رسائل بولس - Muhammadanism

© Muhammadanism.org — All Rights Reserved
٧٣٧
بعدهما وبعد الحرب السبعينية بين اليهود والرومان.‏ ولم تحفظ لنا بيئة من آثار رسل المسيح
شيئا ً إلا ّ هذه البيئة.‏ وبعد استشهاد بطرس.‏ ظل بولس وحده فيها المرجع الأوحد للمسيحية.‏
ونرى حول بولس ثابتين إلى النهاية أعوانه الرسوليون:‏ تيموتاوس وتيطس ولوقا
ومرقس.‏ فهم الذين تسلموا منه دفة الكنيسة من بعده.‏ وقد جمعهم أسره الثاني واستشهاده،‏ في
رومة.‏ لذلك ظلت صورة بولس وهو لم يؤسس المسيحية في رومة،‏ ولم يدع فيها إلا ّ أسير ًا
مساوية في الكرامة لصورة بطرس زعيم المسيحية في رومة.‏
وبعد انهيار العالم الإسرائيلي في الحرب السبعينية،‏ وهدوء الاضطهاد الروماني
للمسيحية بهلاك الطاغية نيرون،‏ قامت الفرقة الرسولية الرباعية الأمينة على التراث الإنجيلي
والبولسي،‏ بمعاونة مجلس الأساقفة والكهنة برومة وأفسس بجمع رسائل بولس ونشر الإنجي َلين
اللذين كتبهما مرقس ولوقا على حياة بطرس،‏ وعلى حياة بولس؛ مع ترجمة للإنجيل بحسب
متى الذي كان يحفظه النصارى اليهود الموجه إليهم بلغتهم.‏ وذلك في العقد الذي تلا
الاضطهاد والحرب،‏ ما بين فالكتابة قبل الحرب،‏ والنشر بعدها.‏
٧٠ .٨٠
ومع هذا النشاط الأدبي،‏ قاموا بنشاط رسولي لتنظيم الكنائس وحمايتها من الضلال،‏
بحسب تعليمات بولس إليهم.‏
وهذه التعليمات الرسولية نجدها مجموعة في الرسائل الراعوية الثلاث.‏
١
لقد كانت حالة الكنيسة العامة،‏ منذ صدور الأمر الإمبراطوري ، بتحريم المسيحية
في الدولة،‏ مهددة مضعضعة.‏ ونجا بولس من الاستشهاد مع بطرس،‏ بسفره إلى
العالم « أي أسبانيا.‏ ولما تلهى الطاغية بحرب اليهود،‏ تسل ّل بولس إلى كنائسه في الشرق.‏
فمن البديهة أن يكون همه تنظيم الكنائس بتسليم سلطانه الرسولي إلى أعوانه وخلفائه من بعده،‏
خصوصا ً وقد شاهد قيام التعاليم المنحرفة،‏ بسبب الدعايات المختلفة.‏
أمر نيرون:‏ » ممنوع وجود مسيحيين
» أطراف
Non licet esse christianos :«
(١)