ملة إبراهيم ودعوة الأنبياء والمرسلين
Mektebe -> Arapça Kitablar -> Akide
Mektebe -> Arapça Kitablar -> Akide
Create successful ePaper yourself
Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.
<strong>ملة</strong> إبراھیم<br />
تعالى ذكر لنا حال إبراھیم صلى الله علیھ وسلم ومن معھ من المؤمنین مع<br />
قومھم، وكیف تبرؤوا منھم وأظھروا لھم العداوة والبغضاء.. وأنھ سبحانھ<br />
قال قبل ذكر موقفھم ھذا مباشرة: {قد كانت لكم أسوة حسنة في إبراھیم<br />
والذین معھ} [الممتحنة: 4]، وقال سبحانھ بعد ذلك أیضاً: {لقد كان لكم<br />
فیھم أسوة حسنة لمن كان یرجو الله والیوم الآخر} [الممتحنة: قال<br />
سبحانھ.. وتنبھ لما قال: {ومن یتول فإن الله ھو الغني الحمید} [الممتحنة:<br />
6]، وعلمت أیضاً أن ھذا ھو أصل <strong>ملة</strong> إبراھیم التي نقصدھا وندعو إلیھا<br />
ونرى أكثر أھل الأرض مقصرین فیھا.. وعلمت أنھا الطریق الذي فیھ<br />
نصر الله عز وجل وإعزاز دینھ وتحطیم الشرك وأھلھ.. وإذا كان الأمر<br />
كذلك.. فالرد على ھذه الطریق إذاً یكون بأن یصحح ذلك الشیخ عبارتھ<br />
المذكورة فیقول: (إن النبي صلى الله علیھ وسلم مكث ثلاث عشرة سنة في<br />
مكة بین تلك الأصنام لا یتبرأ منھا ولا یظھر الكفر بھا والعداوة لھا) لیقال<br />
لھ بعدھا؛ عد نفسك نصرانیاً أو یھودیاً أو مجوسیاً، أو ما شئت، أما <strong>ملة</strong><br />
الإسلام فقل لھا علیك السلام...<br />
6]، ثم<br />
ونقول: أما تحطیم الأصنام حقیقة وحسیاً كما فعل إبراھیم فقد صح<br />
عن النبي صلى الله علیھ وسلم أنھ فعل شیئاً منھ حینما تمكن من ذلك وقدر<br />
علیھ في غفلة من كفار قریش، ولا أعني بعد الفتح بل في مكة في عھد<br />
الاستضعاف، كما روى الإمام أحمد وأبو یعلى والبزار بإسناد حسن عن<br />
علي بن أبي طالب رضي الله عنھ قال: (انطلقت أنا والنبي صلى الله علیھ<br />
وسلم حتى أتینا الكعبة، فقال لي رسول الله صلى الله علیھ وسلم اجلس<br />
وصعد على منكبي فذھبت لأنھض بھ فرأى مني ضعفاً فنزل وجلس لي<br />
نبي الله صلى الله علیھ وسلم وقال: اصعد على منكبي. قال فصعدت على<br />
منكبیھ، قال فنھض بي قال فإنھ یخیل إلي أني لو شئت لنلت أفق السماء<br />
حتى صعدت على البیت وعلیھ تمثال صفر أو نحاس فجعلت أزاولھ عن<br />
یمینھ وشمالھ وبین یدیھ ومن خلفھ، حتى إذا استمكنت منھ قال لي رسول<br />
الله صلى الله علیھ وسلم: اقذف بھ فقذفت بھ فتكسر كما تتكسر القواریر، ثم<br />
نزلت فانطلقت أنا ورسول الله صلى الله علیھ وسلم نستبق حتى توارینا<br />
بالبیوت خشیة أن یلقانا أحد من الناس) وبوّ ب لھ الھیثمي في مجمع الزوائد:<br />
(باب تكسیره صلى الله علیھ وسلم الأصنام) وذكر روایة (كان على الكعبة<br />
أصنام فذھبت أحمل رسول الله صلى الله علیھ وسلم فلم أستطع فحملني<br />
فجعلت أقطعھا...) وفي روایة زاد (فلم یوضع علیھا بعد، یعني شیئاً من<br />
تلك الأصنام) قال: ورجال الجمیع ثقات.. وذكره أبو جعفر الطبري في<br />
(تھذیب الآثار) وتكلم على بعض الفوائد الفقھیة فیھ، أنظر ص236 إلى<br />
ص243 من مسند علي فیھ..<br />
لذلك فنحن لا نتحرج أبداً من القول بأن ذلك مطلوب منا أیضاً حال<br />
القدرة علیھ في عھد الاستضعاف وغیره.. سواء كان ذلك الصنم تمثالاً أو<br />
قبراً أو طاغوتاً أو نظاماً.. أو غیره، حسب تنوع الصور واختلافھا في كل<br />
زمان ومكان.. وأقصد بذلك الجھاد والقتال وھو أعلى مراتب إظھار العداوة<br />
والبغضاء لأعداء الله...<br />
(43)<br />
منبر التوحید والجھاد