01.06.2014 Views

The Diabetologist #5

طبيب السكري - العدد 5

طبيب السكري - العدد 5

SHOW MORE
SHOW LESS

Create successful ePaper yourself

Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.

طبيب السكري<br />

أنا أتغافل عن كثير .. فهل تفعلون مثلي ؟<br />

في حياتنا الكثير من األمور التي ال تستحق أن نضيع من أجلها أجمل اللحظات فماذا<br />

لو تغافلنا عنها وتعايشنا معها ؟<br />

فقد قيل عند العرب .. ليس الغبي بسيد في قومه .. لكن سيد قومه املتغابي<br />

وهذا ما أكده اإلمام أحمد بن حنبل رحمه الله في قوله:‏ تسعة أعشار حسن اخللق في<br />

التغافل,‏ ومعنى التغافل تكلف الغفلة مع العلم واإلدراك ملا يتغافل عنه،‏ تكرما وترفعا عن<br />

سفاسف األمور،‏ وهذا يعني أنك تعي وتدرك أن هناك شيئا ما ..<br />

ولكنك تتجاهله كما كان يفعل سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه حيث مدح في<br />

وصفه بأنه كان في بيته كالثعلب وخارجه كالليث،‏ أي أنه كان كاملتناوم املغضي عينا<br />

عن مجريات األحداث التي تقع حوله،‏ مع إدراكه وعلمه بها إكراما ألهله وأال يوقعهم في<br />

حرج وأال يرون منه التتبع الذي يرهق شعورهم ويشد أحاسيسهم.‏<br />

إنه التغاضي الكرمي حتى ال يحرج املشاعر،‏ أو يكسر اخلاطر وهذا بالطبع في غير<br />

املعاصي ومغاضب الله ،‏ وهذا عني ما أشار إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم،‏ حني<br />

قال:‏ ‏)ال يفرك مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقا رضي منها آخر(‏ رواه مسلم،‏ وهذا الكالم<br />

ينطبق في جميع عالقاتنا حتى نصل بعواقب األمور إلى طريق الرشاد.‏<br />

فقط علينا أن نتذكر كيف نضع األشياء واملصطلحات في مكانها الصحيح،‏ إذ من غير<br />

املعقول أن نتغافل عن اجلمال واملزايا من حولنا وفيمن حولنا،‏ كما أنه من غير املعقول<br />

أن نستعمل املمحاة حملي اإلجابات الصحيحة.‏<br />

فضل اهلل ..<br />

وفضل أم جعفر..!!‏<br />

هوامش سكرية<br />

قرأت مما يؤثر عن السلف الصالح،‏ أنه حدث في زمن اخلليفة هارون الرشيد<br />

أن رجلني جلسا وقد ذهب بصرهما على طريق أم جعفر زبيدة العباسية زوجة<br />

هارون الرشيد ملعرفتهما بكرمها،‏ فكان أحدهما يقول:‏ اللهم ارزقني من فضلك..‏<br />

وكان اآلخر يقول:‏ اللهم ارزقني من فضل أم جعفر..‏<br />

وكانت أم جعفر تعلم ذلك منهما وتسمع،‏ فكانت ترسل ملن طلب فضل الله درهمني،‏ وملن<br />

طلب فضلها دجاجة مشوية في جوفها عشرة دنانير،‏ وكان صاحب الدجاجة يبيع<br />

دجاجته لصاحب الدرهمني،‏ بدرهمني كل يوم،‏ وهو ال يعلم ما في جوفها من دنانير،‏<br />

وأقام على ذلك عشرة أيام متوالية،‏ ثم قدمت أم جعفر عليهما..‏<br />

وقالت لطالب فضلها:‏ أما أغناك فضلنا ياهذا؟ قال:‏ وما هو؟<br />

قالت مائة دينار في عشرة أيام..‏<br />

قال:‏ ال،‏ بل دجاجة كنت أبيعها لصاحبي بدرهمني.‏<br />

فقالت:‏ هذا طلب من ارجتى ‏"فضل أم جعفر"‏ فحرمه الله،‏<br />

وذاك طلب من ارجتى ‏"فضل الله"‏ فأعطاه الله<br />

وأغناه.‏<br />

العدد ‏)الخامس(‏ < أكتوبر - نوفمبر 91 2011

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!