ملة إبراهيم ودعوة الأنبياء والمرسلين

More documents

Recommendations

Info

ملة إبراھیم بالواقع..‏ وأنھم كانوا متطرفین متسرعین..‏ مع أن الله عز وجل قد زكاھم وأمرنا بالتأسي بھم..‏ فقال:‏ ‏{قد كانت لكم أسوة حسنة في إبراھیم والذین معھ}‏ ‏[الممتحنة:‏ 4]، وقال سبحانھ:‏ ‏{ومن أحسن دیناً‏ ممن أسلم ‏}[النساء:‏ وھو محسن واتبع ملة إبراھیم حنیفاً‏ واتخذ الله إبراھیم خلیلاًوجھھ 125]، ونزه سبحانھ إبراھیم من السفھ فوصفھ بالرشد فقال:‏ ‏{ولقد آتینا إبراھیم رشده من قبل وكنا بھ عالمین}‏ ‏[الأنبیاء:‏ 51]، ثم ذكر دعوتھ،‏ بل بیّن سبحانھ كما قدمنا أن ملة إبراھیم لا یرغب عنھا إلا السفیھ..‏ وأنى للسفیھ حكمة الدعوة ووضوح التصورات وصحة المنھج واستقامة الطریق المزعومة..؟؟ (33) منبر التوحید والجھاد
ملة إبراھیم فصل واعلم ثبّتنا الله وإیّاك على صراطھ المستقیم أن ھذه البراءة والعداوة التي تقتضي ملة إبراھیم إعلانھا وإبداءھا لأھل الكفر ومعبوداتھم،‏ تكلف الكثیر الكثیر..‏ فلا یظن ظان أن ھذه الطریق مفروشة بالورد والریاحین أو محفوفة بالراحة والدعة،‏ بل ھي والله محفوفة بالمكاره والابتلاءات..‏ ولكن ختامھا مسك وروح وریحان ورب غیر غضبان..‏ ونحن لا نتمنى البلاء لأنفسنا ولا للمسلمین،‏ ولكن البلاء ھو سنة الله عز وجل في ھذه الطریق،‏ لیمیز بھ الخبیث من الطیب،‏ فھي الطریق التي لا ترضي أصحاب الھوى والسلطان لأنھا مصادمة صریحة لواقعھم،‏ وبراءة واضحة من معبوداتھم وشركیاتھم..‏ أما غیر ھذه الطریق،‏ فإنك تجد أصحابھا في الغالب مترفین وللدنیا راكنین،‏ لا یبدو علیھم أثر البلاء،‏ لأن المرء إنما یبتلى على قدر دینھ،‏ فأشد الناس بلاء الأنبیاء ثم الأمثل فالأمثل..‏ وأتباع ملة إبراھیم من أشد الناس بلاء لأنھم یتبعون منھج الأنبیاء في الدعوة إلى الله..‏ كما قال ورقة بن نوفل للنبي صلى الله علیھ وسلم:‏ ‏(لم یأت رجل قط بمثل ما جئت بھ إلا عودي..)‏ رواه البخاري..‏ فإن رأیت في زماننا من یزعم أنھ یدعو لمثل ما كان یدعو إلیھ النبي صلى الله علیھ وسلم وبمثل طریقتھ،‏ ویدعي أنھ على منھجھ،‏ ولا یعادى من أھل الباطل والسلطان،‏ بل ھو مطمئن مرتاح بین ظھرانیھم..‏ فانظر في حالھ..‏ إما أن یكون ضالاً‏ عن الطریق..‏ لم یأت بمثل ما جاء بھ النبي صلى الله علیھ وسلم واتخذ سبلاً‏ معوجة..‏ أو یكون كاذباً‏ في دعواه یتزیا بما لیس ھو أھلاً‏ أن یتزیّا بھ،‏ إما لھوى مطاع وإعجاب كل ذي رأي برأیھ..‏ أو لدنیا یصیبھا كأن یكون جاسوساً‏ وعیناً‏ لأصحاب السلطان على أھل الدین..