13.07.2015 Views

Naguib Mahfouz

Naguib Mahfouz

Naguib Mahfouz

SHOW MORE
SHOW LESS

Create successful ePaper yourself

Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.

على الكرسي الصغيرالواطيء الذي لا مساند لهالمعد للزبائن اثناء اخذ القياسلاحذيتهم وتجريبها على اقدامهم،‏ وكشفت أمامك وجههاالذي استخدمت في تزيينه كل فنون المكياج فبدا مثل وجوهالعرائس،‏ مغريا بالوانه الساطعةثم فتحت اللحاف عن صدرها وكشفت لك عن جمال واستدارةنهديها،‏ وعندما رأتك ترتعش رهبة ودهشة مما سمعت ورأيتسألتك وهي تضحك ان تلمسهما اذا اردتبعد ان حانت منها التفاتة إلى اليمين وأخرىإلى الشمال تطمئن إلى خلو المكان من الفضوليينتريدك ان تعرف ان هذه النهديناللذين ارعشاك وارعباك ليسا وحشين صغيرين سيعضانكراتك تدير وجهك عنها رافضا عرضها فابدت استغرابها كيفلشاب في مثل عمرك ان يقاوم اغراء هذين النهدينثم نهضت وغادرت الدكان غاضبة ، واثقةبانك مصاب بمرض ينتقص من رجولتك ، بينما رأيتانت في امرأة سيدي عمرانصورة مجسدة للشيطان الذي يفسد على الناس ايمانهمويقودهم عبر طريق الضلال إلى ابواب الجحيملقد عشت قبل ان تخرج من القرية تجربةمريرة من هذ النوع عندما استجبت لضعفكازاء دعوة تلك الصبية السمراءوجاء عقاب االله عاجلا لا آجلا عندما افتضح سركوخرجت من بلدتك مطرودا منبوذاولا تريد لهذه الخطيئة ان تحدث مرة أخرىولا لمثل ذاك العقاب ان يلاحقك في المكانالذي وجدت فيه ملاذاآمنا بعد أيام من العنت والعناءبقيت لزمن طويل،‏ رغم الامتناع عن رتكاب الخطيئةاسير ذينك النهدين وسحرهما ولم تعرف وسيلة

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!