23.08.2017 Views

ملة إبراهيم ودعوة الأنبياء والمرسلين

Mektebe -> Arapça Kitablar -> Akide

Mektebe -> Arapça Kitablar -> Akide

SHOW MORE
SHOW LESS

You also want an ePaper? Increase the reach of your titles

YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.

<strong>ملة</strong> إبراھیم<br />

...(<br />

...<br />

‏(الاتباع)،‏ وأي أذى ذلك الذي سیلاقیھ من لا یظھر العداوة لأھل الفسق<br />

والفجور والعصیان،‏ ولا یعلن البراءة من شركیاتھم وطرائقھم المعوجة..‏<br />

بل یجالسھم ویقر باطلھم ویبش في وجوھھم،‏ ولا یتمعر أو یغضب <br />

طرفة عین إذا انتھكوا حرمات الله،‏ بحجة اللین والحكمة والموعظة<br />

الحسنة،‏ وعدم تنفیر الناس عن الدین،‏ ومصلحة الدعوة وغیر ذلك،‏ ویھدم<br />

الدین عروة عروة بمعاول لینھم وحكمتھم البدعیة.‏<br />

یقول الشیخ عبد اللطیف بن عبد الرحمن في رسالة لھ في الدرر<br />

السنیة وھو یتكلم عن الصدع بالدین والأمر بالمعروف والنھي عن المنكر:‏<br />

‏(وترك ذلك على سبیل المداھنة والمعاشرة ونحو ذلك مما یفعلھ بعض<br />

الجاھلین أعظم ضرراً‏ وأكبر إثماً‏ من تركھ لمجرد الجھالة فإن ھذا الصنف<br />

رأوا أن نیل المعیشة لا یحصل إلا بذلك فخالفوا الرسل وأتباعھم وخرجوا<br />

عن سبیلھم ومنھاجھم،‏ لأنھم یرون العقل إرضاء الناس على طبقاتھم<br />

ویسالمونھم ویستجلبون مودتھم ومحبتھم،‏ وھذا مع أنھ لا سبیل إلیھ فھو<br />

إیثار للحظوظ النفسانیة والدعة ومسالمة الناس وترك المعاداة في الله<br />

وتحمل الأذى في ذاتھ وھذا في الحقیقة ھو الھلكة في الآجلة،‏ فما ذاق طعم<br />

الإیمان من لم یوال في الله ویعاد فیھ،‏ والعقل كل العقل ما أوصل إلى<br />

رضى الله ورسولھ،‏ وھذا إنما یحصل بمراغمة أعداء الله وإیثار مرضاتھ،‏<br />

والغضب إذا انتھكت محارمھ.‏ والغضب ینشأ من حیاة القلب وغیرتھ<br />

وتعظیمھ وإذا عدم الحیاة والغیرة والتعظیم وعدم الغضب والاشمئزاز،‏<br />

وسوى بین الخبیث والطیب في معاملتھ وموالاتھ ومعاداتھ فأي خیر یبقى<br />

في قلب ھذا...)‏ اھ.‏ من جزء الجھاد ص‎35‎‏.‏<br />

وتجد بعضھم یضحكون على أتباعھم من الشباب ویحاربون العزلة<br />

على الإطلاق ویردّون النصوص الثابتة في ذلك..‏ ویتغنّون بشعر ابن<br />

المبارك رحمھ الله تعالى حین أرسل إلى الفضیل یقول:‏<br />

یا عابد الحرمین لو أبصرتنا<br />

من كان یخضب جیده بدموعھ<br />

إلى آخر الأبیات.‏<br />

لعلمت أنّك بالعبادة تلعب<br />

فنحورنا بدمائنا تتخضب<br />

ولو أبصرھم عابد الحرمین وأبصر دعواتھم ھذه المعوجة فلعلھ<br />

یقول:‏ ‏(الحمد الذي عافاني مما ابتلاكم بھ وفضلني على كثیر ممن خلق<br />

تفضیلاً‏<br />

وأنا أقول:‏ شتان بین دعواتكم وطرائقكم ھذه وبین جھاد ابن المبارك<br />

وأولئك الصالحین،‏ حتى تنافسوا بھا عبادة الصالحین..‏ بل وربما لو أبصر<br />

ابن المبارك دعواتھم ھذه لأرسل للفضیل یقول:‏<br />

یا عابد الحرمین لو أبصرتھم<br />

لحمدت أنك بالعبادة غائب<br />

(36)<br />

منبر التوحید والجھاد

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!