرامھم وإنعامھم<br />

أو بالطمع فیھم،‏ ولا یتماسك عن مداھنتھم وترك الإنكار علیھم،‏ وقد كان<br />

سفیان الثوري رضي الله عنھ یقول:‏ ‏"ما أخاف من إھانتھم لي،‏ إنما أخاف<br />

من إكرامھم فیمیل قلبي إلیھم)‏ اھ.‏<br />

(62)<br />

منبر التوحید والجھاد

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!