لو تكلم الموتى
7FqrRG0GW
7FqrRG0GW
Create successful ePaper yourself
Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.
601<br />
2<br />
قال منشق من المشفى العسكري، حيث تم نقل مئات الجثث التي صورھا قيصر، ل ھيومن رايتس ووتش، إنه<br />
شھد بنفسه من "جلسات التجھيز" ھذه، وساعد في وضع الجثث في شاحنات بعد انتھاء ھذه الجلسات. راجعت<br />
ھيومن رايتس ووتش، أيضا، صورا أ<strong>لو</strong>امر خطية من الفروع األمنية ومن مسؤولين عسكريين تطلب من<br />
المستشفيات العسكرية فحص الجثث وإرسالھا للدفن. تضمنت صور قيصر صورا لبعض ھذه ا<strong>لو</strong>ثائق، وحصلت<br />
ھيومن رايتس ووتش- بشكل مستقل- على صور أخرى من منشق.<br />
قال المنشقان اللذان قابلتھما ھيومن رايتس ووتش وخدما في المستشفيين العسكريين إن جنودا نق<strong>لو</strong>ا الجثث إلى مقابر<br />
جماعية في أرض عسكرية في منطقة دمشق الكبرى، منھا مقبرة نجھا، قرب القاعدة العسكرية للفرقة الثالثة، وقرب<br />
مطار الضمير العسكري. لم يتسن ل ھيومن رايتس ووتش التأكد من صحة ما ذكرا.<br />
قضت أسر، أُجريت معھا مقابالت لھذا التقرير، شھورا أو سنوات تبحث عن أبنائھا وأزواجھا وأقاربھا وأصدقائھا.<br />
دفع كثيرون منھم ماليين الليرات السورية رشى لمختلف المسؤولين الحكوميين واألمنيين. معظم األسر لم تخاطب<br />
الفروع األمنية سيئة السمعة خشية االعتقال، ومع ذلك فإن األسر التي تقدمت بطلبات رسمية للحصول على مع<strong>لو</strong>مات<br />
عن ذويھا، لم تتلق تقريبا أي مع<strong>لو</strong>مات عن كيفية وفاتھم. بعضھا حصل على شھادة وفاة تحدد، ببساطة، أن المتوفي<br />
مات جراء سكتة قلبية أو فشل تنفسي. لم تتسلم أي أسرة، ممن قابلتھم ھيومن رايتس ووتس ألجل ھذا التقرير، جثث<br />
أقاربھا لدفنھا.<br />
على حد علم ھيومن رايتس ووتش، لم يُشرع في أي تحقيق مستقل في وفاة أي سجين في عھدة الحكومة، ولم تنشر<br />
الحكومة نتائج أي تحقيقات داخلية قد تكون أجرتھا. دعت منظمات دولية لحقوق اإلنسان ومنظمات إغاثة واألمم<br />
المتحدة، مرارا، الحكومة السورية إلى السماح لھا با<strong>لو</strong>صول إلى مراكز االعتقال في فروع األمن، لتحسين أحوال<br />
المعتقلين، والكف عن تعذيبھم. رغم ھذه الدعوات المتكررة، استمر التعذيب في مراكز االعتقال. األنماط الممنھجة<br />
من سوء المعاملة المتعمد والتعذيب، وثقتھا ھيومن رايتس ووتش وغيرھا من منظمات حقوق اإلنسان، تشير بوضوح<br />
إلى أن التعذيب وسوء المعاملة سياسة دولة؛ لذا، يشكالن جريمة ضد اإلنسانية.<br />
األدلة التي تقدمھا صور قيصر، إضافة إلى تلك العمليات المحددة والمنظمة والمتكررة لتجھيز جثث المعتقلين، التي<br />
وثقتھا ھيومن رايتس ووتش وآخرون تشير، أيضا، إلى سياسة دولة تتسم بالتقاعس في التحقيق في وفيات المعتقلين<br />
وتخفيف اأ<strong>لو</strong>ضاع المؤدية لمثل ھذه ا<strong>لو</strong>فيات، بل ھي في ا<strong>لو</strong>اقع سياسة لتمكين وتسھيل وفيات جماعية في عھدة<br />
الدولة.<br />
بالنظر إلى أن ھذه الجثث كانت تُصور وتسجل أسبوعيا في المستشفيات العسكرية في العاصمة السورية، فإن رؤساء<br />
مراكز االعتقال والمستشفيات العسكرية- وكذلك قادتھم- كانوا على علم أو كان ينبغي أن يكونوا على علم بتلك<br />
ا<strong>لو</strong>فيات الجماعية. أي أعمال داخل مراكز االعتقال كانت جزءا من سياسة الدولة من القتل أوالتعذيب أو غيرھما مما<br />
يتسبب عمدا في معاناة شديدة، قد تصل إلى جريمة ضد اإلنسانية. القادة الذين كانوا على علم أو كان ينبغي أن يكونوا<br />
على علم بالجرائم، وأخفقوا في منعھا أو في محاكمة مرتكبيھا، يقعون تحت طائلة المسؤولية الجنائية.<br />
قد تُرتكب الجرائم ضد اإلنسانية في أوقات السلم وفي حاالت النزاع المسلح، على السواء. تتألف ھذه الجرائم من<br />
أفعال محددة ترتكب على نطاق واسع أو منھجي كجزء من "ھجوم على السكان المدنيين"، مما يعني أن ھناك قدرا<br />
من التخطيط أو السياسة الرتكاب الجريمة. تشمل ھذه الجرائم القتل والتعذيب واألفعال غير اإلنسانية التي "تتسبب<br />
عمدا في معاناة شديدة، أو في أذى خطير يلحق بالجسم أو بالصحة العقلية أو البدنية".<br />
هيومن رايتس ووتش | ديسمبر/ كانون اأ<strong>لو</strong>ل 2015<br />
7