رسائل بولس - Muhammadanism

نوإ
© Muhammadanism.org — All Rights Reserved
٦٥٢
» الملء ،«
» السر ،«
وسر الكنيسة في البشرية.‏ فالأفسسية رسالة والكولوسية رسالة
ورد التعبيران في الرسالتين،‏ كان محور الكولوسية المسيح،‏ فجاء محور الأفسسية الكنيسة.‏
كانت الرومانية تعميمعا ً لتعليم الغلاطية،‏ باسم رومة عاصمة المسكونة؛ وجاءت
الأفسسية،‏ باسم أفسس عاصمة »، تعميما ً لتعليم الكولوسية.‏
» آسيا
وكما أن تفصيل العقيدة في الرومانية نبع من الدفاع عنها في الغلاطية،‏ في نتيجة
سيكولوجية محتومة؛ كذلك كان تفصيل العقيدة في الأفسسية نتيجة سكولوجية محتومة،‏
فرضتها ظروف الدفاع عنها في الولاية كلها.‏ وهذا التلاحم في الظروف الموضوعية
والمكانية والزمانية والسيكولوجية،‏ ما بين الكولوسية والأفسسية يدفع الشبهة التي قامت على
صحة الرسالة إلى الأفسسيين.‏
والشبهة مزدوجة،‏ صغرى وكبرى.‏
الشبهة الصغرى:‏ هل الرسالة الأفسسية كانت موجهة حقا ً إلى الأفسسيين؟ والشبهة
الكبرى:‏ هل بولس هو حقا ً صاحب هذه الرسالة؟ ومن هو،‏ عند الشك،‏ ذلك العبقري الذي فاق
معلمه الجبار بولس؟ وكيف سطا على الرسالة الكولوسية،‏ فاقتبس منها التعبير والتفكير،‏ مع
بعض المفارقات فيهما،‏ بها يفتضح أمره،‏ ويظهر سره؟ وكيف انطلى ذلك على الكنيسة،‏
وخصوصا ً على مدرسة يوحنا الرسول في أفسس وولايتها،‏ وقد قامت مدى ماية سنة بعد
بولس؟ ولم يرشح منها تنديد ولا تعزير،‏ بل سكتت على التزوير!‏ منطق لسان الحال،‏ مع واقع
التاريخ،‏ يشير بأنه،‏ كما أوجز بولس دعوته في العهد الأول برسالة جامعة لإنجيله الكلامي
باسم الرومانيين،‏ قد أوجز دعوته في العهد الثاني برسالة جامعة لإنجيله الصوفي باسم
الأفسسيين وسنرى كيف ظل مكان الاسم خاليا ً منه حتى القرن الرابع.‏ وقد راسل بولس كل
العواصم التي بش ّر فيها:‏ فكيف يهمل أفسس،‏ » نور آسيا « التي افتتح فيها منبرا ً رسميا ً للتعليم
١٠)، حتى شعت
المسيحي العالي،‏ بمدرسة الأستاذ تيرن ّس سنتين
المسيحية في ولاية كلها عن طريق المثقفين والتجار والدعاة مثل ابفراس راعي
كولوسي،‏
» مدة « ‏(أع ٩ :١٩
» آسيا «