13.07.2015 Views

Naguib Mahfouz

Naguib Mahfouz

Naguib Mahfouz

SHOW MORE
SHOW LESS

Create successful ePaper yourself

Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.

لتكسر روتين العمل البطيء المكرورتحمل صحن الغذاء لوالدهافيدعوك لمشاركته الطعام الذي غالبا ما يكون طبقامن المكرونة أو الرشتة أو الكسكسي أو طبيخة الفاصوليا أو البازلياوقد جاء هذا الصحن مرة وفيه قطعتان صغيرتان من اللحمتؤكد ان أهل البيت عملوا لك حسابا عند اعداد الطبقورغم انها تأتي وقد ارتدت فراشيتهاواطالت الطرف الذي يسقط على وجههاإلا أنه لم يكن صعبا عليك ان ترىاثناء وضعها للطبق ، ملامح هذا الوجه الذي وجدته جميلابريئا كوجوه الاطفالوجها حنطيا مستديرا يتوهج القا وبهجة ويتلألأ بدلائل النعمةشيء مبهج مفرح ينطق به الوجه لا تدرك له تفسيرالعله هذه الابتسامة التي لا تفارق الوجهأو هاتان الغمازتان اللتان تضيفان إلى ابتسامة الثغرابتسامتين على الخدينتأتي مبتسمة وتمضي مبتسمة وتلقي تحيتها وهي مبتسمةدون ان تبقى غير لحظة قصيرةفهي تترك لكما الطعام ولا تأخذ الصحن الفارغ الا في اليوم التاليأو في يوم بعده عند احضارها للوجبة التاليةوهناك دائما فضلة اكل تبقى في الصحنتعود أنت إليها اثناء الليل وتنظف لها الصحنفتجده ثريا عندما تأتي نظيفا خاليا من بقايا الطعاملم يكن في حياتك ما يستحق عناء الانتظارسوى تلك الهنيهات القصيرة العذبةعندما تأتي ثريا وتشرق ابتسامتها بين النعاللم تكن في البداية قد انتبهت إلى سر الجاذبية في وجههالأنك كنت لا ترفع رأسك نحوها إلا لتضعه في الأرضخجلا ورهبة من والدهاثم تدريجيا صرت تطيل النظر إليها

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!