ملة إبراهيم ودعوة الأنبياء والمرسلين
Mektebe -> Arapça Kitablar -> Akide
Mektebe -> Arapça Kitablar -> Akide
Create successful ePaper yourself
Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.
<strong>ملة</strong> إبراھیم<br />
"وھكذا فلا بد أن یقف أصحاب الدعوة من قومھم موقف المفاصلة<br />
الكا<strong>ملة</strong>.. ویوم تتم ھذه المفاصلة یتحقق وعد الله بالنصر لأولیائھ والتدمیر<br />
على أعدائھ.. ففي تاریخ الدعوة إلى الله على مدار التاریخ، لم یفصل الله<br />
بین أولیائھ وأعدائھ إلا بعد أن فاصل أولیاؤه أعداءه على أساس العقیدة،<br />
فاختاروا الله وحده.. وأصحاب الدعوة إلى الله لھم أسوة حسنة في رسل<br />
الله... وإنھ لینبغي لھم أن تمتلىء قلوبھم بالثقة حتى تفیض.. وإن لھم أن<br />
یتوكلوا على الله وحده في وجھ الطاغوت أیاً كان.. ولن یضرھم الطاغوت<br />
إلا أذى.. ابتلاء من الله لا عجزاً منھ سبحانھ عن نصرة أولیائھ، ولا تركاً<br />
لھم لیسلمھم إلى أعدائھ، ولكنھ الابتلاء الذي یمحص القلوب والصفوف.. ثم<br />
تعود الكرّ ة للمؤمنین.. ویحق وعد الله لھم بالنصر والتمكین..." اھ. من<br />
الظلال بتصرف.<br />
* ولتعلم أخیراً أن الناس مع ھذا الحق أقسام:<br />
* رجل ثابت صادع ب<strong>ملة</strong> إبراھیم وبدین جمیع المرسلین على النحو<br />
الذي تقدم لا یخاف في الله لومة لائم، فھذا من الطائفة الظاھرة المنصورة<br />
وھو الداعي إلى الحق الذي یخالط الناس ویصبر على أذاھم، وھو الذي<br />
یفوز بكرامة الدارین، والذي یقول تعالى فیھ: {ومن أحسن قولاً ممّن دعا<br />
إلى الله وعمل صالحاً وقال إنني من المسلمین} [فصّلت:<br />
المعنيّ بحدیث: (المؤمن الذي یخالط الناس ویصبر على أذاھم خیر...)؟<br />
33]، وھو<br />
وإنما حصل لھ الأذى لأنھ جاء بمثل ما جاء بھ المرسلون.. لا یداھن<br />
أھل الباطل ولا یركن إلیھم أو یرضى بباطلھم بل یتبرأ منھم ویظھر العداوة<br />
لھم ویھجر كل ما یعینھم على باطلھم من منصب ووظیفة أو عمل أو<br />
طریق، ومن كانت ھذه حالھ لا یأثم بإقامتھ في مجتمعاتھم ودیارھم ولا<br />
تجب علیھ الھجرة من أي بلد كان. یقول الشیخ حمد بن عتیق في الدرر<br />
السنیة عند كلامھ على قولھ تعالى: {قد كانت لكم أسوة حسنة في إبراھیم<br />
والذین معھ…} [الممتحنة: 4] الآیة، ومعنى قولھ: {بدا} أي ظھر وبان<br />
والمراد التصریح باستمرار العداوة والبغضاء لمن یوحد ربّھ، فمن حقق<br />
ذلك علماً وعملاً وصرح بھ حتى یعلمھ منھ أھل بلده لم تجب علیھ الھجرة<br />
من أي بلد كان، وأما من لم یكن كذلك بل ظن أنھ إذا تُرك یصلي ویصوم<br />
ویحج سقطت عنھ الھجرة، فھذا من الجھل بالدین وغفول عن زبدة رسالة<br />
المرسلین…) اھ. ص199 من جزء الجھاد وھذا القسم من الناس إذا<br />
صدع بالحق وھُدّد بالقتل والتعذیب ولیس ثَمّ بلد یھاجر إلیھا فلھ أسوة حسنة<br />
في أھل الكھف الذین شحّوا بدینھم وفرّ وا بھ إلى الجبال.. وأسوة أخرى<br />
بأصحاب الأخدود الذین حرقوا في سبیل عقیدتھم وتوحیدھم وما وھنوا وما<br />
استكانوا.. وأسوة بأصحاب النبي الذین ھاجروا وجاھدوا وقاتلوا وقتلوا<br />
وكفى بربك ھادیاً ونصیراً.<br />
ولولاھم كادت تمید بأھلھا<br />
ولكن رواسیھا وأوتادھا ھم<br />
(52)<br />
منبر التوحید والجھاد