‏ وھذا الذي قالھ ورقة للنبي صلى الله علیھ وسلم ھو الذي كان مقرراً‏ في نفوس الصحابة عندما بایعوا النبي صلى الله علیھ وسلم ، حیث وقف أسعد بن زرارة یذكرھم ویقول:‏ ‏(رویداً‏ یا أھل یثرب،‏ إن إخراجھ الیوم مفارقة للعرب كافة،‏ أو قتل خیاركم وأن تعضكم السیوف،‏ فإما أنتم قوم تصبرون على ذلك،‏ فخذوه وأجركم على الله،‏ وإما أنتم قوم تخافون من أنفسكم خیفة فذروه،‏ فبینوا ذلك فھو أعذر لكم عند الله)‏ رواه الإمام أحمد والبیھقي.‏ فتأمل ھذا جیداً‏ فإننا في أمس الحاجة إلیھ في ھذه الأیام التي تلبس فیھا كل من ھبّ‏ ودبّ‏ بلباس الدعوة والدعاة..‏ فارجع إلى نفسك وزنھا،‏ واعرض علیھا ھذا الطریق وحاسبھا على تقصیرھا في ذلك،‏ فإما أن تكون من قوم یصبرون على ذلك فخذھا بحقھا واسأل الله عز وجل أن یثبتك على ما یعقبھا من بلاء..‏ أو إنك من قوم یخافون من أنفسھم خیفة ولا ترى من نفسك القدرة على القیام والصدع بھذه الملة فذر عنك التزیي بزي الدعاة وأغلق علیك بیتك وأقبل على خاصة أمرك ودع عنك أمر العامة..‏ أو اعتزل في شعب من الشعاب بغنیمات لك..‏ فإنھ والله كما قال أسعد بن زرارة أعذر لك عند الله،‏ نعم إن ذلك أعذر لك عند الله من أن تضحك على (34) منبر التوحید والجھاد
Page 1 and 2: ملّة إبراھیم ودعوة
Page 3 and 4: ملة إبراھیم مقدمة ا
Page 5 and 6: ملة إبراھیم فلیس فی
Page 7 and 8: ملة إبراھیم دعوتھ،
Page 9 and 10: ملة إبراھیم وقال عب
Page 11 and 12: ملة إبراھیم - وفجار
Page 13 and 14: ملة إبراھیم بسم الل
Page 15 and 16: لا(‏ ملة إبراھیم - و
Page 17 and 18: ملة إبراھیم عدم منع
Page 19 and 20: ملة إبراھیم - * ویقو
Page 21 and 22: ملة إبراھیم - وشراي
Page 23 and 24: ملة إبراھیم :[4 48 * یق
Page 25 and 26: ملة إبراھیم بالطبع
Page 27 and 28: ملة إبراھیم . - - - زم
Page 29 and 30: ملة إبراھیم مداھنة
Page 31 and 32: ملة إبراھیم ε تعلمن
Page 33: ملة إبراھیم * یقول ا
Page 37 and 38: ملة إبراھیم ...( ... ‏(
Page 39 and 40: ملة إبراھیم فصل نعم
Page 41 and 42: ملة إبراھیم * وھكذا
Page 43 and 44: ملة إبراھیم * یقول ا
Page 45 and 46: ملة إبراھیم ε ومع ذ
Page 47 and 48: ملة إبراھیم { وإن سم
Page 49 and 50: ملة إبراھیم أو الدی
Page 51 and 52: ملة إبراھیم وقبل ذل
Page 53 and 54: ملة إبراھیم ‏"وھكذ
Page 55 and 56: ملة إبراھیم - - الكا
Page 57 and 58: ملة إبراھیم ) یكلفن
Page 59 and 60: ملة إبراھیم * وأخیر
Page 61 and 62: ملة إبراھیم فصل من
Page 63 and 64: ملة إبراھیم . للمجر
Page 65 and 66: ملة إبراھیم * ومن ذل
Page 67 and 68: ملة إبراھیم ألاعیب
Page 69 and 70: ملة إبراھیم أعظم ن
Page 71: ملة إبراھیم إشغالھ

ملة إبراهيم ودعوة الأنبياء والمرسلين

Create successful ePaper yourself

Delete template?

Save as template?