لو تكلم الموتى
7FqrRG0GW
7FqrRG0GW
Create successful ePaper yourself
Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.
23<br />
أحمد المسلماني كان يبلغ من العمر 14 عاما من نامر في درعا. قبل اندالع االنتفاضة السورية، كان في الصف<br />
السابع. بعد مقتل شادي أخيه األكبر بالرصاص يوم مارس/آذار في تظاھرة في بدايات االنتفاضة في<br />
درعا، أرسلت األسرة أحمد إلى لبنان خوفا على حياته. كان عمر أحمد 13 عاما حين غادر سوريا إلى لبنان.<br />
2011<br />
ماتت أم أحمد ألسباب طبيعية في سوريا حين كان بعيدا عن األسرة في لبنان. في 2 أغسطس/آب، 2012، حين كان<br />
عمره 14 عاما، قرر العودة إلى سوريا لتشييع جثمان والدته. كان مسافرا في حافلة صغيرة مع أشخاص آخرين.<br />
أحدھم عثر على أسرة أحمد ووصف لھا طريقة القبض عليھم. قال أفراد في أسرة أحمد ل ھيومن رايتس ووتش إنه<br />
وفقا لرواية زميل أحمد في السفر، أوقف عناصر من المخابرات الجوية السيارة عند نقطة تفتيش على جسر الكسوة<br />
على الطريق بين دمشق ودرعا وسأل ضابط أحمد: "لماذا تبكي؟". أجاب أحمد: "أبكي ألن أمي ماتت". 67<br />
5<br />
-<br />
أخذ الضابط ھواتف المسافرين وفتش فيھا، فوجد أغنية مناوئة لألسد في ھاتف أحمد. بدأ بإھانة أحمد قائال له: "أنت<br />
حيوان"، وغيرھا من الكلمات البذيئة. ثم سحب أحمد إلى غرفة صغيرة عند نقطة التفتيش، حسب ما قال زميله<br />
المسافر ألسرته بعد يوم من ھذه ا<strong>لو</strong>اقعة. وواصل بقية الركاب رحلتھم من دونه.<br />
عمل ضاحي المسلماني، عم أحمد، قاضيا لمدة 20 عاما قبل أن يفر من البالد في مارس/آذار 2013. قال ضاحي ل<br />
ھيومن رايتس ووتش إنه ذھب لرؤية العديد من المسؤولين الحكوميين بعد اختفاء أحمد، بمن فيھم وزير الدولة لشؤون<br />
المصالحة ا<strong>لو</strong>طنية علي حيدر، لمعرفة أي أخبار عن قضية أحمد. كما اتصل بالفرع األمني 248 الخاضع إلدارة<br />
المخابرات العسكرية ليستفسر إن كان أحمد محتجزا ھناك، بناء على مع<strong>لو</strong>مة من أحد معارفه، لكنھم أخبروه أن أحمد<br />
ليس من بين المعتقلين.<br />
في ديسمبر/كانون اأ<strong>لو</strong>ل 2012، بعد مرور 5 شھور على القبض على أحمد من دون أي أخبار عنه، جاء رجل له<br />
اتصاالت حكومية قوية -رفض ضاحي ذكر اسمه إلى مكتب ضاحي، وأخبره أنه إذا دفع ألف ليرة سورية<br />
(تساوي تقريبا 8451 دوالرا أمريكيا في ذلك ا<strong>لو</strong>قت)، سيُفرج عن أحمد. قال له الرجل إن األموال ستدفع لعضو<br />
برلماني موالٍ لألسد. دفع ضاحي للرجل واصطحبه لتسليم المبلغ.<br />
قال ضاحي إنه بعد<br />
600<br />
10<br />
أيام استقبل مكالمة من الرجل:<br />
10<br />
"أخبرني الرجل أن أحمد حي يرزق. ھو معتقل في فرع المخابرات الجوية في الزبلطاني. قلت له:<br />
أريد أن يفرج عن أحمد. أجاب: كنت تريد أن تعرف مكانه، واآلن عرفت. إذا أردت المزيد يتعين<br />
عليك أن تدفع مليوني ليرة سورية. أجبت: ال أملك كل ھذا المال؛ لست لصا أو ثريا جدا". 68<br />
باع ضاحي قطعة أرض وجمع مليون ليرة (تساوي تقريبا 14065 دوالرا أمريكيا في ذلك ا<strong>لو</strong>قت). لكن الرجل أخبره<br />
أن المبلغ غير كاف. وقال: "بدأت أستعطفه. أنا قاض وأصبحت شحاذا. أنا قاض وسأقبل قدميه كي يقبل". اصطحب<br />
الرجل وانتظر في السيارة وھو يسلمه المبلغ. وقال ضاحي إنه شاھد عضو البرلمان يأخذ حقيبة النقود. عاد الرجل إلى<br />
ضاحي قائال إنه سيُفرج عن أحمد في غضون أيام. لكن أحمد لم يعد إلى البيت.<br />
بعد 3 شھور، تلقى ضاحي مكالمة من فرع المخابرات الجوية في الزبلطاني تطلب منه القدوم إلى الفرع. قال ضاحي<br />
ل ھيومن رايتس ووتش: "طلب مني أبناء أخي أال أذھب. (قا<strong>لو</strong>ا): سيقبضون عليك ويقت<strong>لو</strong>نك". أضاف أنه ھو وأبناء<br />
67<br />
مقابلة ھيومن رايتس ووتش مع ضاحي المسلماني، 18<br />
السابق.<br />
مارس/آذار 2015.<br />
68<br />
هيومن رايتس ووتش | ديسمبر/ كانون اأ<strong>لو</strong>ل 2015<br />
35