رسائل بولس - Muhammadanism

© Muhammadanism.org — All Rights Reserved
٣٨٤
تلك هي العلاقة بين الإنجيل والشريعة،‏ في تفصيل بولس لإنجيل المسيح.‏
المسيحية من الموسوية كانت مأساة عانتها الجماعة الرسولية.‏
●
لكن تحرير
رابع ًا:‏
مأساة تحرير المسيحية من الموسوية
المشكل الأول والأكبر الذي واجه المسيحية في نشأتها،‏ كان في فهم علاقة المسيحية
بالموسوية،‏ الممثلة بالشريعة،‏ وشعارها الختان.‏ وتحول المشكل إلى صراع بين الجماعة
الرسولية؛ ثم إلى مأساة بين المسيحيين الأمميين الذين يأنفون من الشريعة القومية ومن
شعارها الختان،‏ وبين النصارى من بني إسرائيل الذين يرغبون في إقامة التوراة والإنجيل.‏
مشكل في العقيدة،‏ ومشكل في الرسالة جميع ًا.‏
وفي وجدان الجماعة الرسولية،‏ الذين كانوا مخلصين بكل براءة في يهوديتهم،‏
وصاروا مخلصين بكل غيرة في مسيحيتهم،‏ تحول المشكل الإيماني إلى مأساة وجدانية،‏
وأزمة ضمير،‏ نشعر بخطورتهما في رسائل بولس.‏ وقد بدأت تظهر علاماتهما في الرسالة
الغلاطية،‏ بعد تحديد العقيدة بتحرير المسيحية من الموسوية في مؤتمر الرسل.‏ وكان خلاف
أنطاكية آلم فصل من تلك المأساة؛ وملاحقة بولس إلى أنطاكية وغلاطية وفيليبي وكورنثس،‏
فصول المأساة،‏ التي نرى خاتمتها الموقتة في الرسالة الرومانية،‏ ريثما يتم الشقاق بين
» النصرانية « والمسيحية بعد العهد الرسولي.‏
فليس من السهل على الإسرائيلي المخلص الذي يؤمن بالإنجيل أن يتنك ّر لقوميته،‏
وشعارها الشريعة والختان،‏ فيتحرر من الشريعة القيمة على الدين والقومية.‏ لذلك سبق المسيح
ففصل الدين عن القومية.‏ فما هي صلة الإنجيل بالشريعة والختان؟ وكيف تنف ّذ الجماعة
الرسولية أمر المسيح بدعوة العالم كله إلى الإنجيل،‏ ويخالطون المشركين،‏ » وإنما المشركون
نجس ‏»؟!‏ فهل من سبيل إلى إقامة التوراة والإنجيل جميعا ً،‏ أم لا بد من الاكتفاء بالإنجيل
وحده؟