ملة إبراهيم ودعوة الأنبياء والمرسلين
Mektebe -> Arapça Kitablar -> Akide
Mektebe -> Arapça Kitablar -> Akide
Create successful ePaper yourself
Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.
<strong>ملة</strong> إبراھیم<br />
* وھكذا كان خاتم الأنبیاء والمرسلین صلوات الله وسلامھ علیھ وھو<br />
الذي جاء في وصفھ أنھ "فرق بین الناس" رواه البخاري، وفي روایة:<br />
"فرّ ق بین الناس". فقد استجاب لأمر الله تعالى باتباع <strong>ملة</strong> إبراھیم علیھ<br />
السلام، فما سكت عن الشرك وأھلھ أو داھنھم أو جاملھم أو غیر ذلك.. بل<br />
كان في مكة على قلة اتباعھ. واستضعافھم یعلن براءتھ من الكفار<br />
ومعبوداتھم الباطلة.. ویسفھھا ویقول كما أمره الله تعالى أن یقول متبرءاً<br />
من الشرك ومصرحاً بكفر أھلھ وبراءتھم من دینھ وبراءة دینھ منھم:<br />
{قل یا أیّھا الكافرون. لا أعبد ما تعبدون. ولا أنتم عابدون ما أعبد.<br />
ولا أنا عابد ما عبدتم. ولا أنتم عابدون ما أعبد لكم دینكم ولي دین}<br />
[الكافرون: 6-1]. ویصرح لھم بأنھ ثابت على طریقتھ ھذه بريء ممن<br />
خالفھا وأنھ من المؤمنین الذین ھم أعداء لھم ولدینھم: قل یا أیّھا الناس إن<br />
كنتم في شك من دیني فلا أعبد الذین تدعون من دون الله ولكن أعبد الله<br />
الذي یتوفاكم وأمرت أن أكون من المؤمنین [یونس: 104]. ویقول تعالى<br />
مخاطباً لھ: {وإن كذبوك فقل لي عملي ولكم عملكم أنتم بریئون مما أعمل<br />
وأنا بريء مما تعملون} ویقول سبحانھ معلماً المؤمنین أن یقولوا: {الله<br />
ربنا وربكم لنا أعمالنا ولكم أعمالكم} [الشورى:<br />
}<br />
.[51<br />
{<br />
جاء في الحدیث الصحیح الذي رواه أبو داود وغیره أن رسول الله<br />
صلى الله علیھ وسلم قال لأحد أصحابھ: (إقرأ {قل یا أیّھا الكافرون}، ثم نم<br />
على خاتمتھا فإنھا براءة من الشرك). وجاء في "رسالة أسباب نجاة<br />
السؤول من السیف المسلول" ما ملخصھ: "إن كلمة الإخلاص (لا إلھ إلا<br />
الله) قُیّدت بقیود ثقال فإمام الحنفاء صلى الله علیھ وسلم لم یكتف بمجرد<br />
قولھا ولم تتم لھ المحبة والموالاة وھو إمام المحبین إلا بالمعاداة. كما یخبر<br />
تعالى عنھ: {أفرأیتم ما كنتم تعبدون أنتم وآباؤكم الأقدمون فإنھم عدو لي<br />
إلا رب العالمین} [الشعراء: 77]، وھذا ھو معنى قول (لا إلھ إلا الله) كما<br />
قال تعالى: {وإذ قال إبراھیم لأبیھ وقومھ إنني براء مما تعبدون إلا الذي<br />
فطرني فإنھ سیھدین وجعلھا كلمة باقیة في عقبھ لعلھم یرجعون}<br />
[الزخرف: 28]، فأورثھا إمام الحنفاء صلى الله علیھ وسلم لأتباعھ یتوارثھا<br />
الأنبیاء بعضھم عن بعض فلما بعث نبینا محمد صلى الله علیھ وسلم أمره<br />
الله بقولھا كما قالھا أبونا إبراھیم فأنزل الله عز وجل بھا سورة كا<strong>ملة</strong> ھي<br />
سورة الكافرون" اھ. من مجموعة التوحید.<br />
وقد صدع بھا النبي صلى الله علیھ وسلم وأعلنھا وما كتمھا، وتحمل<br />
ھو وأصحابھ ما نالھم من أذى على ذلك وما داھنھم لأجل ذلك، وحاشاه من<br />
أن یداھنھم، وإنما كان یثبت أولئك المؤمنون ویذكرھم بوعد الله تعالى<br />
وجنتھ، وبمواقف أھل الثبات ممن كانوا قبلھم، كقولھ: (صبراً آل یاسر فإن<br />
موعدكم الجنة) رواه الحاكم وغیره.<br />
وقولھ لخباب: (قد كان من قبلكم یؤخذ الرجل فیحفر لھ في الأرض<br />
فیجعل فیھا، ثم یؤتى بالمنشار فیوضع على رأسھ فیجعل نصفین، ویمشط<br />
(40)<br />
منبر التوحید والجھاد